الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعتمد الدراسة في هذا البحث على المقارنة بين روايتي ” عائد إلى حيفا ” للأديب الفلسطيني غسان كنفاني ، و ” حمائم في ترافلجار ” للأديب الإسرائيلي العراقي الأصل سامي ميخائيل ؛ بهدف تحديد مواطن التأثير والتأثر بين العملين . وقد كتب غسان كنفاني روايته ” عائد إلى حيفا ” سنة 1970 م وهو في الحادية والثلاثين من عمره ، بعد وقوع النكبة العربية الثانية ( نكسة 1967 ) بثلاث سنوات كاملة ، في ظل إحساس عام بالعجز ، وشعور مفعم بالمرارة ، وغصة معجِزة عن البوح . وتزامن توقيت كتابة الرواية أيضاً مع ظهور حركة المقاومة الفلسطينية من قلب اليأس مع تأسيس حركة فتح سنة 1965 م ، ومع تعاظم قوة إسرائيل وعدم وجود أية مؤشرات لأية قوة عربية من شأنها أن تغير شيئاً في موازين القوى بالمنطقة ، فكانت النغمة السائدة حينها لحناً حزيناً ملؤه الإحباط والإحساس بالانكسار . وفي غمار هذا الجو الكئيب الملئ بالإحباط وشظايا الكرامة العربية المهدرة كتب كنفاني رواية يقول فيها : ” لا للاحتلال ” ، رواية تدعو إلى مقاومة المحتل الغاصب بكل ما هو غالٍ ونفيس . أما سامي ميخائيل فقد كتب رواية ” حمائم في ترافلجار ” سنة 2005 م وهو في الحادية والثمانين من عمره ، ولا شك أن المرء يقف في مثل هذا السن المتأخر موقف المتأمل من الحياة ، بعد أن يكون قد تخلص من اندفاع الشباب وشطحات الطموح ، فيكون حريصاً في اختياراته ، متأنياً في كتابة إبداعاته ؛ حرصاً منه على تاريخه الأدبي الذي ابتناه طيلة حياته . أي أننا أمام رواية عربية كتبها أديب فلسطيني مقاوم وهو في صدر شبابه ، ورواية عبرية كتبها أديب إسرائيلي من أنصار السلام وهو في مرحلة متقدمة من عمره . وقد عرض الباحث للدراسة في موضوع ” تنازع الرؤية بين روايتي ” عائد إلى حيفا ” لغسان كنفاني و ” حمائم في ترافلجار ” لسامي ميخائيل ” في أربعة فصول تسبقها هذه المقدمة وتمهيد عن الأدب المقارن ومدارسه وإشكالياته ، ثم ختم دراسته بالنتائج التي توصلت إليها الدراسة . وهذه الفصول على النحو التالي : الفصل الأول وعنوانه : غسان كنفاني وسامي ميخائيل حياتهما وإنتاجهما الأدبي ومكانتهما في أدبهما . وقد تناول نشأة الأديبين ، وأعمالهما الأدبية ، والمؤثرات الفكرية التي أثرت على كل منهما ومكانتهما في أدبهما ، ثم قمت ببيان أوجه الشبه والاختلاف بينهما في ضوء النتائج التي توصلت إليها . أما الفصل الثاني فعنوانه : قضايا الصراع الإسرائيلي العربي في الروايتين . وانطوي على رؤية كل من نص ” عائد إلى حيفا ” ونص ” حمائم في ترافلجار ” للصراع العربي الإسرائيلي من خلال خمسة محاور رئيسية هي : الصراع بين الأنا الفردية والأنا الجماعية ، والصراع بين العقل والعاطفة ، والصراع بين المتدينين والعلمانيين ، والصراع حول مفهوم السلام والصراع داخل المجتمع الفلسطيني . أنا الفصل الثالث فيقع تحت عنوان : صورة الآخر في الروايتين . حيث أبرز الباحث في هذا الفصل رؤية كل من النصين للآخر مع مراعاة السياق الزمني الخاص بكل نص ، وقد عرضت لهذا الاختلاف في صورة الآخر من خلال خلال أربعة محاور رئيسية هي : صورة إسرائيل في الروايتين ، وصورة فلسطين في الروايتين ، وصورة العربي في الروايتين وصورة الإسرائيلي في الروايتين . ثم جاء الفصل الرابع تحت عنوان : أزمة الهوية في الروايتين . وقد ختمت هذه الدراسة بهذا الفصل ليكون استكمالاً للتحليل النقدي لكلا العملين ، وفيه عرضت لأهم ملامح الهوية كيفما أظهرها نص ” عائد إلى حيفا ” ونص ” حمائم في ترافلجار ” ، كما تطرقت إلى ملامح الهوية الفلسطينية الجدية التي يدعو إليها كل نص على حدة ، وبينت أوجه الاختلاف بين كل منها والأخرى . ثم انتهيت بدراسة العناصر التي أسهمت في تشكيل عناصر الهوية الإسرائيلية في رواية ” حمائم في ترافلجار ” . |