Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فعالية برنامج إرشادي في تعديل أساليب معاملة الوالدين للأبناء /
الناشر
محمد السيد بخيت محمد،
المؤلف
محمد، محمد السيد بخيت
الموضوع
الآباء والأبناء مصر تربية الأطفال مصر
تاريخ النشر
1999 .
عدد الصفحات
229 ص. :
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 223

from 223

المستخلص

من الملاحظ أن المجتمع المصـري قـد مر فـي السنوات الأخيرة بعدة تغيرات اقتصادية واجتماعية يبدو أنها قد أثرت بصورة أو بأخرى على طبيعة الحياة الأسرية ودور الأسرة في تنشئة أطفالها ، مما أدى إلى صعوبة الحياة وتعقدها وزيادة الأعباء الاقتصادية الملقاة على عاتق الأسرة مما يضطر الأم صاغرة إلى النزول لسوق العمل ، أو يسافر الوالدان أو أحدهما للعمل بالخارج وما يصاحب ذلك كله من ارتفاع مستويات الطموح وعظم المسئولية الأخلاقية للأسرة تجاه تنشئة أبنائها ، وزيادة الصراعات والضغوط النفسية التي يتعرض لها الوالدان . كل ذلك قد ينعكس آثاره على الأبناء بصورة تجعلهم يتعرضون لأشكال متعددة من إساءة المعاملة من قبل والديهم .
ويؤكد علماء النفس والتربية على أن أساليب التربية غير السوية والضغوط التي يعانيها الأطفال من اضطراب أساليب معاملة والديهم لهم من الأمور التي تشكل الكثير من الظروف القاسية أمام الطفل ، مما يجعله يقع في صراع نفسي عنيف قد يتسبب في انعدام واضطراب توافقه في مستقبل حياته ، الأمر الذي يتطلب تدخلاً تربوياً ونفسياً لعلاج الآثار السلبية الناتجة عن هذه الأساليب غير السوية لمعاملة الوالدين لأبنائهم .
أهمية الدراسة :
تكمن أهمية الدراسة الحالية في جانبين أساسيين أحدهما نظري والآخر تطبيقي ، حيث تتمثل الناحية النظرية في ندرة الدراسات والبحوث العربية المتعلقة بأساليب المعاملة الوالدية والتي تهتم باستراتيجيات التدخل الإرشادي والعلاجي . أما الناحية التطبيقية فهي تتمثل في إفادة المهتمين بالأسرة والطفل في التعرف على بعض فنيات واستراتيجيات التدخل الإرشادي التي يمكن أن تسهم في تعديل بعض أساليب معاملة الوالدين لأبنائهم .
فروض الدراسة :
تسعى الدراسة الحالية إلى التحقق من الفروض التالية :
1- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الوالدين بالمجموعة التجريبية ومتوسطات درجات الوالدين بالمجموعة الضابطة قبل تطبيق البرنامج من حيث أساليب معاملتهم لأبنائهم .
2- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الوالدين بالمجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج ومتوسطات درجات نظرائهم بالمجموعة الضابطة من حيث أساليب معاملتهم للأبناء وذلك لصالح أفراد المجموعة التجريبية .
3- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الوالدين بالمجموعة التجريبية قبل تطبيق البرنامج ومتوسطات درجاتهم بعد تطبيق البرنامج من حيث أساليب معاملتهم للأبناء وذلك لصالح القياس البعدي .
4- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الوالدين بالمجموعة التجريبية ومتوسطات درجات نظرائهم بالمجموعة الضابطة بعد شهر من المتابعة بعد نهاية البرنامج من حيث أساليب معاملتهم للأبناء لصالح أفراد المجموعة التجريبية .
5- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الوالدين بالمجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج ومتوسطات درجاتهم بعد شهر من المتابعة بعد نهاية البرنامج من حيث أساليب معاملتهم للأبناء .
6- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الوالدين بالمجموعة الضابطة قبل تطبيق البرنامج وبين متوسطات درجات نفس المجموعة بعد مرور شهر من المتابعة بعد نهاية البرنامج من حيث أساليب معاملتهم للأبناء .
الطريقة والإجراءات :
عينة الدراسة
تضمنت عينة الدراسة المجموعتين التاليتين :
1- عينة الأطفال : وقد تكونت عينة الأطفال من 366 طفلاً وطفلة تتراوح أعمارهم بين
( 6-12) سنة تم اختيارهم من مدارس سارة تقي الله حلمي التجريبية لغات ومدرسة صقر قريش التجريبية لغات بإدارة الوايلي التعليمية ومدرسة سانت فاطيما التجريبية لغات بإدارة مصر الجديدة التعليمية بمحافظة القاهرة .
