Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
”روبرت ميرتون واعادة صياغة النظرية الوظيفية مع دراسة تطبيقية لمفهومي الوظائف الظاهرة و الكامنة”
المؤلف
حسني أحمد زياده,مني
هيئة الاعداد
باحث / مني حسني أحمد زياده
مشرف / د محمد مصطفي الشعبينــي
مشرف / أحمــــد أنـــــور محمــــــد
مشرف / ######
مشرف / #######
الموضوع
التحليل الوظيفي عند روبرت ميرتون-
تاريخ النشر
2009
عدد الصفحات
170.ص:
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2009
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم الفلسفه وعلم الاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 170

from 170

المستخلص

نتناول بالدراسة فى هذا البحث كيف كانت النظرية الوظيفية فى علم الإجتماع والأنثروبولوجيا قبل روبرت ميرتون من حيث المفاهيم والقضايا والمسلمات التى قال بها رواد الوظيفية وعلم الإجتماع قبل ميرتون , وموقف ميرتون من هذا التراث الوظيفى السابق عليه من حيث مراجعة المسلمات والقضايا ”رفض بعضها وتعديل البعض الآخر” ثم نتناول الإسهامات التى قدمها ميرتون للنظرية الوظيفية والتطورات التى لحقت بالإتجاه الوظيفى بفضل هذه الإسهامات . وعلى نحو خاص تلك التفرقة التى أقامها ميرتون بين نوعى الوظيفة ”الظاهرة والكامنة” فى محاولة لبيان ما إذا كان لهذه التفرقة من أهمية تحليلية فى علم الإجتماع والكشف عن تأثيرها فى توجيه فكر ونظر علماء الإجتماع إلى جوانب كانت غفلا فى التحليل الإجتماعى قبلا , وهل كان لهذا الفصل بين نوعى الوظيفة دورا فى توجيه الإهتمام نحو ميادين للبحث أكثر جدوى وأهمية وعمقا من مجرد دراسة الوظائف الظاهرة التى يسهل التعرف عليها , ومدى أهمية هذا الفصل فى مساعدة الباحث على تحليل الأنماط الإجتماعية التى تبدو بعيدة عن العقل والمنطق وتقريبها إلى الأذهان, كما سيهتم البحث باختبار القدرة التفسيرية لهذه التفرقة بين نوعى الوظيفة (الظاهرة والكامنة) , وذلك من خلال دراسة تطبيقية على النسق التعليمى المصرى لتوضيح كيف أن المناهج المستخدمة فى التعليم لا تقتصر وظائفها على ما ترمى إليه من أهداف ظاهرة وإنما هناك أهداف أخرى تحققها هذه المناهج بالفعل رغم أنها لم تكن مقصودة أو متوقعة , فمن المعلوم أن وظيفة المدرسة تتجاوز مجرد إكساب التلاميذ معلومات ومعارف بل أن لها دورا فى تشكيل نمط الشخصية بما فيها من قيم واهتمامات وسلوك , ومن ثم يمكننا أن نتصور ان للمدرسة منهجين أحدهما ظاهر رسمى والأخر خفى غير رسمى .
ويشيرالمنهج الرسمى إلى مجموعة الخبرات المتنوعة التى تقدمها المدرسة إلى التلاميذ داخل المدرسة وخارجها , لتحقيق النمو الشامل المتكامل فى بناء البشر وفق أهداف تربوية محددة وخطة علمية مدروسه جسميا وعقليا واجتماعيا ودينيا , أما المنهج الخفى فهو ما يتعلمه التلميذ من المدرسة دون قصد , فهو المنهج الذى لا يدرس من الكتب ويعني هذا أنه توجد أهداف صريحة للمواد الدراسية التى تقدمها المدرسة كما توجد أهداف خفية أو ضمنية لتلك المواد قد تظهر داخل المدرسة أو فى الدروس التى يقوم المعلمون بإعدادها وتعليمها .
ومن هنا تأتى إشكالية الدراسة والتى تدور حول : ما أهمية مفهوم ”الوظائف الكامنة” عند ميرتون فى الكشف عن أوجه المنهج الخفى التى يكتسبها التلاميذ من مصادر العملية التعليمية؟
وسوف تقتصر الدراسة الحالية على الكشف عن أوجه المنهج الخفي الصادره عن محتوي الكتب الدراسيه لمقررات اللغه العربيه للصف الرابع والخامس والسادس الإبتدائى .
من خلال تحليل محتوى هذه الكتب والتعرف على ما تحمله من قيم متضمنه فى الجمل والفقرات المختلفة .
ثانيا: أهمية الدراسة والهدف منها:.
تأتى أهمية الدراسة من أهمية مفهوم ”الوظائف الكامنة”- الذى استحدثه ميرتون فى مقابل الوظائف الظاهرة – فى توجيه الإهتمام نحو ميادين للبحث أكثر جدوى وأهمية من مجرد دراسة الوظائف الظاهرة التى يسهل التعرف عليها , وإلى أى مدى يمكن الإستفادة من هذه التفرقة بين نوعى الوظيفة (الظاهرة والكامنة) فى دراسة النسق التعليمى المصرى .
