الفهرس 
غلافيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 227 |  |  |
| | | from | 227 | | |
المستخلص
الأمية فى مجتمع المعرفة وباء ، فمحو الأمية وتعليم الكبار يؤثر بشكل كبير على عملية التنمية فى المجتمع ؛ فالفرد هو رأس مال المجتمع ، وحصوله على فرص تعليمية مناسبة تزيد من علمه ومهاراته وتمكنه من الابتكار والإنتاج والانطلاق ، لذا من الضرورى الاهتمام بمحو الأمية وبرامجها ، وقد أوصت دراسات عديدة بضرورة تغيير وتحديث برامج محو الأمية بما يواكب متغيرات العصر وتطوراته ، وقد أدى اختلاف أنماط التعامل مع الحكومات - حيث تنتقل الحكومات بهيئاتها من حكومات تتعامل مع أوراق ومكاتبات إلى حكومات الكترونية - إلى الدعوة إلى تطوير التعليم ككل وبرامج محو الأمية على وجه الخصوص ليتعايش الفرد مع هذه المتغيرات ويستطيع التكيف مع مجتمعه.
ولعل الكمبيوتر هو أحد أسباب التغيرات الحادثة فى المجتمع ، فالكميوتر أصبح اليوم هو لغة العصر ، لغة التعامل مع الأفراد ، وأيضا لغة تعليم الأفراد العلوم المختلفة ، وقد أثبتت دراسات عديد أهمية استخدام الكمبيوتر فى العملية التعليمية سواء النظامية أو غير النظامية ، فى مختلف المجالات – الادارية والتعليمية – وفاعليته فى اكتساب المعارف والمهارات المرتبطة بمجالات العلوم المختلفة ، بما يمتلك من مميزات وخصائص وامكانيات ( من استخدام الوسائط المتعددة والفائقة والحقيقة الافتراضية والذكاء الاصطناعى وخدمات الانترنت وغيرها ...)
ومن ثم أصبحت القدرة على الكتابة والقراءة والاتصال عبر الكمبيوتر مطلباً أساسياً في الحياة الحديثة ، فأصبح الكمبيوتر فى هذا العصر هو المهارة الرابعة المكملة للمهارات الأساسية ( القراءة والكتابة والحساب) ، فأصبحت محو الأمية الكمبيوترية وخاصة للكبار شيئا أساسيا فى عملية التطور والتنمية للمجتمع . وأصبح هدف المجتمع من محو الأمية هو توظيف التكنولوجيا على مدى واسع فى حياة الفرد.
ومن هنا يتسائل الباحث هل يستطيع الأميين أن يتعلموا الكمبيوتر وما هو المنهج الطريقة ؟
مشكلة البحث :
لقد أوصت عدة دراسات بضرورة تعميم تعليم الكمبيوتر في جميع المراحل التعليمية سواء النظامية أو غير النظامية لما له من أهمية في تزويد الأفراد بالمعلومات العلمية اللازمة التي تساعده على التواصل الحضاري ، والتعامل مع المتغيرات العلمية والتكنولوجية المجتمعية .
وفى برامج محو الأمية يتم التركز فقط على تعليم القراءة والكتابة والحساب , غير أن مفهوم محو الأمية قد تغير وأصبح هو القدرة على القراءة والكتابة وتحدث اللغة الإنجليزية والتعامل مع الكمبيوتر وحل المشكلات , كمستويات ضرورية في أداء الوظيفة أو في الحصول على خدمات المجتمع , وبهذا تتحقق أهداف الفرد وتزداد معرفته وإمكانياته .
ولقد قدمت وزارة التربية والتعليم مع الهيئة العامة لتعليم الكبار واليونسكو برنامج ”أواصل التعلم” ضمن برامج تطوير التعليم ، ووضعت مقررات محو الأمية لكل من اللغة العربية والدراسات الاجتماعية والعلوم والرياضيات واللغة الإنجليزية ولم تضع مقررا للكمبيوتر .
