الفهرس 
الإطار العام للبحثيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 197 |  |  |
| | | from | 197 | | |
المستخلص
تعد الثقافة الرياضية فى عصرنا الحديث من متطلبات التقدم العلمى والتكنولوجى الدال على رقى الأمم وتحضرها ، خاصة لما لها من دور فعال فى إعداد الفرد كمواطن صالح ، الأمر الذى فرض على المسئولين إعادة النظر فى طرائق بناء الإنسان المصرى من جديد ليسهم بفاعلية فى تحقيق التنمية الشاملة وتذليل المشكلات التى تعوق المجتمع فى سباقه مع الدول المتقدمة ، وقضية بناء الإنسان قضية تربوية لا يقتصر تحقيقها على مؤسسة بعينها فى المجتمع .
ويقوم مركز الشباب بتولى هذه المهمة باعتباره البوتقة التى ينصهر فيها الشباب بدافع داخلى منهم ، وباعتباره أيضا المكان المحبب إلى أنفسهم للذهاب إليه .
وعلى الرغم من الاهتمام المتزايد بالشباب والتركيز على أهمية الأنشطة المختلفة إلا أنه يدور جدل بين الأوساط العلمية والبحثية فى مجال رعاية الشباب ومدى فعاليتها فى مقابل احتياجاتهم البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية لأن البحوث تشير إلى ضعف الإقبال على الأنشطة بمراكز الشباب ، وهذا يؤدى إلى صعوبة تفريغ الطاقات الزائدة للشباب التى تساهم مع الخواء الفكرى فى جعل الكثير من شباب اليوم يعيش فى ظروف صعبة يتعرض خلالها لألوان من التخبط الفكرى والنفسى وأن الشباب يعيش فى أزمة متعددة المظاهر أهمها :
1ـ ضحالة المعرفة وضعف أعمال العقل والتردد بين الحداثة والأصالة .
2ـ السلبية وعدم المشاركة .
3ـ الجهل بأهم الحقائق السياسية .
4ـ التردد بين الحداثة والأصالة .
ومن هنا اتجه فكر الباحث إلى محاولة تقديم مشروع مقترح لتطوير برامج الثقافة الرياضية بمراكز الشباب فى محافظة أسيوط فى محاولة لتطوير برامج الثقافة الرياضية بمراكز الشباب لتواكب متطلبات التطور وإعداد قيادات تخصصية فى هذا المجال مع محاولة التغلب على بعض المعوقات التى يراها الباحث والتى تؤدى إلى جمود البرامج وعدم الإقبال عليها وعدم تفعيل دور مراكز الشباب فى المجتمع .
ماهية البحث وحدوده :
هذا البحث من الأبحاث الفلسفية التى تؤثر فى المجتمع تأثيراً إيجابياً وهو محاولة تقديم مشروع مقترح لتطوير برامج الثقافة الرياضية بمراكز الشباب فى محافظة اسيوط.
أهداف البحث :
يهدف البحث مشروع مقترح لتطوير برامج الثقافة الرياضية بمراكز الشباب وذلك من خلال :
1ـ التعرف على محددات الثقافة الرياضية من منظور الهيئات الشبابية .
2ـ التعرف على واقع مراكز الشباب فى تطوير الثقافة الرياضية ومعوقاته .
3ـ وضع نموذج مقترح لتطوير برامج الثقافة الرياضية .
تساؤلات البحث :
1ـ ما مفهوم الثقافة الرياضية وما محدداتها ؟
2ـ ما واقع إدراك الشباب المشارك والغير مشارك فى الأنشطة والقائمين بالعمل الإداري فى مراكز الشباب بالثقافة الرياضية ومعوقاتها ؟
3ـ ما المشروع المقترح الذى يطور برامج الثقافة الرياضية فى مركز الشباب .
المنهج المستخدم :
وفقاً لطبيعة البحث وأهدافه استخدم الباحث المنهج الوصفى (الدراسات المسحية) والذى اعتمد على وصف ما هو كائن وتفسيره ، مستخدماً تحليل المراجع والوثائق المسحية .
مجتمع البحث :
يمثل البحث مشرفى النشاط الثقافى (موظف ـ مشرف ـ عضو مجلس إدارة ، والشباب أعضاء الجمعية العمومية) بمراكز الشباب بمحافظة اسيوط ، والذين يتراوح أعمارهم من (18ـ35 سنة) للعام 2004 ـ2005م
عينة البحث :
اختيرت عينة البحث بالطريقتين العمدية والعشوائية من مراكز الشباب (القرى ـ المدن) وكان قوامها (500) من الشباب أعضاء الجمعية العمومية والإداريين ومجلس الإدارة ممن تتراوح اعمارهم من 18ـ35 سنة .
خطوات إجراء البحث :
بعد تحديد منهج وعينة البحث ، قام الباحث بالخطوات التالية :
1ـ تحليل محتوى الكتب والمراجع العلمية والدراسات السابقة والمرتبطة بموضوع البحث .
2ـ المقابلة الشخصية .
3ـ استمارة استطلاع رأى الخبراء للتعرف على محددات الدراسة .
