![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد شهد العالم خلال الفترة الأخيرة تغييرات إجتماعية نتيجة للانفجار المعرفى الذى يعيشه عالمنا اليوم ولظهور العديد من الاتجاهات السياسية والاجتماعية والاقتصادية, ولقد أصبح توفير أفراد الكادر الفنى ضرورة لمواجهة النمو المتزايد لمعدل الاكتشافات العلمية والابتكارات التكنولوجية ولقد كان امرا طبيعيا أن تفرض التغييرات الاجتماعية نفسها على التعليم ليصبح جزءا من واقع المجتمع لا ينفصل عنه يتأثر به ويؤثر فيه. وأصبح من الضرورى النظر الى التعليم نظرة تكاملية من واقع تأثره وتأثيره فى النواحى الانسانية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية للمجتمعات. ولقد برز دور التعليم بصفة عامة كركن اساسى يحقق اهداف التنمية وكعنصر رئيسى من عناصرها مما جعل الدول تخصص الاموال الكثيرة للتوسع فى التعليم والاكثار من نوعيات مدارسه والتوسع فيها أفقيا ورأسيا لاحساس الدول بأهمية التعليم ودوره فى رقى الشعوب ولكن عدم تخطيط التعليم وخاصة فى الدول النامية جعلها تعانى من ارتفاع مستمر فى الاقبال على الثانوى العام الذى ييسر طريق الإلتحاق بالجامعات دون تذايد مماثل فى الاقبال على التعليم الثانوى الفنى الذى يمثل المورد الرئيسى لاعداد البلاد بالعناصر الفنية اللازمة لمتطلبات التنمية مما احدث خللا فى التوازن بين نوعيات العمالة المطلوبة. مما جعل من الضرورى النظر الى النسق التعليمى لدراسته وتطويره لمواكبة خطط التنمية وذلك باحداث العديد من التغييرات الاساسية فى بنية التعليم وخاصة بعد ظهور العديد من الاتجاهات التى لا تخدم خطط التنمية فى البلاد التى شجعت على الاتجاه نحو الالتحاق بالتعليم الجامعى باعتباره قيمة إجتماعية جديدة دون أن يكون مرتبطا بوقت العمل أو بنعية التعليم الجامعى مما جعله يمثل ضغوطا على كاهل الدولة من حيث إيجاد مكان لكل طالب من الناجحين فى شهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة وتوفير الإمكانات المادية والبشرية الازمة لهؤلاء الخريجين فى مجالات قد لا تحتاج اليها الدولة. لذلك من الضرورى توجيه الطلاب نحو التعليم الفنى لامداد البلاد بالكوادر الفنية الازمة ولتخفيف العبء على الجامعات. ولكن المتتبع لتطور التعليم الفنى فى مصر يراه يعانى من تخمة واضحة فى نوعية المدارس الثانوية التجارية والتى لا تخدم خطط التنمية بصورة واضحة, والاخطر من ذلك ان التعليم الثانوى الفنى بصفة عامة أصبح مكانا للطلاب أصحاب الدرجات الضعيفة أو كبار السن والمتعثرين دراسيا بالثانوى العام ذلك لان المعيار الوحيد فى القبول هو مجمو الدرجات فى الشهادة الاعدادية مما جعل التعليم الفنى عاجزا عن تحقيق الأمال المعقودة عليه. لذلك رأى الباحث ضرورة دراسة العوامل الاجتماعية التى تؤثر على إتجاهات الاباء سلبا أو إيجابا فى توجيه أبنائهم المتفوقين نحو التعليم الفنى. |