الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 309 |  |  |
| | | from | 309 | | |
المستخلص
تمثل القيم فى حياة الإنسان دوراً مهماً وأساسياً؛ وذلك لكونها موجهة لسلوكه، ومنظمة لرغباته، ومحققه لاحتياجاته، وطالما وجدت القيم وأصبحت شائعة فى الأنشطة اليومية، فقد أصبحت تمثل شرعية الحياة فى المجتمع، ومؤشراً إلى أن سلوك الإنسان مرتبط بهذه القيم، ولا يستطيع الخروج عنها0
والقيم فى كل صورها جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية المنبثقة من الأوضاع الاجتماعية والثقافية المتطورة ومن نظرة الإنسان إلى خبراته الواسعة بأبعادها التاريخية والمكانية، وبهذا فهى تؤدى دوراً حيوياً فى المجتمع، حيث تقوم بالربط بين النظم الاجتماعية وإعطائها أساساً عقلياً يستقر فى ذهن أعضاء المجتمع؛ مما يوجد الانتماء إلى ثقافة هذا المجتمع0
من هنا نجد أن القيم ضرورية ولازمة على المستويين : الفردى، والجماعى، فعلى المستوى الفردى، نجد أن الفرد فى حاجة ماسة فى تعامله مع الأشخاص والمواقف والأشياء إلى نسق (أو نظام) للمعايير والقيم يعمل بمثابة موجهات لسلوكه ودوافعه لنشاطه، أما على المستوى الجماعى، فإن أى تنظيم اجتماعى فى حاجة إلى نسق للقيم يكون نابعاً من أهدافه ومثله العليا التى تقوم عليها حياته ونشاطاته وعلاقاته0
ولكل مجتمع إطاره القيمى الخاص به والذى يشترك فيه مع أبناء هذا المجتمع0
وهناك قيم تؤثر تأثيراً بالغ الأهمية فى توجيه سلوكيات أفراد المجتمع منها: القيم الأخلاقية، والاجتماعية، والسياسية، والتى تحتوى كلٌ منها على قيمة من قيم المواطنة، فالمواطنة لها قيمها الخاصة بها، والتى ترتفع -كماً وكيفاً- إلى درجة مثالية بحيث تصبح المواطنة خلاصة جامعة لكل القيم فى مجالاتها السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، كما أن تعليمها لا يختص بتلقين معرفى، ولا إرشاد دراسى، ولا وعظ دينى، ولا نصح خلقى، بل هو وظيفة تربوية لها فلسفة وسياسة، وأساليب، وممارسة، وسياقات تفاعل، ومعايشة، ومن بينها المدرسة فى حدود اختصاصاتها وصلاحياتها0
وقد حظى موضوع قيم المواطنة بأهمية كبرى لكل من الفرد والمجتمع، فقيم المواطنة من أهم سبل مواجهة تحديات القرن الحادى والعشرين، وحين أن التقدم الحقيقى للوطن فى ظل تحديات القرن الجديد ومستجداته تصنعه عقول وسواعد المواطنين، فإن إكسابهم قيم المواطنة يعد الركيزة الأساسية للمشاركة الإيجابية والفعالة فى التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكل من الفرد والمجتمع0
ويعزى هذا الاهتمام إلى العديد من الأحداث والتطورات التى شهدتها مصر، وشهدها العالم مؤخراً من تعديلات دستورية جديدة، فضلاً عن ظهور بعض التوجهات السياسية الجديدة0
هذا وقد ظهرت كثير من المظاهر التى تدل على غياب الوعى بتنمية المواطنة فى المجتمع، والتى انعكس تأثيرها على الأفراد، وأمام ذلك أصبح من الضرورى الاهتمام بتربية الناشئة والشباب، وتوجيه المزيد من الاهتمام بتربية المواطنة خلال الدور الذى تقوم به التربية بصفة عامة فى تنمية قيم المواطنة من خلال خطط منهجية ومنظمة بالتعليم كسلاح ضد مشكلات عدم التكيف والاغتراب وتآكل الهوية؛ لتحقيق مبدأ تربوى مهم وهو : إعداد المواطن الصالح والمواطنة الفعالة0
مما سبق نما الإحساس بمشكلة البحث الحالى سواء من خلال نتائج الدراسات السابقة التى تناولت قضية المواطنة وتنمية قيمها لدى التلاميذ ومشاكل عدم التكيف والاغتراب لديهم، وعدم وعيهم بالحقوق والواجبات والمسئوليات داخل مجتمعهم، والتى أوصت بضرورة تناول تنمية قيم المواطنة وتربية تلاميذها وفقاً لها بطريقة منهجية مخططة وهادفة من خلال المرحلة الإعدادية ومناهجها ومعلميها0
مشكلة الدراسة :
يمكن بلورة مشكلة الدراسة فى التساؤلات التالية :
