Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
معاهدات ملوك البطالمة :
الناشر
ياسر فهمي محمد صادق،
المؤلف
صادق، ياسر فهمي محمد.
هيئة الاعداد
باحث / ياسر فهمي محمد صادق
مشرف / عاصم أحمد حسين
الموضوع
اليونان القديمة - تاريخ - العصر الروماني. اليونان - تاريخ. التاريخ الحربي القديم.
تاريخ النشر
2006 .
عدد الصفحات
203 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2006
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 247

from 247

المستخلص

توفى الإسكندر الأكبر فى بابل عام 323 ق.م دون أن يترك وريثاً للإمبراطورية المترامية الأطراف التى أنشأها والتى ضمت شعوباً وأقطاراً متباينة ، والتى امتدت من الإدرياتكى وحتى البنجاب ومن تاجيكستان إلى ليبيا وذلك باستثناء بلاد العرب وأرمينيا وشمال آسيا الصغرى .
وقد كانت وفاة الإسكندر الأكبر مفاجأة للجميع ، وذلك لأنه لم يضع الترتيبات لمواصلة نظام الحكم فى البلاد فى ظل عدم وجود وريثاً له ، ونظراً لأن العرف المقدونى كان يخول للجييش سلطة معالجة القضايا المتعلقة بالعرش ، لذا اجتمع القادة غداة وفاة الإسكندر فى بابل ليقرروا مصير الإمبراطورية ، وقد انقسم القادة فيما بينهم على كيفية تيسير الأمور فى الإمبراطورية ، فمنهم من يبغى الإبقاء على وحدة الإمبراطورية المقدونية تحت حكم أسرة الإسكندر الأكبر وقد تزعم هذا الرأى القائد برديكاس ، ومنهم من يبغى الإبقاء على وحدة الإمبراطورية المقدونية ولكن تحت حكمه هو وآل بيته كأنتيجونوس الأعور ، ومنهم من يبغى فى تقسيم الإمبراطورية إلى عدة ممالك يتربع على عرش كل منها أحد القادة ، وكان هذا حال القائد بطلميوس بن لاجوس ، إلا أن هؤلاء القادة اتفقوا على أن يتولى الحكم فيليب أرهيدايوس الأخ غير الشقيق للإسكندر على أن يشاركه فيه الإسكندر الرابع بن الإسكندر من زوجته الفارسية روكسانا.
كما تم الاتفاق أيضاً على تقسيم الإمبراطورية إلى عدة ولايات يحكم كل منها قائد من قواد الإسكندر الأكبر بصفته والياً من قبل الأسرة المالكة المقدونية ، وقرر أن يحكم بطلميوس بن لاجوس مصر ، وعهد إلى لاومدون حكم سوريا ، وإلى لوسيماخوس حكم تراقيا ، وكان من نصيب أنتيجونوس فروجيا الكبرى وبامفيليا ولوقيا، وعهد إلى أنتيباتروس مقدونيا وبلاد الإغريق ، بينما تم تنصيب كراتروس وصياً على العرش وعين برديكاس قائداً عاماً للجيش.
إلا أن قرارات مؤتمر بابل لم تنهى الخلاف وتضارب الآراء والأطماع بين القواد ، هذه الأطماع التى كانت سبباً فى نشوب حروب بين خلفاء الإسكندر الأكبر استمرت ما يقرب من أربعين عاماً، فقد لجأ القواد إلى محاربة أية قوة مركزية تهدف إلى التسلط العام على الإمبراطورية ، وقد سقط كل من حاول التفكير فى المحافظة على وحدة الإمبراطورية ، أو حتى إعادة لم شملها مرة أخرى.
وقد تمخض هذا الصراع الدامى بين خلفاء الإسكندر على تجزئة الإمبراطورية إلى أربع ولايات. كانت مصر من نصيب القائد بطلميوس بن لاجوس ، وسوريا وجزء من آسيا الصغرى من نصيب سلوقس وما تبقى من آسيا الصغرى من نصيب أنتيجونوس الأعور ، وكانت مقدونيا من نصيب القائد أنتيباتروس ، لوسيماخوس ، وتراقيا من نصيب لوسيماخوس.
وعلى ذلك فقد كانت لولاية مصر محور الدراسة ذلك القائد الذى عمل جاهداً للحفاظ عليها وبناؤها لتكون القوة الأساسية فى المنطقة والتوسع لها فى إطار الإمبراطورية وذلك منذ أن أسند إليه فى مؤتمر بابل حكم مصر.
وعمل بطلميوس بن لاجوس على بناء صرح مملكته وقد اتبع فى سبيل ذلك كل الوسائل الممكنة لتكوين مملكة عظيمة وقد كانت إحدى هذه الوسائل التى اتبعها بطلميوس بن لاجوس وخلفائه ملوك البطالمة هى عقد المعاهدات التى شكلت دوراً هاماً فى تكوين المملكة والحفاظ عليها.
فلقد عمل ملوك البطالمة على توطيد سيادتهم وسيطرتهم على معظم المناطق فى العالم القديم سواء بالطرق الدبلوماسية أو بالطرق العسكرية.
