Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مفهوم الصيدلة ومصادرها عند ابن البيطار /
المؤلف
عبد الرحمن، رزق عبد الرحمن محمود.
الموضوع
الصيدلة.
تاريخ النشر
2007.
عدد الصفحات
267 ص. :
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 288

from 288

المستخلص

تناولنا في المقدمة كيف كانت الصيدلة العربية محل نقد سواء في المحتوى المعرفي من أدوية نباتية وحيوانية ومعدنية، وأيضاً في علمائها من أطباء وصيادلة بأنهم كانوا مجرد حفظة للتراث اليوناني من طب وصيدلة وأنهم لم يضيفوا إلي تراث الصيدلة اليونانية شيء جديد يحسب لهم به السبق، ومن هنا كان اختيارنا لهذا العالم القدير وهو ابن البيطار والذي يُعد بحق قمة ما وصلت إليه الصيدلة العربية بعد انفصالها عن الطب وأصبحت علم مستقل.
الفصل الأول: وتحدثنا فيه عن حياة ابن البيطار وذلك من عدة أوجه:
أولاً: كيف كانت الحياة العلمية في الأندلس والتي قضى فيها فترة طفولته وصباه. ثانياً: أقوال أصحاب السير عن ابن البيطار وخاصة تلميذه ابن أبي أصيبعة كيف كانت مكانته وعلمه في عصره. وثالثاً: أسرته العلمية وقد إستعرضنا منها أبرز خمسة علماء ذكرتهم كتب التراجم. رابعاً: تحدثنا عن رحلات ابن البيطار والتي بدأها أولا من بلدته مالقة إلي أشبيلية ليتلقى العلم الصيدلي على يد أساتذته ثم هجرته بعد أن بلغ سن الشباب إلي بلاد أوربا واليونان ليصحح مسميات الأدوية التي تعلمها وذلك باللسان اليوناني ثم المغرب العربي ثم مصر وسوريا واستقراره بينهما في رعاية وكنف الملك الكامل وأخيه الملك الصالح الأيوبي والتي فيها كانت أخصب فترات حياته العلمية والعملية. ثم تحدثنا عن وفاته وتناولنا بالنقد القصة المغلوطة التي ذكرت كيفية موته.
الفصل الثاني: تحدثنا عن مفهوم الصيدلة، وكيف كان اتصالها بالطب في البداية ثم انفصالها عنه لتكون علماً مستقلاً ثم الفرق بينهما وبين علم النبات من حيث الدراسة والتطبيق العلمي ثم تحدثنا عن مفهوم الصيدلة عند ابن البيطار ومدى مطابقة ذلك على مفهومها في العلم الحديث ، وتناولنا المصادر التي استقي منها ابن البيطار صيدلته وعددناها من عدة أوجه: وهي: النشأة العلمية والبيئة الطبيعية التي كان يعيش فيها ثم الرحلات التعشيبية التي سواء أكانت مع أساتذته في صباه أو بمفرده في فترة شبابه أو مع تلامذته في فترة كهولته وحتى مماته. ثم تجاربه العلمية الشخصية والتي على أساسها كان نقده وتصحيحه لسابقيه ومعاصريه من علماء الطب والصيدلة ثم المصادر المجهولة لتي ذكرها في كتابه الجامع وإن لم يعرف مؤلفها. ثم المصادر المؤلفة في الطب والصيدلة والتي تنوعت من يونانية وفرعونية وهندية وعربية وإسلامية، وكان أغلب اعتماده على المصادر اليونانية فقد ذكر ابن البيطار أن الأطباء اليونانيين ،هم المقصد والغاية في هذا العلم لكل من أراد الاشتغال بالصيدلة، وقد نقل عنهم ابن البيطار أدوية كثيرة كمصادر وحيدة، وهي الأدوية التي أدخلها ابن البيطار إلي رصيد الصيدلة العربية بنفسه، وليس عن طريق التراجمة، وقد رصدنا هذه المواد في إسهامات ابن البيطار في مجال الصيدلة، ومع ذلك فلم يبخس للأطباء وللصيادلة العرب والمسلمين تفردهم وإسهاماتهم في مجال الصيدلة، فأورد لهم ابن البيطار الكثير من المواد التي ذكرها في كتابه الجامع بما يقارب المواد التي أخذها عن اليونان، وهذا يبين بالدليل القاطع على أن الصيادلة العرب لم يكونوا مجرد نقله أو حافظي علم اليونان دون إبداع أو تميز، بل كانت لإسهاماتهم الأثر الكبير في تطور الصيدلة بعد اليونان، والتي كانت عليها الاعتماد الكبير في تطور الصيدلة الغربية في عصور النهضة حتى القرن السابع عشر.
