الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الحرب الاهلية التى نشبت فى المانيا بين الامبراطور هنرى الرابع فى تكوين حكومة مركزية وحكم ثيوقراطى قوى فى المانيا فى حين ان الدوقات الالمان تمسكو بعدم الخضوع لاية حكومة مركزية فى المانيا, وتمسكوا بالانفراد بتصريف شئونهم الداخلية فى دوقياتهم, وتطلعوا ان تكون العلاقة بينهم وبين الامبراطور الالمانى, علاقة شبه فيدرالية فقط. وبسبب تضارب معتقدات كل من الامبراطور والدوقات اكتوت المانيا بنار الحرب الاهلية وعندما وضعت هذة الحرب اوزارها سنة 1090 م, كان السلام مصحوبا بالقلق, وبتعبير العصر ”فترة الحرب الباردة” ولهذا عندما دعى البابا أوربان الثانى للحملة الصليبية الاولى سنة 1095 م, لم يكن لدى الامراء الالمان رغبة فى ترك ممتلكاتهم فى المانيا والذهاب الى المصير المجهول فى الشرق. كما ان الشعب الالمانى اكتوى بنار الحرب الاهلية طيلة عشرين عاما, سئم حمل السلاح مرة ثانية, ولهذا لم يقدم على الاشتراك فى الحملة الصليبية الاولى. كما اردت ان اكد ايضا حقيقة هامة, الا وهى انتهاز البابوية فرصة انشغال الامبراطور الالمانى هنرى الرابع, بالحرب الاهلية فى المانيا ومحاولة تنفيذ برنامجها الاصلاحى المتمثل فى القضاء على السيمونية وزواج رجال الدين, ونظرا لان الامبراطور لم يكن قادرا على الحرب فى جبهتين فى ان واحد فقد راح يهادن البابا الى ان تمكن من تهدأة الوضع فى المانيا, ثم كشف عن اهدافه الحقيقية المتمثلة فى تعيين وعزل رجال الأكليروس. ولولا عدم استقرار الوضع السياسى فى المانيا لما خرج برنامج اصلاح الكنيسة الى حيز الوجود, لاسيما ان البابا جريجورى السابع كان يعتمد كثيرا على هذا الوضع, ولان الامبراطور كان يمكنه ان يقضى عليه وهو مايزال فى المهد. |