Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
قضايا الأسلوب في تراث علوم القرآن :
الناشر
جامعة عين شمس .
المؤلف
الخولي ،كريم فاروق أحمد عبد الدايم .
هيئة الاعداد
مشرف / طارق سعد شلبي
مشرف / إسلام حسن الشرقاوي
مشرف / طارق سعد شلبي
باحث / ) كريم فاروق أحمد عبد الدايم الخولي
الموضوع
قضايا القرآن. البرهان للزركشى. القضايا اللغوية. علوم القرآن.
تاريخ النشر
2011
عدد الصفحات
ص.:232
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2011
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - اللغة العربية و آدابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 242

from 242

المستخلص

حسبنا أن تكون هذه الدراسة استكمالا لجهد أساتذتنا في ترسيخ جذور الدرس الأسلوبي عند القدماء من السلف خاصة عند الزركشي كما يظهر لنا من كتابه البرهان باعتباره أبرز ما وصل إلينا من تراث علوم القرآن.
ومن هذا المنطلق, فإن هذه الدراسة تقوم على رصد قضايا الأسلوب في كتاب البرهان وتحليلها عن طريق رصد مكونات الأسلوب العام للقرآن الكريم كما أوضحه الزركشي وتحليلها مع رصد أدوات يمكن أن تفيدنا في الدرس الأسلوبي الحديث, وذلك برصد تصور الزركشي لمستويات الأسلوب من صوت وصرف وتركيب وتصوير ودلالة, مع رصد تصور الزركشي لوحدة النص القرآني والكشف عن الأدوات التي تسلح بها في رحلته لإثبات هذه الوحدة, ورصد تصوره لقضايا التلقي وصور التلقي للنص القرآني والقدرة التأثيرية للنص القرآني على المتلقي, مع رصد أدوات الزركشي المنهجية في تناوله لقضايا الأسلوب.
ومن ثم فإن المنهج المتبع في هذه الدراسة المتواضعة ينبع من معطيات الدرس الأسلوبي الحديث, وهو قائم على الاستقراء والتحليل, فيرصد القضايا المختلفة التي تضمنها كتاب البرهان, ويعمد إلى تصنيفها والكشف عن أبعادها من خلال الإفادة من التطور الذي شهده الدرس اللغوي والبلاغي والنقدي الحديث.
فبداية عمدنا إلى القراءات الأول لكتاب البرهان بطريقة شمولية وأعقب تلك القراءات قراءة متأنية راصدة قضايا الأسلوب وظواهره ظاهرة ظاهرة, وبعد رصد وترتيب تلك الظواهر حددت كل ظاهرة وأفرد لها فصلا من فصول الدراسة للكشف عن أبعادها عند الزركشي على أن ترتيب الفصول حسب الظواهر وليس حسب ترتيب ورودها في أجزاء البرهان, وقد قسمت الدراسة إلى أربعة فصول يسبقها مقدمة وتمهيد ويليها خاتمة وثبت بالمصادر والمراجع وفهرس للدراسة ثم ختمت بملخص للدراسة بالعربية والانجليزية.
تناولت المقدمة التعريف بطبيعة الموضوع والدافع إلى اختياره وأبرز معالم المنهج المتبع في الدراسة وبيان أقسامها وأبرز الصعوبات التي واجهت البحث وكيفية التغلب عليها, وضمنت بإشارات موجزة عن الدراسات السابقة سواء عن الزركشي أو كتابه البرهان.
أما التمهيد فقد تناول الزركشي وعصره وأبرز ملامح المنهج المتبع في الدراسة وأدواته.
أما الفصل الأول فجاء بعنوان ”مستويات الأسلوب” ورتبنا هذه المستويات حسب ما تصوره أساتذتنا فكان ذلك الترتيب منطقيا بحيث بدأ بالظواهر الإفرادية منتهيا بالظواهر التركيبية, فجاءت الظواهر الصوتية في المبحث الأول, ورصدنا فيه تصور الزركشي لمخارج الأصوات وصفاتها خاصة الحروف المقطعة في القرآن الكريم, وتمت الإشارة إلى فطنة الزركشي إلى بعض العلاقات القائمة بين تلك الأصوات ومن ذلك علاقة التقابل, ورصدنا في هذا الجزء من المبحث تجاوز الزركشي صفات الأصوات إلى علاقتها بمستويات الأسلوب في النص القرآني ومن ذلك علاقتها بالتركيب من حيث التأثير في ترتيب المفردات داخل التركيب بالتقديم والتأخير بين تلك المفردات تبعا لتأثير الأصوات المتقاربة التي تحتاج إلى بذل جهد عضلي كبير خلال تلاوة النص القرآني ويتمثل تلافي هذا الجهد بالفصل بين تلك الأصوات وذلك بالتقديم والتأخير, وختم هذا المبحث بتجليات الدرس الصوتي عند الزركشي من خلال تناوله للقراءات وقد رصدنا فيها تصور الزركشي لأثر اختلاف الأصوات على اختلاف القراءات ومثل ذلك باختلاف المد والإمالة وتخفيف الهمزة من قراءة لأخرى.
