الفهرس 
أبعاد مفھوم الموتيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 270 |  |  |
| | | from | 270 | | |
المستخلص
ملخص الرسالة:
يمثل الموت حدا نهائيا” مطلقا” لحياة الإنسان ، والثابث الأوحد الذي لا مفر منه ، أوبتعبير الفلسفة الوجودية ، إذا كانت تجربة الإنسان مجموعة من الممكنات ، فإن الموت هو الممكن الوحيد اليقيني .فكان دائما علي رأس المشاكل والألغاز التي تلح علي أفق الإنسان وتشغل خاطره . وبالتالي كانت مشكلة فلسفية ملحة منذ بدايات الفلسفة وماقبل الفلسفة .
وإذا أخذنا في الأعتبارأن الفلسفة بحث في المفاهيم ، تاركة الوقائع للعلم ، فليس غريبا أن نجد المفهوم الفلسفي للمـوت ، الذي قد يتداخل مع المفهوم الديني ، يتضمن في صلب ذاته إشكالياته ، فهل المـوت هو الفناء أو العدم؟ أم هو تحرر النفس وأنطلاقة الروح ، أم هو الأنتقال إلي الدورة الأبدية ، أو إلي الحـياة الأخري ...؟
وإذا انتقلنا من الموقف الفلسفي إلي الموقف العلمي ، تواجهنا العلوم البيولوجيا التي تتناول ظواهر الحـياة ، أي ظواهر يحدها الموت . وتحمل العلوم البيولوجيا في جملتها الموقف العلمي من ظاهرة الموت ، وتنطوي علي محاولة من الإنسان لمواجهة الموت بأشكال فعالة غير مجرد أنتظارة كأمر واقع حتما. علي أن التطورات الثورية للعلوم البيولوجية في العقود الأربعة الأخيرة ،خصوصا في مجال البيولوجيا الجزيئية والجينوم الوراثي بخلاف البيوتكنولوجيا والتكنولوجيا الطبية .. قد خلقت متغيرات جذرية ومواقف مستجدة تماما” في مواجهة الموت ،بل والتعامل مع آلياته وتسخيره لإحداث آثار مرغوبة تتجاوز مجرد إنهاء حياة فرد ، كقراءة الخريطة الجينية الحاملة للأمراض لمواجهة هذه الأمراض مبكرا” كشكل من أشكال مواجهة الموت ، والتدخل في تجديد الخلايا والأنسجة... ووسائل حفظ الجثث من الفناء والبحث عن إمكانية إعادة الحياة أليها . وما هي حدود البيوتكنولوجيا والتكنولوجيا الطبية لأبعاد شبح الموت قدر المستطاع، وهـل ينـال هذا مـن التوازن البيئي وقوانين الطبيعة ؟ هكذا خلقت التطورات والآليات المحيطة بمفهوم الموت في مجال العلوم البيولوجية إشكاليات فلسفية باتت تلح علي المجال العلمي ، لتؤكد من جديد حاجة العلم إلي الفلسفة ، والضرورات التطبيقية لمباحث فلسفة العلوم في القرن الحادي والعشرين ؛ هذا البحث يهدف إلي تحديد مفهوم الموت وأبعاده المستجدة في ضـوء تطـورات العلوم البيولوجية المعاصرة ، وأهم الإشكاليات الفلسفية التي تمخض عنها هذا الطرح المستجد .وعلي الرغـم مـن حيوية المشكلة وإلحاحها علي أوساط فلسفة العلوم وبالأدق ميتافيزيقا العلم الراهنة ، فإن الدراسات الفلسفية العربية لم تتناولها من قبل في هذا الأطار المحدد بمعالم فلسفة العلوم وتخصص ميتافيزيقا العلم وتعتبر أول رسالة علي مستوي هذا التخصص في مصر والوطن العربي للأقتصار الدراسات السابقة التي يمكن أن نشير إليها علي فلسفة الموت بشكل عام ، أو علي نواتج الثورة البيولوجية أيضا بشكل عام.