الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 286 |  |  |
| | | from | 286 | | |
المستخلص
إن الأدب انعكاس لما يحدث داخل المجتمع من تطورات إنسانية اجتماعية وفكرية، وهو انعاكس لرؤى مختلفة فى النظرة الإنسانية، ولعل ظهور مصطلح الأدب النسائى منذ ستينيات القرن العشرين جاء نتيجة لتراكم لخبرات نسائية اجتماعية، وجدت التعبير عنها فى الأدب الذى تكتبه المرأة، ولكن ليس كل أدب تكتبه المرأة هو أدب نسائى، فالقلم النسائى له أدوات وملامح تميزه، وله توجهات اجتماعية وفكرية وسياسية ودينية من منظور نسائى، والأدب النسائى العبرى هو امتداد للأدب النسائى العالمى من حيث الأفكار التحررية التى تطالب بها المرأة. وبداية نشير إلى أن الوضع الإسرائيلى العام لم يعد فى مقدمة اهتمامات الأديبة العبرية، وخاصةالأديبات اللاتى تتسم كتاباتهن بالطابع ما بعد الحداثى، وهن يشبهن فى ذلك المنحى الذى اتخذه أدباءالجيل الأدبى المسمى”הגל החדש” ”الموجة الجديدة” نحو هجر ”الوضع الإسرائيلى” أو وضع الجماعة لصالح ”وضع الفر د”، وأصبح اهتمام الأديبة العبرية منصبا على ذاتها وعلاقاتها الشخصية والإنسانية، وراحت الأديبة العبرية تفتش عن الأمور التى عرقلت مسيرتها النسائية، وتناقش العلاقات بين الآباء والأبناء، وبين الأزواج والزوجات، والعلاقات الأسري ة بشكل عام، وتتحدث عن العلاقات الرومانسية والعاطفية، وتبحث فى علاقات صادمة للمجتمع مثل العلاقات المثلية والعلاقات المحرمة، وغيرها من العلاقات التى تدعو المجتمع للوقوف والتساؤل. وكشفت الأديبات العبريات عن انحرافات داخل المجتمعات الغامضة والمغلقة مثل الم جتمع المتدين، فراحت تفضح أسراره أمام القارئ. غير أن اهتمام الأديبة العبرية بالوضع السياسى الإسرائيلى لم يختف تماما، بل أظهرت نظرة انفتاحية على سياسات أقل تطرفا تميل إلى السلام والهدوء مع العرب، على الرغم من وجود نظرة استعلائية تجاههم لدى بعض الأديبات. وإذا كانت المرأة قد وجدت نفسها فى الإبداع الشعرى العبرى فى بداية مسيرتها الأدبية، فإن إبداعاتها الروائية الآن أصبحت تفوق إبداعات الرجل فى هذا الجنس الأدبى. وتنقسم الدراسة إلى ثلاثة أبواب، الباب الأول بعنوان ” اتجاهات المضمون الاجتماعى فى الرواية العبر ية النسوية المعاصر ة”، ويشتمل على ثلاثة فصول، عنوان الفصل الأول ” العلاقات بين الآباء والأبناء فى المجتمع الإسرائيل ى” ويتضمن طبيعة العلاقات بين الآباء والأبناء فى المجتمع الإسرائيلى من خلال العودة إلى تراث الأم وتغيير النموذج الأوديبى، وتغيير أفكار المجتمع الأبوى، أما الفصل الثانى فبعنوان ” فشل منظومة الزواج فى الإطار ما قبل النسائ ى” والذى يشمل أفكارًا.