Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
القوى السياسية والإجتماعية في سوريا وتوجهاتها في السياسة الخارجية 1946-1958 /
المؤلف
محمد، منار محروس حسين.
هيئة الاعداد
باحث / منار محروس حسين محمد
مشرف / محمد خيري طلعت
الموضوع
السياسة الخارجية.
تاريخ النشر
2006.
عدد الصفحات
351 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2006
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - قسم التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 248

from 248

المستخلص

لقد عشت مع هذه الدراسة فى الفترة التاريخية التى امتدت من سنة 1945 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية مباشرة وحتى عام 1958، الذى تحققت فيه أول وحدة عربية بين مصر وسوريا، وكانت بلا شك فترة خصبة بالأحداث والمتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية فى سوريا والمنطقة العربية بصفة عامة، وقد استفدت استفادةً شخصيةً من هذه الدراسة واطلعت على العديد من المحاور الفكرية والثقافية والأيديولوجية التى اجتاحت سوريا وأثرت وتأثرت بكل الأحداث، وقد توصلت إلى نتائج عديدة سأغرض لأهمها وهي:
أولا: أن سوريا بعد قرار التقسيم (سايكس – بيكو) الأنجلو فرنسي الاستعماري 1916، والذى نفذ بعد مؤتمر سان ريمو 1920، أحدث ضرراً بالغاً بسوريا ودول المشرق العربي، حيث لم تراعي دول الاستعمار اللاندسكيب الاجتماعي –التضاريس- بما يتضمنه من تركيبات عشائرية وعرقية وقبلية، وأدي هذا إلى تمزيق هذه العشائر والقبائل وتوزيعها إلى دول الجوار فى تقسيمات المشرق العربي، كما أن اتفاقية سايكس – بيكو لم تراعي المصالح الاقتصادية لهذه الدول، وانعكس ذلك سلباً على الاقتصاد الزارعى وحركة التجارة.
ثانيا: بعد حصول سوريا على الاستقلال عام 1946 وقعت فريسة المحاولات الاستعمارية لجرها إلى التبعية والهيمنة، ولكن الشعب السوري نجح فى الحفاظ على استقلال الدولة، ولكن دخلت سوريا إلى منطقة جديدة من الصراعات الإقليمية بين تيارات المد والجزر من المحاولات العراقية التى يدفعها الاستعمار البريطاني بقيادة (نوري السعيد) فى بغداد فى الهيمنة على سوريا وبين الولاء السوري للمحور العربي الذى مثلته مصر و المملكة العربية السعودية، والذى مثل القوة العربية للحفاظ على استقلال سوريا، وقد ترتب على تعدد الولاءات فى الداخل السوري أن تمزقت الكتلة الوطنية التى ترأسها (شكري القوتلي) وتعددت التوجهات الإقليمية والدولية بين الشد العراقي والجذب السعودي المصري والمصالح الاقتصادية بين البرجوازية الزراعية والتجارية.
وترتب على هذا كله أن ظهرت تيارات أيديولوجية متعددة، فظهر التيار العروبي الذى كان له مفكريه ومنظريه والتيار الاشتراكي والماركسي الذى تأثر بالفكر الشيوعي العالمي، وبالتالي ظهر لكل تيار تكوين حزبي و صحافته، وتعتبر هذه الفترات من أكثر فترات الثراء السياسي فى سوريا، حيث شهدت التنوع والتعدد والحرية السياسية، ولكن عندما امتدت هذه التيارات إلى داخل الجيش السوري انعكس ذلك سلبا بقيام الانقلابات العسكرية بين عامي 1949-1951، والتى أطاحت بالزعم السوري (شكري القوتلي) واتجهت إلى حكم العسكر الذى تميز بالديكتاتورية، وشهدت سوريا فترة من الاضطرابات السياسية قادها (حسني الزعيم – وسامي الحناوي – وأديب الشيشكلي – وأكرم الحوراني)، ووقف على الجانب الآخر فى محاولة لدفع سوريا إلى الوحدة العربية المفكرين (صلاح البيطار – وميشل عفلق)، وكان لدخول سوريا حرب فلسطين 1948م أثار أهمها – ورغم الانقلابات العسكرية- توحد الجبهة السورية السياسية ضد العدو الصهيوني التى أدت فى النهاية إلى عودة شكري القوتلي من القاهرة ليحكم سوريا مرةً أخري، وما أن عاد حتى واجه تحديات إقليمية تمثلت فى العدو الصهيوني على الحدود الغربية لسوريا، والصراع الأمريكي السوفيتي حول الهيمنة على سوريان ولكن ظهور جمال عبد الناصر فى مصر وقيادته ثورة يوليو 1952 أدي إلى تطلعات سورية جديدة نحو إتباع الخط الناصري فى معاهدات الاستعمار والأحلاف الدفاعية ورفض التبعية والهيمنة للغرب.