1- ما العلاقــة بين مفهـــوم المواطنــة ومفهـوم القيـم؟
2- ما دواعــى تنمية المواطنة لـدى تلاميذ المرحلة الإعدادية؟
3- ما قيم المواطنة المطلوب تنميتها لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية؟
4- ما دور المناهج الدراسية بالمرحلة الإعدادية فــى تنميـة قيــم المواطنة؟
5- ما دور المعلم فى تنمية قيم المواطنة وترسيخها لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية؟
6- ما التصور المقترح لتفعيل دور المدرسة الإعدادية فى تنمية قيم المواطنة لدى تلاميذها؟
أهداف الدراسة :
هدفت الدراسة الحالية إلى :
1- تحديد ماهية قيم المواطنة المرغوبة؛ والت ينبغى تنميتها لدى تلاميذ المرحلة الإعداديـة0
2- تحديد دور المناهــج الدراسية فى تنمية قيم المواطنة لدى تلاميذ المرحلة الإعداديـة0
3- التعــرف علــى دور معلــم المرحلــة الإعدادية فــى تنمية قيم المواطنـة0
4- وضع تصور مقترح لتفعيل دور المدرسة الإعدادية فى تنمية قيم المواطنة لدى تلاميذها0
أهمية الدراسة :
- تكمن أهمية الدراسة الحالية فى أهمية مرحلة التعليم الأساسى، وخاصة المرحلة الإعدادية فى تنمية قيم المواطنة لدى التلاميذ0
- كما تكمن أهمية الدراسة فى معرفة واقع قيم المواطنة من مناهجنا الدراسية وضرورة اتخاذ قرارات ذات صلة تساعد على معالجة أوجه القصور فيها، وكذلك دور المعلم فى توصيل هذه القيم للتلاميذ0
- تساعد فى تفعيل دور المدرسة الإعدادية من مناهج ومعلمين فى تنمية قيم المواطنة0
منهج الدراسة :
استخدمت الدراسة المنهج الوصفى؛ حيث إنه يعد من المناهج الملائمة لطبيعة وأهداف الدراسة الحالية، حيث يفيد فى الكشف عن قيم المواطنة المطلوب تنميتها لدى تلاميذ التعليم الإعدادى، كما استخدمت الدراسة أسلوب الملاحظة بالمشاركة0
أدوات الدراسة :
اعتمدت الدراسة على الأدوات التالية :
- قائمة قيم المواطنة، وقد وجهت للسادة الخبراء فى المجال والمتخصصين فى التربية والدراسات الاجتماعية لتحديد قيم المواطنة المطلوب تنميتها لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية0
- استمارة ملاحظة للمعلم لملاحظة الأداء التدريسى له؛ للتعرف على دوره فى تنمية قيم المواطنة ومدى توصيله لها لتلاميذه0
حدود الدراسة :
تمثلت حدود الدراسة الحالية فيما يلى :
- الحد الموضوعى : ويشمل قيم المواطنة المتضمنة فى بعض مقررات المرحلة الإعدادية، وقد انحصرت هذه القيم فى تسع قيم أساسية، وبداخلها مجموعة من القيم الفرعية0
- الحد البشرى : اقتصرت الدراسة الحالية على اختيار عينة من معلمى ومعلمات المرحلة الإعدادية بمحافظة القليوبية، والقائمين بالتدريس للمقررات عينة التحليل0
- الحد المكانى : عدد من المدارس بمحافظة القليوبية (مدينة طوخ)0
خطوات الدراسة :
تضمنت خطة الدراسة عدداً من الفصول التى تناولت الموضوعات التالية :
1- الفصل الأول : قدم عرضاً موجزاً لأهم ملامح الإطار العام للدراسة من حيث: مقدمة الدراسة، مشكلة الدراسة، أهداف الدراسة وأهميتها، ومنهج الدراسة وأساليبها وأدواتها، وحدود الدارسة ومصطلحاتها، وخطوات السير فيها0
2- الفصل الثانى : تناول مفهوم القيم بشكل عام، وخصائصها، ومصادرها، وعلاقاتها بالمواطنة، ومتطلبات تكوينها، مع عرض لأهم المفاهيم المرتبطة بالمواطنة، وأهميتها بالنسبة للفرد والمجتمع0
3- الفصل الثالث : تناول دور التعليم الأساسى فى تنمية قيم المواطنة0
4- الفصل الرابع : مخطط للدراسة الميدانية من حيث : أهدافها، ووسائلها المختلفة، ثم عرض لأهم نتائج الدراسة الميدانية، وتفسيرها فى ضوء الإطار النظرى للدراسة، والبحوث والدراسات السابقة، وظروف المجتمع المصرى0
5- الفصل الخامس : تصور مقترح لتفعيل دور المدرسة الإعدادية فى تنمية قيم المواطنة لدى تلاميذها0
نتائج الدراسة :
وتمثلت نتائج الدراسة النظرية والميدانية فيما يلى :