وخلال رصدنا لما تناوله الزركشي من صور الاختلاف بين القراءات تمت الإشارة إلى واحدة من أهم الظواهر الأسلوبية عنده, تلك الظاهرة التي ربط فيها الزركشي بين الصوت والخط والدلالة في النص القرآني بصورة ثلاثية من حيث التماثل والتخالف في القراءات بمعنى اختلاف أحد تلك الأركان وثبات الركنين الآخرين حيث يختلف الصوت في الكلمة من قراءة لأخرى ولا يختلف رسمها أو دلالتها وهكذا, وقد وصلنا هذا الجهد للزركشي بأحد الأسلوبيين المعاصرين ممن تناول تلك الظاهرة بصورة ثلاثية تتمثل في الصوت والخط والدلالة من حيث التماثل أو التخالف بين الكلمات.
وجاءت الظواهر الصرفية في المبحث الثاني, ورصدنا فيه تصور الزركشي لأهمية الصيغ الصرفية في الكشف عن الدلالة في النص القرآني عموما, مع رصد العلاقات القائمة بين الصيغ الصرفية ومنها الاشتقاق وربطه بالأصل والفرع, وفي هذا الجزء من المبحث تم رصد تصور الزركشي للعلاقة القائمة في النص بين الصرف وبين مستويات الأسلوب الأخرى, علاوة على رصد الفروق الدلالية بين تلك الصيغ, وتمت الإشارة لتصور الزركشي لمراتب للصيغ الصرفية تتبعها مراتب دلالية, وختمنا هذا المبحث بتصور الزركشي للعدول الصرفي وأسبابه ودلالة ذلك العدول, ومدى ارتباطه بالسياق في النص القرآني, وتمت الإشارة إلى ارتباط العدول الصرفي في النص القرآني بالتصوير عند الزركشي.
وجاءت الظواهر التركيبية في المبحث الثالث, ورصدنا فيه العلاقات التركيبية المختلفة القائمة بين مكونات التركيب ومن ذلك العلاقة الترتيبية سواء النحوية أو المنطقية, وتمت الإشارة في هذا الجزء من الدراسة إلى فطنة الزركشي في رصد تأثير العلاقات الدلالية القائمة بين المفردات على الترتيب داخل التركيب, وتمت الإشارة أيضا إلى تصور الزركشي لقدرة العلاقات التركيبية على تحقيق التماسك والترابط بين المفردات داخل النص القرآني وتصوره لبناء التركيب داخله.
وتناولنا في هذا المبحث تصور الزركشي لوحدة التركيب واكتماله في النص من خلال درسه للوقف والوصل خلال عملية التلاوة, وذلك عن طريق تحديد الوقف حسب اكتمال التركيب باعتبار التركيب وحدة دلالية قد تختلف عن دلالة مكوناتها ومثل لذلك باكتمال التركيب الوصفي والعطفي والبدلي
كما تناولنا في هذا المبحث علاقة التركيب بالدلالة من خلال درس الزركشي لقضية الإجمال الدلالي داخل النص وتأثير التركيب في ذلك الإجمال أو الغموض, كما رصدنا دلالات بعض التراكيب عند الزركشي منها دلالة التركيب البدلي والعطفي علاوة على رصد مؤكدات الجملة الاسمية والفعلية, وفي هذا الجزء تمت الإشارة إلى تصور الزركشي للتدرج الدلالي للتوكيد من خلال تدرج مؤكدات الجملة, وربطه بين دلالة التركيب على التوكيد وبين بعض السياقات في النص القرآني ومنها سياقات الوعد والوعيد, كما رصدنا دلالة الذكر ودلالات التكرار, وتمت الإشارة إلى ارتباط دلالات تلك التراكيب بسياقات الوعد والوعيد والموعظة علاوة على ارتباطها بالتأثير على المتلقي.
