Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التأويل المذهبى فى تفاسير الشيعة الإمامية :
الناشر
حمادة محمد عبد الغنى محمد،
المؤلف
محمد، حمادة محمد عبد الغنى.
هيئة الاعداد
باحث / حمادة محمد عبد الغنى محمد
مشرف / أحمد يوسف سليمان
مشرف / مبروك عبد الحليم جاد المولى
الموضوع
القرآن - تفسير - الإمامية. القرآن - تفاسير. القرآن - تفسير.
تاريخ النشر
1430 =
عدد الصفحات
ب-س، 572 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2009
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - قسم اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 603

from 603

المستخلص

نتائج متعلقة بقضية التأويل المذهبي في تفاسير الإمامية الاثنا عشرية الخمسة موضوع البحث ، التي ظهرت من خلال مقارنتها بتفسيري الطبري والقرطبي في مواضع الخلاف العقائدية والفقهية بين مذهب الإمامية الاثنا عشرية ومذهب أهل السنة والجماعة ، ويمكن عرض هذه النتائج على ترتيب الفصول والمباحث كما يلي :
1- اتفاق العسكري والقمي والطوسي والطبرسي على تأويل آيات القرآن التي ذكرت صفات الله كالاستواء ، واليد ، والعين ، والوجه ، والسمع ، والبصر ، والحياة ، وصورة العرش والكرسي إلى ما يوافق عقيدتهم في نفي هذه الصفات وأمثلتها عن معانيها الظاهرة ، وقد ظهر تأويلهم في مرحلتين : الأولى : تأويل بأخبار وروايات مأثورة عن أئمة الشيعة لإثبات صحة نفيهم لهذه الصفات ، وقد تبين أن هذه الروايات تُنافي العقل والأدلة الصحيحة ؛ لأنها واهية سنداً ومتناً ، ومَثَّل هذه المرحلة العسكري والقمي. الثانية : تأويل بالرأي مستنداً إلى أدلة النقل (الروايات والأخبار التي اعتمد عليها السابقون) ؛ والمتأثرون بأدلة المذهب الاعتزالي في نفي الصفات ، وقد تبين خطأ تأويل صفات الله سبحانه وتعالى بمثل هذه الأدلة العقلية ؛ لأنها ظنية ، ولا يصح إثبات حقيقة ثابتة بنص القرآن بأدلة ظنية ليس لها أصل ، ولأن هذه الأدلة التي ساقها مفسرو الشيعة الإمامية إنما صدرت منهم لتوافق مذهبهم ، ولم تصدر منهم طلباً لمحاولة الوصول إلى الحق بالموضوعية في ترجيح الروايات وقبول أدلة الآخرين ، ومَثَّل هذه المرحلة الطوسي والطبرسي ، وقد خالف مفسرو الشيعة بعامة مذهب السلف الصالح الذين لم يتَأوَّلوا معاني صفات الله ، ولا كيفياتها ؛ لأنها من المتشابهات التي لا يعلمها إلا الله – سبحانه وتعالى – وتوقفوا على ما صح سنداً ومتناً عن رسول الله () في معانيها ، ولم يُحمِّلوا الآيات الكريمة ما لا تحتمله ، ولم يُقحِموا العقل فيما لا طائل له به وما لم يخلق لأجله.
تأويل الطوسي والطبرسي الآيات إلى القول بجواز وقوع البداء من الله – تعالى الله عما يصفون – على المعنى الباطن بأن الله قد يخبر ملائكته ورسله بأمر مستقبلي ثم بعد إخبارهم هذا الأمر للناس يحدث خلاف ما أخبر ، على أن هذا من قبيل علم الله وإظهار قدرته وإعجازه في المحو والإثبات ، وحاول الطوسي والطبرسي أن يصرفا كل أخبار أئمتهم السابقين عن البداء إلى هذا المعنى الباطن ، وقد تبين بالأدلة أن عقيدة مذهبهم الإمامي الاثنا عشري خاصة ، وأكثر فرق الشيعة بعامة تقول بوقوع البداء بمعناه الظاهر من لفظه (أنه الظهور بعد الخفاء) في حق الله – سبحانه وتعالى عما يصفون – وقد تبين أيضاً أن هذا المعنى الباطن الذي حاولوا صرف أخبار أئمتهم إليه مرفوض أيضاً أن يقع في جانب الله تعالى من وجوه : الوجه الأول : أن هذا المعنى يفترض فقدان المصداقية في الإخبار بين الله ورسله وبين الرسل وأممهم ، والله لا يخبر إلا بالحق والصدق ، فقد قال تعالى : قَوْلُهُ الحَقُّ وَلَهُ المُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الحَكِيمُ الخَبِيرُ( ) ، وقال تعالى : وَاللَّهُ يَقُولُ الحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ( ) ،
ثانياً : نتائج متعلقة بالإمامين الطبري والقرطبي ، وتتمثل فيما يلي :
1- موضوعية الإمام ابن جرير الطبري في سرد الروايات التي فسر بها الآيات الكريمة ، وعدم انغماسه في آثار مذهبية تصرفه عن طلب أصوب المعاني التي ذكرت في تفسير القرآن الكريم ، تبين ذلك من خلال منهجه في التفسير ، حيث إنه يذكر نص الآية ثم يذكر في كثير من الأحيان تمهيداً أو توضيحاً بسيطاً لمعنى الآية ، ثم يذكر الروايات التي اعتمد عليها كل واحد من هذه الأقوال بأسانيدها ، ثم يعلق غالباً على هذه الأقوال ويرجح منها الأولى بالصواب والأقرب إلى ما صح عنده عن رسول الله () ، لذلك لا يجد الباحث غلواً في القول بأن تفسير جامع البيان للإمام ابن جرير الطبري أعظم التفاسير وأسبقها في الجمع بين التفسير بالمأثور والتفسير بالمعقول.