ثالثا: وقد عانت سوريا أشد المعاناة من وجود العدول الصهيوني على حدودها الغربية، واضطهاد الشعب الفلسطيني الذى نزح لاجئا إلى سوريا بعشرات الآلاف، إضافةً إلي الضغط الذى مارسته إسرائيل على مناطق المياه السورية والسيطرة على منطقة ”الحولة” وسرقة المياه العربية لتزيد الضغط الاقتصادي والعسكري على سوريا، وحاولت سوريا فى هذه الفترة اللجوء إلى المحافل الدولية، فلجأت إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن و جامعة الدول العربية للحصول على حقوقها الشرعية فى المياه العزبة وأراضيها التى اعتدت عليها إسرائيل اعتداءات مستمرة، وفى نفس الوقت حاولت سوريا الهروب من الضغوط الأمريكية، وعدم التبعية للمعسكرين الشرقي والغربي ونجح الجيش السوري فى حماية أراضيه بمساندةٍ عربيةٍ ودوليةٍ، ولكن كان لهذه الاعتداءات الاسرائيلية على منطقة الحوله أثراً كبيراً فى توجه السياسيين السوريين إلى الوحدة العربية وإلى اتفاقيات الدفاع العربي المشترك.
رابعا: بعد رفض سوريا التام للانضمام إلى حلف بغداد، وفشل حلف بغداد الذريع فى استقطاب سوريا أزداد غضب دول الحلف من سوريا، خاصة بعد أن استطاعت مصر جرها إلى التعاون معها ضد حلف بغداد، لذا لجأت دول الحلف الى التخطيط للمؤامرات لتعصف باستقلال سوريا، فقامت تركيا أحد أعضاء حلف بغداد بتوجيه مذكرة شديدة اللهجة لسوريا ترفض فيها موقف سوريا من حلف بغداد كما قامت بحشد قواتها على الحدود السورية التركية، وأعلنت العراق عن رغبتها فى التوسط لحل ذلك النزاع، لكن لم تتوقف مؤامرات حل ف بغداد عند ذلك الحد، فما لبث أن اشتركت العراق نفسها فى مؤامرةٍ ضد سوريا لمحاولة قلب نظام الحكم القائم فى سوريا وتولية حكومة موالية لها فى سوريا، لذا قامت باستقطاب العناصر الناقمة على السلطة وأيدتها فى ذلك بريطانيا والولايات المتحدة، فكل منهما كانت تسعي جاهدة لتعزيز نفوذها فى المنطقة العربية، وازدادت الاتصالات مع العناصر الناقمة على السلطة، ولكن استطاعت السلطات السورية اكتشاف هذه المؤامرة، ووجهت إنذاراً إلى كل من يحاول المساس باستقلال سوريا، كما ساند الاتحاد السوفيتي سوريا فى رفضها لدخول حلف بغداد، واصفاً هذا الحلف بأنه حلف استعماري تسعي فيه الدول الكبرى لتأييد نفوذها فى المنطقة العربية.
لكن لم تتوقف المؤامرات علي سوريا عند ذلك الحد، فقد قامت الولايات المتحدة بإعداد مؤامرة أخرى اشتركت فيها السفارة الأمريكية، وحاولت فرض مبدأ أيزنهاور على سوريا بأي طريقة تحلو لها، لكن اكتشفت الحكومة السورية المؤامرة الأمريكية وقامت بطرد السفراء الأمريكيين من سوريا فتوترت العلاقات بين الدولتين.
وفى ذلك الوقت أزداد الصراع الأمريكي السوفيتي على المنطقة حيث تقاربت العلاقات السورية السوفيتية، كما قام الاتحاد السوفيتي بإمداد سوريا بالأسلحة، كل ذلك أقلق الولايات المتحدة على نفوذها فى المنطقة، لذا لجأت إلى تصعيد الأحداث وذلك باللجوء إلى الدول الإقليمية الحاقدة على سوريا، ومنها دول حلف بغداد، ورغم موافقة العراق على تصعيد الأزمة إلا أنه رفضت الدخول فى أي عمل عسكري ضد سوريا، لكن أرادت تركيا القضاء على الحكومة القائمة الرافضة لحلف بغداد وأيزنهاور، فقامت بحشد قواتها على الحدود السورية التركية، لكن لم يقف الاتحاد السوفيتي ومصر موقفاً سلبياً إزاء الضغوط الدولية على سوريا، لكن قاماً بمساعدتها، ولجأت سوريا إلى المحافل الدولية فعرضت قضيتها، أمام مجلس الأمن، كما هدد الاتحاد السوفيتي بنسف تركيا من الوجود فى حالة اعتدائها على سوريا، كما قامت مصر بإرسال جنودها إلى سوريا للدفاع عنها ضد أي اعتداء، لكن ما لبث أن هدأت الأزمة بعد انسحاب القوات المسلحة من الطرفين من مناطق الحدود وتم شطبها من مجلس الأمن 1957.
وكانت هذه أهم النتائج التى توصلت إليها فى هذه الدراسة السياسية والاجتماعية عن سوريا فترة البحث.