Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فاعلية برنامج نفسي _ بدني علي خفض مستوي انحرافات السلوك لدي اطفال المؤسسات الايوائية /
المؤلف
حسن، محمود السعيد راوي.
الموضوع
انحرافات السلوك.
تاريخ النشر
2010.
عدد الصفحات
306ص. :
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 195

from 195

المستخلص

الطفل هو نصف الحاضر وكل المستقبل لذا فالإهتمام بدراسة الطفل هي الانتقال لمستقبل أفضل ، حيث تهتم الدول المتقدمة بوضع برامج للطفل ومخططات اجتماعية مدعمة بنتائج الدراسات السابقة الخاصة بالطفل.
وفئة الأطفال منهم من يعيش فى ظروف بيئية ومجتمعية صعبة وغير ملائمة لما هو مفترض أن يعيشوه مما يتنافي مع المعايير الإنسانية ومع حقوق الطفل ومراحل نموه ، ومن هنا كان علي الباحثين والدارسين الاهتمام بدراسة الطفل ، فالاهتمام بالطفل هو صناعة لمستقبل أفضل ، لذلك فإن ما يبذل من جهود من أجله يمثل مطلباً من متطلبات التغيير الاجتماعي المخطط والذي تعتبر التنمية أخد صوره .
وتعد الأسرة هي المنبع الأساسي الأول الذي يرتشف منها الطفل رحيق الاستقامة أو الاعوجاج فهي تلعب دورا فعالاً فى النمو الأسري لشخصية الطفل ، فالنمو النفسي لأي شخص إنما ينتج عن منظومة الأسرة التي ينتمي إليها ، فالأسرة هي المصدر الأساسي لأي شخص إنما ينتج عن منظومة الأسرة التي ينتمي إليها ، فالأسرة هي المصدر الأساسي للصحة والمرض وهي أكثر العوامل أهمية فى تحديد شخصية الطفل وذلك لأن تكويننا الوراثي ومظهرنا وأفكارنا ومشاعرنا وتصرفاتنا كلها تتأثر بالأسرة التي ولدنا فيها.
وترى آمال عبد السميع باظة(1997) الخطر أن يتعرض الطفل لظروف أسرية يصعب معها بقاءه فى الأسرة سواء كان هذه الظروف إجتماعية كغياب أحد الوالدين أو لكليهما أو لظروف التفكك النفسي كالشجار الدائم والخلافات المستمرة الأمر الذي يؤدي بالأسرة إل يإيداع الطفل بإحدي المؤسسات حيث يصبح معرضاً لعدة ضغوط منها الحرمان من المعيشة فى وسط الأسرة التي تحقق له الإشباعات الضرورية من حب وشعور بالأمن والانتماء وكذلك وجوده داخل المؤسسات التي لا يلقي فيها سوي رعاية جماعية فهو لا يستطيع أن يقف سلبياً فى نضال وصراع تفاعل مستر يقاوم ويؤثر ويتأثر وخلال هذا تتشكل شخصيته.
مشكلة البحث
ما من شك من الناحية العلمية أو الناحية الواقعية أن معظم الانحرافات السلوكية والاضطرابات النفسية تنبت فى بيئة أسرية مضطربة وذلك لأن الأسرة تحتل موقعاً هاماً داخل مجموعة المتغيرات التي تؤثر فى عملية التنشئة الاجتماعية نظراً لكونها المحيط المبدئي الذي يتواجد فيه الطفل ويتعرف من خلاله علي التراث الاجتماعي والثقافي ولا عزو أن يظل تأثيره ممتداً لفترة زمنية طويلة فى تاريخه الحياتي.
ولقد ظهر لنا أن هناك نسبة كبيرة من المودعين دور التوجيه الاجتماعي ينحدرون من عائلات متصدعة مفككة فى الغالب الأعم وأن تصدع الأسرة يزداد بين طوائف الجانحين وبصفة خاصة بين الأحداث من سن 9-12 سنة الجانحين وذلك لعدم وجود رقابة عليهم.
