Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الصورة الإعلامية للمكفوفين فى الأفلام العربية المقدمة بالتليفزيون المصري وعلاقتها بالصورة الذهنية
لدى عينه من المراهقين
المؤلف
أبوخضرة ,رأفـت رضوان أحمد
هيئة الاعداد
باحث / رأفـت رضوان أحمد أبوخضرة
مشرف / محمد معوض إبراهيم
مشرف / ماهيناز رمزي محسن
الموضوع
الصورة الإعلامية للمكفوفين -
تاريخ النشر
2009
عدد الصفحات
363.ص:
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2009
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد الطفولة - الإعلام وثقافة الأطفال
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 364

from 364

المستخلص

تعتبر وسائل الإعلام إحدى الأدوات المؤثرة فى الرأى العام , كما أن برامجها وعروضها وإنتاجها تقيس بدرجه كبيرة الوضع الاجتماعى، والثقافى السائد. كما أنها تبث اتجاهات عقلية، واجتماعية، وتكمن قيمتها فى أنها تتسلل إلى بيوت الناس وعقولهم وتحاصرهم أينما ذهبوا، ويقبل المراهقون عليها بشغف شديد، ومن ثم فإن لأجهزة الإعلام تأثير لا يستطيع أحد أن ينكره على تفكير المراهقين واتجاهاتهم. كما أصبح لوسائل الإعلام تأثيرا كبيرا ودوراً رئيسياً فى تشكيل مكونات العقل والوجدان وأنماط السلوك والقيم والأفكار والمعتقدات , كما أصبحت أحد الروافد الثقافية والمعرفية الهامة الأمر الذى يحمل الإعلام أعباء مضاعفة تجاه المراهق والأسرة والمجتمع ككل, وبناء على ذلك فإن جانبا مهما من جوانب التنشئة الاجتماعية للطفل والمراهق، وتشكيل شخصيته تتحمله وسائل الإعلام( ).
ويعتبر التليفزيون من أهم وسائل الإعلام التى تترك أثراً فى تقديم الصور الإعلامية المختلفة لجميع فئات وشرائح وقطاعات المجتمع، ولم يسبق لأى وسيلة جماهيرية أن أثبتت قدرة فائقة فى جذب الانتباه، وإثارة الاهتمام كما هو الحال فى التليفزيون, نظرا لما يتمتع به التليفزيون من خصائص لا تتوافر فى غيره من الوسائل ، مما يزيد من فاعلية الجهاز فى جذب الانتباه إليه، فالتليفزيون جهاز يعتمد على حاستى السمع والبصر وبالتالى فهو يستحوذ على اهتمام كامل من جانب الجماهير أكثر من الوسائل الأخرى ( ).
ويشكل المضمون الذى نتعرض له يوميا من خلال وسائل الإعلام، وبخاصة التليفزيون أهمية كبيرة فى تكوين الصورة الذهنية، ويزداد دورها أهمية فى حالة غياب الخبرة المباشرة أو التجربة الشخصية. فإن الفرد فى هذه الحالة يضطر إلى فهم وإدراك الظاهرة والأشياء التى تحيط به اعتمادا على التجربة التى تنقل من خلال وسيط أى أننا نعتمد على وسائل الإعلام الجماهيرية, ويرى ولبر شرام أن حوالى 70% من الصورة التى يبنيها الإنسان لعالمه مستمدة من وسائل الإعلام. حيث تقوم وسائل الإعلام بتضخيم هذه الصور وطبعها فى الأذهان, لدرجة أن القارئ أو المستمع أو المشاهد يشعر فى أحيان كثيرة أنه التقى فعلاً بالشخصيات التى تقدمها وسائل الإعلام على الرغم من أنه لم يقابلها قط , ففى دراسة عن صورة المعلم فى وسائل الإعلام تبين أن جميع المبحوثين يرون أن صورة المعلم كما تقدمها وسائل الإعلام مطابقة لصورته فى الواقع , ويتوزعون على ثلاث درجات 72 % يرون أنها مطابقة لصورته فى الواقع تماماً, و26 % يرون أنها مطابقة إلى حد ما, و 2 % يرون أنها مطابقة( ).
ولأن الصورة لها دور كبير فى تكوين آراء الناس ومواقفهم وأنماطهم السلوكية تجاه الأشخاص والأشياء. فإن تكرار مشاهدة الجمهور لنماذج واقعية أو خيالية من وسائل الاتصال، عن أشخاص يتخذونهم قدوة ممن يشاركونهم عددا من الخصال والقيم، من شأنه أن يشكل سلوك هؤلاء الأفراد ، ويؤثر فى اتجاه اقتدائهم بهذه الأنماط من السلوك( ).
