Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فعالية برنامج تدريبى فى تحسين السلوك التوافقى لدى الاطفال المتخلفين عقليا من فئة القابلين للتعلم /
المؤلف
حسنين، هاله احمد سليمان.
الموضوع
الفئات الخاصة تعليم.
تاريخ النشر
2007.
عدد الصفحات
202ص. :
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 215

from 215

المستخلص

تعتبر ظاهرة الإعاقة العقلية من الظواهر المألوفة علي مر العصور، ولا يمكن لمجتمع ما أن يتخلص منها، كما تعتبر هذه الظاهرة موضوعاً يجمع بين اهتمامات العديد من ميادين العلم والمعرفة، كعلوم النفس والتربية والطب والاجتماع والقانون ويعود السبب في ذلك إلي تعدد الجهات العلمية التي ساهمت في تفسير هذه الظاهرة وأثرها في المجتمع0
( فاروق الروسان ، 2000،ص 243- 244)
لدرجة جعلت منها ظاهرة بحق استرعت بدرجات متفاوتة اهتمام مختلف الفئات الاجتماعية0وقد أدي هذا الاهتمام الواسع بالإعاقة العقلية من قبل مختلف الفئات المهنية والعلمية إلي درجة من الاختلاف في فهم هذه الظاهرة وتحديد أسبابها 0 (يوسف القريوتي وآخرون، 2001،ص 53)
وبغض النظر عن أن هذه الفئة قد نالت في السنوات الأخيرة الاهتمام علي المستوي المحلي والعالمي، إلا أن التخلف العقلي يعد مشكلة اجتماعية وتربوية علي حد السواء . فالمتخلف عقلياً Mentally Retarded بقدرته العقلية المحدودة أقل قدرة علي التكيف الاجتماعي، وأقل قدرة علي التصرف في المواقف الاجتماعية المتنوعة، وفي تفاعله مع الناس. ( فاروق صادق ،1982،ص 304) ( هنلي وآخرون، 2006 ،ص 127)
فالمعاقين عقليا تظهر لديهم العديد من الأنماط السلوكية غير التكيفية والتى تشتمل إيذاء الذات والعدوان والفوضي والتبول اللاإرادى والنشاط الزائد والانسحاب الاجتماعي ، كما ان لديهم اضطرابات واضحة فى اللغة والكلام مما يعوق عملية التواصل لديهم. ومما يؤثر فى معظم الأحيان إلى نتائج غير مرغوبة ، وأحيانا ما تكون كارثة على النمو النفسي للفرد ، ويظهر لدى المعاق عقليا مشكلات عديدة فى التكيف مع الآخرين الذى يؤدى إلى حدوث المشكلات السلوكية والعدوان والذى يستهدف منه المعاق عقليا إبلاغ رسالة معينة أو التعبير عن رغبة او حاجة لفشله فى التواصل مع الآخرين
وأوضح بك وهونج Hong Peck& (1988: 120) أن المعاقين عقلياً يعانون من قصور واضح ونقص حاد في المهارات الاجتماعية، مما يترتب علية الكثير من المشكلات والسلوكيات السلبية التي تحول بين هؤلاء الأطفال وبين إمكانية تعايشهم بشكل مقبول مع الآخرين، مما يجعلهم يلجأون إلي أساليب السلوك اللاتوافقى نتيجة ما يلاقونه من احباطات وفشل في الحياة 0
وبالرغم مما سبق ذكر فاروق صادق ( 1982: 479 ) أن العديد من البحوث والدراسات أكدت أن المتخلفين عقلياً من فئة القابلين للتعلم يستطيعون تحقيق مستوى طيب من حيث الكفاءة الشخصية والاجتماعية والعقلية واللغوية إذا ما قدمت لهم برامج تربوية وإرشادية، ولذلك فإن تصميم برامج تدريبية لهم يسهم في تحسين توافقهم النفسي والاجتماعي بوجه عام. لذلك أكد بولواي Polloway (1997: 175) على أن وجهة النظر الحديثة في تعريف التخلف العقلي تركز علي مستويات المساندة المطلوبة للمعوق ليؤثر في المجتمع بطريقة مستقلة كلما امكن0
وتري الباحثة أنة من خلال عملها كمعلمة في مدرسة التربية الفكرية لاحظت أن المتخلفين عقلياً بالرغم من تأثير الإعاقة علي مهارات السلوك التكيفي لديهم خاصة ما هو مرتبط بالتصرفات الاستقلالية، والتواصل، إلا أنه من خلال تدريبهم وتأهيلهم مع تقديم خدمات مساندة إضافية لهم ولأسرهم ، والبعد عن المنهاج التقليدي المتبع في العملية التعليمية للمتخلفين عقلياً، والتركيز علي البرامج التدريبية الملائمة حسب احتياجات كل طفل علي حدة من الممكن التغلب علي كثيراً مما يواجههم من مشكلات خاصة في ضوء التوجهات المستقبلية نحو دمج المتخلفين عقلياً في المدرسة العادية.