الفصل الثالث: وهو المنهج العلمي عند ابن البيطار، وفيه استعرضنا مفهوم المنهج في اللغة وكيف أن المنهج العلمي هو الطريق الواضح الذي ينتهجه العالم حتى يتوصل إلي تفسير الظواهر واكتشاف المجهول. وكيف أن تاريخ العلم يدين في تقدمه أو تعثره للمنهج العلمي. ثم تناولنا بشيء من الإيجاز أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها البحث العلمي وتطبيق ذلك على منهج ابن البيطار منها الإيمان بقيمة العلم وعدم الإيمان بالصدفة، والدهشة، والإكثار من جمع الظواهر، والنزاهة والصبر، والشجاعة، وإنكار الذات، والنقد القائم على الموضوعية بعيداً عن الأهواء والميول الشخصية، والخيال الذي يحاول به العالم أن يربط بين الظواهر التي تقف أمامه ثم يخضع ذلك إلي التجريب، ثم الثقافة الواسعة والتي لابد أن يتحلى بها كل عالم فلا يكتفي بالبحث فقط في تخصصه ولكن لابد أن يكون مُلماً بكافة العلوم والثقافات سواء أكانت تتصل بعلمه أو بعيدة عنه. ثم استعرضنا المنهج العلمي عند ابن البيطار وقد استخدم ابن البيطار ثلاثة مناهج علمية أولها: المنهج التجريبي الاستقرائي، وكيف تحققت خطواته من ملاحظة وتجربة وفرض علمي على صيدلة ابن البيطار. ثانيا: المنهج النقدي التحليلي وفيه يؤكد ابن البيطار ويثبت لذاته العلمية بأنه لم يكن مجرد ناقل بدون تمحيص أو تجريب، وفيه تعرضنا للأخطاء التي رصدها ابن البيطار في كتابه الجامع للأطباء الذين انتقدهم في المسميات وفي الصفات وفي المنافع وذكر المواد التي انتقدهم فيها من كتابه الجامع، بالإضافة إلي ذكر العلماء الذين انتقدهم والمواد التي انتقدهم فيها ووصف الخطأ الذي وقعوا فيه سواء في المسميات أو الصفات أو المنافع. ثم ثالثا: المنهج الوصفي التحليلي وفيه استخدمه ابن البيطار ليصف في مؤلفاته ما هو كائن ويفسره، فنجد ابن البيطار قد استخدم المنهج الوصفي التحليلي في أغلب مواد كتبه وخاصة كتابه الجامع وقد أخذنا مثالاً على ذلك في مادة : ”أترج” بدأً من الوصف البيئي للنبات وهل هو يًُغرس أم ينمو بريا، ثم وصف النبات من ثمرته حيث أن أغلب المادة الدوائية توجد في الثمرة، ووصف كل جزء في هذه الثمرة من قشرة ولُب وحُماض وشحم وبذر وزهر، وفائدة هذه الأجزاء من الناحية الطبية.
الفصل الرابع: وقد استعرضنا فيه لإسهامات ابن البيطار في الصيدلة، فقد ترك ابن البيطار رصيداً ضخماً من إسهاماته في الصيدلة العربية أولا: مؤلفاته الموسوعية وقد تناولنا بالشرح مع الإيجاز للمؤلفات التي ثبت صحة نسبتها إلي ابن البيطار وهي خمسة كتب وهم: الإبانة والإعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام، تفسير كتاب ديسقوريدوس، الجامع لمفردات الأدوية والأغذية، المغني في الأدوية المفردة، الأفعال العجيبة والخواص الغريبة، ثم تناولنا الكتب التي لم يصح نسبتها إلي ابن البيطار من أغلب أصحاب السير، مثل الدرة البهية في منافع الأبدان الإنسانية، وكتاب الأقرباذين. ثانيا: المواد التي آتى بها ابن البيطار وذلك نقلاً عن اللسان اليوناني، وقد رصدناها جميعها في مأتيين وست وخمسين مادة، ثالثا: المواد الجديدة التي أضافها ابن البيطار إلي الصيدلة العربية وبلغت تلك المواد خمس وسبعين مادة جديدة. رابعاً: الملاحظات التي أضافها ابن البيطار إلي رصيد الصيدلة العربية سواء لتصحيح أخطاء سابقيه ومعاصريه في المسميات أو الصفات أو المنافع أو ملاحظات توضيحية لمواد لم يوضحها غيره، أو إضافات اكتشفها من خلال استخدامه للمنهج التجريبي.خامساً: الأدوية الحيوانية والمعدنية، فلم يكن ابن البيطار عشاباً نباتياً فقط، ولكنه أيضاً اهتم بالأدوية الحيوانية والمعدنية ولكن بدرجة أقل من الأدوية النباتية فقد بلغت تلك الأدوية الحيوانية سواء أكانت حيوان أو أجزاء من الحيوان مائة وثمان وسبعين مادة، وبلغت الأدوية المعدنية سواء أكانت مركبات كيميائية أو أحجار كريمة أو غير كريمة ومعادن في صورتها المفردة أو المركبة مائة وخمس وخمسين مادة.
