Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الطبرى فقهياً /
الناشر
محمد نور الدين عبد الحميد جمعة،
المؤلف
جمعة، محمد نور الدين عبد الحميد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد نور الدين عبد الحميد جمعة
مشرف / محمد عبد الرحيم محمد
مشرف / علاء محمد عيد
مشرف / --------------------------------
الموضوع
الفقهاء - تراجم. الفقه الإسلامى.
تاريخ النشر
1420 =
عدد الصفحات
أ-و، 391 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/1999
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 412

from 412

المستخلص

يعتبر محمد بن جرير الطبري خاتمة المجتهدين، وإمام المفسرين وعظيم المؤرخين، صاحب التصانيف الكثيرة ، التي انتفع بها المسلمون في الماضي والحاضر، ولا تزال مرجعاً للباحثين إلى اليوم.
وقد نشأ ابن جرير في عصر كانت السياسة فيه مضطربة، وكانت مظاهر الترف والانحراف في ذروتها، ولكنه كان بعيدا كل البعد عن الأمور السياسية، وعن مظاهر الترف، واكب على طلب العلم منذ الصغر، فعصره كان من أزهى العصور العلمية حيث ترجمت العلوم من اللغات الأجنبية إلي اللغات العربية.
وقد بلغ الطبري درجة عالية في الرغبة الصادقة بطلب العلم حتى جعلته يطوف البلاد من طبرستان إلي مصر بحثاً عن العلم والعلماء ليحصل ما حملوه في صدورهم من العلم، فكانت عنده القدرة على الصبر والجد والاجتهاد والعزم والتصميم، وقد بلغ في هذا كله شأناً بعيداً يكاد لا يدانيه فيه من أمة الإسلام إلا القليل.
وتعلم ابن جرير على يد علماء كانوا له نبراساً في حياته ومثلاً أعلى ، فمنهم رجال الحديث: محمد بن العلاء الهمزاني ، محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، علي بن نصر علي، ومنهم رجال الفقه أبرزهم: داود بن علي أبو سليمان الأصبهاني البغدادي، وأخذ فقه الشافعي عن الربيع بن سليمان بمصر، ومن خلال هؤلاء العلماء كان له حق الإمامة بالعلم، ورأي خاص في الفقه، ومذهب يطلق عليه المذهب الجريري.
وقد برع ابن جرير في علوم القرآن فانعقدت له حق الإمامة في القرآن وقراءته، فألف كتاب (الجامع) جمع فيه قراءة نيف وعشرين إماماً. وانعقدت له حق الإمامة بالحديث الشريف والعلم بآثار الصحابة، والتابعين، فقد كتب كتابه (تهذيب الآثار) حتى قال عنه ياقوت الحموي: (هو كتاب يتعذر علي العلماء عمل مثله ويصعب عليهم تتمته). وانعقدت له الإمامة بالتاريخ، وكتابه (تاريخ الأمم والملوك) خير شاهد على سعة علمه فيه، كما انعقدت له الإمامة في التفسير وكتابه (جامع البيان في تأويل القرآن)خير دليل على ذلك. وكان له حق الإمامة في الفقه، وإن كان قد تفقه في أول حياته بفقه الشافعي وأتقنه. وألف في الفقه كتاب (لطيف القول في البيان عن أصول الأحكام) وكتاب (اختلاف الفقهاء) وكثير من الكتب الأخرى التي أضافت للفقه إضافات كثيرة.
لقد كان ابن جرير الطبري أكثر أهل الإسلام تصنيفاً، فقد ترك لنا آثاراً علمية جمع فيها بين التفسير والحديث والفقه والتاريخ ولهذا قال عنه الذهبي: (كان الطبري من أفراد الدهر علماً وذكاءً وكثرة تصانيف قل أن ترى العيون مثله)
وقد أثبتت هذه الدراسة أن الطبري له منهج خاص في استنباط الأحكام وهذا المنهج وأن لم يكن منصوصاً عليه، حيث أن كتبه في الأصول قد فقدت، وبالاجتهاد، والنظر فيما جاء في تفسيره، وكتابه تهذيب الآثار، واختلاف الفقهاء، يمكن وضع أصول لمنهجه في الاستنباط، ويتضح من دراسة منهجه أنه يتميز عن منهج غيره من الأئمة بمصدرين لم يعتمد عليهما إمام قبله وهما: الرواية، والموازنة بين الآراء المختلفة، وصور التعبير وطرق الربط بين العبادات والجمل، ويتضح ذلك للناظر في مناقشاته وتقريره لبعض المسائل الفقهية سواء في تفسيره أو في كتابه اختلاف الفقهاء.
ويتضح أيضاً من دراسة منهجه، أن منهجه يجمع بين طريقة أهل الرأي، وأهل الحديث، ويتميز منهجه بالتجديد والتحرر من سلطان التقليد وعدم الحرج من مناقشة آراء من سبقه، كما أن الاهتمام باللغة سمة من سمات منهجه، ونظراً لأن منهج ابن جرير كان يتسم بالتجديد والتحرر من سلطان التقليد، كان لذلك أثره في فهمه لنصوص الشرع واستنباط الأحكام منها، حيث انفرد بأقاويل واختيارات لم يشاركه فيها أحد من الفقهاء.
ومن ذلك يتبين أن ابن جرير الطبري مجتهد مطلق مستقل في الفقه، وله منهجه الخاص في الاستنباط، وهذا المنهج خير المناهج التي عرفت في تاريخ الفقه الإسلامي، حيث أنه يمتاز بالتجديد، والتحرر من سلطان التقليد، وإن فقهه موافق لفقه أهل السنة والجماعة.
ولكن فقدان الكثير من مصنفات الطبري الفقيه جعلت مذهبه يندثر بالرغم من وجود العديد والكثير من الآراء الفقهية التي عرضها في كتبه وأعماله، ومما جمعته الباحثة من هذه المسائل الفقهية الخاصة بالطبري يمكن القول بأن له مكانة فائقة في الفقه، ومذهباً أطلق عليه المذهب الجريري.