ورصدنا فيه أيضا القوالب التركيبية ودلالاتها ومن ذلك تراكيب الشرط والوصف والعطف والبدل وتصور الزركشي لوحدة هذه التراكيب باعتبارها وحدات دلالية داخل النص القرآني, وتمت الإشارة في هذا الجزء من الدراسة على ربط الزركشي بين تلك التراكيب وبين السياق في النص القرآني وتأثيرها على المتلقي وفي كل رصد الزركشي العلاقات التركيبية والدلالية القائمة بين مكونات كل تركيب.
وختم هذا المبحث بتصور الزركشي للعدول التركيبي ودلالاته من خلال الالتفات والحذف والزيادة والتقديم والتأخير والاعتراض, وقد عبر الزركشي عن ذلك العدول بالنقل أو بالخروج عن الأصل أو قال ولم يقل, وغالبا التعبير عنه بالعدول صراحة, وقد تمت الإشارة إلى تصور الزركشي للعلاقة بين العدول وبين المتلقي من حيث التأثير عليه, ورصد تصور الزركشي للصورة المثالية للتركيب من حيث الشكل أو الدلالة على المستويين النظري والتطبيقي وتمت الإشارة إلى الإجراءات التطبيقية التي اتخذها الزركشي وتصب في تصوره لتلك الصورة المثالية للتركيب والإشارة أيضا إلى تصور الزركشي للتناسب بين التراكيب في النص القرآني بفضل اعتماد العدول.
وجاءت الظواهر الدلالية في المبحث الرابع, ورصدنا فيه تجليات الدرس الدلالي عند الزركشي من خلال تناوله لقضية التفسير والتأويل, ورصدنا فيها اهتمام الزركشي بالدلالة في النص القرآني من خلال اعتماده تطبيقيا على تفضيل بعض الآيات أو السور على البعض الآخر من حيث الدلالة ورصدنا تصور الزركشي للعلاقات الدلالية القائمة بين مفردات النص وتراكيبه ومن ذلك التناسب والطباق والمقابلة, وتمت الإشارة في هذا الجزء من الدراسة إلى تصور الزركشي للروابط الدلالية القائمة بين المفردات والآيات داخل النص القرآني بما يحقق له التماسك والترابط, هذا بجانب تصوره لتلك العلاقات بطريقة كمية نابعة من العدد قد تتجاوز الآية الواحدة إلى العديد من الآيات.
كما رصدنا أدوات الزركشي في استخراج الدلالة وتصوره للأدوات اللغوية وغير اللغوية, وارتباط تلك الأدوات بالإجمال الدلالي في النص القرآني ورصدنا من تلك الأدوات ملاحظة العلاقات الدلالية بين المفردات, والأخذ بمجمل الآية باعتبارها وحدة دلالية, وملاحظة العلاقات التركيبية القائمة بين المفردات واتصال التركيب, والبحث في الدلالة الكلية للسياق, والتطور الدلالي للمفردات وملاحظة المعنى الأصلي التي نقلت عنه الكلمة, وختمنا هذا الجزء بالكشف عن تصور الزركشي للأدوات الصرفية والنحوية والسياق باعتبارها أدوات تكشف عن دلالة الكلمة بجانب الدلالة المعجمية لها.
ثم رصدنا تصور الزركشي لأقسام الدلالة وما تناوله من الدلالات الكلية والجزئية فكانت الدلالات الكلية عنده ست دلالات هي الخبر والاستخبار والشرط والقسم والأمر والنفي موردا تحت كل دلالة من تلك الدلالات دلالات صغرى تتفرع منها, وتحت الدلالات الصغرى دلالات أصغر منها بما يشبه الخريطة الذهنية, وذكر الزركشي أسباب الربط بين الدلالات الكلية والفرعية وكان ذلك بالاعتماد على ما فهمه من السياق أو أسباب النزول أو قول لأحد العلماء.
كما رصدنا في هذا الجزء تصور الزركشي لأقسام دلالات اللفظ من الدلالة اللغوية والشرعية والعرفية والاصطلاحية علاوة على تقاطع تلك الدلالات مع بعضها البعض واعتماده لترتيب هذه الدلالات من حيث أولوية الأخذ بها داخل النص القرآني.
وأعقبنا ذلك بتصور الزركشي للتعدد الدلالي في النص القرآني على مستوى الآية أو المفردات.
