الفهرس 
مقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 144 |  |  |
| | | from | 144 | | |
المستخلص
يتناول البحث إحدى القضايا المحوريه التى تواجه فنانى الحفر والطباعة الغائرة المعاصرين، وهى قضية تحديد الرؤية الإبداعية للفنان عند شروعه فى العمل الفنى الطباعى . ففى حين يتمسك العديد من الفنانين باسلوب التعبير المباشر كمدخل أساسى لبلوغ الصدق الفنى وللإحتفاظ بقوة وحرارة لحظات الإبداع وبزوغ الفكرة نجد قطاع أخر من فنانى الحفر الغائر ينادى بالإستفادة الكاملة من معطيات التكنولوجيا والتقنية الحديثة فى إطار السعى إلى تطوير الشكل معتبرين أن ذلك التفوق التقنى أو الثراء الشكلى هو من أهم ما يميز العمل الجرافيكى المطبوع .
وهؤلاء الفنانون عادة ما يقللون من أهمية التلقائيه أو سرعة التعبير وقوته أو دور المصادقه .
وفى سبيل معرفة الأسس الفكريه لكل من الإتجاهين السابقين فأن الباحث قد تطرق لمجموعة من النظريات الفلسفية تشرح العملية الإبداعية ، كما تناول البحث علاقة تلك النظريات بالإتجاهات الإبداعية موضوع الدراسة .
ثم يتناول الباحث بالدراسة والتحليل مجموعة من الأعمال الجرافيكية لفنانين مصريين وأجانب تمثل أعمالهم الإتجاهات الفنية موضوع البحث ، فى محاولة لاكتشاف فلسفاتهم الشخصية حول عملية الإبداع الفنى وبيان أثر تلك الأفكار على أعمالهم الفنية .
وأخيراً يتطرق الباحث لشرح إحدى التقنيات المستحدثة فى مجال الحفر والطباعة الغائرة والتى تمثل ثورة حقيقية فى ذلك الفن من خلال عرض لمجموعة من الأعمال الجرافيكية المنفذة بتلك التقنية . ثم يختتم الباحث بحثه بتقديم نماذج من تجربته العمليه والمتمثله فى مجموعة من أعمال الحفر والطباعة الغائرة نفذت جميعها بتقنية الحفر غير الحمضى على خامة (البوليمر) وبأساليب مختلفه فى محاولة من الباحث لاستكشاف الإمكانات والأبعاد المختلفة لتلك التقنيه المستحدثه .
ومن خلال استعراض ما تم تناوله فى هذا البحث من نظريات فلسفية حول عملية الإبداع الفنى ومن خلال استعراض آراء وأعمال مجموعة من فنانى الحفر والطباعة المصريين والأجانب يتضح لنا وجود اختلاف جوهري فى الرؤية الإبداعية لهؤلاء الفنانين، فمنهم من صب اهتمامه على قيم الحس الإنسانى والتلقائية بانتهاجه لأسلوب التعبير المباشر سواء على مستوى التكوين أو التقنية باعتباره المدخل الأساسى لتحقيق الصدق فى العمل الفنى وما يتبعه من قدرة على التواصل مع الجمهور .
ومنهم من سعى إلى الإستفادة الكاملة من معطيات التكنولوجيا والتقنيات المختلفة بالغضافة إلى الدراسة المتأنية على مستوى العناصر والتكوين باعتبار ذلك الأسلوب الوحيد لتحقيق السيطرة الكاملة على العمل المطبوع ولضمان التصور المسبق للفنان .
ولقد تميزت أعمال فنانى كل اتجاه من الاتجاهين السابقين بخصائص معينة فنجد مثلاً أن أعمال الفنانين المدافعين عن التعبير المباشر تتصف بما يلى :
* عدم الإهتمام بتوازن التكوين .
* عدم الإلتزام بقواعد الظل والنور أو بالنسب التشريحية .
* عدم السعى إلى التنويع فى الملامس أو التأثيرات التقنية المختلفة .
* اختزال المساحات المظللة فى التكوين والدرجات الظلية المستخدمة فى أضيق حدود .
* التأكيد والمبالغة أحياناً فى عنصر الحركة بالتكوين .
* التأكيد على التعبيرات الإنسانية فى الوجوه والأيدى لشخوص العمل .
وعلى النقيض نجد أعمال المدافعين عن الاستفادة الكاملة من التقنيات المختلفة ، تتصف بما يلى :
* الاهتمام بحبكة التكوين وتوازنه .
* الاهتمام بدراسة عناصر التكوين والنسب التشريحية وقواعد الظل والنور .
* الاهتمام بالتنويع مع الملامس والتقنيات المستحدثة
* السعى إلى التنويع فى الدرجات الظلية المستخدمة .
* تهميش دور التعبير والتلقائية والمصادفة فى العمل الفنى .
ومن خلال سعى الباحث لحل الإشكالية والتى تنتج عادة من تعارض الاحتفاظ بالطاقة الشعورية للفنان مع مروره فى مراحل مطولة من الأعداد التقنى والبنائى للعمل تعرف الباحث على تقنية الحفر الغائر على خامة (البوليمر) والتى تتيح لمستخدميها أكبر قدر من حرية وعفوية التصميم من ناحية وفى نفس الوقت فأنها لا تتعارض مع ثراء العمل على المستوى الشكلى ، وذلك لما تتميز به من سهولة وسرعة التنفيذ.