Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الإبداع الفني والجمالي بين الحضارتين المصرية واليونانية:
الناشر
مصطفى حسن عبد العظيم هنداوى،
المؤلف
هنداوى،مصطفى حسن عبد العظيم
الموضوع
فلسفة الجمال الإبداع الفني الإبداع الجمالي
تاريخ النشر
2008
عدد الصفحات
ص.240:
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 241

from 241

المستخلص

أردت من خلال بحثي هذا إظهار المظاهر الفنية والجمالية في الحضارة المصرية واليونانية وذلك من خلال تناول كل حضارة منهما ، فبالنسبة للحضارة المصرية القديمة نجد أن هذه الحضارة قد مرت كبقية حضارات العالم القديم بعصور ما قبل التاريخ بأقسامه المختلفة قبل أن تدخل العصور التاريخية ونلمس ذلك من خلال المخربشات التي خلفها لنا المصري القديم على الصخور حيث شكل لنا بعض الكائنات الحية التي كان يراها والمتعايشة معه فقد رسمها بصورة بدائية تنم عن الإرهاصات الأولى للفن المصري القديم وللغة في نفس الوقت .
وأيضاً نلمس ذلك من خلال الرسومات الملونة على الأواني الفخارية التي شكلها المصري القديم في بداية حياته والتي كانت بمثابة إحتياجاته في الدنيا وفي العالم الآخر .
وقد بدأت العصور التاريخية عندما قام المصري القديم بتسجيل أحداثه الدينية والدنيوية بابتكاره الوسيلة التي أوحتها له الطبيعة والبيئة التي يعيش بها كانت البدايات للغة المصرية القديمة التي كانت بمثابة عبقرية الزمان والمكان في آن واحد وكذلك اختراعه للوعاء التي يسطر عليه وهو البردي .
فالآثار المصرية خير برهان على إبداع المصري القديم سواء في الفنون والعمارة من أهرامات ومعابد وأنماط الفنون الأخرى (النحت – النقش – التصوير) لتعكس ريادة المصري القديم في إبداعاته ومتاحف العالم خير دليل على ذلك فهى مليئة بفكر ووجدان الفنان المصري القديم ونبضه الحي في كل زمان ومكان وما زالت هذه الإبداعات تبهر من يراها وتجذب كل دارس .
ولقد ارتبط الفن المصري القديم منذ بدايته ارتباطًا وثيقًا بالدين فقد كان للدين أهمية خاصة في حياة الناس ولا توجد قوة تأثيرها متغلغل في جميع أوجه نشاط الإنسان مثل قوة الدين فقد تأثر الفن المصري القديم بالمبادئ الدينية التي آمن بها المصري القديم ليرسخ في الأذهان مفهوم البعث بعد الموت وفي عودة الروح والحساب والعقاب والخير والشر وذلك من خلال أنماط الفن المختلفة (النحت – النقش الرسم) فسجلوا على جدران مقابرهم صور حياتهم الإجتماعية وأدواتهم التي كانوا يستعملونها في حياتهم الدنيوية .
والفن المصري القديم يشير إلى أن حب المصري للحياة جعله يحب الموت لكي يحقق أمنيته في البعث والحياة الأبدية ومن هنا لا نعجب حينما نرى ما أودعه في مقبرته من متاع الدنيا وزخرفها والذي لم يكن إلا نتيجة حبه لها . والمقبرة ما هى إلا العالم الذي كان يعيش فيه وأراد أن ينقله معه إلى الآخرة فملأت جدران المقابر بالنقوش والمناظر التي تروي نشاط المتوفى في الدنيا وتمنياته أن تتكرر في العالم الآخر ، وحفظت بها التماثيل وأدوات الزينة والتجميل .
ولم يصل المصري القديم إلى غاية فنه دفعة واحدة بل كانت هناك عوامل ثلاثة أثرت عليه وهمى (الطبيعة – الفكر الديني – النظام الملكي) والفن كنشاط حيوي في المجتمع لم ينفصل عن تأدية دوره بالنسبة للتعبير عن قيم المجتمع المختلفة وأن الأغلبية العظمى من أنماط الفن المختلفة التي تركها المصري القديم كانت تخدم في الأصل إما أغراض الدين أو أغراض الحياة الأخرى .
وينطبق هذا القول على الآثار الثابتة مثل المعابد المقابر والآثار المنقولة مثل التماثيل والفنون الصغرى واللوحات الجنائزية والنقش بنوعيه الغائر والبارز والرسم وحتى الأثاث وأدوات الإستعمال اليومي .
ومن ناحية أخرى تعكس أنماط الفن المختلف الترابط الأسري ونضج العلاقات السائدة بين الأسرة المصرية ونلمس ذلك من خلال مجموعة التقاليد العظيمة التي نظمت الحياة العائلية في مصر القديمة ولقد حفظت لنا أنماط الفن المختلفة من الصور والتماثيل ما يكشف عن تقدير المصري القديم للأسرة عندما استطاع الفنان المصري القديم أن ينقل لنا بالأزميل إلى حجر الجرانيت الصلب عواطف الأسرة المصرية في لمسة حنان بين الأب وأولاده بين الزوج وزوجته لينم عن دفء الحياة الأسرية التي عبر عنها في كثير من التماثيل التي تظهر الزوجة وقد تعلقت بذراع زوجها لإعتقاده بأن المرأة هى الحياة والمسئولة عن التجدد والإستمرار في الكون .