Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تعلق الطفل بالأم وعلاقتة بالفوبيا الأجتماعية لدية /
المؤلف
مبارك، دعاء محمد عبدالعظيم أحمد.
هيئة الاعداد
باحث / دعاء محمد عبدالعظيم أحمد مبارك
مشرف / سامية عباس القطان
مشرف / حمدان محمود فضة
مشرف / لايوجد
الموضوع
علم النفس التربوى الصحة النفسية.
تاريخ النشر
2008.
عدد الصفحات
256ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الصحة (العلوم الاجتماعية)
تاريخ الإجازة
1/1/2008
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية التربية الرياضية - الصحة النفسية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 286

from 286

المستخلص

من أهم الخصائص التي ميز الله تعالى بها الإنسان عن غيره من الكائنات الحية أنه كائن اجتماعي، فالإنسان لا يستطيع أن يعيش إلا في مجتمع، وذلك لأن طبيعته البيولوجية هي التي تفرض عليه ذلك، فلا يستطيع الطفل الإنساني أن يشبع حاجاته البيولوجية ويحقق بقاءه إلا من خلال شخص آخر0 وتلعب الأسرة دوراً هاماً في حياة الطفل بكل ما توفره وتهيئه من بيئة اجتماعية تساعده على النمو الانفعالي والاجتماعي، حيث يتحول فيها الطفل من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعى0
وتعد مرحلة الطفولة مرحلة بالغة الأهمية، حيث إنها مرحلة حساسة وحرجة في حياة الإنسان، وذلك لأن ما يخبره الطفل فى السنوات الأولى من حياته من خبرات، سواء كانت هذه الخبرات سارة أو غير سارة، يكون لها الأثر الأكبر في نمو شخصيته فيما بعد، وتحدد سلوكه فى المراحل التالية من نموه0
وتشير مواهب عياد وليلى الخضرى أن الكثيرون أكدوا على أهمية السنوات الأولى من حياة الطفل، فمرحلة الطفولة هي الأساس لتوجيه قوى الطفل ولاستعداداته المختلفة، ووضع أسس التربية الاجتماعية والخلقية السليمة والعادات الاجتماعية البناءة0
(مواهب عياد وليلى الخضرى، 1995، ص132 – 133)
ومن أهم متطلبات النمو في مرحلة المهد تعلم المشي، وتعلم تناول طعام جاف وتعلم الكلام، وأن يكتسب التعلق الاجتماعي بالوالدين والإخوة والغير0 (محمد عماد الدين، 1986، ص5)
وهذا يعنى أن من أهم متطلبات نمو الطفولة المبكرة هى بلوغ الطفل التعلق الأمن بأمه ثم بأبيه وإخوته0 وتعد رابطة التعلق رابطة عاطفية وجدانية بين الطفل ووالديه، وهى أول وأهم علاقة فى حياة الإنسان، بل وتعد الأكثر تأثيراً فى تكوين شخصيته، حيث أن هذه الرابطة تعد الأساس فى الروابط الوجدانية والاجتماعية السوية فيما بعد0
والتعلق هو ”علاقة أولية خاصة تتكون وتنمو تدريجياً بين الطفل وأمه الحقيقية أو بديلتها”0 (جابر عبد الحميد، وعلاء الدين كفافى، 1988، ص291)
فرابطة التعلق تنشأ بين الطفل وأمه ولهذه الرابطة أثر كبير فى إكسابه الثقة بالنفس والثقة فيمن حوله ، وأنها تمثل حجر الأساس الذى تبنى عليه صحة الطفل النفسية فيما بعد، وتسمى هذه المرحلة عند إريكسون مرحلة الثقة فى مقابل عدم الثقة 0
