الفهرس 
الاطار النظرى للدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 248 |  |  |
| | | from | 248 | | |
المستخلص
أولاً : مشكـلة الدراسـة :
تعتبر قضية التنمية البشرية من القضايا الهامة التي تطرح نفسها على الساحة في الوقت الراهن سواء على مستوى الدول الغنية أو النامية إلا أنها تمثل تحد كبير للدول النامية نظراً لما تعانيه من فقر وبطالة وغيرها من المشكلات الاجتماعية وخاصة بعد فشل نظريات التنمية التي تبنتها هذه الدول والتي كانت نتائج نظريات غربية تم تطبيقها في بيئات تختلف في ثقافتها وظروفها عن مجتمعاتنا العربية مما جعلها ترى أن الحل هو الاهتمام بالبشر لصنع التنمية على اعتبار أنهم هم هدف التنمية ووسيلتها في نفس الوقت وذلك من خلال إكسابهم المهارات والمعارف والاستفادة من هذه المهارات والمعارف لتحقيق النمو والتقدم وخاصة بعد ما فرضته العولمة على الدول النامية من ضغوط سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها من السياسات التي لا تستطيع الدول النامية رفضها أو البقاء في معزل عنها وتبعاً لذلك أصبحت الدولة غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين بل أنها أصبحت في حاجة إلى من يقوم معها بتحمل هذه الأعباء وتعتبر منظمات المجتمع المدني والتي تكون الجمعيات الأهلية مكون هام من مكوناتها هي الشريك الأمثل لتحمل أعباء انسحاب الدولة من مجال تقديم الخدمات الاجتماعية وذلك لأنها هي التي تعمل بين الناس وهي الأقدر على الوصول للفئات المحرومة في المجتمع الأمر الذي دفع الكثيرين إلى الاهتمام بهذا القطاع ومحاولة إصلاحه ومن هذه الرؤى الإصلاحية قضية تسويق الخدمات فقد تكون الجمعية منتجة للخدمة إلا أن المواطنين ليسوا على علم بها بما يحول دون استفادتهم منها أو أنها تقدم خدمات ليس المواطنين في حاجة إليها أو أنها ليس على علم بالموارد والإمكانيات المجتمعية المحيطة بها والتي تكون داعمة لعملها وهذا ما تتضمنه عملية التسويق في مجملها فهي لا تسوق للخدمة فحسب بل ان عملية التسويق تبدأ أولاً بالتعرف على احتياجات المواطنين والإمكانيات والموارد المجتمعية وكذلك الموارد الخاصة بالجمعية والأهداف التي تسعى إليها ثم صنع الخدمة ووضع سعر رمزي لها على اعتبار ان الجمعيات الأهلية غير هادفة للربح ثم اختيار أماكن تقديمها بحيث تكون قريبة وملائمة للمواطنين ثم تعريف المواطنين بهذه الخدمات وكيفية الحصول إليها وأماكن تقديمها أي ان عملية تسويق تسعى إلى معرفة الوضع الراهن وما هي الأهداف المطلوب الوصول إليها والوسائل التي يمكن من خلالها تحقيق هذه الأهداف انطلاقاً مما سبق يمكن القول ان مشكلة الدراسة الحالية تتحدد في كيفية استخدام الجمعيات الأهلية مدخل تسويق الخدمات لتحقيق أهدافها التنموية .
ثانياً : أهداف الدراسة وتساؤلاتها :
تسعى الدراسة الراهنة إلى تحقيق الهدف الرئيسي التالي :
(وصف كيفية استخدام الجمعيات لمدخل تسويق الخدمات الاجتماعية )
ويتحقق هذا الهدف من خلال تحقيق الأهداف الفرعية التالية :
1-تحديد طرق وأساليب تسويق الجمعيات الأهلية لخدماتها الاجتماعية .
2-الوقوف على مدى توافر عناصر المزيج التسويقي التي تحكم عملية تسويق الخدمات الاجتماعية في الجمعيات الأهلية .
3-تحديد الصعوبات التي تواجه الجمعيات الأهلية عند تسويقها لخدماتها الاجتماعية .
ويمكن تحقيق هذه الأهداف من خلال الإجابة على التساؤل الرئيسي للدراسة الذي مؤداه إلى ” كيفية استخدام الجمعيات الأهلية لمدخل تسويق الخدمات الاجتماعية”
وينطلق من هذا التساؤل مجموعة من التساؤلات الفرعية هي /
1-ما الأساليب التي تستخدمها الجمعيات الأهلية في تسويق خدماتها الاجتماعية ؟
2-ما مدي توافر عناصر المزيج التسويقي التي تحكم عملية تسويق الخدمات الاجتماعية في الجمعيات الأهلية ؟
3-ما الصعوبات التي تواجهها الجمعيات الأهلية عند تسويقها لخدماتها الاجتماعية؟
ثالثاً : مفاهيم الدراسة :
1- التنمية البشرية
2- الجمعيات الأهلية
3- تسويق الخدمات
رابعاً : الإجراءات المنهجية :
(1) نوع الدراسة : تنتمي هذه الدراسة إلى نمط الدراسات الوصفية التحليلية التي تستهدف وصف وتحليل دور الجمعيات الأهلية في عملية تسويق الخدمات الاجتماعية والطرق المستخدمة لذلك والوقوف على مدى توافر عناصر المزيج التسويقي التي تحكم عملية تسويق الخدمات الاجتماعية في الجمعيات الأهلية وتحديد الصعوبات التي تواجه هذه الجمعيات عند تسويقها لخدماتها الاجتماعية للوصول إلى تصور مقترح لتدعيم تسويق الخدمات الاجتماعية بالجمعيات الأهلية .
