الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يهدف البحث الى دراسة المقومات التى تعيد المدينة العربية جذورها الحضارية وهويتها الثقافية وذلك من خلال ابراز سمات المدينة العربية والوصول الى اسباب توقف الحضارة العربية عن العطاء وتوضيح الاختلاف الجذرى بين الفكر الغربي وفكر العمران الاسلامى المتأصل , وذلك بتحليل مشاكل المدينة العربية المعاصرة والذى هو بداية الطريق للحل الأمثل. ولكى يسير البحث فى طريق واضح المعالم فقد افترض بداية, أن المدينة الفاضلة التى نستهدفها هى تلك المدينة التى تقوم على أساس أخلاقى واجتماعى لسكانها وهو ما فشلت فية حتى الآن المدينة المعاصرة العربية. حيث اتخذت أساسا لحضارتها يختلف جذريا مع أصالتها وهويتها ..بدعوي التقدم والحضارة..كمايتصورها الآخرون. وقد أمكن فى هذا البحث التوصل الى استخلاص مجموعة من المبادئ يمكن من خلالها توجية المدينة العربية نحو التأصيل والفضل, أهمها أن يكون الانسان هو محور تخطيط العمران بأن يتحقق المقياس الانسانى فى كل عناصرة, وأن يستعيد البناء تلاحمة وتماسكة بحيث يعكس التحاما فى المجتمع , وأن يتم تحقيق وتنمية التعامل بالعرف كقيمة موروثة رسمتها العقيدة الاسلامية مع مراعاة أن الحفاظ على الهوية المحلية لا يعنى الجمود عن المعاصرة بقدر ما يعنى تطويع الموروث الثقافى والعمرانى لتهيئة بيئة معاصرة أصيلة. كما تراعى الخصوصية الاقتصادية والثقافية للمجتمع حيث أنها من أهم مقومات الحفاظ على الهوية, وان التسليم بالتقدم الحضارى الحالى للغرب لا يعنى الأخذ بمقومات حضارتهم دون تنقيتها مما لا يتلائم مع ثقافتنا العربية وامكانياتنا المادية والتنفيذية للمشروعات وتوجية محور الاهتمام من الشكل المعمارى الى الانسانى.ومما لا شك فية أن أحد المقومات الاساسية لمدينة فاضلة هى ان تقوم على اسعاد البشر من خلال توفير الراحة البيئية والمناخية وترشيد التخطيط للوصول الى بيئة نظيفة , تعطى الواقع المعمارى بعد اكثر تآلفا واسعادا فى نفوس البشر, وبهذة المبادئ تخرج المدينة الفاضلة الى حيز الوجود مهما كان الطريق شاقا وطويلا. |