حيث يذكر إبراهيم عليان أن إريكسون يرى أن الطفل فى أثناء استكشافه للبيئة المحيطة والتفاعل الاجتماعى مع الآخرين، يواجه بعض العقبات التى قد تكون جذابة ومخيفة فى نفس الوقت، ولذلك ينبغى أن يتوافر لدى الطفل أولاً إحساس قوى بأنه ما من ضرر سوف يلحق به، وهذا الإحساس فى ذاته هو نوع من الثقة لا يمكن للطفل أن يكتسبه إلا عن طريق علاقة وثيقة وآمنة مع الأم0
(إبراهيم عليان، 1996، ص44)
ويؤكد ذلك فيما ترى الباحثة أهمية التعلق فى تكوين شخصية الطفل، حيث إنه من خلال نمط التعلق يتضح لنا مدى تفاعل الفرد مع الآخرين، حيث إن الطفل غير الآمن فى تعلقه بأمه يكون غير واثق فى أمه ولا فى الأشخاص الآخرين، وبالتالى يخاف من التعامل والتفاعل معهم، فيصبح هذا الفرد غير قادر على مواجهة المواقف الاجتماعية العادية؛ فيتجنبها وتنشأ لديه الفوبيا الاجتماعية0 وإحساس الطفل بعدم الأمان العاطفى يكون نتيجة اضطراب رابطة التعلق تلك، مما يجعل هذا الطفل قلقاً وخائفاً مما يحيط به؛ لأن الحرمان من الحب والحنان والعطف فى هذه المرحلة يؤثر على بقية مراحل حياته0 وتلعب الأم دوراً هاماً فى تحديد نوع التعلق، حيث إن حس الأم وسرعتها فى تلبية احتياجات الطفل وقت ما يشاء يكون له الأثر الكبير فى أمن التعلق، أما غفلة الأم وبطأها فى تلبية احتياجات طفلها، يجعله يشعر بالقلق والخوف من عدم إشباع حاجاته، سواء كانت هذه الحاجات بيولوجية أو نفسية، كحاجته للأمن، لأن ذلك يشعره بعدم الثقة فيها أو فى الكبار المحيطين به0
(ب) مشكلة الدراسة:
من كل ما سبق يتضح أن معظم الاضطرابات التى يعانى منها الأفراد فى مرحلة الطفولة إنما ترجع إلى أن هؤلاء الأفراد قد عايشوا خبرات من النبذ والرفض عندما كانوا فى مرحلة المهد والرضاعة، فكانوا صوراً لذواتهم على أنها لا تستحق الاهتمام؛ حيث إن هذا الرفض نال من قيم ذواتهم، مما أدى إلى العديد من الاضطرابات فيما بعد0
حيث أكدت كلير فهيم أن الأم هى مصدر إشباع حاجات الطفل ومصدر أمنه، فإذا أخفقت الأم فى إشباع هذه الحاجات، ظل طوال حياته يشعر بالخوف من الناس وعدم الثقة بهم، ويظل يشعر بالاضطراب والقلق0
(كلير فهيم، 2006، ص38)
هذا وشعرت الباحثة بأهمية علاقة التعلق الآمن بين الطفل وأمه ودورها فى النمو النفسى السليم للطفل وخطورة التعلق غير الآمن على الجانب الآخر0 حيث يجب على الأم أن تتسم علاقتها مع طفلها بالأمن والاتساق؛ حيث يستمد الشعور بالأمن الذى يزيد من كفاءته الاجتماعية، ويمكنه من مواجهة المواقف والتفاعل معها0 أما إذا اتسمت هذه العلاقة بالتوتر والتذبذب، أدى ذلك إلى شعور الطفل بعدم الأمن والخوف ممن يحيطون به0 لذا فمن الواضح أن اضطراب رابطة التعلق يؤدى إلى العديد من المشكلات النفسية والسلوكية لدى الأطفال، ومن هذه المشكلات الخوف المرضى لدى الطفل من مواجهة المواقف