Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فاعلية برنامج مقترح لدراسة اثر توظيف اشكال ادب الطفل في اكتساب بعض مفاهيم اللغة العربية لدى طفل الروضة =
الناشر
نجلاء محمد علي احمد،
المؤلف
احمد،نجلاء محمد علي.
الموضوع
ادب الطفل.
تاريخ النشر
2008 .
عدد الصفحات
200 ص. :
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 163

from 163

المستخلص

تمهيد :-
بعد أن انتهت الباحثة من عرض نتائج البحث وتفسيرها ، وبعد أن تم الحصول على إجابة محددة لكل سؤال من الأسئلة التي تشكل مشكلة البحث ، فإنها تحاول الآن أن تقدم ملخصاً لهذا البحث يلقي بضوء على مكوناته الأساسية،ومحاولة وضع بعض التوصيات في ظل النتائج التي توصلت إليها، وكذا الإشارة إلى ما يمكن أن يثيره هذا البحث من مشكلات يمكن أن تتناولها بحوث ودراسات أخرى.
أولا : ملخص البحث :
للأدب أهمية كبيرة في حياة الأطفال .... فالأدب متعة ، تسلية ، معرفة ثقافة تخيل ، والأدب بعامة يساعد في إدراك المعاني والأخيلة التي يشتمل عليها فيما بصورة من العواطف البشرية والظاهرات الطبيعية والاجتماعية والسياسية ، والتمتع بما فيه من جمال الفكرة والأسلوب والغرض ، وما اشتمل عليه من حسن التعبير والأداء والموسيقى اللفظية. ، وتنمية الذوق الجمالي الأدبي لدى الطفل ، لأن مزاولة الاستماع للأدب الجميل ، والتمتع به يورث حب الجمال ، ويسمو بالذوق الأدبي، كما أنه يؤدى إلى تنمية الثروة اللغوية للأطفال فى المفاهيم والألفاظ والمعاني والأساليب وتمكينهم من محاكاة ما يدرسون من الأدب بطريقة غير شعورية نتيجة لتأثرهم به.
ونجد أن الطفل حينما يأتي إلى الروضة ، تكون عاداته اللغوية فيها كثير من الفساد والاضطراب مما يقتضى بذل جهد غير قليل للقضاء عليها وإحلال سواها من العادات اللغوية السليمة محلها عن طريق التدريب على الاستعمال اللغوي لبعض الضوابط . وعلى المعلمة أن تربط التدريب العملي المنظم للاستعمال اللغوي من خلال النص الأدبي بحاجات الأطفال وميولهم ومصادر اهتمامهم ونواحي نشاطهم وحبهم للعب ، فذلك أدعى إلى حسن التلقي وسرعة الاستجابة ، وبهذا يتخلصون بالتدريج من العادات اللغوية المنحرفة التي اكتسبوها من استخدامهم اللغة العامية الجارية فى بيئتهم على ألسنتهم ، وتحل محلها العادات اللغوية الصحيحة التي اكتسبوها من دروس الاستعمال اللغوي وتبدو مراعاتهم لقواعد اللغة في كلامهم في صورة مهارات وعادات لا علاقة لها بالمصطلحات النحوية ، ويتم بها اكتساب المفاهيم .
ونجد أنه بالرغم من الدور الفعال لأدب الطفل بأشكاله المختلفة في إكساب المفاهيم اللغوية ما زالت هناك حتى الآن في مصر .. كثير من دور رياض الأطفال تقوم بتوظيف الأشكال الأدبية المختلفة بالأسلوب التقليدي ، من خلال مجموعة من الكتب المقررة لا حيدة عنها أو ما تتضمنه من قصص وأناشيد وأغاني ولا تتعدى الاستفادة منها حدود التلقين للمعارف ، وإجبار الأطفال على تعلم القراءة والكتابة وهى أهم واجبات أدب الطفل من وجهة نظرهم .
وقد لاحظت الباحثة أيضاً من واقع الإشراف على طالبات – كلية رياض الأطفال – بمادة التدريب الميداني ، أن الأدب الذي يقدم بالروضة ( سواء أكان قصة أو نشيد أو أغنية ) والذي يفترض فيه أنه يكسب الأطفال مفاهيم اللغة ويثري أساليبهم وقدرتهم على التعبير ، جاء دون مراعاة للخبرة والرصيد اللغوي السابق للطفل وقاموسه اللغوي ، ودون مراعاة لاهتماماته وميوله ، وترتب على ذلك أن جاء عديم المعنى ، جافا ، يفتقر إلى الجاذبية ، وأوقع الطفل فى شرك الحفظ والترديد الآلي ، وحصره في أدنى مراتب الدراسة اللغوية مما أضعف روح الخلق والإبداع ، وتثبيت الاتجاه السلبي نحو الأدب الذي يقدم لهم مما أدى إلى تعثرهم في فهمه وتذوقه
مشكلة البحث :-
ومن هنا جاءت فكرة هذا البحث ، وهى وضع برنامج مقترح يتضمن توظيف الأشكال المختلفة لأدب الطفل ، بغية دراسة تأثير هذه الأشكال في إكساب طفل الروضة لبعض التراكيب النحوية و لبعض مهارات التذوق الأدبي .
وقد تمت معالجة مشكلة البحث من خلال التساؤلات الرئيسية التالية .
س1 ما الأسس اللازمة لبناء برنامج مقترح في توظيف أشكال أدب الطفل على إكساب طفل الروضة بعض مفاهيم اللغة العربية ؟
س2 ما مدى فاعلية برنامج مقترح في توظيف أشكال أدب الطفل على إكساب طفل الروضة بعض التراكيب النحوية ؟
س3 ما مدى فاعلية برنامج مقترح في توظيف أشكال أدب الطفل على إكساب طفل الروضة بعض مهارات التذوق الأدبي ؟
فروض البحث :-
- وللإجابة عن التساؤلات السابقة تم صياغة الفروض الآتية :-
الفرض الأول :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، في التطبيق القبلى و متوسطات درجاتهم فى التطبيق البعدى لاختبار التراكيب النحوية ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
الفرض الثانى :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، ومتوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة في التطبيق البعدى لاختبار التراكيب النحوية ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
الفرض الثالث :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، في التطبيق القبلي و متوسطات درجاتهم في التطبيق البعدي لاختبار مهارات التذوق الأدبى ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
الفرض الرابع :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، و متوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة فى التطبيق البعدى لاختبار مهارات التذوق الادبى ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
أهمية البحث :-
يشتق البحث الحالي أهميته من خلال الاعتبارات التالية :
1) أهمية مرحلة ما قبل المدرسة كحجر أساس في تكوين شخصية الطفل لحياته المستقبلية .
2) ندرة الدراسات التي اهتمت بالنمو اللغوي لدى أطفال ما قبل المدرسة .
3) على قدر علم الباحثة لا توجد دراسة عربية واحدة تناولت جانب التراكيب النحوية فى لغة أطفال ما قبل المدرسة من حيث تجريب إكسابهم إياها من خلال إشكال الأدب المختلفة ، مما يفتح المجال – بهذا البحث – أمام دراسات و محاولات أخرى فى هذا الشأن .
4) للبحث أهمية عملية وظيفية ، حيث يوفر برنامجاً قائماً على أشكال الأدب بنوعيه ( الشعر والنثر ) و التي تتفق مع ميول طفل الروضة ، فضلاً عن معرفة أثرها في اكتساب بعض مفاهيم اللغة العربية .
5) مساعدة معلمة الروضة ، فى اختيار الأشكال الأدبية المناسبة اللازمة لبرامج التهيئة اللغوية بالروضة .
6) تزويد معلمة الروضة بقائمة المقومات اللازمة لاختيار بعض أشكال الأدب ( القصة – المسرحية – الشعر والأناشيد ) المناسبة لطفل الروضة ، والتى تجذب الاطفال فى هذه المرحلة ، حتى تحسن انتقاء أشكال الأدب التى تقدمها لهم .
7) تحديد قائمة بالمفاهيم اللغوية اللازمة فى هذه المرحلة في التراكيب النحوية ، التذوق الأدبي ، و التي يمكن أن تستعين بها معلمة الروضة ، فى تدريسها للمفاهيم اللغوية باستخدام الأشكال الأدبية .
8) فتح الطريق أمام دراسات و بحوث أخرى ، فى مجال اكتساب المفاهيم اللغوية باستخدام أشكال الأدب المختلفة ، مما يلفت الأنظار إلى ضرورة و أهمية اعتبارها احد الاستراتيجيات في تعليم اللغة العربية .
منهج البحث :
يتم استخدام المنهج الوصفي في مراجعة و تحليل الأدبيات المتعلقة بالبحث ووضع الإطار المبدئي للبرنامج المقترح ، كما يتم استخدام المنهج التجريبي للكشف عن فاعلية البرنامج المقترح فى إكساب طفل الروضة بعض مفاهيم اللغة العربية .
التصميم التجريبي للبحث :
يضم البحث مجموعة تجريبية ، ومجموعة ضابطة من بين أطفال الروضة ، ويتم تطبيق القياس القبلى على المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة ، وتتعرض المجموعة التجريبية للمعاملة التجريبية بينما لا تتعرض المجموعة الضابطة لأية معاملة تجريبية ، ثم يتم تطبيق القياس البعدى على المجموعتين التجريبية والضابطة .
حدود البحث :
- يقتصر البحث على :
1) بعض أشكال أدب الأطفال ما بين ( قصة – مسرحية – شعر وأناشيد )
2) قياس بعض مفاهيم اللغة العربية في التراكيب اللغوية ، التذوق الأدبي لدى طفل الروضة ، كما يقيسها المقياس الخاص بذلك .
3) عينة عشوائية من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من سن 5: 6 سنوات من المستوى الثانى بالروضة بمدرسة الأنفوشى الابتدائية بإدارة الجمرك التعليمية .
أدوات البحث :
1) اختبار التراكيب النحوية. ( إعداد الباحثة )
2) اختبار مهارات التذوق الأدبي. ( إعداد الباحثة )
3) البرنامج المقترح فى إشكال الأدب المختلفة. ( إعداد الباحثة )
4) اختبار ذكاء الأطفال. ( إعداد : إجلال محمد سري )
5) مقياس المستوى الاجتماعي و الاقتصادي. ( إعداد : أحمد صالح )
عينة البحث :
- و تشتمل على عينة عشوائية قوامها 80 طفل و طفلة من الروضة التعليمية الملحقة بمدرسة الانفوشى الابتدائية بإدارة الجمرك التعليمية تتراوح أعمارهم من سن 5: 6 سنوات ، و سوف يتم تقسيمهم إلى مجموعتين ( ضابطة ، تجريبية ) و يبلغ عدد كل مجموعة 40 طفل و طفلة .
إجراءات البحث :
- تسير الدراسة فى الخطوات التالية :
الإطار النظري :
1) مفهوم أدب الأطفال وأبعاده
2) مفاهيم اللغة العربية وطفل الروضة .
3) مقومات اختيار الأشكال الأدبية بمرحلة رياض الأطفال
4) أثر توظيف أشكال أدب الطفل في تنمية بعض مفاهيم اللغة العربية فيما يلى :
أ‌- التراكيب النحوية
ب- التذوق الأدبي
تصميم البرنامج :
- ويسير في الخطوات الآتية :
1) مراجعة نتائج البحوث والدراسات السابقة والمؤتمرات والندوات التى أجريت فى مجال أدب الأطفال بهدف تحديد الأسس النفسية والتربوية واللغوية اللازمة ، لبناء برنامج مقترح فى أشكال أدب الطفل.
2) إعداد قائمة بالمقومات اللازمة ، لاختيار الأشكال الأدبية المناسبة لطفل الروضة ، والتي تجذب الأطفال في هذه المرحلة ، وذلك من خلال عرض القائمة على مجموعة من المحكمين لتعديلها.