الفصل الخامس: مكانة ابن البيطار في علم الصيدلة. وقد استعرضنا لمكانة هذا العالم القدير قديماً وحديثاً، فقديماً تحدثنا عن مكانته بالنسبة لأساتذته ومعاصريه وتلامذته وأقوال التراجمة عن مكانة ابن البيطار سواء أكانوا من الأقدمين كتلميذه ابن أبي أصيبعة أو من المحدثين من أمثال أحمد عيسى بك في كتابه” النبات عند العرب”، ثم استعرضنا بعد ذلك محاولات النيل من صيدلة وشخصية ابن البيطار، وقد أفردنا لتلك المحاولات ثم تفسيرها سواء في ما أثير حول قصة وفاته أو اتهام بعض القدماء والمحدثين بأنه كان مجرد ناقل أو مقلد، أو أن صيدلته وما جاء فيها لا تتوافق مع مستحدثات العلم في العصر الحديث.
وحديثاً: فقد استعرضنا مكانة ابن البيطار بالنسبة للصيدلة الحديثة وتقسيماتها العلمية للصيدلة من تقسيم هجائي يعتمد على ترتيب العقاقير ترتيباً هجائياً، ثم تقسيم تصنيفي علمي يعتمد على عائلة النبات وموقعه في السلم التصنيفي العلمي للمملكة النباتية كالعائلة والشعبة والجنس والصنف وغيرها، ثم الترتيب المظهري حسب الأعضاء النباتية أو الجزء الذي يتركز فيه الجوهر الفعال أو الجزء النباتي المستخدم كعقار مثل البذرة أو الثمرة أو الأوراق أو الجذور أو العقار في العُشبية بأكملها، ثم الترتيب الصيدلاني وفيه يتم تقسيم العقاقير أو النباتات الطبية لتأثيراتها العلاجية أو الطبية مثل عقاقير مخدرة أو منومه أو مضادات حيوية أو مضادات للتقلصات المعوية وكيف كانت هذه التقسيمات متحققة في صيدلة ابن البيطار، ثم أخيراً الترتيب الكيماوي وفيه ترتب النباتات اعتماداً على طبيعة التركيب الكيماوي للجواهر الفعالة في النبات مثل نباتات القلويدات أو الجليكوسيدات، أو الزيوت الطيارة أو الأحماض أو الراتنجات وغيرها، وكان غرضنا من عرض التقسيمات الحديثة للصيدلة لنقف على أن تراثنا الصيدلي لا يقف بعيداً عن الصيدلة الحديثة ،وكيف أن الصيدلة الحديثة تحاول الرجوع إلي العلاج القديم وقد رصدنا بعض الكتابات في ذلك الشأن التي تدعوا إلي الرجوع إلي الطبيعة وإلي المستحضرات النباتية وليست المستحضرات التخليقية، وممارسة التمرينات الرياضية والعلاج بالغذاء.
الخاتمة: نوهنا فيها إلي العديد من التوصيات والتي تصب في الاهتمام بذلك الموروث العلمي المعرفي في مجال الصيدلة والطب وأن تكون لنا استراتيجية دوائية نابعة من مفرداتنا الدوائية ومما تنتجه أرضنا العربية الإسلامية من نباتات وحيوانات ومعادن فقد آن الأوان لكي نتبوأ المكانة العلمية التي كانت لأجدادنا والتي بها علموا العالم في العصور الوسطي وأن تكون لنا صيدليتنا العربية والتي كل ادويتها100% بابتكار عربي علمي خالص.