وقد قامت الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهيئات أخرى بتصميم برنامج كمبيوتري لمساعدة الدارسين بمحو الأمية على تعلم القراءة والكتابة ، لكن يتساءل الباحث كيف سيستخدم الدارس بمفرده الكمبيوتر دون معرفة المهارات الأساسية للتعامل معه سواء مع Hardware أو Software ، ودون تنمية أدائه المهارى على الكمبيوتر , وتقوية الاتجاه الايجابي نحوه , وإزالة الرهبة منه .
ومن هنا نبعت مشكلة البحث والتي تنحصر في عدم وجود مقرر لدراسة الكمبيوتر للكبار في مقابل كيفية إشباع رغبة الكبار في تعرف التعامل مع الكمبيوتر ومواجهة قلقهم منه , وزيادة ثقتهم بأنفسهم في التعامل معه ، واستخدامه بكفاءة في محو أميتهم ودافعا لهم لمواصلة تعلمهم.
تساؤلات الدراسة :
ما البرنامج المقترح لمحو الأمية الكمبيوترية للدارسين فى فصول محو الأمية ؟
ويتفرع من هذا التساؤل الرئيس التساؤلات الفرعية التالية :-
1- ما حاجات الدارسين في فصول محو الأمية إلى محو الأمية الكمبيوترية ؟
2- ما أهداف البرنامج المقترح في محو الأمية الكمبيوترية للدارسين في فصول محو الأمية ؟
3- ما محتوى البرنامج المقترح في محو الأمية الكمبيوترية للدارسين في فصول محو الأمية ؟
4- ما أثر البرنامج المقترح على تحصيل الدارسين عينة الدراسة في الجوانب المعرفية لمحو الأمية الكمبيوترية؟
5- ما الفروق بين عينة الدراسة (ذكورا وإناثا) في الاختبار التحصيلى البعدى لمحو الأمية الكمبيوترية ؟
6- ما أثر البرنامج المقترح على تنمية الأداء المهارى للدارسين عينة الدراسة في محو الأمية الكمبيوترية ؟
7- ما الفروق بين عينة الدراسة (ذكورا وإناثا) في بطاقة الملاحظة لمحو الأمية الكمبيوترية بعد تطبيق البرنامج؟
8- ما أثر البرنامج المقترح على خفض قلق الدارسين عينة الدراسة من الكمبيوتر ؟
9- ما الفروق بين قلق الدارسين عينة الدراسة ( ذكورا وإناثا) من الكمبيوتر بعد تطبيق البرنامج؟
حدود البحث:
- حدود مكانية : تقوم الدراسة على محافظتى القليوبية والجيزة ، نظرا لأنه مكان عمل الباحث ومكان دراسته
- حدود زمانية : سيطبق البحث على الكتاب الثانى* للدارسين فى مراكز تعليم الكبار , وهو الذى يطبق على مرحلة التكميل (ثلاثة شهور)
- حدود بشرية : تقتصر الدراسة على الأفراد الدارسين فى فصول محو الأمية .
- حدود موضوعية : يقتصر البحث الحالى على اكتساب المعارف والمهارات المرتبطة بالكمبيوتر ، وأيضا خفض قلق الدارسين من الكمبيوتر
منهج البحث وإجراءاته:
1- منهج البحث :-
يستخدم الباحث المنهج الوصفى وهو جمع البيانات وتبويبها ، ويتضمن قدرا من تفسير هذه البيانات وهذا لمعرفة خصائص وحاجات ودوافع الدارسين فى فصول محو الأمية
والمنهج شبه التجريبى لإجراء تجربة ميدانية لمعرفة أثر البرنامج المقترح على التحصيل والأداء المهارى للدارسين وخفض قلق الدارسين من الكمبيوتر.
2- عينة البحث :
تتكون عينة البحث من الدارسين فى فصول محو الأمية وتعليم الكبار فى محافظة القليوبية ( بقرية – نامول – مركز طوخ) بواقع (13) دارس و (7) دارسات , وبمحافظة الجيزة (الجمعية الشرعية بمسجد العزالى - مركز الحوامدية) بواقع (15) دارسة ، فبلغ اجمالى عدد الذكور (13) وعدد الإناث (22) دارسة أى أصبح الاجمالى (35) دارس.