أولاً : النتائج المتعلقة بتحليل محتوى بعض المقررات الدراسية فى المرحلة الإعدادية:
1- لم يهتم محتوى المناهج بإبراز قيم المواطنة، وإن كانت بعض هذه القيم جاءت فى فئة القيم العليا أو الأكثر توافراً لدى عينة الدراسة0
2- ضعف المناهج الدراسية و-خاصة منهج التاريخ- المقرر على تلاميذ الصف الثالث الإعدادى فى تنمية قيم المواطنة، وعدم ارتباط هذا المنهج بحاجات التلاميذ فى بيئاتهم، والتى تتطلب قدراً من القيم وخاصة قيم المواطنة لمواجهة مطالب الحياة والدفاع عن الحقوق فى ظل المتغيرات السريعة التى يمر بها مجتمعنا المصرى0
3- أن قضية المواطنة فى المناهج الدراسية لم تكن قضية متبلورة واضحة المعالم، تخدم من خلال خطة مكتملة النضج، ولكن كانت قضية متروكة فى مهب الريح تنتظر المصادفة أو من يشير إليها من غير وعى0
4- كان من الطبيعى أن تنمّى مادة التاريخ قيم المواطنة بصفة خاصة، فهى من أكثر المواد احتشاداً بقيم المواطنة، ولكن للأسف أثبتت المناهج الدراسية عكس ذلك0
5- هناك تجاهل للقضايا الوطنية والأحداث الجارية كما أن التركيز ينحصر فى دائرة الماضى أكثر من الحاضر، ويتجاهل المستقبل من خلال تلقين التلاميذ القيم والمعتقدات0
6- عدم مراعاة التقسيم المتكافئ بين قيم المواطنة، حيث إن الجزء الذى يخص قيم المواطنة يعد قليلاً، بل يتسم بالندرة ولا يتناسب مع احتياجات التلميذ، وخصائصه وطبيعته فى هذه المرحلة، ولا مع طبيعة العصر والمتغيرات السياسية السريعة فى مجتمعنا المصرى0
7- غاب فى الغالبية العظمى من الدروس الحديث عن قيم المواطنة بالمعنى القانونى والسياسى، حيث غابت القيم والمهارات التى تحكم علاقة الفرد بالدولة: كالمشاركة فى الانتخابات، والحوار، والتعبير الحر، ومعرفة الحقوق والواجبات0 بمعنى أدق غابت القيم اللازمة فى سياق الإعداد السياسى للمواطن0
8- فى الدروس المستخدمة لطرح قضية التربية من أجل المواطنة؛ التى ترتكز على تمكين الفرد من القيم –فكراً وممارسة- أتضح خلط كبير بينها وبين التربية الوطنية، والتى ترتكز على تلقين الفرد القيم دون ممارسة، حيث تكرار الحديث عن الوطن، لا الموطن وعن زعماء، لا مواطنين وعن الانتماء والمواطنة لا بالمعنى السياسى والاجتماعى، بل بالمعنى الجغرافى والثقافى0
9- لم تعالج الدروس المرتبطة بمفهوم المواطنة بالمعنى المعاصر، وبخاصة المرتبطة بالدين أو الثقافة كالعلاقة بين عنصرى الأمة، أو قضايا مساواة المرأة بالرجل، وعدم التمييز ضدها بقدر ما تم عرضها من خلال الأشعار فقط0
ثانياً : النتائج المتعلقة ببطاقة ملاحظة الأداء لتدريس المعلم :
1- أسفرت النتائج الخاصة ببطاقة الملاحظة أن هناك مجموعة من قيم المواطنة احتلت أعلى النسق القيمى لمعلمى التعليم الإعدادى وهى قيم : التعاون، المسئولية، ومجموعة أخرى احتلت وسط النسق القيمى وهى قيم : المساواة، وقد جاءت باقى قيم المواطنة فى آخر النسق القيمى مثل قيم : التسامح، والحرية، الوعى بالحقوق والواجبات، الولاء، الشجاعة، التكافل0
2- اختلف مستوى أداء معلمى القراءة والنصوص عن أداء معلمى التاريخ فى بعض الأدوار السلوكية المرتبطة بتنمية قيم المواطنة، بالرغم من وجودهم فى مناخ مدرسى واحد، وبيئة مدرسية واحدة، فقد تواجدت قيمة التعاون ضمن فئة القيم العليا لدى معلمى القراءة فى حين تواجدت ضمن فئة القيم المتدنية لدى معلمى التاريخ، بما يتعارض مع طبيعة المادة نفسها، وكذلك قيمتا المسئولية، والمساواة0
3- قلة عدد المعلمين المهتمين بتنمية قيم المواطنة، بل إن الغالبية العظمى منهم مفتقدون لهذه القيم بما ينعكس -سلباً- على ضعف مستوى أدائهم، وعلى التلميذ، حيث إن فاقد الشىء لا يعطيه0
كما توصلت الدراسة إلى مجموعة من المقترحات من شأنها أن تسهم فى تدعيم وتنمية قيم المواطنة لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية0