Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الإدارة الإستراتيجية للتكلفة لتعظيم قيمة المنشأة وتدعيم المزايا التنافسية دراسة استطلاعية /
المؤلف
على، أشرف حسن محمود
هيئة الاعداد
باحث / أشــرف حســـــن محـــمود علـي
مشرف / أحمد حسين علي حسيــن
مشرف / الأميرة إبراهيم عثمان
مشرف / عاطف عبد المجيد عبد الرحمن
الموضوع
التكتلات الاقتصادية -
تاريخ النشر
2010
عدد الصفحات
190 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
المحاسبة
الناشر
تاريخ الإجازة
17/4/2011
مكان الإجازة
جامعة الاسكندريه - كلية الاعمال - المحاسبة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 181

from 181

المستخلص

شهدت الآونة الأخيرة تغيرات عالمية جوهرية قد ألقت بظلالها علي بيئة الأعمال المعاصرة والتي من أهمها زيادة حدة المنافسة العالمية ، وظهور التكتلات الإقتصادية العملاقة ، والتقدم المتسارع في نظم المعلومات والإتصالات ، والتطورات المتلاحقة في بيئة نظم التصنيع الحديثة ، هذا بجانب زيادة القدرات الإبتكارية والإبداعية في تطوير المنتجات وإعادة تصميمها بشكل متلاحق وسريع لإشباع الرغبات والإحتياجات المتجددة للعملاء بصفة مستمرة ، الأمر الذي أدي إلي ظهور ما يسمي بفكرة ” منصة المنتجات ” product platformوالتي تعني إنتاج أجيال متعاقبة من المنتج بشكل مستمر عن طريق إضافة وظيفة أو عدة وظائف له علي فترات متتالية ، ويكون الهدف منها هو ضمان إستمرار وإستقرار المنتج في السوق أطول فترة ممكنة خلال دورة حياته بالإضافة إلي إستمرار التميز علي المنافسين .
ومن هنا فإن التغيرات السابقة وغيرها قد فرضت علي المنشآت الصناعية التي ترغب في البقاء والإستمرار داخل حلبة المنافسة ضرورة إجراء العديد من التغييرات الجذرية الموازية في كل من عملياتها الصناعية وأساليبها المحاسبية والإدارية بهدف الحفاظ علي مركزها التنافسي ومحاولة تدعيمه وتحسينه . ويتم ذلك عن طريق الإستفادة من تكنولوجيا التصنيع المتقدمة ، وتشجيع الإبتكار والتجديد والتطوير في منتجاتها وتحسين جودتها ، وتخفيض زمن دورة الإنتاج ، وتسليم المنتجات إلي العملاء في مواعيدها المحددة ، وتخفيض التكاليف الإجمالية للمنتج إلي أقل حد ممكن ، وتخفيض المخزون إلي أقل مستوي أو الإستغناء عنه كلية ، والعمل علي زيادة درجة المرونة في الإنتاج لتلبية الرغبات المتجددة للعملاء .
والجدير بالذكر أن أساليب وأدوات محاسبة التكاليف والمحاسبة الإدارية لم تكن بمنأي عن تاثير تلك التغيرات السابق الإشارة إليها ، ولذلك قد لزم أن يصاحب تلك التغيرات تحول جذري في أساليب وأدوات محاسبة التكاليف والمحاسبة الإدارية حتي تتمكن إدارة المنشأة من مواجهة تحديات المنافسة وديناميكية السوق والصناعة وبحيث يكون الإهتمام مركزا ً علي عناصر البيئة الخارجية للمنشاة بجانب البيئة الداخلية لها . الأمر الذي دعي إلي ظهور مفهوم إدارة التكلفة بدلا ً من المفهوم التقليدي الخاص بقياس ورقابة التكلفة ، ثم سرعان ما تطور هذا المفهوم ليظهر مفهوم الإدارة الإستراتيجية للتكلفة والذي يسعي إلي الوصول إلي ميزة تنافسية تستند إلي الفكر الإستراتيجي وذلك بإختيار إستراتيجية تنافسية معينة تتلائم مع المزايا التنافسية التي تتمتع بها المنشأة بحيث تستطيع أن ُترسي لها مكانا ً متميزا ًو مستمرا ً في ظل البيئة التنافسية المعاصرة .
فالإدارة الإستراتيجية للتكلفة لا تقتصر وظيفتها علي إدارة التكلفة فحسب ، وإنما من خلال تكامل أدواتها معا ً يمكن زيادة الإيراد وتحسين الربحية وإكتساب رضا العملاء وفي نفس الوقت تحسين الوضع التنافسي للمنشاة ، وبالتالي فهي تعتبر مسبب حقيقي للنجاح الإستراتيجي للمنشأة حيث تسهم في تشكيل وصياغة ما سيكون عليه وضع المنشأة في المستقبل . لذلك تعتبر الإدارة الإستراتيجية للتكلفة الآن ضرورة حتمية يجب أن تتبناها جميع المنشآت الاقتصادية التي تسعي نحو البقاء والاستمرار- بدلا ًمن المفهوم التقليدي لإدارة التكلفة - في ظل البيئة التنافسية المتغيرة التي يشهدها عالم اليوم خاصة بعد أن أدركت معظم بل جميع الشركات عدم قدرتها علي التأثير في جانب الإيرادات وأن السبيل الوحيد لتحسين الربحية هو التأثير علي الجانب الخفي له والمتمثل في جانب التكلفة عن طريق تخفيضها وإدارتها بفعالية وترشيد الإنفاق علي أن يتم ذلك من منظور إستراتيجي مما يدعم القدرات التنافسية للمنشأة ويعظم قيمتها من وجهة نظر أطراف عديدة ذات صلة [ Mc Nair ( 2000 ),p.32] .