تحديد مشكلة الدراسة:
تتحدد مشكلة الدراسة فى التساؤل الأتى:
ما مدى فعالية برنامج تدريبى مقترح فى تحسين السلوك التوافقى (التكيفي) لدى الأطفال المتخلفين عقليا من فئة القابلين للتعلم؟
أهمية الدراسة:
تكمن أهمية الدراسة الحالية في إعداد وتطبيق برنامج تدريبي سلوكي لتحسين بعض مهارات السلوك التوافقي لدي الأطفال المتخلفين عقلياً وقياس أثر هذا البرنامج في تنمية بعض المهارات ( العناية بالذات، اللغة، المهارات الاجتماعية) وذلك من خلال استخدام مجموعة من الفنيات السلوكية مثل التعزيزReinforcement والتشكيل Shaping والتسلسل Seriation والنمذجهModeling ولعب الدور من خلال مجموعة من الجلسات الفردية والجماعية التي تسهل للأطفال تعلم هذه المهارات، بما يؤدي اندماجهم مع أقرانهم المحيطين بهم، ويمكن الإشارة إلي الأهمية النظرية والتطبيقية للدراسة فيما يلي:-
الأهمية النظرية: قد تسهم هذه الدراسة في زيادة رصيد المعلومات والحقائق المتوفرة عن الأطفال المتخلفين عقلياً، وخصائصهم من خلال عرض إطار نظري يتناول التخلف العقلي والسلوك التكيفي والدراسات السابقة ذات العلاقة،وإلقاء الضوء علي هذه الفئة وإمكانية الحد من آثار الإعاقة. حيث يشيع عن هؤلاء الأطفال كثير من المعلومات الخاطئة منها علي سبيل المثال أن جميع الأطفال المتخلفين عقلياً ليس لديهم قدرات0
الأهمية التطبيقية: تحاول هذه الدراسة تقديم نموذجاً عملياً لبرنامج تدريبي قائم علي عدة فنيات سلوكية مثل النمذجه، لعب الدور والتسلسل ، ويمكن استخدام هذا البرنامج في تنمية مهارات السلوك التكيفي لدي الأطفال المتخلفين عقلياً0
هدف الدراسة :
تهدف الدراسة الحالية إلى إعداد برنامج تدريبي سلوكي لتنمية بعض مهارات السلوك التوافقي للأطفال المتخلفين عقلياً (التصرفات الاستقلالية، النمو اللغوي، التطبيع الاجتماعى) والوقوف علي مدي تأثير هذا البرنامج في مساعدتهم علي اكتساب بعض مهارات التفاعل الاجتماعي والتواصل مع الآخرين0
مصطلحات الدراسة:
1- التخلف العقلي Mental Retardation
يعرف عبد العزيز الشخص (2001: 228) التخلف العقلي بأنه أداء ذهني اقل من المتوسط بدرجة دالة بحيث تظهر خلال الفترة النمائية كما يصاحبه في نفس الوقت قصور في السلوك التكيفي ، ويعد هذا الفرد معاقا عقليا إذا بلغت نسبة ذكائه ( 70) درجة وأقل إلي جانب وضوح قصور في التكيف أو القدرة الاجتماعية0
فئة القابلين للتعلم Educable Mentally Retarded
وهم أطفال نسبة ذكائهم (50- 75) ، هؤلاء الأطفال يكتسبون اللغة لقضاء متطلبات حياتهم اليومية، ويصبح بإمكانهم إجراء الحوارات البسيطة مع الآخرين ، كما يمكن أن يكتسب أغلب أفراد هذه الفئة الاستقلال في رعاية الذات، بما يتطلبه ذلك من مهارات كتناول الطعام، وارتداء الملابس ، والتحكم في عمليتي الإخراج إلي جانب بعض المهارات المهنية، والمهارات اللازمة لأداء الأدوار الأسرية، والأعمال المنزلية البسيطة 0
(عادل عبد الله 2003، ص410)
ويقصد بالمتخلفين عقلياً من فئة القابلين للتعلم في الدراسة الحالية بأنهم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم الزمنية من 6- 12 عاماً ، ونسبة ذكائهم ما بين (50 -75) درجة ويطلق عليهم فئة التخلف العقلي البسيط0
السلوك التوافقي (التكيفي) :
يعرف فاروق صادق(1985: 3) السلوك التكيفي بأنه مستوي فعاليات الفرد في مواجهة مواقف بيئته المادية والطبيعية والاجتماعية0 وسوف تتبني الباحثة هذا التعريف في دراستها الحالية.
