الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تمر المجتمعات الحضرية منذ بداية الألفية الثالثة بمجموعة من التغيرات الاجتماعية والثقافية المهمة وما يميز هذه التغيرات مقارنة بالمراحل السابقة وجود ثلاثة مظاهر أساسيه أولها التقدم الفنى وثورة المعلوماتيه و ثانيها سرعتها وقوة تأثيرها وثالثها إفراز منظومة جديدة من القيم المغايرة لقيم المجتمع الحضرى التقليدى ذات العلاقة بالإنتاج والاستهلاك حيث ساعدت القيم المتغيرة الجديدة على اتساع الهوة بين القطاع الريفى والقطاع الحضرى فى داخل المجتمع الواحد إذ أصبحت مقاييس التحضر الحديثة لا تعتمد فقط على المستويات الاقتصادية ، بل ترتبط بنوعية القيم الخاصة بعمليات الإنتاج الأخرى ذات الصلة بأنماط الاستهلاك.لقد ارتبطت عمليات التحضر بالعديد من المؤشرات أبرزها تأثير القيم الاجتماعية والثقافية على حياة الناس وبخاصة الجماعات الحضرية ؛ إذ تؤثر هذه القيم فى المتطلبات الأساسية لحياة الأفراد وأيضاًأنماط التفاعل الاجتماعى والثقافى وشكل القيم السائدة ، وتؤثر هذه القيم أيضاً فى العلاقات الاجتماعية والاقتصادية (الإنتاجية) الخاصة بمستلزمات الإنتاج السائدة فى مجتمع من المجتمعات ، ولا شك أن دارسة التحضر وتغير أنساق القيم الاجتماعية فى المجتمع الحضرى المصرى ، تتأثر بالتغيرات العالمية وترتبط بالعديد من القضايا الكبرى ، كالعولمة فى صورتها الاجتماعية والثقافية والقيمية ، وكذلك النظام العالمى الجديد والاغتراب بأشكاله المتعددة ومظاهره المتداخلة ، والأهم من ذلك دراسة التحضر والتغير الاجتماعى والثقافى وتغير أنساق القيم على صعيد الفرد والأسرة والبناء الاجتماعى للمجتمع المحلى الحضرى ، وما يجرى من تغيرات فى الثقافة ، وأنساق القيم الجديدة تؤكد علاقة جدلية بين الموروث الثقافى وبين الوافد الجديد ، بين الداخل والخارج ، بين الفرد والمجتمع ، فإذا كانت العناصر الثقافية الجديدة تقف فى مفترق طرق ، فإن الإنعكاس المباشر هنا يكون على طبيعة الحياة الحضرية حيث مرت المجتمعات الحضرية فى كثير من دول العالم بالعديد من الم ا رحل التاريخية ، لكل منها خصائصها ومظاهرها وآثارها السلبية والإيجابية وان كانت المجتمعات الحضرية (المدن) فى مصر شأنها فى ذلك شأن المدن والمجتمعات الحضرية العربية أو فى الدول النامية. |