4ـ استبانة للتعرف على درجة إدراك الشباب للثقافة الرياضية ، والقائمين على العمل بمراكز الشباب بمفاهيم الثقافة العامة .
5ـ استبانة للتعرف على درجة إدراك الشباب والقائمين بالعمل بمفاهيم الثقافة الرياضية بمراكز الشباب .
6ـ استبانة للتعرف على المعوقات التى تحول دون تنقية برامج الأنشطة الخاصة بالثقافة الرياضية بمراكز الشباب .
7ـ إجراء المعالجات الإحصائية للبيانات والتعليق عليها وتفسيرها .
8ـ صياغة تصور للمشروع المقترح للثقافة الرياضية بمراكز الشباب .
الأسلوب الإحصائى المستخدم :
تحقيقاً لأهداف البحث وللإجابة على التساؤلات ، تم استخدام المعالجات الإحصائية التالية :
1ـ الأهمية النسبية . 2ـ النسبة المئوية .
3ـ الوزن النسبى . 4ـ معامل الارتباط .
5ـ اختبار ز 6ـ اختبار كا2 .
نتائج واستخلاصات البحث :
من خلال التحليل الإحصائى لبيانات البحث يستخلص الباحث النتائج التالية :
أولا : نتائج الدراسة النظرية :
النتائج مرتبطة بمركز الشباب :
تتميز مراكز الشباب بأن مجهوداتها ذات طابع وقائى وعلاجى وأنها ذات شقين متكاملين ومتلازمين ، يتمثل الشق الأول فى الخدمات والإمكانيات التى تقدمها الدولة للشباب بغرض مساعدتهم على النمو المتكامل وعلى تطوير قدراتهم الإنسانية .
والشق الثانى يتمثل فى بناء منظومة تربوية متكاملة لها مدخلاتها المتمثلة فى الموارد البشرية والمالية والإدارية والشبابية ، وهناك عدد من العمليات التحويلية الآلية التى يتحقق من خلالها مشاركة الشباب فى تلك الأنشطة المختلفة لتكون هناك مخرجات من المنتج الشبابى ذو الشخصية السوية .
النتائج مرتبطة بالثقافة الرياضية :
• تعد الثقافة الرياضية بمثابة المدرسة العامة التى تواصل عمل المؤسسات الرياضية المختلفة كالأندية ومراكز الشباب عن طريق ما تنشره من خبرات وأنشطة رياضية وثقافية تعدل من سلوك الأفراد بما يتلاءم مع القيم والتقاليد السليمة .
• مستوى الثقافة الرياضية يتأثر بالنظام التربوى العام للمجتمع ، ذلك النظام الذى يحدد مكانة الثقافة الرياضية بالنسبة لغيرها من الجوانب الثقافية الأخرى لتحقيق أهداف التنمية والتقدم فى كافة الميادين .
• الثقافة الرياضية وما تتضمنه من معارف ومعلومات ومكانتها لدى الفرد الممارس للنشاط الرياضى لا تعتبر أمراً ثانوياً ، وإنما أحد الشروط الهامة الأساسية للتعليم .
ثانيا : نتائج الدراسة الميدانية :
أ ـ النتائج المرتبطة بمفاهيم الثقافة العامة ومدى ارتباطها بالرياضة بمراكز الشباب :
• نسبة إدراك مفاهيم الثقافة العامة ومدى ارتباطها بالرياضة بمراكز الشباب لأفراد العينة ككل 47.10% .
• يوجد شبه اتفاق بين أعضاء الجمعية العمومية بمراكز الشباب واحتلالهم المرتبة الرابعة ، وبنسبة 43% ، على أن هناك قصوراً فى برامج الأنشطة الثقافية وأنها لا تسهم فى تأدية دورها لتحقيق الأهداف التربوية المنوط بها ولا تكسبهم المزيد من المعلومات والمعارف الحديثة .
ب ـ النتائج المرتبطة بمفاهيم الثقافة الرياضية لدى مراكز الشباب :
يوجد شبه اتفاق بين مشرفى النشاط الثقافى والذين احتلوا المرتبة الرابعة ، وبنسبة 70.1% على أن الثقافة الرياضية تحتاج إلى إعادة بناء منهجى ورسم سياسة واضحة لها من خلال أسلوب علمى تهتم بجودة المدخلات التى تعتمد على تقنية الثقافة الرياضية وربط الرياضة بالتكنولوجيا فى إطار تثقيفى يمثل منظومة تربوية متكاملة تهدف إلى جذب الشباب واستمرارهم فى الممارسة .
ج ـ النتائج المرتبطة بالمعوقات :
كشف نتائج الدراسة عن احتلال الإمكانيات المادية المرتبة الأولى من حيث إعاقتها لتنفيذ الأنشطة الثقافية الرياضية المتنوعة للوصول إلى منظومة متكاملة للنهوض بالثقافة الرياضية بمراكز الشباب ، ويأتى بعدها العجز فى الإمكانيات البشرية ، فالمعوقات المرتبطة بالعضو ذاته ، ثم المعوقات المرتبطة بالتنسيق مع الهيئات الأخرى وأخيراً المعوقات المرتبطة بالدعاية والإعلان .
