الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 207 |  |  |
| | | from | 207 | | |
المستخلص
لا تزال الحركة الصليبية بمقدماتها وتاريخها ونتائجها مصدر جذب للباحثين والمؤرخين، فقد كانت هذه الحركة واحدة من القوي الكبرى التي حركت تاريخ الغرب الأوروبي، كما أنها تمثل منعطفاً في تاريخ العلاقات بين الشرق والغرب، بالإضافة إلى ذلك تعد الحركة الصليبية المحاولة الاستعمارية الأولى من قبل الغرب الأوربي لاستعمار الشرق العربي. كما أن عبارة ”الحروب الصليبية” تثير في الأذهان صورا مثقلة بالدماء والعنف الوحشي الذي اتسمت به هذه الحروب التي خلفت كثيرًا من الذكريات عن دمويتها المفرطة حتى بمقاييس العصور الوسطي التي جمعت بين الهمجية والتدين الشكلي. أما موضوع هذا البحث فيقع تحت عنوان ” أسرى الحروب الصليبية في بلاد الشام ومصر (496- 690هـ / 1097- 1291م) دراسة على الجانبين الإسلامي والصليبي”.
وترجع أسباب اختيار موضوع الدراسة إلى أن قضية الأسرى تعتبر من أخطر القضايا التي تنجم عن الحروب بغض النظر عن أسبابها ومدى أحقيتها، فعلى مدى تاريخ الإنسانية الطويل لم تتوقّف الحروب بين بني البشر، وينتج عادة عن هذه الحروب وجود أسرى لدى كل طرف من طرفي الصراع. أما عن أسلوب البحث الذي اتُبع في هذه الدراسة فيقوم على أساس مقابلة المادة العلمية في المصادر مع بعضها بعضاً، ومقارنتها، وإعمال العقل فيها، وتحليلها، واستنتاج أكثر هذه النتائج اتفاقاً مع العقل والظروف التاريخية المعاصرة لتلك الفترة التاريخية، خصوصاً وأن أغلب هذه المصادر قد اشتملت على عدد من المبالغات.
وقد قسّمت الدراسة إلى أربعة فصول، أما الفصل الأول فقد تناول الحديث حول مفهوم الأسير ودلالته والأسباب المختلفة للوقوع في الأسر لدى الجانبين.
أما الفصل الثاني فقد تناول معاملة المسلمين للأسرى من الصليبيين مشتملاً على الأسباب المختلفة التي أدت بالمسلمين للاحتفاظ بالأسرى من الصليبيين، وأسباب قتلهم والضوابط التي حكمت ذلك، وسبل تحرير الأسرى الصليبيين المختلفة.
أما الفصل الثالث فقد تناول معاملة الصليبيين للأسرى من المسلمين مشتملاً على أسباب قتل الصليبيين للأسرى من المسلمين، والأسباب المختلفة التي أدت إلى احتفاظهم بالأسرى المسلمين، وكذلك التعرف على سبل التحرير المختلفة لهم، مع مقارنة ضمنية في كل جزء اتفق فيه الطرفان أو اختلفا.