3) تحديد قائمة المفاهيم اللغوية اللازمة فى هذه المرحلة فى التراكيب النحوية ، التذوق الأدبي عن طريق :
أ‌- نتائج الدراسات السابقة التى أجريت فى المفاهيم اللغوية .
ب‌- مسح أهداف تعليم اللغة العربية فى هذه المرحلة .
ج - عرض القائمة على مجوعة من المحكمين لتعديلها .
4) إعداد برنامج مقترح فى أشكال أدب الطفل المناسبة لمرحلة رياض الأطفال ،و يمر هذا الإجراء بالخطوات المتضمنة في نموذج كمب :
أ - تحديد الأهداف العامة للبرنامج المقترح .
ب - تحديد خصائص طفل الروضة .
ت - تحديد الأهداف التعليمية .
ج - تحديد محتوى المادة الدراسية و تنظيمه .
د - بناء أدوات القياس القبلي لتحديد خبرات أطفال عينة البحث و تتمثل في :
• اختبار التراكيب النحوية .
• اختبار التذوق الأدبي .
هـ – تحديد طرق ووسائل و أنشطة التعلم .
و – تحديد الخدمات التعليمية المساندة .
ى – تقويم البرنامج و ذلك باستخدام أدوات القياس القبلي .
و سوف يتم عرض جميع مكونات البرنامج على مجموعة من المحكمين فى مجال اللغة العربية و أدب الطفل ، و مجال العلوم التربوية و النفسية ، لإجراء التعديلات المناسبة .
كما سوف يتم تجريب البرنامج على عينة استطلاعية ، و إجراء التعديلات اللازمة حتى يصبح البرنامج جاهز للتطبيق على العينة الأساسية للبحث .
أهم النتائج التي توصل إليها البحث :
1) توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، في التطبيق القبلى و متوسطات درجاتهم فى التطبيق البعدى لاختبار التراكيب النحوية ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح التطبيق البعدى .
2) توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، ومتوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة في التطبيق البعدى لاختبار التراكيب النحوية ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
3) توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، في التطبيق القبلي و متوسطات درجاتهم في التطبيق البعدي لاختبار مهارات التذوق الأدبى ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح التطبيق البعدى .
4) توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، و متوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة في التطبيق البعدى لاختبار مهارات التذوق الأدبي ككل، و في كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
ثانيا : توصيات البحث:
في ضوء الإطار النظري للبحث الحالي ، والنتائج التي تم التوصل إليها يمكن تقديم بعض التوصيات والمقترحات فيما يلي:
1- ضرورة المراجعة العامة من قبل المختصين لكتب القواعد النحوية بمختلف المراحل التعليمية ، في ضوء اعتبار النحو تراكيب لغوية ، لا قواعد صماء ، وإعطائه الحجم الحقيقي له بوصفه وسيطا لغوياً لسلامة اللسان والقلم .
2- إعادة النظر في البرامج النحوية المقدمة برياض الأطفال ، وضرورة الحرص على تقديم منظومة لغوية تراكيبيه مكتملة العناصر تجعل الطفل يتعامل مع اللغة كما هي بكل مهاراتها دون إرجاء أية مهارة تحت أي زعم .
3- التأكيد على ضرورة التزام معلمات رياض الأطفال باستخدام اللغة الصحيحة المفهومة للطفل الملتزمة بقواعد اللغة وتراكيبها والبعد عن مخاطبة الطفل باللغة الدارجة ، ليمثلن بذلك نماذج لغوية يمكن للطفل تقليدها ، وتساهم في تكوين العادات اللغوية السليمة نطقاً وكتابة لديه.
4- التركيز على الأشكال الأدبية بصفة عامة ،والقصة والمسرحية والشعر بصفة خاصة - وأعتبارهم العمود الفقري لبرامج التهيئة اللغوية بالروضة .
ثالثا البحوث المقترحة :
إن أهمية البحث العلمي لا تبدو فيما نصل إليه من نتائج بقدر ما تبدو فيما تجلبه من نقاط تثير لدى الباحثين الحاجة إلى أبحاث ودراسات جيدة ، وعلى ذلك فإن الباحثة تعرض البحوث والدراسات المقترحة:
1- القيام بدراسة تتبعيه عن تطور مهارات التذوق الأدبي عبر المراحل التعليمية المختلفة .
2- دراسة العوامل المختلفة التي تؤثر في تنمية التذوق الأدبي
3- الموازنة بين استخدام القصص في تنمية التذوق الأدبي واستخدام الشعر في ميدان أدب الأطفال.
4- دراسة الأطفال المتدنين في تذوقهم الأدبي باستخدام أسلوب دراسة الحالة.
5- دراسة تأثير تحصيل القرآن الكريم وتذوقه على تنمية مهارات التذوق الأدبي لدى طفل الروضة.
6- دراسة تأثير أشكال الأدب المختلفة في إكساب قواعد اللغة العربية للدارسين عبر المراحل التعليمية المختلفة

تمهيد :-
بعد أن انتهت الباحثة من عرض نتائج البحث وتفسيرها ، وبعد أن تم الحصول على إجابة محددة لكل سؤال من الأسئلة التي تشكل مشكلة البحث ، فإنها تحاول الآن أن تقدم ملخصاً لهذا البحث يلقي بضوء على مكوناته الأساسية،ومحاولة وضع بعض التوصيات في ظل النتائج التي توصلت إليها، وكذا الإشارة إلى ما يمكن أن يثيره هذا البحث من مشكلات يمكن أن تتناولها بحوث ودراسات أخرى.
أولا : ملخص البحث :
للأدب أهمية كبيرة في حياة الأطفال .... فالأدب متعة ، تسلية ، معرفة ثقافة تخيل ، والأدب بعامة يساعد في إدراك المعاني والأخيلة التي يشتمل عليها فيما بصورة من العواطف البشرية والظاهرات الطبيعية والاجتماعية والسياسية ، والتمتع بما فيه من جمال الفكرة والأسلوب والغرض ، وما اشتمل عليه من حسن التعبير والأداء والموسيقى اللفظية. ، وتنمية الذوق الجمالي الأدبي لدى الطفل ، لأن مزاولة الاستماع للأدب الجميل ، والتمتع به يورث حب الجمال ، ويسمو بالذوق الأدبي، كما أنه يؤدى إلى تنمية الثروة اللغوية للأطفال فى المفاهيم والألفاظ والمعاني والأساليب وتمكينهم من محاكاة ما يدرسون من الأدب بطريقة غير شعورية نتيجة لتأثرهم به.
ونجد أن الطفل حينما يأتي إلى الروضة ، تكون عاداته اللغوية فيها كثير من الفساد والاضطراب مما يقتضى بذل جهد غير قليل للقضاء عليها وإحلال سواها من العادات اللغوية السليمة محلها عن طريق التدريب على الاستعمال اللغوي لبعض الضوابط . وعلى المعلمة أن تربط التدريب العملي المنظم للاستعمال اللغوي من خلال النص الأدبي بحاجات الأطفال وميولهم ومصادر اهتمامهم ونواحي نشاطهم وحبهم للعب ، فذلك أدعى إلى حسن التلقي وسرعة الاستجابة ، وبهذا يتخلصون بالتدريج من العادات اللغوية المنحرفة التي اكتسبوها من استخدامهم اللغة العامية الجارية فى بيئتهم على ألسنتهم ، وتحل محلها العادات اللغوية الصحيحة التي اكتسبوها من دروس الاستعمال اللغوي وتبدو مراعاتهم لقواعد اللغة في كلامهم في صورة مهارات وعادات لا علاقة لها بالمصطلحات النحوية ، ويتم بها اكتساب المفاهيم .
ونجد أنه بالرغم من الدور الفعال لأدب الطفل بأشكاله المختلفة في إكساب المفاهيم اللغوية ما زالت هناك حتى الآن في مصر .. كثير من دور رياض الأطفال تقوم بتوظيف الأشكال الأدبية المختلفة بالأسلوب التقليدي ، من خلال مجموعة من الكتب المقررة لا حيدة عنها أو ما تتضمنه من قصص وأناشيد وأغاني ولا تتعدى الاستفادة منها حدود التلقين للمعارف ، وإجبار الأطفال على تعلم القراءة والكتابة وهى أهم واجبات أدب الطفل من وجهة نظرهم .
وقد لاحظت الباحثة أيضاً من واقع الإشراف على طالبات – كلية رياض الأطفال – بمادة التدريب الميداني ، أن الأدب الذي يقدم بالروضة ( سواء أكان قصة أو نشيد أو أغنية ) والذي يفترض فيه أنه يكسب الأطفال مفاهيم اللغة ويثري أساليبهم وقدرتهم على التعبير ، جاء دون مراعاة للخبرة والرصيد اللغوي السابق للطفل وقاموسه اللغوي ، ودون مراعاة لاهتماماته وميوله ، وترتب على ذلك أن جاء عديم المعنى ، جافا ، يفتقر إلى الجاذبية ، وأوقع الطفل فى شرك الحفظ والترديد الآلي ، وحصره في أدنى مراتب الدراسة اللغوية مما أضعف روح الخلق والإبداع ، وتثبيت الاتجاه السلبي نحو الأدب الذي يقدم لهم مما أدى إلى تعثرهم في فهمه وتذوقه
مشكلة البحث :-
ومن هنا جاءت فكرة هذا البحث ، وهى وضع برنامج مقترح يتضمن توظيف الأشكال المختلفة لأدب الطفل ، بغية دراسة تأثير هذه الأشكال في إكساب طفل الروضة لبعض التراكيب النحوية و لبعض مهارات التذوق الأدبي .
وقد تمت معالجة مشكلة البحث من خلال التساؤلات الرئيسية التالية .
س1 ما الأسس اللازمة لبناء برنامج مقترح في توظيف أشكال أدب الطفل على إكساب طفل الروضة بعض مفاهيم اللغة العربية ؟
س2 ما مدى فاعلية برنامج مقترح في توظيف أشكال أدب الطفل على إكساب طفل الروضة بعض التراكيب النحوية ؟
س3 ما مدى فاعلية برنامج مقترح في توظيف أشكال أدب الطفل على إكساب طفل الروضة بعض مهارات التذوق الأدبي ؟
فروض البحث :-
- وللإجابة عن التساؤلات السابقة تم صياغة الفروض الآتية :-
الفرض الأول :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، في التطبيق القبلى و متوسطات درجاتهم فى التطبيق البعدى لاختبار التراكيب النحوية ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
الفرض الثانى :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، ومتوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة في التطبيق البعدى لاختبار التراكيب النحوية ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
الفرض الثالث :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، في التطبيق القبلي و متوسطات درجاتهم في التطبيق البعدي لاختبار مهارات التذوق الأدبى ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
الفرض الرابع :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، و متوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة فى التطبيق البعدى لاختبار مهارات التذوق الادبى ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
أهمية البحث :-
يشتق البحث الحالي أهميته من خلال الاعتبارات التالية :
1) أهمية مرحلة ما قبل المدرسة كحجر أساس في تكوين شخصية الطفل لحياته المستقبلية .
2) ندرة الدراسات التي اهتمت بالنمو اللغوي لدى أطفال ما قبل المدرسة .
3) على قدر علم الباحثة لا توجد دراسة عربية واحدة تناولت جانب التراكيب النحوية فى لغة أطفال ما قبل المدرسة من حيث تجريب إكسابهم إياها من خلال إشكال الأدب المختلفة ، مما يفتح المجال – بهذا البحث – أمام دراسات و محاولات أخرى فى هذا الشأن .
4) للبحث أهمية عملية وظيفية ، حيث يوفر برنامجاً قائماً على أشكال الأدب بنوعيه ( الشعر والنثر ) و التي تتفق مع ميول طفل الروضة ، فضلاً عن معرفة أثرها في اكتساب بعض مفاهيم اللغة العربية .
5) مساعدة معلمة الروضة ، فى اختيار الأشكال الأدبية المناسبة اللازمة لبرامج التهيئة اللغوية بالروضة .