3- أدوات البحث:
أ- أدوات البناء
- قائمة أهداف ومحتوى محو الأمية الكمبيوترية للأميين
ب- أدوات القياس
- اختبار تحصيلى لقياس مدى تحصيل الدارسين فى البرنامج المقترح
- بطاقة ملاحظة لقياس الأداء المهارى للدارسين فى البرنامج المقترح
- مقياس قلق لملاحظة تأثير البرنامج المقترح على خفض قلق الدارسين من الكمبيوتر
ت- أدوات التجريب
- برنامج كمبيوترى (وسائط متعددة) من إنتاج الباحث
4- إجراءات البحث :-
لبلوغ الأهداف المحددة للدراسة وللإجابة على تساؤلات الدراسة يتبع الباحث الخطوات التالية :-
أولا) الجانب النظرى:
1- الإطلاع على الدراسات السابقة والأدبيات التى تطرقت إلى تحديد خصائص ودوافع وحاجات وصعوبات تعلم الكبار.
2- الإطلاع على الدراسات السابقة والأدبيات التى تطرقت إلى كيفية بناء برامج الكبار
3- الإطلاع على الدراسات السابقة والأدبيات التى تطرقت إلى تحديد المهارات الأساسية لمحو الأمية الكمبيوترية
ثانيا) الجانب التطبيقى :
1- بناء قائمة الأهداف والمحتوى المراد تحقيقه لبرنامج محو الأمية الكمبيوترية فى ضوء الجانب النظرى ، وتحكيم هذه القائمة .
2- بناء اختبار تحصيلى بناء على القائمة المحددة سابقا للبرنامج المقترح.
3- بناء بطاقة ملاحظة الأداء للجانب المهارى من البرنامج المقترح لمحو الأمية الكمبيوترية.
4- تقنين مقياس قلق الكمبيوتر لتحديد مناسبته لعينة الدراسة.
5- بناء البرنامج المقترح بعد تحكيم السيناريو الخاص به .
6- اجراء التجربة الاستطلاعية لحساب صدق وثبات الأدوات بالمعاملات الاحصائية لتكون صالحا للتطبيق.
7- تحديد عينة البحث الأساسية.
8- إجراء الاختبار وبطاقة الملاحظة ومقياس قلق الكمبيوتر قبليا على أفراد العينة الأساسية.
9- اجراء التجربة الأساسية على أفراد العينة الأساسية.
10- إجراء الاختبار وبطاقة الملاحظة ومقياس قلق الكمبيوتر بعديا على أفراد العينة الأساسية.
11- الاجابة على تساؤلات البحث وتفسيرها
12- تقديم التوصيات والمقترحات فى ضوء نتائج البحث.
نتائج البحث :
توصلت الدراسة ألى أن متوسطات درجات ( الاختبار – وبطاقة الملاحظة ) بعدياً أعلى من متوسطات الدرجات فى الاختبار القبلى ، وهذا يدل على مدى التحسن الذى تم من اكتساب المعارف والمهارات الأساسية للتعامل مع الكمبيوتر ونتيجة لتأثير برنامج محو الأمية الكمبيوترية المقترح .
وفى مقياس قلق الدارسين من استخدام الكمبيوتر وجد دراسة الكمبيوتر نفسة أثرت بشكل إيجابى على خفض قلق الكمبيوتر لدى الدارسين ونلاحظ ذلك من نتائج المقياس قبليا وبعديا.