وأعقبنا ذلك بالكشف عن تصور الزركشي للفروق الدلالية بين المفردات وتمت الإشارة في هذا الجزء إلى اعتماد الزركشي على الأصوات لرصد الفروق الدلالية بين المفردات.
كما رصدنا تصور الزركشي للعدول الدلالي وأسبابه وتمت الإشارة في هذا الجزء من الدراسة إلى تصور الزركشي لبقاء دلالتين للكلمة في النص الأولى الدلالة المعدول عنها والثانية الدلالة المعدول إليها, كما أشير إلى إثبات الزركشي لدليل العدول الدلالي وذلك بالبحث في متعلقات الفعل أو البحث في السياق.
وختمنا هذا المبحث بتصور الزركشي للسياق وأنماطه ودلالته في النص, وكشفنا عن تصور الزركشي من الناحية التطبيقية لأربعة أنماط من السياقات تشمل النص القرآني كله وتلك الأنماط تبدأ بسياق الآية وتنتهي بالسياق الكلي للنص القرآني مرورا بسياق جزئي لمجموعة من الآيات المرتبة داخل السورة, وسياق السورة.
وأعقب تلك الأنماط الكشف عن تصور الزركشي لأهمية السياق من حيث تأثيره في مستويات الأسلوب خاصة الدلالة, ورصدنا في هذا الجزء تصور الزركشي لتأثير السياق في الكشف عن الدلالة المعجمية للمفردات, وتأثيره في الكشف عن دلالة التركيب وظواهره, وتمت الإشارة إلى التناسب بين السياق ومكوناته, وبينه وبين حال المتلقي من حيث مناسبة سياقات الترغيب والترهيب لحاله من الكفر والإيمان.
وجاءت الظواهر التصويرية في المبحث الخامس, ورصدنا فيه الصورة الجزئية من التشبيه والاستعارة والكناية, والصورة الكلية الجامعة بين الصور الجزئية وتناول الزركشي للتمثيل وربط ذلك كله بالدلالة في تصور الزركشي مع رصد إفادته من البلاغيين القدامى, وتمت الإشارة إلى تصور الزركشي للصورة في النص القرآني وارتباطها بالدلالة ووضوحها من حيث اعتماد الزركشي في الغرض منها إلى إخراج ما لا يدرك بسهولة إلى ما يدرك بسهولة, مع حرصه على ربط الصورة بالدلالة والسياق في النص القرآني وبالتأثير في المتلقي, وبدا لنا في هذا الجزء من الدراسة حرص الزركشي على اكتمال البنية التصويرية تركيبيا ودلاليا من خلال بعض الإجراءات العملية منها تقدير المحذوف ورصد أطراف الصورة والعلاقات التركيبية والدلالية القائمة بينها.
أما تصور الزركشي للصورة الممتدة في النص القرآني فقد تميز بالاهتمام بالصورة بصرف النظر عن الصور الجزئية المكونة لها, وجاء ذلك الاهتمام بهذه الكيفية نتيجة لاهتمام الزركشي بالدلالة ووضوحها في النص القرآني ورصد تأثيرها في المتلقي كما هو الحال في تناوله للصور الجزئية, وختمنا هذا المبحث برصد بعض الصور الممتدة في النص القرآني التي تناولها الزركشي بالتحليل وربطها بالسياق والمتلقي.
وجاء الفصل الثاني كاشفا عن تصور الزركشي لوحدة النص عموما ووحدة النص القرآني خصوصا وذلك على المستويين النظري والتطبيقي, ووصلنا ذلك التصور بقضية وحدة النص في التصور الحداثي لها, واتسم الكشف عن تصور الزركشي لوحدة النص برصد القضايا التي تفضي إلى وحدة النص القرآني ومن ذلك قضية موهم الاختلاف وقد تناول في تلك القضية نفي الاختلاف بين آيات النص القرآني عموما
وقمنا برصد الإجراءات العملية التي اتخذها الزركشي في هذا الصدد من رصد لسمات النص مما أورده الزركشي نظريا وتطبيقيا, ومن أبرز تلك السمات ما رصدناه من تصور الزركشي لسبعة أنماط للتناسب بين أجزاء النص القرآني بما يفضي إلى التناسب العام بينها باعتبارها سمة أساسية من سمات النص القرآني, والتناسب عنده يعبر عن المقاربة والارتباط بين أجزاء النص القرآني سوره وآياته ويتوزع على التناسب الدلالي والتركيبي والصوتي, وتمثلت تلك الأنماط في تناسب الآيات داخل السورة الواحدة, وتناسب فاتحة السورة مع خاتمتها, وتناسب فاتحة السورة مع خاتمة السورة قبلها, وتناسب فاتحة السورة مع فاتحة السورة قبلها, والتناسب بين السور المتتالية, وتناسب ترتيب السور في المصحف العثماني, والتناسب بين السورة واسمها.
