Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تنمية فنيات الحوار وآدابه لدى طلاب المرحلة الثانوية /
الناشر
منى إبراهيم إسماعيل اللبودي،
المؤلف
اللبودي، منى إبراهيم إسماعيل.
الموضوع
اللغة العربية - دراسة وتعليم مصر التعليم الثانوي مصر
تاريخ النشر
2000 .
عدد الصفحات
236 ص.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 239

from 239

المستخلص

تعد اللغة العربية من أهم مقوما ثقافة الأمة فهي الوشيجة التي تصل العقل والوجدان العربي ، فهي تحفظ للعقل العربي تراثه الفكري والفني والروحي وتسجل له إبداعاته ونتاجه المتجدد في كل العصور ، فاللغة محصلة لتفكير المجتمع وأداة للتواصل الإنساني والتعبير عن عقل الأمة وخصائصها ، ولهذا فإن كل تطور اجتماعي أو نفسي أو عقلي أو بيئي أو حضاري تبدو مظاهره في اللغة، واللغة ليست أداة عقلية فقط بل لها جانب وجداني انفعالي فالإنسان حين يعبر عن نفسه ومشاعره ينقل مع كلماته شحنة انفعالية تؤثر في مستمعيه.
من هذا المنطلق تهتم كل أمة بتعليم أبنائها لغتهم القومية باعتبارها أحد المقومات الأساسية لشخصية الأمة . وفي مصر ظل تعليم اللغة قرونا طويلة يقوم على تحصيل الطلاب أكبر كم من نصوصها وقواعدها واختبار مدى حفظهم لها من خلال الاختبارات الشفهية أو الاختبارات التحريرية التي يقوم فيها الطالب باسترجاع ما حفظه من علومها دون أن يستشعر مدى أهميته له أو حاجته إليه، الأمر الذي جعل تعلم اللغة العربية من الأمور الثقيلة والشاقة على الطلاب .
ومع الدعوة إلى التركيز على مستويات التفكير العليا والتقليل من الاهتمام بالحفظ ، تخلصت كتب تعليم اللغة من قدر كبير من الموضوعات اللغوية للتخفيف على الطلاب ، وقل كم ما يحفظه الطالب من نصوص عربية ، في حين ظلت طرق التدريس وكافة الأنشطة التعليمية داخل المدرسة تسير وفق الفلسفة التقليدية في تعليم اللغة العربية ، بتقسيمها إلى فروع وتدريس موضوعاتها بطريقة جافة تفصل بينها وبين حياة المتعلم واهتماماته ، ونتج عن ذلك مزيد من الضعف في مستوى الأداء اللغوي ، فضلا عن ضعف شديد في المحصول اللغوي للطلاب نتيجة إهمال الحفظ .
وهو ما أكدته نتائج دراسة استطلاعية قامت فيها الباحثة بمقابلة مجموعة من مدرسي اللغة العربية في المرحلة الثانوية وبعض طلاب المرحلة الثانوية بصفوفها المختلفة ومناقشتهم حول أهمية تدريس اللغة العربية في المراحل الدراسية المختلفة والمساحة الزمنية المخصصة ومدى مناسبتها والموضوعات المقررة في اللغة العربية بفروعها المختلفة ومدى إفادة الطلاب منها ، وطرق التدريس المستخدمة في تدريس اللغة العربية ، ومقدار المساحة المتاحة للطلاب للمناقشة والحوار الشفهي في الفصل ، والمساحة الزمنية المخصصة لتدريس التعبير الشفهي في خطة الدراسة في المرحلة الثانوية ومدى مناسبتها ، وطريقة تدريس حصة التعبير الشفهي وكيفية تقويم أداء الطلاب فيه.
فقد أظهرت نتائج هذه الدراسة اتفاق المدرسين والطلاب على أن اللغة العربية تعاني ضعفا في مستوى أداء الطلاب فيها ، خاصة في التعبير الشفهي ، حتى أن بعض الطلاب رأى عدم جدوى تدريس اللغة العربية في المدارس ، وتساءل عن أهمية ما يدرسه من قواعد وما يحفظه ويدرسه من نصوص لا يستخدمها في حياته ولا يستفيد بها ، كما اتفقت آراء كثير من المدرسين والطلاب على عدم وجود حصة للتعبير الشفهي بمعناه الصحيح ، بل هي حصة للإعداد للموضوع التحريري ، حيث يكتب المدرس رأس الموضوع ويتبعه بعدد من الأسئلة أو الأفكار ويكلف الطلاب بالكتابة فيها ، على أن يقوم بعض الطلاب بقراءة ما كتبوه على زملائهم في الفصل وتكون الحصة التالية لكتابة الموضوع في كراسة الحصة.
وتنطلق الدراسة الحالية من هذه المشكلة التي يستشعرها كل المهتمين باللغة العربية لتبحث عن أفضل المداخل لتعليم فنون اللغة العربية بطريقة تجعل عملية تعلم اللغة ذات مغزى وهدف يهم المتعلم ويشبع حاجاته
وكان أكثر المداخل اتساقا وتلاؤما مع طبيعة اللغة هو المدخل التواصلي الذي يعيد للغة العربية مكانتها الصحيحة في حياة أبنائها باعتبارها أداة التواصل الفكري والوجداني بينهم ، وهو مدخل لا ينزع اللغة من الإطار الثقافي والاجتماعي والبيئي الذي توجد فيه فيدخل فيها الرسائل غير اللفظية من إشارات وإيماءات والصمت وتعبيرات الوجه ونبرة الصوت باعتبارها وسائل للتعبير يتعارف على معناها أبناء المجتمع .
وقد عنيت الدراسة الحالية بتعليم أحد أشكال التعبير الشفهي وهو الحوار ، باعتباره أكثر فنون اللغة شيوعا وأهمية في مواقف الحياة اليومية الرسمية وغير الرسمية ، وباعتباره الاستراتيجية البديلة التي يتبناها العالم اليوم لمواجهة المشكلات والقضايا المهمة التي تواجهه بعدما عانى ويلات الحروب و آثارها المدمرة .وتلخصت مشكلة الدراسة في الآتي:
حاجة طلاب المرحلة الثانوية إلى تعلم فنيات الحوار وآدابه ، وبناء برنامج لتعليمها لطلاب المرحلة الثانوية.