أما بالنسبة لمتغير الجنس وجد أن الذكور أكثر قدرة على اكتساب المعارف والمهارات المرتبطة بالتعامل مع الكمبيوتر ، كما أنهم أقل قلقا من التعامل مع الكمبيوتر عنه عند الاناث ، وقد يرجع هذا إلى أن الذكور أكثر خلطة بالمجتمع من الاناث حيث أن أغلب الاناث – عينة الدراسة - ربات بيوت ولا يعملن واهتمامهن الأول هو الأعمال المنزلية ورعاية الأبناء ، مقارنة بالذكور حيث لديه الفرصة أكبر للاختلاط بالمجتمع ومتغيراته ، فهو يرى الكمبيوترات فى كل مكان ؛ فى عمله وفى المحلات باختلاف أنشطتها وفى مكاتب التصوير وفى مكاتب الانترنت وغيرها ، فالذكور متعايشين مع الكمبيوتر أكثر من الاناث – ولكنهم لا يستطيعون التعامل معه – كما أن الذكور يتعاملون مع أجهزة تكنولوجية متطورة مثل أجهزة المحمول وغيرها.
توصيات البحث :-
1. التعاون بين الجهات المعنية المتمثلة في الهيئة العامة لتعليم الكبار، ووزارة التربية والتعليم ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمجلس الأعلى للشباب والرياضة في توفير معامل الكمبيوتر للدارسين فى فصول محو الأمية ؛ حيث أن الأجهزة موجودة ومتوفرة فى معامل المدارس ونوادى تكنولوجيا المعلومات ومراكز الشباب ومن ثم فالتكلفة محدودة .
2. تعميم برنامج محو الأمية الكمبيوترية للأميين في شكل منهج دراسي متكامل للمتعلمين الكبار يُدرس فى الثلاثة شهور التى يدرس فيه الكتاب الثانى .
3. تدريب معلمى محو الأمية على استخدام الكمبيوتر ليتمكنوا من نقل هذه الخبرة إلى المتعلمين ، أوالاستعانة بخريجى كليات التربية والتربية النوعية قسم تكنولوجيا التعليم وإعداد معلم الحاسب الآلى فى تدريس الكمبيوتر ولكن بشرط تدريبهم على كيفية تعليم الكبار.
4. زيادة الاهتمام بتعميم تنائج تجربة استخدام تكنولوجيا المعلومات فى محو الأمية مدعمة فى بدايتها بالبرنامج المقترح ، ومن خلال مقابلتى مع المسئول عن المشروع فى الوزارة وجدت أن هناك مشروع عن استخدام ” الطبلية ” كمكان توضع عليه مجموعه من أجهزة الكمبيوتر ويلتف الدارسين حولها ويستخدمون الأجهزة مما يشعرهم بالألفة وخفض نسبة القلق لديهم ، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى دراسة فى هل تصلح مع كل البيئات ( حضر ، ريف , بدو، ... ).
5. ضرورة تحفيز الدارسين على التعليم من خلال حافز مادى بسيط يساعدهم ويعوضهم عن ترك أمور قد تدر لهم دخل كبير ، وهذا ما وجدته فى الجمعية الشرعية بمسجد العزالى بالحوامدية ( مجموعة من عينة الدراسة ) حيث تعمل الجمعية على اعطاء الدارس مبلغ بسيط فى الشهر بشرط الحضور (حيث يوجود دفتر للحضور يبصمون فيه وقد استاء الدارسين من هذه النقطة حيث يريدون أن يوقعوا بدلا من البصمة ) إضافة إلى هدايا رمزية للمتفوقين منهم.
بحوث مقترحة:
1- أثر اختلاف أنماط تقديم البرمجية ( فردى – جماعى – جماعى فردى ) للأميين على تنمية الجوانب المعرفية والمهارية وخفض مستوى القلق تجاه الكمبيوتر
2- أثر اختلاف طريقة التحكم للأميين فى البرمجية على خفض قلق الكمبيوتر وتنمية الاتجاه نحوه
3- برنامج مقترح لتنمية مهارات إنتاج البرمجية التعليمية للمتحررين من الأمية.
4- أثر اختلاف أنماط الخطوط المقدمة فى برامج الكمبيوتر المقدمة للأميين على تنمية مهارة القرائية.
5- أثر برنامج كمبيوترى مقترح لتنمية مهارات الاتصال لدى الأميين.
6- تأثير العمر فى خفض قلق الكمبيوتر.
7- تأثير البرنامج المقترح على مناطق جغرافية وبيئات مختلفة عن عينة الدراسة.