وتأتى الأشكال الدرامية كالأفلام والمسلسلات والمسرحيات التى يبثها التليفزيون فى مقدمة الأشكال التليفزيونية من حيث قدرتها على تشكيل الصور العقلية التى تؤثر فى تصرفات الإنسان، إذ تتميز بالإضافة إلى قدرات التليفزيون كوسيلة إعلامية بالقدرة على حشد كافة عناصر التشويق والإثارة والمؤثرات التى تتعاون جميعا لتكوين الصورة الذهنية وصياغتها عن الأفراد والجماعات والشعوب( ).
ولقد وصفت عدد من الأبحاث المكتوبة عن صور المعاقين فى السينما والتليفزيون بعض الصور التى يستخدمها الإعلام فى تصوير الإعاقة وتشمل الصور الغير حقيقية المتكررة: صورة البطل الخارق, الفتاة البريئة, الحكيم , المنتقم الظالم, وقد تم تشخيص هذه الصور من خلال موضوعات متكررة مثل الشفقة والخوف, التهديد والكره, والبراءة, وكان أقلها الإعجاب بالبطل الخارق ونجد من أهم وأشهر الإعاقات التى انتشرت فى الآونة الأخيرة هى إعاقة كف البصر”المكفوفين”.
فالمتأمل في طبيعة معاملة المجتمعات الإنسانية للمكفوفين يرى أنها تقوم على افتراض أن المكفوفين مختلفون عن غيرهم من الناس، وأن الكفيف بحاجة إلى الشفقة لأنه عاجز ويعيش في عالم صغير مظلم، وافتراض آخر أنه يملك قدرات حسية خارقة أو قدرات موسيقية خارقة، وما إلى ذلك من اعتقادات خاطئة ليست إلا حصيلة للمعلومات غير الصحيحة الناتجة عن عدم التعامل مع المكفوفين.
إذن نؤكد أن المبصرين والمكفوفين يتشابهون أكثر بكثير مما يختلفون، والفرق بين الكفيف والمبصر هو أن الكفيف يتعامل مع ظروف الحياة اليومية بوسائل وطرق مختلفة بعض الشئ، ولكنها في النهاية تؤدي إلى النتيجة نفسها التي يحصل عليها المبصر، كما أن الإنسان مبصراً كان أو كفيفاً بحاجة إلى مساعدة الآخرين، فلا أحد منا يستطيع أن يعيش حياته دونما يد تمتد لمساعدته بين الحين والآخر، ولكن الافتراض الخاطئ هو أن الكفيف يحتاج إلى مساعدة مبالغ فيها وحماية زائدة. وهنا مكمن الخطر، فالحماية الزائدة تُحِدُّ من قدرة أي إنسان كفيفًا كان أم مبصرًا، كما أن المبصرين يجب ألا ينصب اهتمامهم على الإعاقة نفسها فينظر إلى الشخص الكفيف من خلال كف البصر الذي لديه، وبالتالي إلغاء كل الخصائص الفردية الأخرى، وعليهم أن ينظروا إلى المكفوفين كأفراد لكل منهم خصائصه وصفاته المميزة.
لذا نستطيع أن نقول أن ما يحتاجه الكفيف هو إتاحة الفرصة المناسبة للاستقلالية، وأن يكون جزءاً فاعلاً في مجتمعه، ولن يتحقق ذلك إلا إذا تزود المبصرون بالمعلومات الصحيحة عن المكفوفين وقدراتهم وحاجاتهم وعن الطرق الصحيحة في التعامل معهم.
وإذا كنا نريد أن نهيئ الظروف الاجتماعية الملائمة للكفيف لتحقيق ذاته، والتمتع بالمسئوليات والواجبات والحقوق التي يتمتع بها أقرانه المبصرون، فلا بديل عن مقاومة مثل هذه الاعتقادات الخاطئة، فالحاجز الأكبر الذي يعيق تفاعل الكفيف مع مجتمعه ليس كف البصر بحد ذاته، بل مواقف المبصرين نحوه لها أثر بالغ في تكيُّفه النفسي، وفي مفهوم الذات لديه، وفي طبيعة ظروفه الحياتية.