ورصدنا من تلك الإجراءات تفسير الزركشي للنص بالنص بالاعتماد على أقواله النظرية التي تفضي بأن أفضل وسيلة للتفسير هي تفسير القرآن بالقرآن ثم اتبعنا ذلك بالتطبيق عنده عن طريق وصوله للدلالة في آية بالبحث في سياقاتها الجزئية أو في السياق العام للنص القرآني, أو خلال عملية الاستدلال على الظواهر التركيبية.
ورصدنا في هذا الفصل أيضا دور التكرار والمقارنة باعتبارهما من الإجراءات العملية التي اتخذها الزركشي ليعبر عن تصوره لوحدة النص القرآني, فتناول تكرار التراكيب والقصص في النص القرآني بطريقة كمية, وفي المقارنة تناول الزركشي بطريقة تطبيقية العلاقات التركيبية والدلالية القائمة بين الآيات المتشابهة في النص القرآني رابطا بينها وبين السياق من حيث تأثيره في عدم تطابقها تركيبيا ودلاليا, وتمت الإشارة إلى أن التكرار والمقارنة يتطلبا من الزركشي نظرا كليا في عموم النص القرآني لرصد التكرار أو تناول الآيات بالمقارنة.
وتناول الفصل الثالث قضايا التلقي عند الزركشي, ورصدنا تصور الزركشي لصور التلقي من تلقي سمعي وبصري وربط الزركشي بين تلك الصور وبين الدلالة في النص, وتمت الإشارة في التلقي البصري إلى تفصيل الزركشي خطوات تأثير الفاصلة في المتلقي من حيث الألفة ثم التوقع للفاصلة ثم متعة الظفر بما توقعه منها.
أما التلقي البصري للنص القرآني فتظهر أهميته من تصور الزركشي لأفضلية تلقيه بالقراءة على السماع, ويتمثل عنده في تأثير خط المصحف على المتلقي والكشف عن الدلالة في النص القرآني من خلال الاختلاف بينه وبين الخط المعتاد من ناحية, واختلاف رسم بعض الكلمات في النص القرآني من موقع لآخر تبعا لاختلاف الدلالة من ناحية أخرى.
وقد رصد تحت هذا الاختلاف بين خط المصحف وبين الخط المعتاد الاختلاف بالزيادة من حيث زيادة الألف أو الواو أو الياء في رسم بعض الكلمات لتضفي بعض الدلالات, والاختلاف بالنقصان أو الحذف من حيث حذف الألف أو الواو أو الياء أو النون من رسم بعض الكلمات لتنبيه المتلقي على الفرق الدلالي بين الأمور العلوية غير المدركة بالحس, وكل ذلك في إطار إدراك المتلقي للفرق بين خط المصحف والخط المعتاد, أو لإدراكه بصريا للزائد أو الناقص في خط المصحف.
كما رصدنا تصور الزركشي للعدول في الرسم بين الحروف من حيث العدول عن رسم بعض الحروف إلى رسم حروف أخرى لتنبيه المتلقي خلال إدراكه بصريا لهذا العدول في الرسم إلى الدلالة في النص القرآني ومن ذلك الاختلاف أيضا في وصل الكلمات أو فصلها من موضع لآخر في النص القرآني.
وأعقبنا صور التلقي برصد تصور الزركشي لأحوال التلقي ودرجاته وتصوره مراعاة الصياغة لأحوال المتلقي, وكشفنا عن تصور الزركشي لدرجات المتلقين من عدة زوايا منها تفاوتهم في إدراك الدلالة ومنها تصنيف المتلقين حسب درجة إدراكهم للدلالة وتجاوبهم مع النص ووسيلة الإدراك
كما رصدنا في ختام هذا الفصل تصور الزركشي للعلاقة بين المتلقي والنص التي اتسمت عنده بالتجاوب والتأثير.