2- عينة الوالدين : وهي العينة الأساسية المستخدمة في الدراسة الحالية وتتكون أساساً من أباء وأمهات عينة الأطفال ( ن = 360 ) الذين تتراوح أعمارهم بين ( 28 – 54 ) سنة ، وقد تم اختيار أفراد المجموعة الإرشادية من بين أفراد العينة الأساسية وكان قوامها (40) أباً وأماً وذلك طبقاً لدرجات الوالدين على مقياس أساليب المعاملة الوالدية المستخدم في الدراسة الحالية من بين الحاصلين على أعلى الدرجات وجرى تقسيمهم إلى مجموعتين :
أ - مجموعة تجريبية : قوامها ( 20 ) أباً وأماً وتنقسم إلى 15 ( أب ) و 5 ( أم ) .
ب- مجموعة ضابطة : قوامها ( 20 ) أباً وأماً وتنقسم إلى 15 ( أب ) و 5 ( أم ) .
أدوات الدراسة :
وتتمثل فيما يلي :
1- مقياس أساليب معاملة الوالدين للأبناء ( إعداد الباحث ) .
2- برنامج إرشادي لتعديل أساليب معاملة الوالدين للأبناء ( إعداد الباحث ) .
الأساليب الإحصائية :
استخدم الباحث اختبار (ت) T. Test للتعرف على الفروق بين متوسطات درجات أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة في المتغيرات المقاسة موضع البحث .
نتائج الدراسة :
وقد أسفرت الدراسة الحالية عن النتائج التالية :
1- عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات المجموعة التجريبية ومتوسطات درجات المجموعة الضابطة على مقياس أساليب معاملة الوالدين للأبناء قبل تطبيق البرنامج الإرشادي .
وتعني هذه النتيجة أن المجموعة التجريبية لم يطرأ عليها أي تغيير في أساليب المعاملة نتيجة عدم تعرض الوالدين في هذه المجموعة للبرنامج الإرشادي .
2- أن هناك فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات الوالدين بالمجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج ومتوسطات درجات نظرائهم بالمجموعة الضابطة على مقياس أساليب معاملة الوالدين للأبناء لصالح المجموعة التجريبية .
وتعني هذه النتيجة أن البرنامج الإرشادي قد أثر في تعديل أساليب معاملة الوالدين لأبنائهم وفي تحسين وعي الوالدين بالمعلومات التي ساعدتهم على معرفة أساليب المعاملة السوية .
3- أن هناك فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات الوالدين بالمجموعة التجريبية قبل تطبيق البرنامج ومتوسطات درجاتهم بعد تطبيق البرنامج على مقياس أساليب معاملة الوالدين للأبناء لصالح القياس البعدي . وتشير هذه النتيجة إلى أن تعرض الوالدين في المجموعة التجريبية للبرنامج الإرشادي الموجه لهم قد أدى إلى تعديل أساليب معاملتهم لأبنائهم .
4- أن هناك فروقاً دالة إحصائياً بين متوسطات درجات الوالدين بالمجموعة التجريبية ومتوسطات درجات نظرائهم بالمجموعة الضابطة بعد شهر من المتابعة بعد نهاية البرنامج على مقياس أساليب معاملة الوالدين للأبناء لصالح المجموعة التجريبية . وتعني هذه النتيجة بقاء أثر خبرة البرنامج الإرشادي في تحسين وعي الوالدين بالمجموعة التجريبية بالأساليب السوية لمعاملة الأبناء وتبصيرهم بعواقب الأساليب الخاطئة في حين يتبين لنا أن عدم تعرض الوالدين بالمجموعة الضابطة للبرنامج الإرشادي لا يؤثر في تحسين وعيهم بأساليب معاملتهم لأبنائهم .
5- عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات الوالدين بالمجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج ومتوسطات درجاتهم بعد شهر من المتابعة بعد نهاية البرنامج على مقياس أساليب معاملة الوالدين للأبناء . وتشير هذه النتيجة إلى بقاء أثر خبرة البرنامج الإرشادي في تحسين وتعديل سلوك الوالدين بالمجموعة التجريبية نحو أطفالهم .
6- عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات الوالدين بالمجموعة الضابطة قبل تطبيق البرنامج وبين متوسطات درجات نفس المجموعة بعد مرور شهر من المتابعة بعد نهاية البرنامج . وتشير هذه النتيجة إلى أن عدم تعرض المجموعة الضابطة للبرنامج الإرشادي لم يؤثر في تحسين وعي الوالدين بالأساليب السوية في تربية أبنائهم .