الاجتماعية المختلفة ومن التفاعل معها0 فالفوبيا الاجتماعية إنما تنشأ من إحساس الطفل بعدم الثقة فيمن حوله، مما يجعله دائم التوجس منهم0 حيث يلعب ضعف الثقة بالنفس والشعور بالنقص وعدم الشعور بالأمن دوراً كبيراً فى ظهور الفوبيا الاجتماعية عند الفرد0 والشعور بعدم الثقة هذا يمكن أن يرجع إلى خبرات التعلق غير الآمنة التى كانت بين الطفل وأمه0 وهذا ما حاولت الباحثة استجلائه والكشف عنه، من خلال الدراسة الحالية التى تتناول علاقة الفوبيا الاجتماعية بتعلق الطفل بأمه، والتى تحاول الباحثة من خلالها استيضاح العلاقة الارتباطية بين تكوين ونمو رابطة التعلق بين الطفل وأمه وبين ظهور الفوبيا الاجتماعية لديه فى مرحلة الطفولة المتأخرة0
وهذا، ويمكن بلورة مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيسي الآتي:
هل يرتبط تعلق الطفل بأمه بظهور الفوبيا الاجتماعية لديه؟
ومن التساؤل الرئيسي تنبثق التساؤلات الفرعية التالية :
• ما هي أنماط التعلق التي ترتبط بالفوبيا الاجتماعية لدى الطفل؟
• هل يختلف الأطفال ذوي التعلق الآمن عن الأطفال ذوي التعلق غير الآمن في ظهور الفوبيا الاجتماعية لديهم؟
• هل يختلف الأطفال ذوي التعلق الآمن عن الأطفال ذوي تجنب التعلق في نشأة الفوبيا الاجتماعية لديهم؟
• هل يختلف الأطفال ذوي التعلق غير الآمن عن الأطفال ذوي تجنب التعلق في نشأة الفوبيا الاجتماعية لديهم؟
• هل يختلف الأطفال في نمط تعلقهم بالأم تبعاً لنوع جنسهم؟
• هل هناك تفاعل ممكن بين نوع الجنس ونمط التعلق في تشكيل وظهور الفوبيا الاجتماعية لدى الأطفال؟
(ج) أهداف الدراسة :
1- التعرف على الأصول التنظيرية للتعلق بين الطفل وأمه، والعوامل المؤثرة فيه0
2- التعرف على أنماط التعلق المختلفة وأثرها في ظهور الفوبيا الاجتماعية لدى الطفل0
3- البحث في مدى تأثير نمط التعلق غيـر الآمن على ظهور الفوبيا الاجتماعية لدى الطفل0
(د) أهمية الدراسة : تبدو أهمية الدراسة الحالية فيما يلي :
* الأهمية النظرية:
1- تناول العلاقة بين تعلق الطفل بالأم وظهور الفوبيا الاجتماعية لديه
2- تناول استراتيجيات التعلق الآمنة التي عن طريقها يمكن تجنب حدوث الفوبيا الاجتماعية لدى الطفل0
3-تناول متغير نوع الجنس في تشكيل نمط التعلق بالأم ، وفي تأسيس الفوبيا الاجتماعية عبر تفاعله مع التعلق0
* الأهمية التطبيقية:
1- توجيه المربين والقائمين علي تنشئة الطفل وبخاصة في مرحلة الطفولة المتأخرة نحو فهم حاجات الطفل وكيفية إشباعها، تجنباً لظهور العديد من المشكلات والاضطرابات النفسية لديه.
2- إعداد أداة مقننة لقياس التعلق بأنماطه الثلاثة 0
3 - مساعدة هؤلاء المربين على سهولة الكشف عن أنماط التعلق لدى أطفالهم، وطبيعة العلاقة بينها وبين ظهور أو عدم ظهور الفوبيا الاجتماعية ، وذلك للاسترشاد بها في وقاية الأطفال منذ بداية نموهم من التعرض للفوبيا الاجتماعية0