![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تتناول هذه الدراسة موضوع تطور صناعة القطن فى مصر خلال الفترة بين عامى 1860 - 1930 وأثرها على الحياة الاقتصادية والاجتماعية, ويرجع السبب فى اختيارى لهذه الفترة إلى خصوبتها فى تاريخ مصر الاقتصادى الحديث وبالتالى انعكس أثرها على النواحى السياسية والاقتصادية والاجتماعية. كما يرجع السبب فى تحديد نقطة البداية بعام 1860 حيث أن العام قد شهد نشوب الحرب الأهلية الأمريكية والتى كان لها تأثير مباشر فى الاهتمام بزراعة القطن فى مصر بين المزارعين ما يصح أن نسميه ” الحمى القطنية”. وأما السبب فى تحديد نقطة النهاية عند عام 1930 فهذا العام قد شهد نهاية آخر المعاهدات التى تكبل يد الاقتصاد المصرى, ومن ثم وضعت تعريفة جمركية جديدة كان لها الفضل فى النهوض بالصناعات المصرية وبالأخص صناعة الغزل والنسيج. وقد شهد مصر خلال فترة الدراسة - التى امتدت على مدى سبعين عاماً - أحداثاً جساماً سواء فى النواحى السياسية أو الاقتصادية, كان لها دورها فى حدوث تغيرات فى الهياكل الاقتصادية لمصر وتغير أنماط التصنيع والاستهلاك داخل البلاد وبالتالى تأثرت صناعة القطن فواجهت ظروفاً متناقضة أدت إلى ازدهارها وتقديمها تارة, أخرى. وقد حاولت تتبع هذه الظروف والعوامل الداخلية والخارجية التى أثرت على الصناعة القطنية المصرية سلباً وايجابا وذلك من خلال عرض تأريخى وثائقى, هادفاً من ذلك إلى إبراز الأسباب التى أدت إلى ركود وتدهور هذه الصناعة فى بعض المراحل, والى انتعاشها ونهوضها فى مراحل أخرى. وقد راعيت فى تقسيم فصول البحث أن يكون تقسيما زمنيا, حيث أن دراسة هذا البحث تحتاج إلى دراسة زمنية تحليلية, ومن ثم قسمت البحث إلى تمهيد وثلاثة فصول : تناول التمهيد حالة القطن فى مصر منذ العهد الفرعونى, وكتابات الجغرافيين العرب عنه, ثم اسم القطن فى مختلف اللغات الأوربية, وأغلب الظن انه مشتق من الأسم العربى له, ثم أصناف القطن ورتبه وأسواقه, ثم تاريخ حلج وكبس القطن. كما تناولت فى التمهيد أيضا تجرية محمد على الصناعية, مع التركيز على صناعة القطن, حيث أنه أقام العديد من المصانع فى مختلف أنحاء دولته, ويحسب له أنه نشر فنون الصناعة فى كافة أنحاء البلاد, فلم تعد حكرا على فئة معينة أن مكان معين, لدرجة أن مصر عاشت فى ههدة فى أفق جديد لنهضة صناعية جديدة, اعتمدت على أسس حديثة لتطور لم تكن تعرفه من قبل. |