ومن هذا المنطلق يتم تحديد الهدف من هذه الدراسة فى الاتى:-
1- التعرف على أهم قضايا الإتجاه الوظيفى ومفاهيمه , والإسهامات التى قدمها روبرت ميرتون لهذا الإتجاه والتى ساعدت فى تطوره وصلاحيته لعلم الإجتماع المعاصر.
2- بيان الأهمية التحليلية للتفرقة التى أقامها ميرتون بين نوعى الوظيفة (الظاهرة والكامنة) فى علم الإجتماع , والكشف عن تأثيرها فى توجيه علماء الإجتماع إلى تجاوز الدوافع الذاتية للاشياء (وظائف ظاهرة) والبحث عن نتائجها الموضوعية (وظائف كامنة).
3- اختبار القدرة التفسيرية لمفهوم الوظائف الكامنة وذلك من خلال دراسة تطبيقية على النسق التعليمى المصرى.
ثالثا: تساؤلات الدراسة:-
وتأسيسا على ما سبق فإن البحث يسعى إلى تقديم إجابة عن التساؤلات الاتية:-
5- كيف كانت النظرية الوظيفية فى علم الإجتماع والأنثروبولوجيا قبل روبرت ميرتون ؟
6- ما موقف ميرتون من التراث الوظيفى السابق عليه؟
7- ما هى الإضافات التى قدمها ميرتون فى النظرية الوظيفية؟
8- إلى أى مدى يساعد مفهوم الوظائف الكامنة فى الكشف عن أوجه المنهج الخفى المتضمنة فى مقررات ”اللغة العربية ” للصف الرابع والخامس والسادس الإبتدائى؟
رابعا:- منهج وأدوات الدراسة
تعتمد الباحثة على مجموعة من الإجراءات المنهجية فى إطار المنهج العلمى لتحقيق أهداف الدراسة والإجابة عن تساؤلاتها:
1- المنهج التاريخى:
وهو أحد مناهج علم الإجتماع , وسوف تعتمد الباحثة على هذا المنهج لتتبع التراث الوظيفى عند رواد الأنثروبولوجيا وعلم الإجتماع حتى نصل إلى روبرت ميرتون ونستعرض موقفه من هذا التراث من حيث مراجعته لمسلماته وقضاياه وتطوير قضايا ومفهومات جديدة .
2- المنهج الوصفى:
ويهدف هذا المنهج إلى جمع الحقائق والبيانات عن ظاهرة أو موقف معين , مع محاولة تفسير هذه الحقائق تفسيرا كافيا.
وسوف تعتمد الباحثة على هذا المنهج فى وصف تطورات الإتجاه الوظيفى , وتحليل المفاهيم والقضايا التى يقوم عليها , فضلا عن جمع المعلومات الخاصة بالنسق التعليمى وتحليلها والكشف عما بها من قيم كامنة.
أدوات الدراسة:-
إعتمدت الدراسة بشكل أساسى على ”تحليل المضمون” كأداه لتحليل البيانات المتعلقة بموضوع الدراسة ,فقد اعتمدت الباحثة على أداة ”تحليل المضمون” باعتبارها أداة مناسبة لطبيعة موضوع الدراسة , واهدافها .
تحليل المضمون هو أداة للبحث العلمى يستخدم فى وصف المحتوى الظاهر والمضمون الصريح للمادة المراد تحليلها من حيث الشكل والمضمون؟ تلبيه للإحتياجات البحثية المصاغة فى تساؤلات البحث, فهو أسلوب موضوعى لوصف جانب من جوانب المادة التعليمية.
أهداف تحليل المضمون:-
يهدف هذا البحث إلي الكشف عن القيم المتضمنة فى كتب اللغة العربية للصف الرابع والخامس والسادس الإبتدائى ,وذلك لتوضيح أوجه المنهج الخفى التى ينقلها المحتوى الدراسى كأحد مصادر العمليه التعليمية وما يحمله من أهداف ضمنية ليست مدرجة فى الخطة العلمية المرسومة والأهداف التربوية المحددة للمنهج الرسمى .
وقد تم استخدام وحدة الفقرة حيث أنها أكثر الوحدات الملائمة لموضوع البحث , ويقصد بها الجمل التى تحمل معاني كامله.
وقد اتبعت الباحثة الخطوات التالية:
3- تحديد الجمل التى تشتمل على قيم.
4- تحديد القيم سواء كانت صريحة أم ضمنية.