6) تزويد معلمة الروضة بقائمة المقومات اللازمة لاختيار بعض أشكال الأدب ( القصة – المسرحية – الشعر والأناشيد ) المناسبة لطفل الروضة ، والتى تجذب الاطفال فى هذه المرحلة ، حتى تحسن انتقاء أشكال الأدب التى تقدمها لهم .
7) تحديد قائمة بالمفاهيم اللغوية اللازمة فى هذه المرحلة في التراكيب النحوية ، التذوق الأدبي ، و التي يمكن أن تستعين بها معلمة الروضة ، فى تدريسها للمفاهيم اللغوية باستخدام الأشكال الأدبية .
8) فتح الطريق أمام دراسات و بحوث أخرى ، فى مجال اكتساب المفاهيم اللغوية باستخدام أشكال الأدب المختلفة ، مما يلفت الأنظار إلى ضرورة و أهمية اعتبارها احد الاستراتيجيات في تعليم اللغة العربية .
منهج البحث :
يتم استخدام المنهج الوصفي في مراجعة و تحليل الأدبيات المتعلقة بالبحث ووضع الإطار المبدئي للبرنامج المقترح ، كما يتم استخدام المنهج التجريبي للكشف عن فاعلية البرنامج المقترح فى إكساب طفل الروضة بعض مفاهيم اللغة العربية .
التصميم التجريبي للبحث :
يضم البحث مجموعة تجريبية ، ومجموعة ضابطة من بين أطفال الروضة ، ويتم تطبيق القياس القبلى على المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة ، وتتعرض المجموعة التجريبية للمعاملة التجريبية بينما لا تتعرض المجموعة الضابطة لأية معاملة تجريبية ، ثم يتم تطبيق القياس البعدى على المجموعتين التجريبية والضابطة .
حدود البحث :
- يقتصر البحث على :
1) بعض أشكال أدب الأطفال ما بين ( قصة – مسرحية – شعر وأناشيد )
2) قياس بعض مفاهيم اللغة العربية في التراكيب اللغوية ، التذوق الأدبي لدى طفل الروضة ، كما يقيسها المقياس الخاص بذلك .
3) عينة عشوائية من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من سن 5: 6 سنوات من المستوى الثانى بالروضة بمدرسة الأنفوشى الابتدائية بإدارة الجمرك التعليمية .
أدوات البحث :
1) اختبار التراكيب النحوية. ( إعداد الباحثة )
2) اختبار مهارات التذوق الأدبي. ( إعداد الباحثة )
3) البرنامج المقترح فى إشكال الأدب المختلفة. ( إعداد الباحثة )
4) اختبار ذكاء الأطفال. ( إعداد : إجلال محمد سري )
5) مقياس المستوى الاجتماعي و الاقتصادي. ( إعداد : أحمد صالح )
عينة البحث :
- و تشتمل على عينة عشوائية قوامها 80 طفل و طفلة من الروضة التعليمية الملحقة بمدرسة الانفوشى الابتدائية بإدارة الجمرك التعليمية تتراوح أعمارهم من سن 5: 6 سنوات ، و سوف يتم تقسيمهم إلى مجموعتين ( ضابطة ، تجريبية ) و يبلغ عدد كل مجموعة 40 طفل و طفلة .
إجراءات البحث :
- تسير الدراسة فى الخطوات التالية :
الإطار النظري :
1) مفهوم أدب الأطفال وأبعاده
2) مفاهيم اللغة العربية وطفل الروضة .
3) مقومات اختيار الأشكال الأدبية بمرحلة رياض الأطفال
4) أثر توظيف أشكال أدب الطفل في تنمية بعض مفاهيم اللغة العربية فيما يلى :
أ‌- التراكيب النحوية
ب- التذوق الأدبي
تصميم البرنامج :
- ويسير في الخطوات الآتية :
1) مراجعة نتائج البحوث والدراسات السابقة والمؤتمرات والندوات التى أجريت فى مجال أدب الأطفال بهدف تحديد الأسس النفسية والتربوية واللغوية اللازمة ، لبناء برنامج مقترح فى أشكال أدب الطفل.
2) إعداد قائمة بالمقومات اللازمة ، لاختيار الأشكال الأدبية المناسبة لطفل الروضة ، والتي تجذب الأطفال في هذه المرحلة ، وذلك من خلال عرض القائمة على مجموعة من المحكمين لتعديلها.
3) تحديد قائمة المفاهيم اللغوية اللازمة فى هذه المرحلة فى التراكيب النحوية ، التذوق الأدبي عن طريق :
أ‌- نتائج الدراسات السابقة التى أجريت فى المفاهيم اللغوية .
ب‌- مسح أهداف تعليم اللغة العربية فى هذه المرحلة .
ج - عرض القائمة على مجوعة من المحكمين لتعديلها .
4) إعداد برنامج مقترح فى أشكال أدب الطفل المناسبة لمرحلة رياض الأطفال ،و يمر هذا الإجراء بالخطوات المتضمنة في نموذج كمب :
أ - تحديد الأهداف العامة للبرنامج المقترح .
ب - تحديد خصائص طفل الروضة .
ت - تحديد الأهداف التعليمية .
ج - تحديد محتوى المادة الدراسية و تنظيمه .
د - بناء أدوات القياس القبلي لتحديد خبرات أطفال عينة البحث و تتمثل في :
• اختبار التراكيب النحوية .
• اختبار التذوق الأدبي .
هـ – تحديد طرق ووسائل و أنشطة التعلم .
و – تحديد الخدمات التعليمية المساندة .
ى – تقويم البرنامج و ذلك باستخدام أدوات القياس القبلي .
و سوف يتم عرض جميع مكونات البرنامج على مجموعة من المحكمين فى مجال اللغة العربية و أدب الطفل ، و مجال العلوم التربوية و النفسية ، لإجراء التعديلات المناسبة .
كما سوف يتم تجريب البرنامج على عينة استطلاعية ، و إجراء التعديلات اللازمة حتى يصبح البرنامج جاهز للتطبيق على العينة الأساسية للبحث .
أهم النتائج التي توصل إليها البحث :
1) توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، في التطبيق القبلى و متوسطات درجاتهم فى التطبيق البعدى لاختبار التراكيب النحوية ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح التطبيق البعدى .
2) توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، ومتوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة في التطبيق البعدى لاختبار التراكيب النحوية ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
3) توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، في التطبيق القبلي و متوسطات درجاتهم في التطبيق البعدي لاختبار مهارات التذوق الأدبى ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح التطبيق البعدى .
4) توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، و متوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة في التطبيق البعدى لاختبار مهارات التذوق الأدبي ككل، و في كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
ثانيا : توصيات البحث:
في ضوء الإطار النظري للبحث الحالي ، والنتائج التي تم التوصل إليها يمكن تقديم بعض التوصيات والمقترحات فيما يلي:
1- ضرورة المراجعة العامة من قبل المختصين لكتب القواعد النحوية بمختلف المراحل التعليمية ، في ضوء اعتبار النحو تراكيب لغوية ، لا قواعد صماء ، وإعطائه الحجم الحقيقي له بوصفه وسيطا لغوياً لسلامة اللسان والقلم .
2- إعادة النظر في البرامج النحوية المقدمة برياض الأطفال ، وضرورة الحرص على تقديم منظومة لغوية تراكيبيه مكتملة العناصر تجعل الطفل يتعامل مع اللغة كما هي بكل مهاراتها دون إرجاء أية مهارة تحت أي زعم .
3- التأكيد على ضرورة التزام معلمات رياض الأطفال باستخدام اللغة الصحيحة المفهومة للطفل الملتزمة بقواعد اللغة وتراكيبها والبعد عن مخاطبة الطفل باللغة الدارجة ، ليمثلن بذلك نماذج لغوية يمكن للطفل تقليدها ، وتساهم في تكوين العادات اللغوية السليمة نطقاً وكتابة لديه.
4- التركيز على الأشكال الأدبية بصفة عامة ،والقصة والمسرحية والشعر بصفة خاصة - وأعتبارهم العمود الفقري لبرامج التهيئة اللغوية بالروضة .
ثالثا البحوث المقترحة :
إن أهمية البحث العلمي لا تبدو فيما نصل إليه من نتائج بقدر ما تبدو فيما تجلبه من نقاط تثير لدى الباحثين الحاجة إلى أبحاث ودراسات جيدة ، وعلى ذلك فإن الباحثة تعرض البحوث والدراسات المقترحة:
1- القيام بدراسة تتبعيه عن تطور مهارات التذوق الأدبي عبر المراحل التعليمية المختلفة .
2- دراسة العوامل المختلفة التي تؤثر في تنمية التذوق الأدبي
3- الموازنة بين استخدام القصص في تنمية التذوق الأدبي واستخدام الشعر في ميدان أدب الأطفال.
4- دراسة الأطفال المتدنين في تذوقهم الأدبي باستخدام أسلوب دراسة الحالة.
5- دراسة تأثير تحصيل القرآن الكريم وتذوقه على تنمية مهارات التذوق الأدبي لدى طفل الروضة.
6- دراسة تأثير أشكال الأدب المختلفة في إكساب قواعد اللغة العربية للدارسين عبر المراحل التعليمية المختلفة

تمهيد :-
بعد أن انتهت الباحثة من عرض نتائج البحث وتفسيرها ، وبعد أن تم الحصول على إجابة محددة لكل سؤال من الأسئلة التي تشكل مشكلة البحث ، فإنها تحاول الآن أن تقدم ملخصاً لهذا البحث يلقي بضوء على مكوناته الأساسية،ومحاولة وضع بعض التوصيات في ظل النتائج التي توصلت إليها، وكذا الإشارة إلى ما يمكن أن يثيره هذا البحث من مشكلات يمكن أن تتناولها بحوث ودراسات أخرى.
أولا : ملخص البحث :
للأدب أهمية كبيرة في حياة الأطفال .... فالأدب متعة ، تسلية ، معرفة ثقافة تخيل ، والأدب بعامة يساعد في إدراك المعاني والأخيلة التي يشتمل عليها فيما بصورة من العواطف البشرية والظاهرات الطبيعية والاجتماعية والسياسية ، والتمتع بما فيه من جمال الفكرة والأسلوب والغرض ، وما اشتمل عليه من حسن التعبير والأداء والموسيقى اللفظية. ، وتنمية الذوق الجمالي الأدبي لدى الطفل ، لأن مزاولة الاستماع للأدب الجميل ، والتمتع به يورث حب الجمال ، ويسمو بالذوق الأدبي، كما أنه يؤدى إلى تنمية الثروة اللغوية للأطفال فى المفاهيم والألفاظ والمعاني والأساليب وتمكينهم من محاكاة ما يدرسون من الأدب بطريقة غير شعورية نتيجة لتأثرهم به.
ونجد أن الطفل حينما يأتي إلى الروضة ، تكون عاداته اللغوية فيها كثير من الفساد والاضطراب مما يقتضى بذل جهد غير قليل للقضاء عليها وإحلال سواها من العادات اللغوية السليمة محلها عن طريق التدريب على الاستعمال اللغوي لبعض الضوابط . وعلى المعلمة أن تربط التدريب العملي المنظم للاستعمال اللغوي من خلال النص الأدبي بحاجات الأطفال وميولهم ومصادر اهتمامهم ونواحي نشاطهم وحبهم للعب ، فذلك أدعى إلى حسن التلقي وسرعة الاستجابة ، وبهذا يتخلصون بالتدريج من العادات اللغوية المنحرفة التي اكتسبوها من استخدامهم اللغة العامية الجارية فى بيئتهم على ألسنتهم ، وتحل محلها العادات اللغوية الصحيحة التي اكتسبوها من دروس الاستعمال اللغوي وتبدو مراعاتهم لقواعد اللغة في كلامهم في صورة مهارات وعادات لا علاقة لها بالمصطلحات النحوية ، ويتم بها اكتساب المفاهيم .
