الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لا يختلف ديوان أحمد داعى فى شكله عن الشكل الذى توارثه الآب التركى الديوانى عن الدواوين الفارسية, حيث بدأ بقصيدة افتتاحية ثم قسم المدائح والآغراض الآخرى كالرثاء والوصف, ثم قسم الغزليات الذى يمثل القسم الآكبر. وقد أندرج غرض المدح به فى الإطار الفارسى الذى يكن إلى المبالغة والإغراق فى المدح وتكرار صور المديح أمام الممدوحين. فاقتبس الشاعر من الصور والآفكار الفارسية والعربية فى مدحه ما جعل قصيدته يتوزعها الآثر الفارسى والعربى من افتتاحيتها إلى خاتمتها, فأدى ذلك إلى أقتراب الصور الكلية فى مدحه إلى الصور الكلية فى قصائد مدح الشاعر الفارسى (سليمان ساوجى) من خلال عرض متعدد لصور جزئية فارسية الآصل تتناول وصف الممدوح بكل الصفات المعنوية والمادية.كما حاول أحمد داعى فى مدحه أن يكسر التقليد العربى والفارسى فى طول الآفتتاحية, فقصرها على عدة أبيات تحوى فى فكرتها الإفتتاحية الفارسية على طولها, وبدأت مدائحه بالغزل والتشبيب أو وصف الطبيعة على عادة الشعراء ومن قبلهم العرب. كما تأثر الشاعر فى مواضع الوصف من ديو ياتى انه بأفكار الوصف الفارسية والعربية وصورها.فتارة يأتى بالفكرة مقرونه بصورتها الفارسية والعربية فى ثوب تركى, وتارة أخرى يحتوى هذه الفكرة ويصورها فى صورة جديدة تناسب بيئته. فنراه يتصرف ازاء الصور والأفكار الجزئية المقتبسة من الأدب الفارسى والعربى فى وصفه بسعه فى الخيال وصدق فى الإحساس وانتماء لبيئته, فيخلق منها معانى مبتكرة متصرفاً تصرف الشاعر المبدع لا المقلد. وعمد شاعرنا إلى تقليد الشاعر الفارسى سليمان ساوجى فى وصفه للقصور, حتى أنه لم يستطيع أن يغير فى الألفاظ والتراكيب والمعانى الفارسية إلى لغته التركية, بل جاء وصفه فارسى قلباً وقالباً. لدرجة أن ما نظمه من أبيات تركية فى هذا الوصف لم يكن فى جملته من التركية سوى الفعل أو اللاحقة. |