الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لم يكن الاحتلال البريطانى لمصر فى 14 سبتمبر سنة 1882 خاتمة مطاف التدخل الاجنبى عن طريق الديون واستثمار رؤوس امواله، ولكنه جاء بمرحلة جديدة من مراحل الاستعمار تميزت بالسيطرة الشاملة على مقدرات البلاد لتنفيذ الاهداف التى من اجلها احتلت انجلترا مصر. ولقد اعادت انجلترا منذ احتلالها مصر ان مهمتها فى مصر تركزت على ثلاث دعائم اولها اعادة حياة الاطمئنان والاستقرار، واصلاح حال الفلاح المنتج الحقيقى، والقيام بالمشروعات المختلفة فى كل نواحى الحياة، وادخال المدنية والنظم الغربية التى تتفق وعادات الاهلين وتقاليدهم. ولم تقم انجلترا بهذة المهمة الا لتبرير موقفها امام فريق الرأى العام الانجليزى الذى كان لا ينظر بعين الرضا للاستعمار والتوسع، ثم امام الرأى العالمى وخاصة امام الدول الاوربية التى كانت تناوئها العداء فيما يختص بمصير مصر. وهناك الشعور النفسى لانجلترا كدولة كبيرة تعتمد فى تفوق حضارتها وثقافتها وتريد ان تفرض هذة الحضارة على مصر رضيت ام كرهت. والركيزة الثانية حماية مصالحها السياسية والحربية والاستراتيجية الناشئة من بقوع مر فى ملتقى الطرق العالية البرية والبحرية، ثم المحافظة على قناة السويس ومصالح البريطانيين التجارية والمالية. والركيزة الثالثة حماية الاقليات والاجانب فى مصر والمحافظة على مصالحهم. |