ونجد أنه بالرغم من الدور الفعال لأدب الطفل بأشكاله المختلفة في إكساب المفاهيم اللغوية ما زالت هناك حتى الآن في مصر .. كثير من دور رياض الأطفال تقوم بتوظيف الأشكال الأدبية المختلفة بالأسلوب التقليدي ، من خلال مجموعة من الكتب المقررة لا حيدة عنها أو ما تتضمنه من قصص وأناشيد وأغاني ولا تتعدى الاستفادة منها حدود التلقين للمعارف ، وإجبار الأطفال على تعلم القراءة والكتابة وهى أهم واجبات أدب الطفل من وجهة نظرهم .
وقد لاحظت الباحثة أيضاً من واقع الإشراف على طالبات – كلية رياض الأطفال – بمادة التدريب الميداني ، أن الأدب الذي يقدم بالروضة ( سواء أكان قصة أو نشيد أو أغنية ) والذي يفترض فيه أنه يكسب الأطفال مفاهيم اللغة ويثري أساليبهم وقدرتهم على التعبير ، جاء دون مراعاة للخبرة والرصيد اللغوي السابق للطفل وقاموسه اللغوي ، ودون مراعاة لاهتماماته وميوله ، وترتب على ذلك أن جاء عديم المعنى ، جافا ، يفتقر إلى الجاذبية ، وأوقع الطفل فى شرك الحفظ والترديد الآلي ، وحصره في أدنى مراتب الدراسة اللغوية مما أضعف روح الخلق والإبداع ، وتثبيت الاتجاه السلبي نحو الأدب الذي يقدم لهم مما أدى إلى تعثرهم في فهمه وتذوقه
مشكلة البحث :-
ومن هنا جاءت فكرة هذا البحث ، وهى وضع برنامج مقترح يتضمن توظيف الأشكال المختلفة لأدب الطفل ، بغية دراسة تأثير هذه الأشكال في إكساب طفل الروضة لبعض التراكيب النحوية و لبعض مهارات التذوق الأدبي .
وقد تمت معالجة مشكلة البحث من خلال التساؤلات الرئيسية التالية .
س1 ما الأسس اللازمة لبناء برنامج مقترح في توظيف أشكال أدب الطفل على إكساب طفل الروضة بعض مفاهيم اللغة العربية ؟
س2 ما مدى فاعلية برنامج مقترح في توظيف أشكال أدب الطفل على إكساب طفل الروضة بعض التراكيب النحوية ؟
س3 ما مدى فاعلية برنامج مقترح في توظيف أشكال أدب الطفل على إكساب طفل الروضة بعض مهارات التذوق الأدبي ؟
فروض البحث :-
- وللإجابة عن التساؤلات السابقة تم صياغة الفروض الآتية :-
الفرض الأول :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، في التطبيق القبلى و متوسطات درجاتهم فى التطبيق البعدى لاختبار التراكيب النحوية ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
الفرض الثانى :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، ومتوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة في التطبيق البعدى لاختبار التراكيب النحوية ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
الفرض الثالث :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، في التطبيق القبلي و متوسطات درجاتهم في التطبيق البعدي لاختبار مهارات التذوق الأدبى ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
الفرض الرابع :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، و متوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة فى التطبيق البعدى لاختبار مهارات التذوق الادبى ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
أهمية البحث :-
يشتق البحث الحالي أهميته من خلال الاعتبارات التالية :
1) أهمية مرحلة ما قبل المدرسة كحجر أساس في تكوين شخصية الطفل لحياته المستقبلية .
2) ندرة الدراسات التي اهتمت بالنمو اللغوي لدى أطفال ما قبل المدرسة .
3) على قدر علم الباحثة لا توجد دراسة عربية واحدة تناولت جانب التراكيب النحوية فى لغة أطفال ما قبل المدرسة من حيث تجريب إكسابهم إياها من خلال إشكال الأدب المختلفة ، مما يفتح المجال – بهذا البحث – أمام دراسات و محاولات أخرى فى هذا الشأن .
4) للبحث أهمية عملية وظيفية ، حيث يوفر برنامجاً قائماً على أشكال الأدب بنوعيه ( الشعر والنثر ) و التي تتفق مع ميول طفل الروضة ، فضلاً عن معرفة أثرها في اكتساب بعض مفاهيم اللغة العربية .
5) مساعدة معلمة الروضة ، فى اختيار الأشكال الأدبية المناسبة اللازمة لبرامج التهيئة اللغوية بالروضة .
6) تزويد معلمة الروضة بقائمة المقومات اللازمة لاختيار بعض أشكال الأدب ( القصة – المسرحية – الشعر والأناشيد ) المناسبة لطفل الروضة ، والتى تجذب الاطفال فى هذه المرحلة ، حتى تحسن انتقاء أشكال الأدب التى تقدمها لهم .
7) تحديد قائمة بالمفاهيم اللغوية اللازمة فى هذه المرحلة في التراكيب النحوية ، التذوق الأدبي ، و التي يمكن أن تستعين بها معلمة الروضة ، فى تدريسها للمفاهيم اللغوية باستخدام الأشكال الأدبية .
8) فتح الطريق أمام دراسات و بحوث أخرى ، فى مجال اكتساب المفاهيم اللغوية باستخدام أشكال الأدب المختلفة ، مما يلفت الأنظار إلى ضرورة و أهمية اعتبارها احد الاستراتيجيات في تعليم اللغة العربية .
منهج البحث :
يتم استخدام المنهج الوصفي في مراجعة و تحليل الأدبيات المتعلقة بالبحث ووضع الإطار المبدئي للبرنامج المقترح ، كما يتم استخدام المنهج التجريبي للكشف عن فاعلية البرنامج المقترح فى إكساب طفل الروضة بعض مفاهيم اللغة العربية .
التصميم التجريبي للبحث :
يضم البحث مجموعة تجريبية ، ومجموعة ضابطة من بين أطفال الروضة ، ويتم تطبيق القياس القبلى على المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة ، وتتعرض المجموعة التجريبية للمعاملة التجريبية بينما لا تتعرض المجموعة الضابطة لأية معاملة تجريبية ، ثم يتم تطبيق القياس البعدى على المجموعتين التجريبية والضابطة .
حدود البحث :
- يقتصر البحث على :
1) بعض أشكال أدب الأطفال ما بين ( قصة – مسرحية – شعر وأناشيد )
2) قياس بعض مفاهيم اللغة العربية في التراكيب اللغوية ، التذوق الأدبي لدى طفل الروضة ، كما يقيسها المقياس الخاص بذلك .
3) عينة عشوائية من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من سن 5: 6 سنوات من المستوى الثانى بالروضة بمدرسة الأنفوشى الابتدائية بإدارة الجمرك التعليمية .
أدوات البحث :
1) اختبار التراكيب النحوية. ( إعداد الباحثة )
2) اختبار مهارات التذوق الأدبي. ( إعداد الباحثة )
3) البرنامج المقترح فى إشكال الأدب المختلفة. ( إعداد الباحثة )
4) اختبار ذكاء الأطفال. ( إعداد : إجلال محمد سري )
5) مقياس المستوى الاجتماعي و الاقتصادي. ( إعداد : أحمد صالح )
عينة البحث :
- و تشتمل على عينة عشوائية قوامها 80 طفل و طفلة من الروضة التعليمية الملحقة بمدرسة الانفوشى الابتدائية بإدارة الجمرك التعليمية تتراوح أعمارهم من سن 5: 6 سنوات ، و سوف يتم تقسيمهم إلى مجموعتين ( ضابطة ، تجريبية ) و يبلغ عدد كل مجموعة 40 طفل و طفلة .
إجراءات البحث :
- تسير الدراسة فى الخطوات التالية :
الإطار النظري :
1) مفهوم أدب الأطفال وأبعاده
2) مفاهيم اللغة العربية وطفل الروضة .
3) مقومات اختيار الأشكال الأدبية بمرحلة رياض الأطفال
4) أثر توظيف أشكال أدب الطفل في تنمية بعض مفاهيم اللغة العربية فيما يلى :
أ‌- التراكيب النحوية
ب- التذوق الأدبي
تصميم البرنامج :
- ويسير في الخطوات الآتية :
1) مراجعة نتائج البحوث والدراسات السابقة والمؤتمرات والندوات التى أجريت فى مجال أدب الأطفال بهدف تحديد الأسس النفسية والتربوية واللغوية اللازمة ، لبناء برنامج مقترح فى أشكال أدب الطفل.
2) إعداد قائمة بالمقومات اللازمة ، لاختيار الأشكال الأدبية المناسبة لطفل الروضة ، والتي تجذب الأطفال في هذه المرحلة ، وذلك من خلال عرض القائمة على مجموعة من المحكمين لتعديلها.
3) تحديد قائمة المفاهيم اللغوية اللازمة فى هذه المرحلة فى التراكيب النحوية ، التذوق الأدبي عن طريق :
أ‌- نتائج الدراسات السابقة التى أجريت فى المفاهيم اللغوية .
ب‌- مسح أهداف تعليم اللغة العربية فى هذه المرحلة .
ج - عرض القائمة على مجوعة من المحكمين لتعديلها .
4) إعداد برنامج مقترح فى أشكال أدب الطفل المناسبة لمرحلة رياض الأطفال ،و يمر هذا الإجراء بالخطوات المتضمنة في نموذج كمب :
أ - تحديد الأهداف العامة للبرنامج المقترح .
ب - تحديد خصائص طفل الروضة .
ت - تحديد الأهداف التعليمية .
ج - تحديد محتوى المادة الدراسية و تنظيمه .
د - بناء أدوات القياس القبلي لتحديد خبرات أطفال عينة البحث و تتمثل في :
• اختبار التراكيب النحوية .
• اختبار التذوق الأدبي .
هـ – تحديد طرق ووسائل و أنشطة التعلم .
و – تحديد الخدمات التعليمية المساندة .
ى – تقويم البرنامج و ذلك باستخدام أدوات القياس القبلي .
و سوف يتم عرض جميع مكونات البرنامج على مجموعة من المحكمين فى مجال اللغة العربية و أدب الطفل ، و مجال العلوم التربوية و النفسية ، لإجراء التعديلات المناسبة .
كما سوف يتم تجريب البرنامج على عينة استطلاعية ، و إجراء التعديلات اللازمة حتى يصبح البرنامج جاهز للتطبيق على العينة الأساسية للبحث .
أهم النتائج التي توصل إليها البحث :
1) توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، في التطبيق القبلى و متوسطات درجاتهم فى التطبيق البعدى لاختبار التراكيب النحوية ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح التطبيق البعدى .
2) توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، ومتوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة في التطبيق البعدى لاختبار التراكيب النحوية ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
3) توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، في التطبيق القبلي و متوسطات درجاتهم في التطبيق البعدي لاختبار مهارات التذوق الأدبى ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح التطبيق البعدى .
4) توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، و متوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة في التطبيق البعدى لاختبار مهارات التذوق الأدبي ككل، و في كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
ثانيا : توصيات البحث:
في ضوء الإطار النظري للبحث الحالي ، والنتائج التي تم التوصل إليها يمكن تقديم بعض التوصيات والمقترحات فيما يلي:
1- ضرورة المراجعة العامة من قبل المختصين لكتب القواعد النحوية بمختلف المراحل التعليمية ، في ضوء اعتبار النحو تراكيب لغوية ، لا قواعد صماء ، وإعطائه الحجم الحقيقي له بوصفه وسيطا لغوياً لسلامة اللسان والقلم .
2- إعادة النظر في البرامج النحوية المقدمة برياض الأطفال ، وضرورة الحرص على تقديم منظومة لغوية تراكيبيه مكتملة العناصر تجعل الطفل يتعامل مع اللغة كما هي بكل مهاراتها دون إرجاء أية مهارة تحت أي زعم .