وقد تم تحديد أوجه المنهج الخفى المراد الكشف عنها من خلال تحليل محتوى هذه المقررات فى عدد من القيم والمهارات الحياتية تأخذ شكل المحاور الآتيه
1- قيمة الإنتماء والمواطنه
2- قيمة الديمقراطية
3- التسامح والسلام
4- العولمة
5- الوعي بالحقوق والواجبات
6- الوعى السياحى
7- حسن استخدام الموارد وتنميتها, اتقان العمل وجودة الإنتاج
8- مهارات حياتية وتشمل:
أ القراءة والتعلم الذاتى
ب التعاون
ج النظافه وحماية البيئه والمحافظه عليها
د النظام
ه الصداقة
و تحمل المسئولية والثقة بالنفس
ز مراعاة آداب الحديث
ح الأمانة
ط التراحم والعدل
نتائج الدراسة
يلاحظ من خلال تحليل مضمون الكتب المدرسيه المقررة أن هذه الكتب اهتمت بالقيم والمثاليات بشكل يفوق أساليب التطبيق والممارسة العملية, كما شددت هذه الكتب على قيم الجماعة التى تتمثل فى (التعاون, الطاعة, الإحسان, التراحم, الصداقة, الأمانة, الإنتماء. ) حيث عالج المحتوى هذه القيم بقدر من التنوع بين الحث على اتباع هذه القيم وبين الصور السلوكية التى تبين كيفية التطبيق العملى لها. وإن كنا قد لاحظنا فى أثناء عرض هذه القيم وبوجه خاص قيم ”الإنتماء , والمواطنة , والتسامح , والسلام ” أنه قد تكون هناك إيحاءات سلبية قد يتشربها التلاميذ دون قصد من خلال الدراسة, والتى تتمثل فى تزييف وعى التلاميذ من خلال طرح هذه القيم بشئ من المبالغة والبعد عن الواقع مما قد يجعل بعض التلاميذ يشعرون بالرضا وعدم حاجة الواقع إلى التغيير.
وقد عالجت محتويات الكتب الدراسية المقررة محور ”القراءة والإطلاع والتعلم الذاتى” معالجة إيجابية مع التطرق إلى الوسائل الحديثة فى التعلم التى تعين التلاميذ على مواصلة التعلم وربط المنزل بالمدرسة وبالتالى مسايرة العصر فى هذا الشأن .
أماعن بعض المهارات الحياتية مثل الصداقة , النظافة , النظام , الأمانة , حماية البيئة وتجميلها فقد تعرض لها محتوى الكتب الدراسية المقررة , وإن كان تناوله لها لم يكن بالوضوح الكافى مما يعنى ان احتمال استفادة التلاميذ سلوكيا من هذه المهارات قد يكون ضعيفا.
وهناك ملحوظة عامة تتمثل فى قلة تعرض الكتب الدراسية المقررة لمشكلات التلاميذ والبيئة الواقعية , مع البعد عن توضيح كيفية تطبيق ما يدرسه التلاميذ فى حياتهم اليومية؛ وقد يرجع ذلك إلى أن الإهتمام بالمادة العلمية كان أكثر من القيم والإتجاهات المتضمنة فيها , حقيقة أن الحقائق والمعلومات هى اللبنات الأولى التى يقوم عليها أى علم , وأنها لازمة للفرد فى حياته اليومية ولكنها وحدها لاتكفى لقيام التلميذ بالسلوك المطلوب . فقد يعرف التلميذ حقائق ومعلومات عن المجتمع ومشكلاته , والوسائل والطرق السليمة لمواجهة هذه المشكلات, ومع ذلك لا يستطيع التلميذ أن يسلك السلوك المرغوب فى مواجهة هذه المشكلات مواجهة سليمة , فلا يكفى أن تقدم الحقائق والمعلومات للتلميذ بهدف حفظها ,وإنما يجب أن يتعدي ذلك لممارستها وتطبيقها حتي تمكن التلميذ من تعرف بيئته , وحل مشكلاته ومشكلات مجتمعه .
وترجع الباحثة اهتمام محتوى الكتب المدرسية بقيم معينة مثل القيم الجماعية بشكل يفوق قيم أخرى مثل القيم الفردية , وقيم الطاعة فى مقابل قيم التمرد , أن ذلك انعكاس لثقافة المجتمع فالمنهج الخفى هو صورة للقيم الشائعة فى المجتمع , وحيث أن القيم السائدة فى المجتمع هى قيم الطاعة والإمتثال والتعاون والرحمة والإحسان , فمن الطبيعى أن ينتقل الإهتمام بهذه القيم إلى المدرسة .
وليس من ضير فى وجود قيم الجماعة ولكن تغلب قيم الجماعة على القيم الفردية , وسيادة قيم الطاعة والإحسان على حساب قيم التمرد والمساواة التى تؤكد على القوة والإبداع وتكافؤ الفرص والثورة والرفض والتغيير سيكون من شأنه ترسيخ التفاوت الطبقى , وإضعاف احتمالات نشوء وعى طبقى , وسوف تتغلب قيم التبعية والقناعة واستمرارية العيش وراحة البال, على قيم التمرد والثورة خاصة وأن المجتمع تسوده قيم طبقية سلطوية , وحيث تسود هذه القيم فلا مجال لقيام حرية حقيقية لعدم تساوى الفرص المتاحة للجميع بشكل متكافئ .