البرنامج التدريبي:
يعرف البرنامج التدريبي في هذه الدراسة بأنة مجموعة من الأنشطة تقدم للمتخلفين عقلياً في ضوء الخطة التربوية القائمة علي استخدام فنيات تحليل السلوك مثل لعب الدور، النمذجة، التعزيز والتشكيل، والتسلسل، والحث، بهدف إكساب الأطفال المتخلفين عقلياً بعض مهارات السلوك مثل المهارات الاستقلالية، ومهارات النمو اللغوي والتطبيع الاجتماعى0
عينة الدراسة:
تشتمل عينة الدراسة الحالية فى صورتها النهائية من (20) طفل وطفلة من المتخلفين عقلياً، تم تقسيمهم إلى مجموعتين، قوام كل مجموعة (10) أطفال متخلفين عقلياً (6ذكور،و4 إناث) ممن تتراوح أعمارهم ما بين (6- 12) عاماً 0 مع مراعاة تجانس أفراد العينة من حيث مهارات السلوك التكيفى ، ودرجة الذكاء والسن0
الأدوات المستخدمة في الدراسة :-
أ- استمارة جمع البيانات الأساسية. (إعداد: الباحثة)
ب- مقياس السلوك التكيفي (إعداد فاروق صادق، 1985)0
ج- البرنامج التدريبي ( إعداد الباحثة)0
الأساليب الإحصائية المستخدمة فى الدراسة :
*- اختبار مان – وتيني Mann-whintay للدلالة الإحصائية اللابارامترية (للبيانات غير المرتبطة أو المجموعات المستقلة أو المختلفة).
*-اختبار ويلكوكسون Wilcoxon للدلالة الإحصائية اللابارامترية (للبيانات المرتبطة أو المجموعات المرتبطة)
الدراسات السابقة :
تشتمل الدراسات السابقة على محورين أساسيين هما:
1 - دراسات تناولت مهارات السلوك التوافقي (التكيفي) لدى المتخلفين عقلياً خاصة المهارات التي كانت محور برنامج الدراسة الحالية مثل المهارات الاستقلالية المهارات اللغوية والمهارات الاجتماعية0
2- دراسات تناولت البرامج الإرشادية/ التدريبية لتحسين مهارات السلوك التوافقي لدى الأطفال المتخلفين عقلياً
نتائج الدراسة:
توصلت الدراسة الحالية إلى النتائج الآتية:-
1- يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسطى رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية و المجموعة الضابطة فى السلوك التوافقي (التكيفي) بعد تطبيق البرنامج، وذلك لصالح المجموعة التجريبية0
2- يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسطى رتب درجات المجموعة التجريبية قبل وبعد تطبيق البرنامج فى السلوك التوافقي (التكيفي)، وذلك لصالح التطبيق البعدى.
- يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسطى رتب درجات المجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج وبعد فترة المتابعة فى السلوك التوافقي (التكيفي) وذلك لصالح التطبيق ما بعد فترة المتابعة.
4-لا يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسطى رتب درجات الذكور والإناث (المجموعة التجريبية ) بعد تطبيق البرنامج فى السلوك التوافقي (التكيفي).