وعلى ذلك فقد وجهوا سياستهم فى منطقة حوض بحر إيجة وعملوا على تنشيط علاقتهم مع دول المنطقة وكذلك فإنهم عملوا على عقد الكثير من المعاهدات مع دول المنطقة أمثال رودس وميلتوس وبرجام وجزيرة كريت ، هذه المعاهدات التى لاسيما تخدم ملوك البطالمة على الناحية السياسية وكذلك الناحية الاقتصادية ، وقد اتضح ذلك خاصة عقب وفاة الإسكندر الأكبر وبداية تكوين مملكة البطالمة ، حيث تم استغلال معاهدات الصداقة والتحالف من أجل القضاء على الطغاة الذين أرادوا التسلط على إمبراطورية الإسكندر الأكبر أمثال برديكاس وأنتيجونوس الأعور وكذلك ابنه ديمتريوس.
وقد استغل ملوك البطالمة المعاهدات من أجل وقف هذه الأخطار التى باتت تهددهم ، ثم بعد فإن عداء مقدونيا لم ينته حيث ظل أكبر خطر يواجه البطالمة فى حوض بحر إيجة ، إلا أن البطالمة أيضاً من خلال دبلوماسيتهم فى عقد المعاهدات والصداقات مع دول حوض بحر إيجة تمكنوا من السيطرة والتوسع فى المنطقة ، الذى انعكس على الاقتصاد البطلمى ، فقد أصبح من أقوى اقتصاديات العالم آنذاك وكسب البطالمة تجارة كبيرة فى المنطقة ، كذلك أيضاً فإن البطالمة كانوا يعقدون معاهدات اقتصادية صرف تخدم الاقتصاد.
اهتم البطالمة بحوض بحر إيجة، نجدهم أولوا دول حوض شرق البحر المتوسط اهتماماً خاصاً فقد استطاع البطالمة السيطرة على مجريات الأمور فى البحر المتوسط ، ومن أجل ذلك عملوا على تنشيط سياستهم ودعمها بعقد المعاهدات فى المنطقة ، وذلك من أجل حماية أنفسهم من أية أخطار ربما تواجههم، فنجدهم عملوا على عقد التحالفات مع دول المنطقة ، ولكن نجد أن المعاهدات فى هذه المنطقة كثيراً ما كانت معاهدات صلح بينهم وبين ملوك الدولة السلوقية، هذا ما يعكس اهتمام البطالمة بهذه المنطقة من الناحية السياسية والاقتصادية فقد كان خلاف البطالمة والسلوقيين دائماً على منطقة جوف سوريا، هذه المنطقة التى لها أهمية من الناحيتين السياسية والاقتصادية، فقد نظر البطالمة على منطقة جوف سوريا على أنها البعد الاستراتيجى فنجدهم لم يفرطوا فى هذه المنطقة ومن أجلها اشتعلت الحروب الكثيرة بين المملكتين والتى كان يعقبها معاهدات صلح، هذه المعاهدات التى كانت بدورها تنظم الأمور بين الدولتين ، والتى كان يستغلها البطالمة من أجل السيطرة والتوسع والهيمنة فى منطقة شرق البحر المتوسط.
ثالثاً: مثلما عمل البطالمة على الاهتمام بحوض بحر إيجة ، وكذلك دول حوض شرق البحر المتوسط فقد مدوا سياستهم وعلاقاتهم ومعاهداتهم إلى غرب البحر المتوسط وخاصةً مع دولة روما الناشئة ، فقد عملوا منذ الوهلة الأولى على تحسين العلاقات مع روما ، وذلك لخدمة السياسة والاقتصاد فى آن واحد ، فإنهم عملوا على أن تكون العلاقات السياسية مع روما على خير وفاق ، وكذلك مد العلاقات الاقتصادية عن طريق التبادل التجارى بين الدولتين ، فقد كان هدف البطالمة من الناحية الاقتصادية فتح أسواق جديدة أمام التجارة المصرية وهذا قد اتضح خلال عهد ملوك البطالمة الأوائل ، أما فى عهد ملوكها الأواخر فإننا نجد أن الحال قد تبدل فبعدما كانت العلاقات الند للند أصبحت علاقات تبعية مصر إلى روما وربطها بسياساتها ، حيث كان يسعى هؤلاء الملوك من خلال معاهدات الصداقة والتحالف مع روما لكسب رضاءها وإضفاء نوع من الشرعية على الحكم.
لقد عنى البطالمة بدول حوض شرق البحر الأحمر ، مثلما اهتموا بحوض بحر إيجة ، وشرق وغرب البحر المتوسط، وذلك لأن حوض البحر الأحمر مهم جداً لأنه الطريق الوحيد للتجارة الشرقية، لذلك عمل البطالمة من خلال عقد المعاهدات على تنشيط علاقاتهم مع دول البحر الأحمر من أجل السيطرة على التجارة الشرقية والطرق المؤدية إليها ، وخاصة بعدما تقلص نفوذ البطالمة فى حوض بحر إيجة نجد أنهم اهتموا بهذه التجارة وعملوا على تنشيطها بكل الطرق.
لقد اتبع البطالمة كل الطرق والوسائل لإعلاء شأن دولتهم فى جميع أنحاء العالم القديم ، وقد اتبعوا فى ذلك سياسات نشطة للغاية كانت إحداها الدبلوماسية بعقد المعاهدات فى جميع أنحاء العالم القديم ، وقد نجحوا فى سياستهم هذه حيث فرضوا سيطرتهم على الكثير من الممتلكات الخارجية ، وأقاموا الكثير من العلاقات الدبلوماسية فى جميع أنحاء العالم القديم وكانت لهم اليد الطولى سواء فى بحر إيجة أو البحر المتوسط.