وجاء في ختام تلك الفصول الكشف عن الأدوات المنهجية-وذلك في الفصل الرابع-التي تسلح بها الزركشي في رحلته للكشف عن الدلالة في النص القرآني وتناوله لقضايا الأسلوب, ووصلت تلك الأدوات بما يتفق أو يفترق مع الأدوات المنهجية الحداثية بهدف ترسيخ جذور تلك الأدوات في تراثنا من ناحية, والكشف عن أدوات قد تفيدنا في الدرس الأسلوبي الحديث من ناحية أخرى.
ومن أهم تلك الأدوات اعتماد الزركشي للجمع بين مستويات الأسلوب كما رصدناها عنده في تصوره الشامل لتلك المستويات مجموعة خلال تناوله للنص القرآني بالتحليل وذلك على المستويين النظري والتطبيقي بما يعبر عن وحدة الأسلوب عنده فجاء تحت عنوان وحدة الأسلوب وقد اتضح هذا عنده من شقين الأول الإطار النظري في رصده لقانون التفسير أو الأدوات التي يحتاجها المفسر للكشف عن الدلالة, والشق الثاني تمثل في الجانب التطبيقي عند الزركشي من خلال تطبيق قانونه في التفسير على النص من خلال المفاضلة بين آية منه وقول مأثور أو تحليل بعض الآيات.
ورصدنا تحت السمة المنهجية الثانية اعتماد الزركشي في استخراج الدلالة في النص القرآني أو تفسير الظواهر اللغوية على البحث في ملابسات النص وما يحيط به خاصة عند الإجمال الدلالي في النص القرآني وقد اعتمد الزركشي في ذلك على أسباب النزول والمكي والمدني والحديث الشريف تنظيرا وتطبيقا.
كما رصدنا تحت السمة المنهجية الثالثة اعتماده للإحصاء, ورصدنا قيام الزركشي بعملية الإحصاء للدلالات الكلية للنص القرآني, وإحصاء لبعض الألفاظ الواردة فيه وعدد ورودها, وفي هذا الجزء تمت الإشارة إلى أن الزركشي ربط بين الإحصاء والدلالة في النص القرآني بوجه من الوجوه, لا يذكر فيه دلالة العدد, ولكن باعتبار الإحصاء للمعدود ظاهرة توجب التوقف عندها
ورصدنا تحت السمة المنهجية الرابعة اعتماد الزركشي للتقسيم, بما يشبه الخريطة الذهنية, فالزركشي لا يتناول الموضوع أو العلم المدروس مجملا, ولكن يذكر أقسامه, وقد يقسم تلك الأقسام إلى أقسام أخرى
ورصدنا تحت السمة المنهجية الخامسة اعتماد الزركشي للاستدلال, إذ يمثل الاستدلال سواء على الظواهر اللغوية أو الدلالة التي كشف عنها الزركشي في النص القرآني ملمحا يكشف لنا عن علاقة الزركشي بمتلقيه من حيث إيراد ما يقنعه بصحة ما كشف عنه من دلالات من ناحية, وتحري الزركشي الدقة في إيراد ما اعتمد عليه أو المصدر الذي وجهه لتلك الدلالات؛ ليقف عليها متلقيه من ناحية أخرى, وقد تنوعت مصادر الاستدلال عند الزركشي فمنها القرآن نفسه, والقراءات, والحديث الشريف, والشعر, والاستدلال العلمي, وكان أكثرها في كتابه الاستدلال بالنص القرآني ذاته
ورصدنا تحت السمة المنهجية السادسة اعتماد الزركشي على عرض الآراء, وهي من الملامح المنهجية التي اتبعها الزركشي في كتابه البرهان ودراسة القضايا اللغوية المختلفة في النص القرآني؛ وتميز هذا الجزء بعرض أقوال العلماء ومناقشتها سواء بالتعبير عن رأيه فيها, أو بالاعتماد على رأي غيره وسرد الأدلة على الرأي الصحيح.
ورصدنا تحت السمة المنهجية الأخيرة اعتماد الزركشي للتنظير والتطبيق, إذ يعد التطبيق بمثابة الدليل على التنظير وصحته, ويعد التنظير مهما لإجمال الظواهر المختلفة واعتباره قاعدة يمكن الرجوع إليها عند التطبيق
وقد أعقبنا تلك الفصول بخاتمة تناولت التعريف بفصول الدراسة ومباحثها وجزئياتها والإشارة إلى أبرز ما رصدناه فيها, وأعقبنا الخاتمة بثبت بالمصادر والمراجع وفهرس مفصل لفصول الدراسة ومباحثها ثم تنتهي بملخص باللغتين العربية والانجليزية.