2- من موضوعية الإمام الطبري أيضاً أنه حين يذكر الأقوال والأخبار التي وردت في معاني الآيات ، لا يذكر أسماء الفرق أو المذاهب التي ينتمي إليها كل قول بل يقول : ”قال بعض أهل التأويل” أو ”قال آخرين” ثم يذكر الروايات بأسانيدها ، ولم يرد في تفسيره أنه ذكر أحد أصحاب هذه الأقوال التي أعرض عنها ورجح غيرها بسوء ، بل يعرض الأقوال بكل موضوعية وشفافية دون إساءة لأحد ، وكذلك لا يُعرض عن قول إلا بدليل ، وهذا ما افتقدته تفاسير الإمامية الاثنا عشرية.
3- يثبت الباحث براءة الإمام الطبري مما أشيع عنه أنه وافق في تفسيره بعض أقوال وعقائد الشيعة خاصة الإمامية الاثنا عشرية ، والدليل على مخالفته لعقائد الإمامية وآراءهم الفقهية والمذهبية ورفضه لجميع أقوالهم ما يلي :
أ) أنه لم يذكر أي من عقائد الإمامية الاثنا عشرية في تفسيره ، فلم يسميهم بأن يقول : ”وقالت الشيعة ..” مثلاً ، بل لم يعتبرهم من أهل تأويل القرآن الذين يمكن الإفادة منهم في معاني الآيات ، وهو ما ظهر من إطلاع الباحث على تفسير الطبري للآيات التي قام بتأويلها كل من العسكري والقمي والطوسي والطبرسي في مواضع الخلاف.
ثالثاً : نتائج عن تأثر الفكر المذهبي الشيعي بعامة ، والإمامي الاثنا عشري منه بخاصة منذ نشأته بعقائد وأفكار الملل والمذاهب الأخرى ، فمن خلال دراسة الباحث لعقائد المذهب الشيعي وتطوره تبين ما يلي :
1- تأثر المذهب الشيعي منذ نشأته بعقائد أهل الكتاب من اليهود والنصارى خاصة في مسائل مثل الاعتقاد بغيبة المهدي صاحب الزمان ، القائم عندهم إلى يوم القيامة في محرابه الذي غاب فيه ، هذه العقيدة التي ثبت من أخبار علماء أهل الملل والنحل من الشيعة والسنة ، أن أول من ابتدع فكرتها في عقائد الشيعة عبد الله بن سبأ اليهودي الذي ادعى غيبة الإمام علي كرم الله وجهه عندما علم بموته. كذلك الأمر في عقيدة الرجعة قبل يوم القيامة عند الشيعة الإمامية ، وكذلك في الاعتقاد السائد عند الشيعة بنفع المحبة والأهلية على حساب أداء العبادات والفرائض وجميع الطاعات ، وفي مسألة الغلو الزائد على الحد والإطراء المتعصب للأئمة الاثنا عشر الذي نهى عنه النبي () ، حيث إنهم تأثروا بالنصارى الذين غالوا في نبي الله عيسى () حتى أحلوا فيه الألوهية وصفات الرب ، فقد ذهب أكثر المعتدلين من فرق الشيعة الإمامية الاثنا عشرية إلى أن الأئمة يعلمون الغيب وقيام الساعة وما كان في الأزل وما يكون في المستقبل ، وأنه لا يخفى عليهم علم في السماوات والأرض ، فرفعوهم فوق الأنبياء والمرسلين بل والملائكة المقربين ، وخالفوا قول رسول الله () الذي نهى فيه عن التأثر بعقائد أهل الكتاب الفاسدة ، بقوله : (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ، إنما أنا عبد الله ورسوله فقولوا عبد الله ورسوله ()) [أخرجه البخاري] ، وقد خالفوا المعنى الظاهر الصريح من الآيات بعدم حصول مثل هذه الغيبيات لرسول الله () ولا لأحد سواه فقد قال تعالى : قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ( ) ، وقوله تعالى : قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ( ) ، وقوله تعالى : يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِ لاَ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ( ) ، كذلك من تأثرهم بالنصارى إباحتهم رسم وتصوير أئمتهم الاثنا عشر ونقشها وترويجها وتعليقها في مساجدهم ومنازلهم تبركاً ، مع أنها تخالف ما جاء عن أوصافهم رضوان الله عليهم.
2- تأثر الفكر الشيعي الإمامي ببعض الأصول العقائدية عند المعتزلة ، كما تبين من عقائد نفي الصفات ، والخوض في ماهيتها وكيفياتها الظاهرة والباطنة عن الله سبحانه وتعالى ، وكذلك القول بنفي رؤية الله يوم القيامة ، وإن تَنَكَّر بعضٌ من متأخري الشيعة لفضل المعتزلة عليهم في مثل هذه العقائد ، وادَّعَوا أن المعتزلة هي التي أخذت أصولها من الشيعة ، وقد تبين بالأدلة في الفصل الأول من الرسالة افتراءه وكذبه.