كما نجد أن عدد المكفوفين فى مصر طبقا للنتائج النهائية للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء لسنة 2008 يقدر بـ 44,152 مكفوف من جملة ذوى الاحتياجات الخاصة التى تقدر بـ 475,576 شخص عاجز، وهذا العدد يمثل من لديهم كف بصر ولا يوجد لديهم أى إعاقة أخرى مما دفع الباحث لدراسة الصورة بنوعيها أولها صورة هؤلاء المكفوفين فى الأفلام السينمائية المقدمة بالتليفزيون المصرى. حيث نجدهم قد ظهروا بصور كثيرة سوف نتعرض لبعض من هذه الصور فى دراستنا هذه, كما في ”قنديل أم هاشم” ليحيى حقي ، فنجد الكفيفة كانت ضحية للجهل والخرافة والتماس الشفاء لدى المشعوذين، وكان على الطبيب الذي درس في الخارج أن يصف لها الدواء بطريقة طبية سليمة، كان صراعاً بين الخرافة والعلم، انتصر العلم في النهاية، وبقي الطبيب يبحث عن نقطة لقاء بين عالم المادة وعالم الروح، أما الكاتب يحيى حقي فقد وضعنا في مفترق طرق ودفعنا للتساؤل: أين نحن من الغرب؟!.
أما فى ”قاهر الظلام” المأخوذة عن قصة الأيام لطه حسين، فقد مثَّلت تجربة فريدة لهذا الأديب العملاق، كاشفاً قدرة الإرادة الإنسانية على مواجهة الصعاب والانتصار على التحديات، إذ لم يكن صاحبها مجرد طالب مجتهد في الأزهر الشريف، ولا أوَّل أزهري كفيف يحصل على عالمية الأزهر وشهادة الليسانس في الآداب من جامعة القاهرة فحسب، وإنما كان طموحه أبعد، فحصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة السوربون في باريس، وتولى وزارة التعليم في مصر، وقدم إسهامات بارزة في الأدب والنقد والتاريخ والإسلاميات. أما الشيخ حسني في الكيت كات المأخوذة عن قصة ”مالك الحزين” لإبراهيم أصلان، فهو نموذج للشخص الكفيف الذي يرى ما لا يراه المبصرون، والذي يصر على أن يأتي من الأفعال بما لا يستطيعون هم القيام به، وفي لحظة الذروة يكشف لهم عن سوءاتهم جميعاً، وكأنه يراها رأى العين. .
والصورة الثانية التى يتم تحليلها هى الصورة الذهنية المتكونة لدى عينه من المراهقين عن هؤلاء المكفوفين. لما لمرحلة المراهقة من خصائص تميزها عن باقى مراحل الطفولة حيث تكتمل فيهل الجوانب الشخصية للإنسان, فالمراهقة هى المرحلة التى تسبق وتصل بالفرد إلى اكتمال النضج أى تمتد عند البنات والبنين حتى يصل عمر الفرد إلى إحدى وعشرون سنه وهى بهذا المعنى تمتد من البلوغ إلى الرشد فهى مرحله مرنه تصطبغ بشعائر الجماعة التى تنشأ فى إطارها, وتمتد فى مداها الزمنى أو تقصر وفقاً لمطالب هذه الجماعة ومستوياتها الحضارية ولهذا قد تصبح المراهقة أزمة من أزمات النمو وذلك عندما تتعقد المجتمعات التى يحيا المراهق فى إطارها, وعندما تتطلب من المراهق إعدادا طويلا, ونضجا قويا, ليساير بذلك المستويات الاقتصادية السائدة فى المجتمع , فهذه الفترة من أصعب مراحل عمر الإنسان ولا نغالى إذا قلنا إنها فترة تخلو من السعادة لكثرة ما فيها من معاناة وخاصة فى المجتمعات الحضرية التى تضع قيودا على سلوك الفرد ورغباته كما تحدد مستويات الطموح وأنها حالة هياج واضطراب وتمرد وتزداد فيها العواصف كلما ازداد ضغط الكبار وكلما ازداد الحرمان فى شتى صوره( ).
ففى الفصل الأول من هذه الدراسة نستعرض سوياً الإطار المنهجى للدراسة، وفى الفصل الثانى نستعرض الصورة الإعلامية ”تعريفاتها، تكوينها، وقياسها...الخ” ونستعرض أيضاً الصورة الذهنية ”تعريفاتها، تكوينها، وقياسها...الخ” ونستعرض أيضاً الصورة النمطية ”تعريفاتها، تكوينها، وقياسها...الخ” ثم نستعرض علاقة الكفيف بوسائل الإعلام، وبعد ذلك ننتقل إلى مرحلة المراهقة وعلاقة المراهقين بالتليفزيون، وفى الفصل الثالث نستعرض الدراسة التحليلية، وفى الفصل الرابع نستعرض الدراسة الميدانية، وفى الخاتمة نستعرض أهم النتائج التى توصلت إليها الدراسة ثم الملاحق ومراجع الدراسة.