Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
خصائص الأسلوب في شعر فاروق جويدة :
المؤلف
محمد، محفوظ حسين عبد الحميد.
هيئة الاعداد
باحث / محفوظ حسين عبد الحميد محمد
مشرف / ممدوح محمد عبد الرحمن الرمالي
الموضوع
الشعر العربي - مصر - تاريخ ونقد. الأسلوب الأدبي (أدب عربي). الإنشاء الأدبي (أدب عربي).
تاريخ النشر
2013.
عدد الصفحات
314 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2013
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - قسم النحو والصرف والعروض
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 325

from 325

المستخلص

حاول البحث في الصفحات السابقة أن يكشف خصائص الأسلوب لدى الشاعر فاروق جويدة، وأن يبرز أهم السمات اللغوية التي تميز بها أسلوبه على مستوى الحرف والبنية الصرفية والتراكيب النحوية والنواحي الإيقاعية، وكانت نقطة البداية من البيئة التي نشأ فيها الشاعر، ومتابعة الشاعر في مراحله المختلفة من خلال إبداعاته التي بين أيدينا، وفي نهاية المطاف توصل البحث إلى النتائج الآتية : الأسلوب كأحد العلوم التي برزت على الساحة في الآونة الأخيرة يمتد بجذوره إلى القرون الهجرية الأولى ظهرت في صورة إشارات في بطون أمهات الكتب العربية وتبلورت في نظرية النظم لشيخ البلاغيين عبد القاهر الجرحاني التي لو وجدت من يطورها لصار علم الأسلوب عربيا صرفا. نظم الشاعر فاروق جويدة قصيدة التفعيلة في فجر حياته، وكانت بمثابة الثورة على القصيدة التقليدية، ومع تقدم مراحل العمر انتقل على استحياء إلى التراث الشعري العربي متمثلا في القصيدة العمودية، واتضح ذلك في ديوانه ” ماذا أصابك يا وطن ؟” الذي يحوي بين دفتيه ثلاث قصائد ؛ اثنتان منهم عمودية والثالثة من شعر التفعيلة بما يعني أن نسبة القصيدة العمودية إلى قصيدة التفعيلة 2 : 1، وهذا يعني عودة الشاعر إلى التراث . أفاد الشاعر من التطور الموسيقي لإيقاع الشعر العربي والذي تولد عنه قصيدة التفعيلة في قصائده العمودية ؛ برز ذلك في قصيدته ” نشيد الجيش ”، وانتقاله فيها من قافية إلى قافية ومن روي إلى روي، وفي استعماله التكرار وهو أحد عناصر موسيقى الحشو الذي استعاض به الشعراء عن وحدة الوزن والقافية بكثافة في قصائده العمودية . التكرار عند فاروق جويدة اتخذ شكلا هرميا ؛ احتل تكرار الحرف قاعدته، وتكرار العبارة قمته، وفي منزلة بين المنزلتين يأتي تكرار اللفظ . نظم الشاعر قصائده العمودية والحرة ومسرحه الشعري على ستة أبحر فقط من بحور الشعر العربي هي : ” الكامل – الوافر – الرمل – المتقارب – المتدارك – البسيط ”، وآثر الأبحر الصافية عن المركبة، وفي الصافية آثر استعمال البحر ومقلوبه؛ كالكامل والوافر، المتقارب والمتدارك . انحسار الشاعر في ستة أبحر من بحور الشعر ربما يرجع إلى طبيعة عمله كصحافي يخاطب قطاعا عريضا من الجماهير يوميا في مقاله ” هوامش حرة ” والذي جعل أسلوبه أقرب إلى لغة الحياة اليومية، وربما كان الكامل أقرب إلى لغة الجماهير من وجهة نظره. اعتماد لغة الصحافة بدرجة