Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الريف في بلاد الشام من
( 1099 م إلى 1192م / 492 هـ إلى 588 هـ )
المؤلف
عبد المنعم السيد على,صلاح الدين
هيئة الاعداد
باحث / صلاح الدين عبد المعنم السيد
مشرف / عليه عبد السميع الجنزورى
مشرف / اسحاق تاضروس عبيد
الموضوع
Recueil des Historiens des croisade Historiens<br> Occilentaux. <br>.
تاريخ النشر
2007
عدد الصفحات
337.P؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2007
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 338

from 338

المستخلص

تنوعت أغراض المؤسسات الاجتماعية في قرى بلاد الشام ، فمنها ما حقق أغراضاً اجتماعية ، واختلفت وتنوعت تلك المؤسسات الاجتماعية في ريف بلاد الشام من قرية إلى أخرى لتفي بحاجات الناس الجماعية ، وتولت السلطة في القرية إنشائها والإشراف عليها ، وشاركها أهل البر الذين أسهموا في إنشائها لينتفع بها الفلاحون .
كان المسجد من أهم المؤسسات الاجتماعية في القرية ، لما له من أهمية في حياة المجتمع القروي ، فبالإضافة إلى وظيفته الدينية ، كان مركزاً لبحث الشئون الدينية والتربوية ، وكذا الاجتماعية للفلاحين في القرى والمناطق الزراعية في بلاد الشام ، فيجتمع فيه الفلاحون ، لتأدية فريضة الصلاة ، وفيه كان يتقابل الفلاحون ويتحدثون عن قضاياهم العامة والخاصة ، كما ساهم خطيب المسجد في القرية في تعليم أبنائها القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم ، وإلى جانب تأدية فروض الصلاة كان المسجد بمثابة مؤسسة اجتماعية تقام فيه احتفالات الفلاحين بالأعياد الدينية والمناسبات الاجتماعية الخاصة بعائلات أهل القرية ، كالأفراح في حالة عقد القران ، والوفاة والمآتم ، كما كان الآذان خمس مرات في اليوم ما بين الفجر والعشاء يمثل ضرورة اجتماعية بالنسبة لسكان الريف ، من حيث بداية وانتهاء الأعمال ، واللقاءات تتم والحاجات تقضى تبعاً لمواعيد الصلاة ( ) .
كما لعبت بعض المساجد دوراً هاماً في تنظيم المقاومة ضد الصليبيين ، وتبنى بعض خطباء المساجد أسلوب المقاومة ، وكان بعضهم يرحل من الشام إلي مصر لطلب القراءة والحديث ، وقد اشتهر في ذلك المجال خطباء آل قدامه في تقديم نوع من أنواع المقاومة للسيطرة الصليبية ، ويأتي في صدارتها محمد بن قدامه ثم ابنه أحمد وحفيده محمد أبو عمر خطباء قريه جماعيل الذين اشتهروا بالتقوى والعلم وقوة التأثير على الناس فكان أهل القرى المجاورة يهرعون لسماع خطبهم أيام الجمع ، فكان الفقيه أحمد بن محمد بن قدامي يحرض الفلاحين على نوع من المقاومة السلبية لمواجهة ظلم وبطش السيد الإقطاعي الصليبي ، وذلك ببالانصراف للدين وترك العمل للصليبيين في الأرض كما حرض أهالي القرية على الهجرة ، لتوجيه ضربة اقتصادية لذلك السيد الإقطاعي ، رغم ما واجه ذلك الفقيه من إجراءات قاسية في ذلك السيد ، إلا أنه استمر في جهاده ، ليضرب المسجد دوراً رائداً في تنظيم تلك المقاومة ضد ظلم الصليبيين وقسوتهم ( )
كما تعد الطواحين المراكز الاجتماعية في الريف ، والتي حفلت بها قرى بلاد الشام في العصور الوسطى ، حيث استخدم الفلاحون الطواحين في طحن حبوبهم ، وكان الوقت الذي يقضيه الفلاح أمام الطاحونة منتظراُ دوره فرصه كي يلتقى بأصدقائه القريبين والبعيدين ، ويتبادل معهم المعلومات ويستمع إلى ما يحدث خارج نطاق عالمه الصغير المحدود ، فكان للطاحونه أهميتها لمعرفة الفلاحين لأخبار القرى المجاورة ( ) .
كما أن الأسواق في الريف أو المدن أو الأسواق الموسمية لم تكن مراكز اقتصادية فحسب ، وإنما كانت أيضاً مراكز اجتماعية ، حيث يتم فيها التقاء الفلاحين بالتجار الوافدين للمناطق الريفية حيث كان يتم تبادل الأحاديث والحكايات والنوادر ، مع المساومة على أسعار المحاصيل ، مما يجعلنا نقدر أهمية الأسواق كمؤسسة اجتماعية وخاصة في المناطق الريفية ، بوصفها مراكز إخبارية اجتماعية تحتوى مساحات بعيدة وأوسع ليتعرف فيها الفلاحون على أخبار العالم الخارجي ، فكان التجار في ذلك السوق بمثابة عيون إعلامية إخبارية لنقل الأخبار للأماكن البعيدة حسب خط سيرهم .