ومن خلال ما أشار إليه كلاً من محمد حسين ، محمد إبراهيم (1993م) إلي أن غالبية اضطرابات الطفل النفسية علي هيئة أفعال يعبر عنها فى صورة سلوك ن وأن هناك وسائل علاجية تمنح الطفل الثقة بالنفس مثل العلاج بالرسم وممارسة الرياضية ، كما أكد علي أهمية العلاقة بين الصحة النفسية وممارسة الأنشطة الرياضية لتحسين الحالة المزاجية للطفل.
ومن خلال ما أشارت إليه نبيلة عبد المنعم (1978م) أن الألعاب الحركية أحد الأنشطة الرياضية الهامة التي يمكن عن طريقها تحقيق النمو الشامل للفرد (بدنياً ، نفسياً، اجتماعياً ، عقلياً) بحيث تساعده علي التكيف مع البيئة المحيطة به.
ومن خلال محاولة الباحث وفى البحث عما إذا كان ثمة إمكانية مواجهة بعض الحالة الموجودة فى المؤسسات والتي تتميز بعدم السواء ، وتحويل هذه الحالات من عدم السواء إلي حالات السواء وذلك من خلال وسائل تربوية ، ومن ضمن هذه الوسائل الأنشطة الرياضية والمتمثلة فى الألعاب الفرضية ، وعليه تصبح المشكلة التي تدور حولها هذه الدراسة هي محاولة تعديل سلوك أطفال المؤسسة عن طريق الأنشطة الرياضية.
وقد وجد الباحث أن لدي هؤلاء الأطفال طاقات كبيرة معطلة وإنهن يمثلن خطراً كبيراً علي المجتمع غير أنهم يقضين معظم أوقاتهم فى خمول تام واسترخاء دون القيام بأي عمل من الأعمال ، وهذا مما يدفعهم إلي التفكير فى ممارسة كافة أنواع الانحرافات مثل الهروب والتخريب ، والسرقة ، والتمرد وغيرها من الانحرافات السلوكية القائمة.
لذا رأي الباحث أن نتجه إلي الاستفادة من هذه الطاقات وتوجيهها عن طريق الأنشطة الرياضية والمتمثلة هنا فى الألعاب الغرضية والتي يمكن عن طريقها تحقيق التكامل من الناحية الصحية والعقلية والنفسية والبدنية فى هؤلاء الأطفال ، حيث تعتبر الأنشطة الرياضية خير متنفس لهؤلاء الأطفال حيث يمكن تعديل سلوكهم حيث يتم تعويدهم علي النظام والمسئولية والمثابرة وعدم الاعتداء علي الغير وغير ذلك من السمات السلوكية المرغوبة بالإضافة إلي أهمية الأنشطة الرياضية فى النمو الاجتماعي للطفل ، فالطفل أثناء اللعب يكتشف مسئوليته نحو الجماعة ، والحاجة إلي التبعية والقيادة وممارسة النجاح والشعور بالانتماء كما يتعلم كيف يواجه مواقف الرضا والضيق والحرية بالإضافة إلي أنه وسيلة للتدريب علي ضبط الشعور والقضاء علي الميل للتخريب.
وتذكر إيلين فرج (1980م) أن اللعاب الحركية التمهيدية تعتبر احد الأنشطة الهامة فى مجال التربية الرياضية والتي تناسب جميع الأعمار ولكلا الجنسين ويميل إليها ، بل ويفضلها الكثيرون لأنها قريبة من طبيعة وميول الفرد بالإضافة إلي فوائدها الجسمية والعضلية والانفعالية والتي تعود علي الفرد من ممارستها ، كما تشير إلي أن الألعاب الغرضية عبارة عن نشاط إرادي نوعي يمكن من خلاله مساعدة الفرد فى النمو المتكامل وفى اكتساب قيمة تعليمية وتربوية مرغوبة بحيث تجعل الفرد متكيفاً سليماً فى المجتمع.