3- التأكيد على ضرورة التزام معلمات رياض الأطفال باستخدام اللغة الصحيحة المفهومة للطفل الملتزمة بقواعد اللغة وتراكيبها والبعد عن مخاطبة الطفل باللغة الدارجة ، ليمثلن بذلك نماذج لغوية يمكن للطفل تقليدها ، وتساهم في تكوين العادات اللغوية السليمة نطقاً وكتابة لديه.
4- التركيز على الأشكال الأدبية بصفة عامة ،والقصة والمسرحية والشعر بصفة خاصة - وأعتبارهم العمود الفقري لبرامج التهيئة اللغوية بالروضة .
ثالثا البحوث المقترحة :
إن أهمية البحث العلمي لا تبدو فيما نصل إليه من نتائج بقدر ما تبدو فيما تجلبه من نقاط تثير لدى الباحثين الحاجة إلى أبحاث ودراسات جيدة ، وعلى ذلك فإن الباحثة تعرض البحوث والدراسات المقترحة:
1- القيام بدراسة تتبعيه عن تطور مهارات التذوق الأدبي عبر المراحل التعليمية المختلفة .
2- دراسة العوامل المختلفة التي تؤثر في تنمية التذوق الأدبي
3- الموازنة بين استخدام القصص في تنمية التذوق الأدبي واستخدام الشعر في ميدان أدب الأطفال.
4- دراسة الأطفال المتدنين في تذوقهم الأدبي باستخدام أسلوب دراسة الحالة.
5- دراسة تأثير تحصيل القرآن الكريم وتذوقه على تنمية مهارات التذوق الأدبي لدى طفل الروضة.
6- دراسة تأثير أشكال الأدب المختلفة في إكساب قواعد اللغة العربية للدارسين عبر المراحل التعليمية المختلفة

تمهيد :-
بعد أن انتهت الباحثة من عرض نتائج البحث وتفسيرها ، وبعد أن تم الحصول على إجابة محددة لكل سؤال من الأسئلة التي تشكل مشكلة البحث ، فإنها تحاول الآن أن تقدم ملخصاً لهذا البحث يلقي بضوء على مكوناته الأساسية،ومحاولة وضع بعض التوصيات في ظل النتائج التي توصلت إليها، وكذا الإشارة إلى ما يمكن أن يثيره هذا البحث من مشكلات يمكن أن تتناولها بحوث ودراسات أخرى.
أولا : ملخص البحث :
للأدب أهمية كبيرة في حياة الأطفال .... فالأدب متعة ، تسلية ، معرفة ثقافة تخيل ، والأدب بعامة يساعد في إدراك المعاني والأخيلة التي يشتمل عليها فيما بصورة من العواطف البشرية والظاهرات الطبيعية والاجتماعية والسياسية ، والتمتع بما فيه من جمال الفكرة والأسلوب والغرض ، وما اشتمل عليه من حسن التعبير والأداء والموسيقى اللفظية. ، وتنمية الذوق الجمالي الأدبي لدى الطفل ، لأن مزاولة الاستماع للأدب الجميل ، والتمتع به يورث حب الجمال ، ويسمو بالذوق الأدبي، كما أنه يؤدى إلى تنمية الثروة اللغوية للأطفال فى المفاهيم والألفاظ والمعاني والأساليب وتمكينهم من محاكاة ما يدرسون من الأدب بطريقة غير شعورية نتيجة لتأثرهم به.
ونجد أن الطفل حينما يأتي إلى الروضة ، تكون عاداته اللغوية فيها كثير من الفساد والاضطراب مما يقتضى بذل جهد غير قليل للقضاء عليها وإحلال سواها من العادات اللغوية السليمة محلها عن طريق التدريب على الاستعمال اللغوي لبعض الضوابط . وعلى المعلمة أن تربط التدريب العملي المنظم للاستعمال اللغوي من خلال النص الأدبي بحاجات الأطفال وميولهم ومصادر اهتمامهم ونواحي نشاطهم وحبهم للعب ، فذلك أدعى إلى حسن التلقي وسرعة الاستجابة ، وبهذا يتخلصون بالتدريج من العادات اللغوية المنحرفة التي اكتسبوها من استخدامهم اللغة العامية الجارية فى بيئتهم على ألسنتهم ، وتحل محلها العادات اللغوية الصحيحة التي اكتسبوها من دروس الاستعمال اللغوي وتبدو مراعاتهم لقواعد اللغة في كلامهم في صورة مهارات وعادات لا علاقة لها بالمصطلحات النحوية ، ويتم بها اكتساب المفاهيم .
ونجد أنه بالرغم من الدور الفعال لأدب الطفل بأشكاله المختلفة في إكساب المفاهيم اللغوية ما زالت هناك حتى الآن في مصر .. كثير من دور رياض الأطفال تقوم بتوظيف الأشكال الأدبية المختلفة بالأسلوب التقليدي ، من خلال مجموعة من الكتب المقررة لا حيدة عنها أو ما تتضمنه من قصص وأناشيد وأغاني ولا تتعدى الاستفادة منها حدود التلقين للمعارف ، وإجبار الأطفال على تعلم القراءة والكتابة وهى أهم واجبات أدب الطفل من وجهة نظرهم .
وقد لاحظت الباحثة أيضاً من واقع الإشراف على طالبات – كلية رياض الأطفال – بمادة التدريب الميداني ، أن الأدب الذي يقدم بالروضة ( سواء أكان قصة أو نشيد أو أغنية ) والذي يفترض فيه أنه يكسب الأطفال مفاهيم اللغة ويثري أساليبهم وقدرتهم على التعبير ، جاء دون مراعاة للخبرة والرصيد اللغوي السابق للطفل وقاموسه اللغوي ، ودون مراعاة لاهتماماته وميوله ، وترتب على ذلك أن جاء عديم المعنى ، جافا ، يفتقر إلى الجاذبية ، وأوقع الطفل فى شرك الحفظ والترديد الآلي ، وحصره في أدنى مراتب الدراسة اللغوية مما أضعف روح الخلق والإبداع ، وتثبيت الاتجاه السلبي نحو الأدب الذي يقدم لهم مما أدى إلى تعثرهم في فهمه وتذوقه
مشكلة البحث :-
ومن هنا جاءت فكرة هذا البحث ، وهى وضع برنامج مقترح يتضمن توظيف الأشكال المختلفة لأدب الطفل ، بغية دراسة تأثير هذه الأشكال في إكساب طفل الروضة لبعض التراكيب النحوية و لبعض مهارات التذوق الأدبي .
وقد تمت معالجة مشكلة البحث من خلال التساؤلات الرئيسية التالية .
س1 ما الأسس اللازمة لبناء برنامج مقترح في توظيف أشكال أدب الطفل على إكساب طفل الروضة بعض مفاهيم اللغة العربية ؟
س2 ما مدى فاعلية برنامج مقترح في توظيف أشكال أدب الطفل على إكساب طفل الروضة بعض التراكيب النحوية ؟
س3 ما مدى فاعلية برنامج مقترح في توظيف أشكال أدب الطفل على إكساب طفل الروضة بعض مهارات التذوق الأدبي ؟
فروض البحث :-
- وللإجابة عن التساؤلات السابقة تم صياغة الفروض الآتية :-
الفرض الأول :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، في التطبيق القبلى و متوسطات درجاتهم فى التطبيق البعدى لاختبار التراكيب النحوية ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
الفرض الثانى :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، ومتوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة في التطبيق البعدى لاختبار التراكيب النحوية ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
الفرض الثالث :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، في التطبيق القبلي و متوسطات درجاتهم في التطبيق البعدي لاختبار مهارات التذوق الأدبى ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
الفرض الرابع :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، و متوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة فى التطبيق البعدى لاختبار مهارات التذوق الادبى ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
أهمية البحث :-
يشتق البحث الحالي أهميته من خلال الاعتبارات التالية :
1) أهمية مرحلة ما قبل المدرسة كحجر أساس في تكوين شخصية الطفل لحياته المستقبلية .
2) ندرة الدراسات التي اهتمت بالنمو اللغوي لدى أطفال ما قبل المدرسة .
3) على قدر علم الباحثة لا توجد دراسة عربية واحدة تناولت جانب التراكيب النحوية فى لغة أطفال ما قبل المدرسة من حيث تجريب إكسابهم إياها من خلال إشكال الأدب المختلفة ، مما يفتح المجال – بهذا البحث – أمام دراسات و محاولات أخرى فى هذا الشأن .
4) للبحث أهمية عملية وظيفية ، حيث يوفر برنامجاً قائماً على أشكال الأدب بنوعيه ( الشعر والنثر ) و التي تتفق مع ميول طفل الروضة ، فضلاً عن معرفة أثرها في اكتساب بعض مفاهيم اللغة العربية .
5) مساعدة معلمة الروضة ، فى اختيار الأشكال الأدبية المناسبة اللازمة لبرامج التهيئة اللغوية بالروضة .
6) تزويد معلمة الروضة بقائمة المقومات اللازمة لاختيار بعض أشكال الأدب ( القصة – المسرحية – الشعر والأناشيد ) المناسبة لطفل الروضة ، والتى تجذب الاطفال فى هذه المرحلة ، حتى تحسن انتقاء أشكال الأدب التى تقدمها لهم .
7) تحديد قائمة بالمفاهيم اللغوية اللازمة فى هذه المرحلة في التراكيب النحوية ، التذوق الأدبي ، و التي يمكن أن تستعين بها معلمة الروضة ، فى تدريسها للمفاهيم اللغوية باستخدام الأشكال الأدبية .
8) فتح الطريق أمام دراسات و بحوث أخرى ، فى مجال اكتساب المفاهيم اللغوية باستخدام أشكال الأدب المختلفة ، مما يلفت الأنظار إلى ضرورة و أهمية اعتبارها احد الاستراتيجيات في تعليم اللغة العربية .
منهج البحث :
يتم استخدام المنهج الوصفي في مراجعة و تحليل الأدبيات المتعلقة بالبحث ووضع الإطار المبدئي للبرنامج المقترح ، كما يتم استخدام المنهج التجريبي للكشف عن فاعلية البرنامج المقترح فى إكساب طفل الروضة بعض مفاهيم اللغة العربية .
التصميم التجريبي للبحث :
يضم البحث مجموعة تجريبية ، ومجموعة ضابطة من بين أطفال الروضة ، ويتم تطبيق القياس القبلى على المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة ، وتتعرض المجموعة التجريبية للمعاملة التجريبية بينما لا تتعرض المجموعة الضابطة لأية معاملة تجريبية ، ثم يتم تطبيق القياس البعدى على المجموعتين التجريبية والضابطة .
حدود البحث :
- يقتصر البحث على :
1) بعض أشكال أدب الأطفال ما بين ( قصة – مسرحية – شعر وأناشيد )
2) قياس بعض مفاهيم اللغة العربية في التراكيب اللغوية ، التذوق الأدبي لدى طفل الروضة ، كما يقيسها المقياس الخاص بذلك .
3) عينة عشوائية من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من سن 5: 6 سنوات من المستوى الثانى بالروضة بمدرسة الأنفوشى الابتدائية بإدارة الجمرك التعليمية .
أدوات البحث :
1) اختبار التراكيب النحوية. ( إعداد الباحثة )
2) اختبار مهارات التذوق الأدبي. ( إعداد الباحثة )
3) البرنامج المقترح فى إشكال الأدب المختلفة. ( إعداد الباحثة )
4) اختبار ذكاء الأطفال. ( إعداد : إجلال محمد سري )
5) مقياس المستوى الاجتماعي و الاقتصادي. ( إعداد : أحمد صالح )
عينة البحث :
- و تشتمل على عينة عشوائية قوامها 80 طفل و طفلة من الروضة التعليمية الملحقة بمدرسة الانفوشى الابتدائية بإدارة الجمرك التعليمية تتراوح أعمارهم من سن 5: 6 سنوات ، و سوف يتم تقسيمهم إلى مجموعتين ( ضابطة ، تجريبية ) و يبلغ عدد كل مجموعة 40 طفل و طفلة .
