الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 508 |  |  |
| | | from | 508 | | |
المستخلص
لقد كانت الأرشيفات والدراسات المتعلقة بها لا تهتم إلا بما هو صي ومكتوب، وغضت البصر طويلا عن أنواع أخرى من الوثائق؛ ألا وهي الوثائق غير التقلدية، ومن الأنواع غير التقلدية هذه التسجيلات الصوتية (موضوع الدراسة) التي تعتمد على صوت الإنسان من خلال الكلمة المنطوقة، والتي تمتاز بسمات وخصائص صوتية وأدائية لاتتوفر لغيرها، ومن ثم فقد كانت من أهم وسائل انتقال التراث، وظهرت مدونات تسجل أحاديث الناس وحكاياتهم ورواياتهم المنطوقة شفاهة.
ومع تزايد تطور حركة التكنولوجية وظهور وسائل تسجيل الصوت البشري كما هو، وإمكانية تخزينه وحفظه والاستماع إليه في أي وقت وفي أي مكان؛ ازداد تبعا لذلك أعداد التسجيلات الصوتية وتنوعت أغراضها وأشكالها حتى أضحت على الجذب والتداول جزءًا من وثائق العديد من الجهات والأفراد التي توثق أعمالهم وأنشطتهم ، ويتم الاحتفاظ بها للرجوع إليها كمصدرا من مصار المعلومات ذات القيمة الإدارية والتاريخية.
ولكن للأسف لم تحظ هذه النوعية من الوثائق - من قبل كل من: أرشيفاتنا (سواء أكانت ارشيفات مؤسسات وأفراد، أو أرشيفات قومية)، ومؤسساتنا الأكاديمية والبحثية- بالعناية والأهتمام حفظًا ودراسة، ومن ثم تأتي الدراسة الحالية لتقف على هذه النوعية من الوثائق بالبحث والتعريف بها وبأنواعها، وإبراز قيمها وسماتها الأرشيفية، وكذلك الدراسة المشاكل التي تعتريها من وجهة النظر الأرشيفية سواء أكانت مشاكل تشريعية، أو فنية، أومادية، أو بشرية، وغيرها من مشاكل تعوق ضمها لدار الوثائق القومية وبقائها في بيئة أرسيفية صالحة.
ووفق هذا الإطار رسمت الدراسة لنفسها حدودًا موضوعية، ونوعية، وشكلية، وجغرافية، تطرح من خلالها كل ما تهدف إليه، متبعة منهجًا تاريخيًا ووصفيًا. ووفاءًا وإلتزامًا بمنهج الدراسة ومضمونها قسمت الدراسة إلى: مقدمة، وأربعة فصول، وخاتمة، وأربعة ملاحق، فضلا عن قائمة المصادر والمراجع العربية والأجنبية.
فقد جاءت المقدمة مشتملة على مشكلة الدراسة، وأهميتها، وأهدافها، وتسأولاتها، وحدودها، ومجتمعها، والمنهج الذي اتبعته، وكذلك التعريف بالمصطلحات والمفاهيم الأساسية الواردة من الناحية الإجرائية.