كبيرة على سرد الأحداث أدت إلى غلبة التراكيب الممتدة على التراكيب البسيطة في إبداعات الشاعر هذا في الشعر الغنائي، والأمر مختلف في لغة المسرح الشعري التي تطول فيها الجمل أو تقصر حسب درجة الحوار والشخصيات المتحاورة . استعمل الشاعر الفعل الثلاثي المضعف العين للدلالة على المبالغة في الفعل، وأفاد من تجاور الحروف؛ كانحسار السين بين الكاف والراء في ” كسر ”، والطاء بين اللام والخاء في ” لطخ ”، وبرز استعمال الجذر ” كسر ”، وهذا يقودنا إلى استقراء الحالة المزاجية الثائرة للشاعر . استعمال الشاعر لأسماء الأعلام التي ترتبط بأحداث تاريخية هامة على مستوى شعره المسرحي والغنائي مثل : ” صلاح الدين ، أسماء ، الزبير ، بوش ، شارون ، الحجاج، ولادة ، ديليسبس ، يعقوب ، يوسف ” مؤشر لنزعة الشاعر الدينية، وميوله السياسية . التصغير كأحد السمات الأسلوبية برز في استعمالات الشاعر، وتقدم تصغير ” شجرة ” على سائر الأسماء المصغرة لديه، وكان وسيلته لتحقيق أغراض إيقاعية دلالية، وهنا تتحول الظاهرة التصريفية إلى سمة أسلوبية . جاء استعمال فاروق جويدة لظاهرتي إسكان المتحرك وتحريك الساكن مخالفا لما وضعه النحاة والصرفيون من قواعد تعليمية أحياناً، فجاء التناول لما هو وارد عن كلام العرب واستعمالاتهم، وفي أحيان أخرى نراه يوافق قواعد النحاة والصرفيين ليوفق بين القواعد والاستعمال . كثير من التصرف في استعمالات الأبنية الصرفية يؤدي إلى تحقيق مطالب إيقاعية أو سياقية؛ تتعلق إما بالتخفف في النطق أو التناغم مع البحر وتفعيلاته أو مساوقة خصائص الحروف للسياق الصوتي أو السلسلة الصوتية المستعملة في إنشاء البيت أو السطر أو تحقيق دلالة بعينها، لكن كل ذلك يتم في إطار قاعدة أمن اللبس . تأتي طريقة الكتابة التي استعملها الشاعر في نظم قصيدة التفعيلة كأحد السمات الأسلوبية التي تميز بها الشاعر؛ من مثل وضع النقطتين الأفقيتين، وعدد الكلمات في كل سطر وغيرهما؛ ليهدئ من روع البحر أو ليلفت نظر المتلقي إلى دلالة يريد إيصالها إليه، ومخالفا من أدعى أن طريقة رصف الكلمات في شعر التفعيلة ناتج عن ضيق السطر وعدم استيعابه لكم الألفاظ . برزت بنية الاعتراض كأحد السمات الأسلوبية عند فاروق جويدة، وتقدم الاعتراض بأسلوب النداء على سائر البنى الاعتراضية، وهذا يعني أنها ليست حشوا، ولكنها ذكرت لتؤدي أغراضا دلالية لا تتحقق بدونها . استعمل فاروق جويدة الظاهرة وعكسها عن وعي، ووظف ذلك لخدمة الإيقاع والدلالة، وفي كل ذلك يستعمل ما أتاحته له اللغة غير منحرف عن المقياس الصوابي، ولا مخالفا لما أقره علماء العروض من الضوابط الإيقاعية للبيئة الطبيعية والاجتماعية أثر واضح في تشكل إيقاعات فاروق جويدة، وقد بدا ذلك واضحا في اختياره للألفاظ المكونة لمعجمه الشعري، واتضح للباحث أن معرفة السيرة الذاتية لمبدع العمل الفني هي البوابة الشرعية لقراءة العمل . اتضح للباحث بعد تحليل الأعمال الشعرية للشاعر فاروق جويدة أن لغتها معاصرة ؛ لا هي متقعرة، ولا هي منحرفة عن المقياس الصوابي لاستعمالات العربية.