إجراءات البحث :
- تسير الدراسة فى الخطوات التالية :
الإطار النظري :
1) مفهوم أدب الأطفال وأبعاده
2) مفاهيم اللغة العربية وطفل الروضة .
3) مقومات اختيار الأشكال الأدبية بمرحلة رياض الأطفال
4) أثر توظيف أشكال أدب الطفل في تنمية بعض مفاهيم اللغة العربية فيما يلى :
أ‌- التراكيب النحوية
ب- التذوق الأدبي
تصميم البرنامج :
- ويسير في الخطوات الآتية :
1) مراجعة نتائج البحوث والدراسات السابقة والمؤتمرات والندوات التى أجريت فى مجال أدب الأطفال بهدف تحديد الأسس النفسية والتربوية واللغوية اللازمة ، لبناء برنامج مقترح فى أشكال أدب الطفل.
2) إعداد قائمة بالمقومات اللازمة ، لاختيار الأشكال الأدبية المناسبة لطفل الروضة ، والتي تجذب الأطفال في هذه المرحلة ، وذلك من خلال عرض القائمة على مجموعة من المحكمين لتعديلها.
3) تحديد قائمة المفاهيم اللغوية اللازمة فى هذه المرحلة فى التراكيب النحوية ، التذوق الأدبي عن طريق :
أ‌- نتائج الدراسات السابقة التى أجريت فى المفاهيم اللغوية .
ب‌- مسح أهداف تعليم اللغة العربية فى هذه المرحلة .
ج - عرض القائمة على مجوعة من المحكمين لتعديلها .
4) إعداد برنامج مقترح فى أشكال أدب الطفل المناسبة لمرحلة رياض الأطفال ،و يمر هذا الإجراء بالخطوات المتضمنة في نموذج كمب :
أ - تحديد الأهداف العامة للبرنامج المقترح .
ب - تحديد خصائص طفل الروضة .
ت - تحديد الأهداف التعليمية .
ج - تحديد محتوى المادة الدراسية و تنظيمه .
د - بناء أدوات القياس القبلي لتحديد خبرات أطفال عينة البحث و تتمثل في :
• اختبار التراكيب النحوية .
• اختبار التذوق الأدبي .
هـ – تحديد طرق ووسائل و أنشطة التعلم .
و – تحديد الخدمات التعليمية المساندة .
ى – تقويم البرنامج و ذلك باستخدام أدوات القياس القبلي .
و سوف يتم عرض جميع مكونات البرنامج على مجموعة من المحكمين فى مجال اللغة العربية و أدب الطفل ، و مجال العلوم التربوية و النفسية ، لإجراء التعديلات المناسبة .
كما سوف يتم تجريب البرنامج على عينة استطلاعية ، و إجراء التعديلات اللازمة حتى يصبح البرنامج جاهز للتطبيق على العينة الأساسية للبحث .
أهم النتائج التي توصل إليها البحث :
1) توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، في التطبيق القبلى و متوسطات درجاتهم فى التطبيق البعدى لاختبار التراكيب النحوية ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح التطبيق البعدى .
2) توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، ومتوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة في التطبيق البعدى لاختبار التراكيب النحوية ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
3) توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، في التطبيق القبلي و متوسطات درجاتهم في التطبيق البعدي لاختبار مهارات التذوق الأدبى ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح التطبيق البعدى .
4) توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، و متوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة في التطبيق البعدى لاختبار مهارات التذوق الأدبي ككل، و في كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
ثانيا : توصيات البحث:
في ضوء الإطار النظري للبحث الحالي ، والنتائج التي تم التوصل إليها يمكن تقديم بعض التوصيات والمقترحات فيما يلي:
1- ضرورة المراجعة العامة من قبل المختصين لكتب القواعد النحوية بمختلف المراحل التعليمية ، في ضوء اعتبار النحو تراكيب لغوية ، لا قواعد صماء ، وإعطائه الحجم الحقيقي له بوصفه وسيطا لغوياً لسلامة اللسان والقلم .
2- إعادة النظر في البرامج النحوية المقدمة برياض الأطفال ، وضرورة الحرص على تقديم منظومة لغوية تراكيبيه مكتملة العناصر تجعل الطفل يتعامل مع اللغة كما هي بكل مهاراتها دون إرجاء أية مهارة تحت أي زعم .
3- التأكيد على ضرورة التزام معلمات رياض الأطفال باستخدام اللغة الصحيحة المفهومة للطفل الملتزمة بقواعد اللغة وتراكيبها والبعد عن مخاطبة الطفل باللغة الدارجة ، ليمثلن بذلك نماذج لغوية يمكن للطفل تقليدها ، وتساهم في تكوين العادات اللغوية السليمة نطقاً وكتابة لديه.
4- التركيز على الأشكال الأدبية بصفة عامة ،والقصة والمسرحية والشعر بصفة خاصة - وأعتبارهم العمود الفقري لبرامج التهيئة اللغوية بالروضة .
ثالثا البحوث المقترحة :
إن أهمية البحث العلمي لا تبدو فيما نصل إليه من نتائج بقدر ما تبدو فيما تجلبه من نقاط تثير لدى الباحثين الحاجة إلى أبحاث ودراسات جيدة ، وعلى ذلك فإن الباحثة تعرض البحوث والدراسات المقترحة:
1- القيام بدراسة تتبعيه عن تطور مهارات التذوق الأدبي عبر المراحل التعليمية المختلفة .
2- دراسة العوامل المختلفة التي تؤثر في تنمية التذوق الأدبي
3- الموازنة بين استخدام القصص في تنمية التذوق الأدبي واستخدام الشعر في ميدان أدب الأطفال.
4- دراسة الأطفال المتدنين في تذوقهم الأدبي باستخدام أسلوب دراسة الحالة.
5- دراسة تأثير تحصيل القرآن الكريم وتذوقه على تنمية مهارات التذوق الأدبي لدى طفل الروضة.
6- دراسة تأثير أشكال الأدب المختلفة في إكساب قواعد اللغة العربية للدارسين عبر المراحل التعليمية المختلفة

ملخص البحث والتوصيات والبحوث المقترحة
تمهيد :-
بعد أن انتهت الباحثة من عرض نتائج البحث وتفسيرها ، وبعد أن تم الحصول على إجابة محددة لكل سؤال من الأسئلة التي تشكل مشكلة البحث ، فإنها تحاول الآن أن تقدم ملخصاً لهذا البحث يلقي بضوء على مكوناته الأساسية،ومحاولة وضع بعض التوصيات في ظل النتائج التي توصلت إليها، وكذا الإشارة إلى ما يمكن أن يثيره هذا البحث من مشكلات يمكن أن تتناولها بحوث ودراسات أخرى.
أولا : ملخص البحث :
للأدب أهمية كبيرة في حياة الأطفال .... فالأدب متعة ، تسلية ، معرفة ثقافة تخيل ، والأدب بعامة يساعد في إدراك المعاني والأخيلة التي يشتمل عليها فيما بصورة من العواطف البشرية والظاهرات الطبيعية والاجتماعية والسياسية ، والتمتع بما فيه من جمال الفكرة والأسلوب والغرض ، وما اشتمل عليه من حسن التعبير والأداء والموسيقى اللفظية. ، وتنمية الذوق الجمالي الأدبي لدى الطفل ، لأن مزاولة الاستماع للأدب الجميل ، والتمتع به يورث حب الجمال ، ويسمو بالذوق الأدبي، كما أنه يؤدى إلى تنمية الثروة اللغوية للأطفال فى المفاهيم والألفاظ والمعاني والأساليب وتمكينهم من محاكاة ما يدرسون من الأدب بطريقة غير شعورية نتيجة لتأثرهم به.
ونجد أن الطفل حينما يأتي إلى الروضة ، تكون عاداته اللغوية فيها كثير من الفساد والاضطراب مما يقتضى بذل جهد غير قليل للقضاء عليها وإحلال سواها من العادات اللغوية السليمة محلها عن طريق التدريب على الاستعمال اللغوي لبعض الضوابط . وعلى المعلمة أن تربط التدريب العملي المنظم للاستعمال اللغوي من خلال النص الأدبي بحاجات الأطفال وميولهم ومصادر اهتمامهم ونواحي نشاطهم وحبهم للعب ، فذلك أدعى إلى حسن التلقي وسرعة الاستجابة ، وبهذا يتخلصون بالتدريج من العادات اللغوية المنحرفة التي اكتسبوها من استخدامهم اللغة العامية الجارية فى بيئتهم على ألسنتهم ، وتحل محلها العادات اللغوية الصحيحة التي اكتسبوها من دروس الاستعمال اللغوي وتبدو مراعاتهم لقواعد اللغة في كلامهم في صورة مهارات وعادات لا علاقة لها بالمصطلحات النحوية ، ويتم بها اكتساب المفاهيم .
ونجد أنه بالرغم من الدور الفعال لأدب الطفل بأشكاله المختلفة في إكساب المفاهيم اللغوية ما زالت هناك حتى الآن في مصر .. كثير من دور رياض الأطفال تقوم بتوظيف الأشكال الأدبية المختلفة بالأسلوب التقليدي ، من خلال مجموعة من الكتب المقررة لا حيدة عنها أو ما تتضمنه من قصص وأناشيد وأغاني ولا تتعدى الاستفادة منها حدود التلقين للمعارف ، وإجبار الأطفال على تعلم القراءة والكتابة وهى أهم واجبات أدب الطفل من وجهة نظرهم .
وقد لاحظت الباحثة أيضاً من واقع الإشراف على طالبات – كلية رياض الأطفال – بمادة التدريب الميداني ، أن الأدب الذي يقدم بالروضة ( سواء أكان قصة أو نشيد أو أغنية ) والذي يفترض فيه أنه يكسب الأطفال مفاهيم اللغة ويثري أساليبهم وقدرتهم على التعبير ، جاء دون مراعاة للخبرة والرصيد اللغوي السابق للطفل وقاموسه اللغوي ، ودون مراعاة لاهتماماته وميوله ، وترتب على ذلك أن جاء عديم المعنى ، جافا ، يفتقر إلى الجاذبية ، وأوقع الطفل فى شرك الحفظ والترديد الآلي ، وحصره في أدنى مراتب الدراسة اللغوية مما أضعف روح الخلق والإبداع ، وتثبيت الاتجاه السلبي نحو الأدب الذي يقدم لهم مما أدى إلى تعثرهم في فهمه وتذوقه
مشكلة البحث :-
ومن هنا جاءت فكرة هذا البحث ، وهى وضع برنامج مقترح يتضمن توظيف الأشكال المختلفة لأدب الطفل ، بغية دراسة تأثير هذه الأشكال في إكساب طفل الروضة لبعض التراكيب النحوية و لبعض مهارات التذوق الأدبي .
وقد تمت معالجة مشكلة البحث من خلال التساؤلات الرئيسية التالية .
س1 ما الأسس اللازمة لبناء برنامج مقترح في توظيف أشكال أدب الطفل على إكساب طفل الروضة بعض مفاهيم اللغة العربية ؟
س2 ما مدى فاعلية برنامج مقترح في توظيف أشكال أدب الطفل على إكساب طفل الروضة بعض التراكيب النحوية ؟
س3 ما مدى فاعلية برنامج مقترح في توظيف أشكال أدب الطفل على إكساب طفل الروضة بعض مهارات التذوق الأدبي ؟
فروض البحث :-
- وللإجابة عن التساؤلات السابقة تم صياغة الفروض الآتية :-
الفرض الأول :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، في التطبيق القبلى و متوسطات درجاتهم فى التطبيق البعدى لاختبار التراكيب النحوية ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
الفرض الثانى :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، ومتوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة في التطبيق البعدى لاختبار التراكيب النحوية ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
الفرض الثالث :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، في التطبيق القبلي و متوسطات درجاتهم في التطبيق البعدي لاختبار مهارات التذوق الأدبى ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
الفرض الرابع :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، و متوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة فى التطبيق البعدى لاختبار مهارات التذوق الادبى ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
أهمية البحث :-
يشتق البحث الحالي أهميته من خلال الاعتبارات التالية :
1) أهمية مرحلة ما قبل المدرسة كحجر أساس في تكوين شخصية الطفل لحياته المستقبلية .