كما يشير محمد حسن علاوي (1982م) أن الألعاب الغرضية تتميز دون غيرها من الألعاب أو الأنشطة الرياضية الأخري بعدم وجود مهارات حركية أو خطط ثابتة معينة لكل لعبة ولا ترتبط بزمن أو عدد المشاركين أو مساحة وحجم الملعب أو مواصفات الأدوات المستخدمة بأية اشتراطات أو قواعد دولية أ ولكنها تتفوق عليهم بملائمتها مع الظروف ومرونتها فى القواعد حيث يمنك تغييرها أو تعليمها بما يتلائم ومحاولة تحقيق الأهداف التربوية المرجوة.
ومن خلال ما سبق عرضه وبعد إطلاع الباحث علي العديد من الدراسات العلمية التي تناولت بالبحث والدراسة المشكلات النفسية والاجتماعية لأطفال المؤسسات الإيوائية ، اتضح مدي خطورة هذه المشكلات علي كيان هذا المجتمع ، حيث أنها تجعل هؤلاء الأطفال يمثلون جزءاً فاقداً من القوي البشرية السوية والتي لا تفيد المجتمع بشيء بل قد تسبب له ضرراً مؤكداً ، وذلك لإمكانية تعرضهم للانحراف وارتكاب الجرائم ، مما يعيق إعداد الأجيال القادرة علي تحمل مسئولية الدفاع عن هذا الوطن وأن مشكلات هؤلاء الأطفال كانت ولا تزال من أكبر المشكلات الإنسانية التي تثير وتتحدي فكر الباحثين وتوجههم نحو دراسة البناء النفسي لطفل المؤسسة كخطوة أولي فى مساعدته علي التخلص مما يعانيه من مشكلات نفسية واجتماعية .
ومن خلال إيمان الباحث بضرورة الاتصال بين المؤسسات الرياضية العلمية المتخصصة وأجهزة وهيئات المتجمع المسئولة عن رعاية تلك الفئات من الأطفال من أجل التضافر نحو إيجاد حلول بناءة لهذه المشكلة ، قام الباحث بإجراء هذه الدراسة كمحاولة علمية للتعرف علي تأثير الممارسة الرياضية المنظمة علي بعض الانحرافات السلوكية التي يعاني منها أطفال المؤسسات الإيوائية ، وذلك من خلال تصميم برنامج نفسي – بدني مكون من مجموعة من الألعاب الغرضية والتي تتناسب مع هؤلاء الأطفال فى المرحلة السنية المختارة 9-12 سنة وقد راعي الباحث ضرورة أن يحمل هذا البرنامج بين محتوياته من الأهداف والخصائص النفسية مما يساعده علي تفريغ انفعالاتهم المكبوتة تفريغاً إيجابياً ، وتوجيه الانحرافات السلوكية لديهم بشكل إيجابي وإبداله بسلوك بناء كما سيقوم الباحث بإعداد مقياس لقياس بعض أنواع السلوك لهؤلاء الأطفال ويأمل الباحث من خلال ما سوف يتوصل إليه من نتائج هذا البحث المساهمة بدور فعال فى الوصول إلي حلاً علاجياً وقائياً مناسباً لهذه المشكل وقد صدق من قال (أعطني ملعباً أغلق لك سجناً) لذا يقترح الباحث دراسة عنوانها ”فاعلية برنامج نفسي – بدني علي خفض مستوي انحرافات السلوك لدي أطفال المؤسسات الإيوائية) وتساؤل الباحث فى هذا البحث كالتالي :
هل ممارسة أطفال المؤسسات الإيوائية للألعاب الغرضية كأحد أنواع الأنشطة الرياضية سوف تؤثر بشكل إيجابي أم سلبي علي الانحرافات السلوكية والمتمثلة فى (العدوان - السرقة – التخريب – الكذب – التمرد والعناد والمشاغبة) وهذا ما تسفر عنه النتائج.