2- مشكلـة البـحث
لقد ألقت متغيرات البيئة التنافسية الجديدة والتطورات التي حدثت في بيئة الأعمال عبئا ً كبيرا ً علي الأنظمة المحاسبية - لاسيما أنظمة محاسبة التكاليف والمحاسبة الإدارية - لتوفير المعلومات الملائمة والتي يجب أن تخدم الأهداف المستجدة لمنشآت الأعمال في ظل البيئة التنافسية المعاصرة . فالمعلومات المحاسبية تلعب دورا ً جوهريا ً في توجيه المنشأة وتحديد التوجه الإستراتيجي الأنسب لها ، فهي بمثابة المرشد للقرارات الإدارية والمحفز للسلوك والمدعم للقيم الثقافية الضرورية لتحقيق الأهداف الإستراتيجية للمنشأة [Ansari et al (1997a) , p.2] .
وبما أن الأنظمة المحاسبية ليست بمعزل عن البيئة التي تطبق فيها ، فإنه لا يمكن إغفال تأثير متغيرات تلك البيئة الجديدة علي أنظمة محاسبة التكاليف والمحاسبة الإدارية ، الأمر الذي يتطلب معه ضرورة التركيز علي وتطبيق مفهوم الإدارة الإستراتيجية للتكلفة كمدخل لتطوير الأنظمة المحاسبية حتي تتواكب مع المتغيرات والتطورات الجديدة . وعلي المستوي المحلي فإنه حتي يمكن النهوض بأداء الشركات المصرية وتعظيم قيمتها وتدعيم قدراتها التنافسية ، فإنه يجب أن تتحول تلك الشركات من إستخدام المفاهيم التقليدية في إدارة التكلفة إلي إستخدام مفهوم الإدارة الإستراتيجية للتكلفة خاصة بعد أن كشفت البيئة التنافسية الحديثة - لاسيما بعد دخول مصر في العديد من الإتفاقيات الإقتصادية الدولية مثل إتفاقية تحرير التجارة العالمية - عن عدم قدرة الكثير من تلك الشركات علي الإستمرار والمنافسة نتيجة إنخفاض مستوي جودة منتجاتها مع إرتفاع تكلفتها مقارنة بالمنافسين مما أنعكس ذلك سلبا ً علي القدرة التنافسية لها وبالتبعية علي قيمتها من منظور المساهمين والعملاء والمجتمع بصفة عامة .
وعلي الرغم من ظهور العديد من أساليب وأدوات الإدارة الإستراتيجية للتكلفة خلال عقد التسعينات وما بعدها ، وعلي الرغم من تناول الفكر المحاسبي من خلال دراساته الأجنبية والعربية لماهية هذه الأساليب والأدوات علي إختلاف جذورها الزمانية والمكانية وتوضيحه لمدي إسهامها في تدعيم القدرات التنافسية لمنشآت الأعمال في الدول المتقدمة مثل اليابان والولايات المتحدة ، إلا أن معظم هذه الدراسات قد ركزت علي جوانب جزئية محددة عند عرض تلك الأساليب والأدوات ، بجانب أنه تم عرضها علي المستوي التنظيري في صورة منفردة ككيان مستقل وكأنها جزر منعزلة عن بعضها البعض دون محاولة الربط بين أكثر من أسلوب أو أداة منها ( إلا القليل جدا ًمن الدراسات حسب علم الباحث ) في شكل إطار متكامل يحقق التناسق بينها ويوضح أي ٍ من هذه الأساليب والأدوات سيتم استخدامه ، ولماذا سيتم استخدامه ، والمنافع المترتبة علي هذا الإستخدام ، وبحيث يكون ذلك الإطار ملائما ً لطبيعة البيئة التي سيطبق فيها حتي تتحقق قيمة للمنشأة بكافة أبعادها الداخلية والخارجية ومن ثم تحسين وضعها التنافسي .
لذلك فقد أصبحت هناك رغبة علمية وعملية مُلحة للاتجاه نحو تكامل ولم شمل تلك الأساليب والأدوات في إطارٍ متكاملٍ حتي تتعاظم المنافع المترتبة علي هذا التكامل . وبالتالي فإن الأمر يستلزم من الباحثين السعي نحو الكشف عن طبيعة العلاقات المتداخلة بين تلك الأساليب والأدوات وتحليلها بما يضمن تحقيق تناغما ً في أداءها وتنسيقا ً بين أدوارها داخل الإطار المقترح لتقديم أفكارا ً ومعلومات شاملة ومتكاملة غير جزئية تدعم القدرات التنافسية وتبرز مواطن إيجاد الميزة التنافسية للمنشأة .
لذلك فإنـــــه يمكــن صياغـــة مشكلـــة البحث فـــي السؤال التــــــالي :
كيف يمكن للوحدات الإقتصادية في بيئة الأعمال المعاصرة تحقيق التناسق والتكامل في إستخدام أدوات وأساليب الإدارة الإستراتيجية للتكلفة بصورة مجتمعة وربطها معا ً في إطار شامل يمكن الإعتماد عليه للوصول بالتكلفة إلي التكلفة التنافسية بهدف تعظيم قيمة تلك الوحدات وتدعيم المزايا التنافسية لها ؟