التوصيـــات :
فى ضوء هدف البحث وحدود العينة ، واستناداً إلى ما تشير إليه النتائج والاستخلاصات يوصى الباحث بما يلى :
أولا : التوصيات المرتبطة بالإطار النظرى :
يجب أن يعمل مركز الشباب من خلال البرامج المعدة للثقافة الرياضية والتى تحقق الأهداف البنائية والتى تتمثل فى بناء العقلية المدربة على التفكير المنطقى واكتساب الثقافة الرياضية والأهداف الوقائية والمتمثلة فى حماية الشباب من الإنحراف الفكرى السلوكى وتوجيههم إلى أسلوب الممارسة الإيجابية للنشاط الرياضى بالإضافة إلى نشر الوعى الثقافى الرياضى وتوجيه النشاط الإعلامى لزيادة الاهتمام بالبرامج الثقافية الرياضية ، ويتم نشره بوعى وإتقان وتحويل هذه المفاهيم إلى قناعات ، ومن ثم إلى ممارسات فعلية تتلاءم مع أسلوب الإنسان ومتطلباته الحياتية .
ثانيا : التوصيات المرتبطة بالدراسة الميدانية :
أ ـ التوصيات المرتبطة بالثقافة العامة ومدى ارتباطها بالرياضة بمراكز الشباب :
• التخطيط السليم للنشاط الثقافى وتوضيح الأهداف التى من خلالها تبنى عليها البرامج.
• تطوير البرامج ومواكبتها لمتطلبات عصر المعلوماتية .
• استخدام الاساليب التكنولوجية الحديثة فى تثقيف الشباب بما يتناسب مع القدرات والإمكانيات والاتجاهات لمرحلة الشباب .
• توضيح العلاقة القائمة بين ممارسة الأنشطة الرياضية وتكنولوجيا المعلومات .
• توافر المكتبات بالصورة المطلوبة وتواجد المراجع المتخصصة .
ب ـ التوصيات المرتبطة بمفاهيم الثقافة الرياضية لدى مراكز الشباب :
• يجب تكثيف النشاط الإعلامى لزيادة الاهتمام ببرامج الثقافة الرياضية بالقنوات العامة والمتخصصة ، والتى تدخل الفكر المفاهيمى الرياضى بصورة مبسطة ومؤثرة وجذابة.
• التركيز على نقل المعارف والمفاهيم الرياضية من خلال الندوات المختلفة والدورى الثقافى ومجلات الحائط للوصول إلى بناء عقلية مدركة للمفاهيم الثقافية الرياضية وواعية لثقافة الممارسة الرياضية ونقلها لأنبائهم ، حتى يحدث التوريث الثقافى الرياضى على أساس علمى سليم .
ج ـ التوصيات المرتبطة بالمعوقات التى تحول دون تنفيذ برامج الأنشطة الثقافية :
• زيادة الدعم المادى لميزانية مراكز الشباب .
• تنوع أنشطة الاستثمار وجمع المال بمراكز الشباب .
• التنسيق مع الهيئات الأخرى لاستغلال الملاعب والإمكانيات .
• اشتراك أولياء الأمور مع المشرفين والمسئولين بمراكز الشباب للتخطيط للأنشطة وكذلك الشباب .
• عقد ندوات لمناقشة المشاكل الموجودة بمراكز الشباب بالإضافة إلى الاجتماع السنوى للجمعية العمومية .
ثالثا : التوصيات المرتبطة بالمشروع المقترح لتطوير برامج الثقافة الرياضية فى مراكز الشباب :
تقوم فلسفة المشروع المقترح على محاولة التغلب على العوائق التى تعرقل تنفيذ برامج الثقافة الرياضية بمراكز الشباب ومنها :
1ـ إيجاد وسائل تحفيز مناسبة تشجع جميع الشباب على الإنضمام لعضوية مراكز الشباب ومشاركتهم بصورة إيجابية فى كافة الأنشطة المختلفة والتى تسهم فى تكوين الثقافة الرياضية .
2ـ تعبئة كافة الإمكانيات المادية والبشرية والعمل على تنسيقها بصورة تتيح الفرص للأعضاء فى إبداء الرأى فى أنشطة الثقافة الرياضية وتحديد متطلباتها .
بينما يهدف المشروع المقترح إلى :
1ـ توضيح أهمية الممارسة الإيجابية للأنشطة الرياضية المرتبطة بتنمية الثقافة الرياضية.
2ـ توفير الإمكانيات والملاعب وصالات الأنشطة ليقبل عليها الأعضاء لممارسة الأنشطة الرياضية .
3ـ تقليل الآثار السلبية الناتجة عن ضعف الوعى الأسرى والمؤثر على مشاركة الشباب فى النشاط الرياضى .
ويتحقق هذا المشروع من خلال الإجراءات الآتية :
1ـ إعداد القادة للإشراف على الأنشطة .
2ـ تمويل وإدارة المشروع من خلال زيادة الميزانية المقدرة للصرف على الأنشطة وجمع المال ، وقبول التبرعات والتنسيق مع الهيئات الحكومية الأخرى للإستفادة من إمكانياتهم.