![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تواجه المنظمات التعليمية في الوقت الراهن العديد من التحديات التي أفرزتها التغيرات السريعة والمتلاحقة في بيئاتها من انتشار للعولمة، وزيادة معدلات الصراع ، واحتدام المنافسة، وسرعة التغيرات التكنولوجية، والتحول نحو اقتصاد المعرفة وما استتبعه من تغير في طبيعة قوة العمل، بالإضافة إلى ضعف الموارد الاقتصادية المتاحة لهذه المنظمات، وزيادة المطالبة بمحاسبية عن جودة الأداء التعليمي، وتفعيل الرقابة المجتمعية عليه، وتعدد معايير فعاليتها، وفعالية قادتها، ومعلميها، والدعوة المستمرة إلى تحسين معايير اختيارهم. ولقد دعا ذلك كله الدول المختلفة إلى إصلاح أداء هذه المنظمات، وتعظيم قدرتها على المنافسة بالسعي المستمر لتطوير جودة أدائها، وتحقيق التميز فيما تقدمه من خدمة تعليمية بما يمكنها من التعامل مع هذه الأوضاع الجديدة بكفاءة. ونظرًا للدور البارز للتعليم الثانوي في تحقيق التنمية الشاملة، وتحسين الموقف التنافسي للدول، إلى جانب الارتفاع المستمر في توقعات الأداء الخاصة بمؤسساته، وخريجيه؛ فإنه يشهد اهتمامًا بالغًا من كافة الدول لإصلاحه، وتطوير أداء مؤسساته. الأمر الذي صار مطلبًا ملحًا، وأساسيًا تسعى إليه المجتمعات. ويتوقف نجاح جهود إصلاح بنية التعليم عامة، والتعليم الثانوي خاصة على إصلاح الإدارة المدرسية، وتحقيق تميزها باعتبارها الجهة المنوط بها تنفيذ هذه الجهود على أرض الواقع، ومن ثم فبدون إصلاحها يصبح نجاح جهود الإصلاح ضربًا من المستحيل. ولكي تؤدي جهود الإصلاح الإداري، إلى نمو المنظمات التعليمية عامة، والمدارس الثانوية خاصة، وبقائها في ظل مناخ شديد التنافسية، فقد أصبحت الحاجة ماسة لتوافر مستويات عالية من الثقة التنظيمية، ولعل الاهتمام بالثقة التنظيمية يسهم في تحفيز المدارس الثانوية على التفوق على نفسها، وتحقيق نتائج غير مسبوقة فيما يرتبط بأهدافها، وتقديم خدماتها، وبالتالي التميز على مثيلاتها. وفي ظل ما تشهده المدرسة الثانوية العامة من تغييرات في الوقت الراهن، فهي في أمس الحاجة إلى بناء الثقة في العلاقات بين كافة الأطراف المعنية بالمجتمع المدرسي. والثقة التنظيمية عملية ديناميكية، يتم بناؤها، أو هدمها، أو تجديدها من خلال التفاعلات بين الأفراد؛ حيث أن ثقة الأطراف المعنية في المنظمات يمكن أن تضعف مما يتطلب رعايتها، وتجديدها باستمرار، والسعي لاستعادتها حال فقدها حتى تتمكن المنظمة من البقاء، والنمو، ويعد بناء الثقة في بيئة المنظمة الداخلية والخارجية المهمة الأولى لقادتها.( ) وتتسم المنظمات ذات المستويات المرتفعة من الثقة بالفعالية، وتكون أكثر تكيفًا، وإبداعًا، وابتكارًا من تلك التي تكون بها مستويات منخفضة من الثقة، أو تلك التي يسود فيها الشك، وعدم الثقة.( ) كذلك يسهم بناء الثقة داخل المنظمات في حل العديد من المشكلات التي تواجهها، أو الحد من آثارها.( ) ويمكن بناء الثقة داخل المنظمات من خلال العديد من الآليات: كاستقطاب وتعيين قادة وعاملين مؤهلين تأهيلاً عالي الجودة، والاهتمام بتنميتهم المهنية المستدامة، وتهيئة مناخ من الاتصال المفتوح بهدف تبادل المعلومات، ونشر التعلم والمعرفة داخل تلك المنظمات . |