(2) المنهج المستخدم : اعتمدت الدراسة على المنهج العلمي باستخدام منهج المسح الاجتماعي بالعينة لعينة ( 26 ) جمعية أهلية من الجمعيات الأهلية بمحافظة الفيوم والبالغ عددها ( 258 ) جمعية أهلية .
(3) أدوات الدراسة : اعتمدت الباحثة على أداة رئيسية لجمع البيانات تمثلت في استمارة استبيان لأعضاء مجالس إدارة الجمعيات الأهلية .
خامساً : مجالات الدراسة :
(1) المجال المكاني : تم تطبيق الدراسة الراهنة على عينة من الجمعيات الأهلية بمدينة الفيوم .
(2) المجال البشري : تم تطبيقها على أعضاء مجالس إدارة الجمعيات الأهلية وعددهم ( 190 ) عضو.
(3) المجال الزمني : وهي الفترة التي استغرقتها الباحثة في إعداد الجزء النظري وجمع البيانات وصولاً إلى تطبيق الجزء الميداني وتحليل واستخلاص النتائج وكانت من 6/12/2007 وحتى 20/10/2009 .
سادساً : نتائج الدراسة :
أسفرت الدراسة عن مجموعة من النتائج أهمها :
1- بالنسبة لدور الجمعيات الأهلية في عملية تسويق الخدمات الاجتماعية أسفرت الدراسة على أن نسبة كبيرة من الجمعيات الأهلية تستخدم التسويق حيث وصلت إلى ( 82.11 % ) وأن الغالبية يرى أهمية التسويق في مجال العمل الأهلي إلا أن هناك قصور في عدم وضوح مفهوم تسويق الخدمات حيث أن الغالبية من عينة الدراسة ترى أنه إلى حد كبير هو الموازنة بين إمكانيات وأهداف الجمعية وحاجات العملاء وأنه نوع من الدعاية والإعلان وأغفلت ما يتعلق ببحوث التسويق .
2- بالنسبة للأساليب التي تستخدمها الجمعيات الأهلية لتسويق خدماتها الاجتماعية أسفرت الدراسة على أن هناك أساليب عديدة تستخدمها الجمعيات الأهلية عند تسويقها إلا أن أغلب الجمعيات تحصر اهتمامها الأكبر على اللوحات والمطويات والنشرات وينخفض استخدامها لوسائل الإعلام المرئية أو المسموعة والجرائد إلا أن هناك نوع من التطوير حيث أن نسبة إعداد الجمعيات التي لديها موقع انترنت جاء مرتفع إلى حد ما .
وأسفرت الدراسة أيضاً على ان هناك مجموعة من الاعتبارات التي يجب أن تراعيها الجمعية عندما تشرع في وضع خطتها التسويقية والتي من أهمها تحديث نظم البيانات والمعلومات والاهتمام ببرامج التدريب المتخصصة لرفع كفاءة العاملين بها والقيام ببحوث التسويق والتنوع في وسائل تسويقها والتوسع في إنشاء الأنشطة الاستثمارية لجلب المزيد من الدخول بها والمراجعة والتقييم الدائم لأدائها .
3- بالنسبة لعناصر المزيج التسويقي التي تحكم عملية تسويق الخدمات الاجتماعية في الجمعيات الأهلية أسفرت الدراسة أن عملية التسويق تتم من خلال المدير التنفيذي للجمعية أو أنها عملية مشتركة يقوم بها كل من المدير والمدير التنفيذي وأمين الصندوق والتركيز فيها يتم على نوعية الخدمات المقدمة وأسعارها ثم يلي الاهتمام بعد ذلك بأساليب الترويج والتي تقتصر على أساليب معينة وهي المطويات والنشرات واللوحات ثم يأتي الاهتمام بعد ذلك بطبيعة المكان الذي سوف نقدم الخدمة منه .
4- بالنسبة للصعوبات التي يمكن ان تواجهها الجمعيات الأهلية عند تسويقها لخدماتها أسفرت الدراسة أن أهم هذه الصعوبات عدم توافر الميزة التنافسية بين البرامج والخدمات التي تقدمها الجمعيات الأهلية مع عدم وجود الدعم الكافي للتسويق وعدم تحديد حاجات العملاء بدقة وبصورة وارتباط مفهوم التسويق بالناحية التجارية ونقص مهارات إجراء دراسات الجدوى وعدم وجود وحدة تسويقية مسئولة عن تسويق برامج ومشروعات الجمعية.