Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأزمات المصرفية وأساليب معالجتها /
المؤلف
بحيري، أشرف حسن علي.
الموضوع
الأزمات. التنمية الإقتصادية.
تاريخ النشر
2010.
عدد الصفحات
278 ص. :
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 324

from 324

المستخلص

شهد التاريخ الاقتصادي العديد من التقلبات الاقتصادية، في الناتج القومي والدخل والعمالة، وتنقسم التقلبات إلى مرحلتي توسع وركود، ويصاحب ذلك الركود انكماش في العديد من قطاعات الاقتصاد ولعل أشهر مثال على ذلك هو الكساد العظيم الذى اجتاح العالم فى عام 1929، وبين الكساد العظيم والانتعاش عايش الاقتصاد العالمي (1945-1970) عصراً تميز بدرجة عالية من النمو المزدهر، وكانت مجموعة البلدان الصناعية الرأسمالية من أقوى الأطراف الفاعلة لهذا النمو والمستفيدة منه، وتميزت بأنها فترة انتعاش وتراكم في رأس المال وارتفاع ملموس في معدلات النمو الاقتصادي ودرجة عالية من الاستقرار النقدي وضآلة واضحة في معدلات البطالة وتزايد ملحوظ في مستويات الدخول والمعيشة، إلى الحد الذي دفع بعدد من الاقتصاديين إلى الزعم بأن عصر الأزمات الاقتصادية - قد ولى زمانه إلى غير رجعة( )- على أن هذا العصر ذا النمو المزدهر يرجع إلى عوامل جوهرية ومواتية يأتي في مقدمتها نظام النقد الدولي الذي حقق ثباتاً في أسعار الصرف واستقراراً في أحوال السيولة الدولية، ومجموعة البنك الدولي التي شجعت حركة الاستثمارات الدولية، واتفاقية الجات التي استهدفت خفض القيود الجمركية فكل ذلك أدى إلى نمو واضح في التجارة الدولية، وكذلك لا يجوز أن ننسى بقاء نمط تقسيم العمل الدولي لمصلحة البلدان الصناعية الرأسمالية، وهو الأمر الذي أدى لتمكين هذه البلدان من الحصول على المواد الخام وموارد الطاقة بأسعار رخيصة في ضوء علاقات تبادل غير متكافئ مع البلاد النامية.
على أن هذا العصر ذا النمو المزدهر سرعان ما انتهى عند مشارف السبعينيات من القرن الماضي ليبدأ عصر جديد، شديد الاضطراب والتوتر يتسم بوجود أزمات اقتصادية مستمرة ... ولكن ما الذي حدث بالضبط، وعجل بانتهاء عالم ما بعد الحرب؟! إن الإجابة تكمن في أنها مجموعة من المتغيرات متمثلة في انتهاء عصر ثبات أسعار الصرف بعد أن تخلت الولايات الأمريكية عن قابلية تحويل الدولار إلى ذهب في أغسطس 1971 والدخول في مرحلة التعويم، انتهاء عصر الرخص الشديد للطاقة متأثراً بصدمتي البترول 1973/1974، 1979/1980، برفع أسعار النفط وقد سبب ذلك زلزالاً قوياً في اقتصاديات الطاقة، كما ولد لأول مرة في التاريخ مشكلة الفوائض النفطية والذي سارعت البنوك التجارية دولية النشاط ومعها صندوق النقد الدولي لإعادة تدويرها في شكل قروض للدول التي حققت عجزاً في موازين مدفوعاتها، وكذلك تباينت علاقات النمو اللامتكافئ بين كبريات الدول الصناعية الرأسمالية، وتغير مواقع القوى النسبية الفاعلة في الاقتصاد العالمي متمثلاً ذلك في مجموعة دول غرب أوروبا واليابان، وبدأ ظهور علامات صراع وتوترات اقتصادية ونقدية فيما بينها.
كما أن تعاظم دور العولمة التي قادتها الشركات العملاقة دولية النشاط بتخطيها الحدود الإقليمية محققة نمواً واضحاً ومستمراً في عمليات تكامل الإنتاج والتمويل والتسويق على مستوى العالم، ناقلة كثير من صناعتها كثيفة العمل إلى البلاد ذات الأجور المنخفضة مما أدى إلى بوار هذه الصناعات في بلادها وتفاقم بطالة عمالها.