2) ندرة الدراسات التي اهتمت بالنمو اللغوي لدى أطفال ما قبل المدرسة .
3) على قدر علم الباحثة لا توجد دراسة عربية واحدة تناولت جانب التراكيب النحوية فى لغة أطفال ما قبل المدرسة من حيث تجريب إكسابهم إياها من خلال إشكال الأدب المختلفة ، مما يفتح المجال – بهذا البحث – أمام دراسات و محاولات أخرى فى هذا الشأن .
4) للبحث أهمية عملية وظيفية ، حيث يوفر برنامجاً قائماً على أشكال الأدب بنوعيه ( الشعر والنثر ) و التي تتفق مع ميول طفل الروضة ، فضلاً عن معرفة أثرها في اكتساب بعض مفاهيم اللغة العربية .
5) مساعدة معلمة الروضة ، فى اختيار الأشكال الأدبية المناسبة اللازمة لبرامج التهيئة اللغوية بالروضة .
6) تزويد معلمة الروضة بقائمة المقومات اللازمة لاختيار بعض أشكال الأدب ( القصة – المسرحية – الشعر والأناشيد ) المناسبة لطفل الروضة ، والتى تجذب الاطفال فى هذه المرحلة ، حتى تحسن انتقاء أشكال الأدب التى تقدمها لهم .
7) تحديد قائمة بالمفاهيم اللغوية اللازمة فى هذه المرحلة في التراكيب النحوية ، التذوق الأدبي ، و التي يمكن أن تستعين بها معلمة الروضة ، فى تدريسها للمفاهيم اللغوية باستخدام الأشكال الأدبية .
8) فتح الطريق أمام دراسات و بحوث أخرى ، فى مجال اكتساب المفاهيم اللغوية باستخدام أشكال الأدب المختلفة ، مما يلفت الأنظار إلى ضرورة و أهمية اعتبارها احد الاستراتيجيات في تعليم اللغة العربية .
منهج البحث :
يتم استخدام المنهج الوصفي في مراجعة و تحليل الأدبيات المتعلقة بالبحث ووضع الإطار المبدئي للبرنامج المقترح ، كما يتم استخدام المنهج التجريبي للكشف عن فاعلية البرنامج المقترح فى إكساب طفل الروضة بعض مفاهيم اللغة العربية .
التصميم التجريبي للبحث :
يضم البحث مجموعة تجريبية ، ومجموعة ضابطة من بين أطفال الروضة ، ويتم تطبيق القياس القبلى على المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة ، وتتعرض المجموعة التجريبية للمعاملة التجريبية بينما لا تتعرض المجموعة الضابطة لأية معاملة تجريبية ، ثم يتم تطبيق القياس البعدى على المجموعتين التجريبية والضابطة .
حدود البحث :
- يقتصر البحث على :
1) بعض أشكال أدب الأطفال ما بين ( قصة – مسرحية – شعر وأناشيد )
2) قياس بعض مفاهيم اللغة العربية في التراكيب اللغوية ، التذوق الأدبي لدى طفل الروضة ، كما يقيسها المقياس الخاص بذلك .
3) عينة عشوائية من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من سن 5: 6 سنوات من المستوى الثانى بالروضة بمدرسة الأنفوشى الابتدائية بإدارة الجمرك التعليمية .
أدوات البحث :
1) اختبار التراكيب النحوية. ( إعداد الباحثة )
2) اختبار مهارات التذوق الأدبي. ( إعداد الباحثة )
3) البرنامج المقترح فى إشكال الأدب المختلفة. ( إعداد الباحثة )
4) اختبار ذكاء الأطفال. ( إعداد : إجلال محمد سري )
5) مقياس المستوى الاجتماعي و الاقتصادي. ( إعداد : أحمد صالح )
عينة البحث :
- و تشتمل على عينة عشوائية قوامها 80 طفل و طفلة من الروضة التعليمية الملحقة بمدرسة الانفوشى الابتدائية بإدارة الجمرك التعليمية تتراوح أعمارهم من سن 5: 6 سنوات ، و سوف يتم تقسيمهم إلى مجموعتين ( ضابطة ، تجريبية ) و يبلغ عدد كل مجموعة 40 طفل و طفلة .
إجراءات البحث :
- تسير الدراسة فى الخطوات التالية :
الإطار النظري :
1) مفهوم أدب الأطفال وأبعاده
2) مفاهيم اللغة العربية وطفل الروضة .
3) مقومات اختيار الأشكال الأدبية بمرحلة رياض الأطفال
4) أثر توظيف أشكال أدب الطفل في تنمية بعض مفاهيم اللغة العربية فيما يلى :
أ‌- التراكيب النحوية
ب- التذوق الأدبي
تصميم البرنامج :
- ويسير في الخطوات الآتية :
1) مراجعة نتائج البحوث والدراسات السابقة والمؤتمرات والندوات التى أجريت فى مجال أدب الأطفال بهدف تحديد الأسس النفسية والتربوية واللغوية اللازمة ، لبناء برنامج مقترح فى أشكال أدب الطفل.
2) إعداد قائمة بالمقومات اللازمة ، لاختيار الأشكال الأدبية المناسبة لطفل الروضة ، والتي تجذب الأطفال في هذه المرحلة ، وذلك من خلال عرض القائمة على مجموعة من المحكمين لتعديلها.
3) تحديد قائمة المفاهيم اللغوية اللازمة فى هذه المرحلة فى التراكيب النحوية ، التذوق الأدبي عن طريق :
أ‌- نتائج الدراسات السابقة التى أجريت فى المفاهيم اللغوية .
ب‌- مسح أهداف تعليم اللغة العربية فى هذه المرحلة .
ج - عرض القائمة على مجوعة من المحكمين لتعديلها .
4) إعداد برنامج مقترح فى أشكال أدب الطفل المناسبة لمرحلة رياض الأطفال ،و يمر هذا الإجراء بالخطوات المتضمنة في نموذج كمب :
أ - تحديد الأهداف العامة للبرنامج المقترح .
ب - تحديد خصائص طفل الروضة .
ت - تحديد الأهداف التعليمية .
ج - تحديد محتوى المادة الدراسية و تنظيمه .
د - بناء أدوات القياس القبلي لتحديد خبرات أطفال عينة البحث و تتمثل في :
• اختبار التراكيب النحوية .
• اختبار التذوق الأدبي .
هـ – تحديد طرق ووسائل و أنشطة التعلم .
و – تحديد الخدمات التعليمية المساندة .
ى – تقويم البرنامج و ذلك باستخدام أدوات القياس القبلي .
و سوف يتم عرض جميع مكونات البرنامج على مجموعة من المحكمين فى مجال اللغة العربية و أدب الطفل ، و مجال العلوم التربوية و النفسية ، لإجراء التعديلات المناسبة .
كما سوف يتم تجريب البرنامج على عينة استطلاعية ، و إجراء التعديلات اللازمة حتى يصبح البرنامج جاهز للتطبيق على العينة الأساسية للبحث .
أهم النتائج التي توصل إليها البحث :
1) توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، في التطبيق القبلى و متوسطات درجاتهم فى التطبيق البعدى لاختبار التراكيب النحوية ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح التطبيق البعدى .
2) توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، ومتوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة في التطبيق البعدى لاختبار التراكيب النحوية ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
3) توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، في التطبيق القبلي و متوسطات درجاتهم في التطبيق البعدي لاختبار مهارات التذوق الأدبى ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح التطبيق البعدى .
4) توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، و متوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة في التطبيق البعدى لاختبار مهارات التذوق الأدبي ككل، و في كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
ثانيا : توصيات البحث:
في ضوء الإطار النظري للبحث الحالي ، والنتائج التي تم التوصل إليها يمكن تقديم بعض التوصيات والمقترحات فيما يلي:
1- ضرورة المراجعة العامة من قبل المختصين لكتب القواعد النحوية بمختلف المراحل التعليمية ، في ضوء اعتبار النحو تراكيب لغوية ، لا قواعد صماء ، وإعطائه الحجم الحقيقي له بوصفه وسيطا لغوياً لسلامة اللسان والقلم .
2- إعادة النظر في البرامج النحوية المقدمة برياض الأطفال ، وضرورة الحرص على تقديم منظومة لغوية تراكيبيه مكتملة العناصر تجعل الطفل يتعامل مع اللغة كما هي بكل مهاراتها دون إرجاء أية مهارة تحت أي زعم .
3- التأكيد على ضرورة التزام معلمات رياض الأطفال باستخدام اللغة الصحيحة المفهومة للطفل الملتزمة بقواعد اللغة وتراكيبها والبعد عن مخاطبة الطفل باللغة الدارجة ، ليمثلن بذلك نماذج لغوية يمكن للطفل تقليدها ، وتساهم في تكوين العادات اللغوية السليمة نطقاً وكتابة لديه.
4- التركيز على الأشكال الأدبية بصفة عامة ،والقصة والمسرحية والشعر بصفة خاصة - وأعتبارهم العمود الفقري لبرامج التهيئة اللغوية بالروضة .
ثالثا البحوث المقترحة :
إن أهمية البحث العلمي لا تبدو فيما نصل إليه من نتائج بقدر ما تبدو فيما تجلبه من نقاط تثير لدى الباحثين الحاجة إلى أبحاث ودراسات جيدة ، وعلى ذلك فإن الباحثة تعرض البحوث والدراسات المقترحة:
1- القيام بدراسة تتبعيه عن تطور مهارات التذوق الأدبي عبر المراحل التعليمية المختلفة .
2- دراسة العوامل المختلفة التي تؤثر في تنمية التذوق الأدبي
3- الموازنة بين استخدام القصص في تنمية التذوق الأدبي واستخدام الشعر في ميدان أدب الأطفال.
4- دراسة الأطفال المتدنين في تذوقهم الأدبي باستخدام أسلوب دراسة الحالة.
5- دراسة تأثير تحصيل القرآن الكريم وتذوقه على تنمية مهارات التذوق الأدبي لدى طفل الروضة.
6- دراسة تأثير أشكال الأدب المختلفة في إكساب قواعد اللغة العربية للدارسين عبر المراحل التعليمية المختلفة

ملخص البحث والتوصيات والبحوث المقترحة
تمهيد :-
بعد أن انتهت الباحثة من عرض نتائج البحث وتفسيرها ، وبعد أن تم الحصول على إجابة محددة لكل سؤال من الأسئلة التي تشكل مشكلة البحث ، فإنها تحاول الآن أن تقدم ملخصاً لهذا البحث يلقي بضوء على مكوناته الأساسية،ومحاولة وضع بعض التوصيات في ظل النتائج التي توصلت إليها، وكذا الإشارة إلى ما يمكن أن يثيره هذا البحث من مشكلات يمكن أن تتناولها بحوث ودراسات أخرى.
أولا : ملخص البحث :
للأدب أهمية كبيرة في حياة الأطفال .... فالأدب متعة ، تسلية ، معرفة ثقافة تخيل ، والأدب بعامة يساعد في إدراك المعاني والأخيلة التي يشتمل عليها فيما بصورة من العواطف البشرية والظاهرات الطبيعية والاجتماعية والسياسية ، والتمتع بما فيه من جمال الفكرة والأسلوب والغرض ، وما اشتمل عليه من حسن التعبير والأداء والموسيقى اللفظية. ، وتنمية الذوق الجمالي الأدبي لدى الطفل ، لأن مزاولة الاستماع للأدب الجميل ، والتمتع به يورث حب الجمال ، ويسمو بالذوق الأدبي، كما أنه يؤدى إلى تنمية الثروة اللغوية للأطفال فى المفاهيم والألفاظ والمعاني والأساليب وتمكينهم من محاكاة ما يدرسون من الأدب بطريقة غير شعورية نتيجة لتأثرهم به.