ثانياً : التطبيقات والتوصيات :
من خلال النتائج التي توصل إليها الباحث في دراسته الحالية يمكن اقتراح التطبيقات والتوجيهات الآتية :
- يجب أن يعلم الوالدان أن التعسف مع الطفل وتعويده ألا يسلك إلا وفقاً لأوامر والديه أو أوامر البالغين تخلق منه طفلاً اعتمادياً عديم الثقة في نفسه ، يميل إلى الخضوع والاستسلام والطاعة العمياء التي تجعله يشب ضعيف الشخصية .
- أن يسود الأسرة روح التعاون والود والتسامح ، فكلما شعر الطفل بالاستقرار والهدوء النفسي كلما وجهه نشاطه وطاقاته وحيويته وجهة اجتماعية تساعده على تعلم أساليب الأخذ والعطاء وتجعله ينمو نمواً نفسياً سليما ، كلما كف عن أساليب الطفولة الأولى التي تتميز بالغضب والعناد والتشاجر أحياناً .
- عدم دفع الطفل للقيام بأعمال تفوق قدراته ، إذ أنه ليس معنى تشجيع الطفل ومحاولة بث ثقته في نفسه أن ندفعه إلى القيام بأعمال تفوق طاقته الجسمية أو قدراته العقلية أو اللفظية ، بل يجب أن نتحسس الأعمال التي تشعره بأنه في مقدوره القيام بها ، وندفعه إليها لنكسبه شعوراً بالأهمية والتقدير في نظر نفسه ونظر الآخرين من حوله .
- يجب على الوالدين أن يوفروا لأبنائهم قدراً معقولاً من العطف والرعاية والمحبة مع عدم نقدهم أو تعريضهم للمهانة أو الهوان خصوصاً أمام أقرانهم أو أمام الغير ، ذلك لأن النقد الشديد والإفراط في التوجيه يشعر الطفل بأنه غير مرغوب فيه ويقعده عن القيام بكثير من الأعمال التي لو قام بها لضاعفت من قدرته وأكسبته ثقة في نفسه وشعوراً بالتقدير لذاته .
- يجب على الوالدين العمل على إشباع الحاجات النفسية للأبناء ، كشعور الطفل بأنه محبوب ، وشعوره بالأمن والطمأنينة وشعوره بالتقدير وذلك بدرجة معقولة بحيث لا تصل إلى حد التدليل ، فالتدليل له خطره كالقسوة تماماً ، فكلاهما مبالغة .
- تأمين الصحة النفسية للطفل في المنزل وتحقيق الأمن الانفعالي له وذلك بعدم استعمال القسوة في معاملته ، وعدم زجره أو نهره إذا ألح في طلب أو توجيهه أسئلة للأبوين ، ولكن ليس معنى ذلك بأي حال من الأحوال تدليل الطفل ، كما يجب ألا يكون هناك خلاف بين الأب والأم حول أسلوب التعامل مع الطفل ، وإن وجد فلا يجب أن يحس به الطفل إلى أن يسوي بينهما وذلك حتى لا تتنازع الطفل إرادتان من حيث المعاملة مما يسبب له صراعاً نفسياً .
- لا يجوز أن نعبث بممتلكات الطفل أو نسمح لغيره من الأطفال بذلك ، كما لا يجوز أن نحرمه منها لمجرد غضبنا منه لسبب ما وألا نظهر أمامه في الوقت نفسه الضعف أو التراخي أو الإهمال أو الشدة من أحد الأبوين والليونة أو التدليل من الآخر .
- المساواة في المعاملة بين الابن والابنة أو بين الأبناء جميعاً لأن التفرقة في المعاملة تؤدي إلى شعور الأبناء بالغرور وتنمي لدى البنات غيرة تكبت وتظهر أعراضها في صور أخرى في مستقبل حياتهن ككراهية الرجال وعدم الثقة بهم وغير ذلك من المظاهر الضارة.
- ضرورة اهتمام وسائل الإعلام المختلفة بالتوسع في نشر برامج تربوية إرشادية للأباء والأمهات تهدف إلى توعية الآباء والأمهات بالأساليب السوية في تربية الأطفال مما يحقق نموهم النفسي والاجتماعي السليم .
- يجب تنظيم ندوات تلقى فيها محاضرات عن أساليب المعاملة الوالدية السوية التي يجب أن تتبع في تربية الأطفال وتكون هذه المحاضرات للآباء والأمهات معاً بالمدارس أثناء مجالس الآباء وفي مراكز تنظيم الأسرة وذلك بهدف تعميم خدمات الصحة النفسية لتصل إلى أكبر عدد من الآباء والأمهات.