ونجد أن الطفل حينما يأتي إلى الروضة ، تكون عاداته اللغوية فيها كثير من الفساد والاضطراب مما يقتضى بذل جهد غير قليل للقضاء عليها وإحلال سواها من العادات اللغوية السليمة محلها عن طريق التدريب على الاستعمال اللغوي لبعض الضوابط . وعلى المعلمة أن تربط التدريب العملي المنظم للاستعمال اللغوي من خلال النص الأدبي بحاجات الأطفال وميولهم ومصادر اهتمامهم ونواحي نشاطهم وحبهم للعب ، فذلك أدعى إلى حسن التلقي وسرعة الاستجابة ، وبهذا يتخلصون بالتدريج من العادات اللغوية المنحرفة التي اكتسبوها من استخدامهم اللغة العامية الجارية فى بيئتهم على ألسنتهم ، وتحل محلها العادات اللغوية الصحيحة التي اكتسبوها من دروس الاستعمال اللغوي وتبدو مراعاتهم لقواعد اللغة في كلامهم في صورة مهارات وعادات لا علاقة لها بالمصطلحات النحوية ، ويتم بها اكتساب المفاهيم .
ونجد أنه بالرغم من الدور الفعال لأدب الطفل بأشكاله المختلفة في إكساب المفاهيم اللغوية ما زالت هناك حتى الآن في مصر .. كثير من دور رياض الأطفال تقوم بتوظيف الأشكال الأدبية المختلفة بالأسلوب التقليدي ، من خلال مجموعة من الكتب المقررة لا حيدة عنها أو ما تتضمنه من قصص وأناشيد وأغاني ولا تتعدى الاستفادة منها حدود التلقين للمعارف ، وإجبار الأطفال على تعلم القراءة والكتابة وهى أهم واجبات أدب الطفل من وجهة نظرهم .
وقد لاحظت الباحثة أيضاً من واقع الإشراف على طالبات – كلية رياض الأطفال – بمادة التدريب الميداني ، أن الأدب الذي يقدم بالروضة ( سواء أكان قصة أو نشيد أو أغنية ) والذي يفترض فيه أنه يكسب الأطفال مفاهيم اللغة ويثري أساليبهم وقدرتهم على التعبير ، جاء دون مراعاة للخبرة والرصيد اللغوي السابق للطفل وقاموسه اللغوي ، ودون مراعاة لاهتماماته وميوله ، وترتب على ذلك أن جاء عديم المعنى ، جافا ، يفتقر إلى الجاذبية ، وأوقع الطفل فى شرك الحفظ والترديد الآلي ، وحصره في أدنى مراتب الدراسة اللغوية مما أضعف روح الخلق والإبداع ، وتثبيت الاتجاه السلبي نحو الأدب الذي يقدم لهم مما أدى إلى تعثرهم في فهمه وتذوقه
مشكلة البحث :-
ومن هنا جاءت فكرة هذا البحث ، وهى وضع برنامج مقترح يتضمن توظيف الأشكال المختلفة لأدب الطفل ، بغية دراسة تأثير هذه الأشكال في إكساب طفل الروضة لبعض التراكيب النحوية و لبعض مهارات التذوق الأدبي .
وقد تمت معالجة مشكلة البحث من خلال التساؤلات الرئيسية التالية .
س1 ما الأسس اللازمة لبناء برنامج مقترح في توظيف أشكال أدب الطفل على إكساب طفل الروضة بعض مفاهيم اللغة العربية ؟
س2 ما مدى فاعلية برنامج مقترح في توظيف أشكال أدب الطفل على إكساب طفل الروضة بعض التراكيب النحوية ؟
س3 ما مدى فاعلية برنامج مقترح في توظيف أشكال أدب الطفل على إكساب طفل الروضة بعض مهارات التذوق الأدبي ؟
فروض البحث :-
- وللإجابة عن التساؤلات السابقة تم صياغة الفروض الآتية :-
الفرض الأول :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، في التطبيق القبلى و متوسطات درجاتهم فى التطبيق البعدى لاختبار التراكيب النحوية ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
الفرض الثانى :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، ومتوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة في التطبيق البعدى لاختبار التراكيب النحوية ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
الفرض الثالث :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، في التطبيق القبلي و متوسطات درجاتهم في التطبيق البعدي لاختبار مهارات التذوق الأدبى ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
الفرض الرابع :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية ، و متوسطات درجات أطفال المجموعة الضابطة فى التطبيق البعدى لاختبار مهارات التذوق الادبى ككل ، و فى كل قسم من أقسامه ، و ذلك لصالح المجموعة التجريبية .
أهمية البحث :-
يشتق البحث الحالي أهميته من خلال الاعتبارات التالية :
1) أهمية مرحلة ما قبل المدرسة كحجر أساس في تكوين شخصية الطفل لحياته المستقبلية .
2) ندرة الدراسات التي اهتمت بالنمو اللغوي لدى أطفال ما قبل المدرسة .
3) على قدر علم الباحثة لا توجد دراسة عربية واحدة تناولت جانب التراكيب النحوية فى لغة أطفال ما قبل المدرسة من حيث تجريب إكسابهم إياها من خلال إشكال الأدب المختلفة ، مما يفتح المجال – بهذا البحث – أمام دراسات و محاولات أخرى فى هذا الشأن .
4) للبحث أهمية عملية وظيفية ، حيث يوفر برنامجاً قائماً على أشكال الأدب بنوعيه ( الشعر والنثر ) و التي تتفق مع ميول طفل الروضة ، فضلاً عن معرفة أثرها في اكتساب بعض مفاهيم اللغة العربية .
5) مساعدة معلمة الروضة ، فى اختيار الأشكال الأدبية المناسبة اللازمة لبرامج التهيئة اللغوية بالروضة .
6) تزويد معلمة الروضة بقائمة المقومات اللازمة لاختيار بعض أشكال الأدب ( القصة – المسرحية – الشعر والأناشيد ) المناسبة لطفل الروضة ، والتى تجذب الاطفال فى هذه المرحلة ، حتى تحسن انتقاء أشكال الأدب التى تقدمها لهم .
7) تحديد قائمة بالمفاهيم اللغوية اللازمة فى هذه المرحلة في التراكيب النحوية ، التذوق الأدبي ، و التي يمكن أن تستعين بها معلمة الروضة ، فى تدريسها للمفاهيم اللغوية باستخدام الأشكال الأدبية .
8) فتح الطريق أمام دراسات و بحوث أخرى ، فى مجال اكتساب المفاهيم اللغوية باستخدام أشكال الأدب المختلفة ، مما يلفت الأنظار إلى ضرورة و أهمية اعتبارها احد الاستراتيجيات في تعليم اللغة العربية .
منهج البحث :
يتم استخدام المنهج الوصفي في مراجعة و تحليل الأدبيات المتعلقة بالبحث ووضع الإطار المبدئي للبرنامج المقترح ، كما يتم استخدام المنهج التجريبي للكشف عن فاعلية البرنامج المقترح فى إكساب طفل الروضة بعض مفاهيم اللغة العربية .
التصميم التجريبي للبحث :
يضم البحث مجموعة تجريبية ، ومجموعة ضابطة من بين أطفال الروضة ، ويتم تطبيق القياس القبلى على المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة ، وتتعرض المجموعة التجريبية للمعاملة التجريبية بينما لا تتعرض المجموعة الضابطة لأية معاملة تجريبية ، ثم يتم تطبيق القياس البعدى على المجموعتين التجريبية والضابطة .
حدود البحث :
- يقتصر البحث على :
1) بعض أشكال أدب الأطفال ما بين ( قصة – مسرحية – شعر وأناشيد )
2) قياس بعض مفاهيم اللغة العربية في التراكيب اللغوية ، التذوق الأدبي لدى طفل الروضة ، كما يقيسها المقياس الخاص بذلك .
3) عينة عشوائية من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من سن 5: 6 سنوات من المستوى الثانى بالروضة بمدرسة الأنفوشى الابتدائية بإدارة الجمرك التعليمية .
أدوات البحث :
1) اختبار التراكيب النحوية. ( إعداد الباحثة )
2) اختبار مهارات التذوق الأدبي. ( إعداد الباحثة )
3) البرنامج المقترح فى إشكال الأدب المختلفة. ( إعداد الباحثة )
4) اختبار ذكاء الأطفال. ( إعداد : إجلال محمد سري )
5) مقياس المستوى الاجتماعي و الاقتصادي. ( إعداد : أحمد صالح )
عينة البحث :
- و تشتمل على عينة عشوائية قوامها 80 طفل و طفلة من الروضة التعليمية الملحقة بمدرسة الانفوشى الابتدائية بإدارة الجمرك التعليمية تتراوح أعمارهم من سن 5: 6 سنوات ، و سوف يتم تقسيمهم إلى مجموعتين ( ضابطة ، تجريبية ) و يبلغ عدد كل مجموعة 40 طفل و طفلة .
إجراءات البحث :
- تسير الدراسة فى الخطوات التالية :
الإطار النظري :
1) مفهوم أدب الأطفال وأبعاده
2) مفاهيم اللغة العربية وطفل الروضة .
3) مقومات اختيار الأشكال الأدبية بمرحلة رياض الأطفال
4) أثر توظيف أشكال أدب الطفل في تنمية بعض مفاهيم اللغة العربية فيما يلى :
أ‌- التراكيب النحوية
ب- التذوق الأدبي
تصميم البرنامج :
- ويسير في الخطوات الآتية :
1) مراجعة نتائج البحوث والدراسات السابقة والمؤتمرات والندوات التى أجريت فى مجال أدب الأطفال بهدف تحديد الأسس النفسية والتربوية واللغوية اللازمة ، لبناء برنامج مقترح فى أشكال أدب الطفل.
2) إعداد قائمة بالمقومات اللازمة ، لاختيار الأشكال الأدبية المناسبة لطفل الروضة ، والتي تجذب الأطفال في هذه المرحلة ، وذلك من خلال عرض القائمة على مجموعة من المحكمين لتعديلها.
3) تحديد قائمة المفاهيم اللغوية اللازمة فى هذه المرحلة فى التراكيب النحوية ، التذوق الأدبي عن طريق :
أ‌- نتائج الدراسات السابقة التى أجريت فى المفاهيم اللغوية .
ب‌- مسح أهداف تعليم اللغة العربية فى هذه المرحلة .
ج - عرض القائمة على مجوعة من المحكمين لتعديلها .
4) إعداد برنامج مقترح فى أشكال أدب الطفل المناسبة لمرحلة رياض الأطفال ،و يمر هذا الإجراء بالخطوات المتضمنة في نموذج كمب :
أ - تحديد الأهداف العامة للبرنامج المقترح .
ب - تحديد خصائص طفل الروضة .
ت - تحديد الأهداف التعليمية .
ج - تحديد محتوى المادة الدراسية و تنظيمه .
د - بناء أدوات القياس القبلي لتحديد خبرات أطفال عينة البحث و تتمثل في :
• اختبار التراكيب النحوية .
• اختبار التذوق الأدبي .
هـ – تحديد طرق ووسائل و أنشطة التعلم .
و – تحديد الخدمات التعليمية المساندة .
ى – تقويم البرنامج و ذلك باستخدام أدوات القياس القبلي .
و سوف يتم عرض جميع مكونات البرنامج على مجموعة من المحكمين فى مجال اللغة العربية و أدب الطفل ، و مجال العلوم التربوية و النفسية ، لإجراء التعديلات المناسبة .
كما سوف يتم تجريب البرنامج على عينة استطلاعية ، و إجراء التعديلات اللازمة حتى يصبح البرنامج جاهز للتطبيق على العينة الأساسية للبحث .
.