الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 222 |  |  |
| | | from | 222 | | |
المستخلص
التربية الإسلامية هي تلك التربية التي تُزَوِّد الفرد بما يحتاج إليه من الثقافة الإنسانية الضرورية، وتغذيته بما يحتاج إليه من الأغذية الضرورية، وحفظه من كل سوء، ورعايته خلال مراحل نموه، وتهذيب أخلاقه، ونفسه، لينشأ نشأة سليمة، ولينمو نموًّا متكاملا، من الناحية الجسمية والروحية والعقلية والنفسية، والاجتماعية والأخلاقية، حتى يعلو شأنه، وترتفع مكانته. فمناهج التربية الإسلامية تسعى لإعداد الإنسان الصالح إعدادًا يكفل له إدراك حقوقه وتأدية ما عليه من واجبـات. وقد أرست الشـريعة الإسلامية ”حقوقاً للإنسان وواجبات عليه في تنسيق بديع، بما يُحقق للإنسانية الخير والعدالة والكرامة”. فهذه الحقوق مكفـولة للبشرية جمعاء منذ بداية الخليقة، فهي قديمة قدم البشرية. ولقد حرصت الشريعة الإسلامية على الاهتمام بهذه الحقوق بوصفها الرّكيزة الأساسية في تكوين المجتمع الإسلامي الصحيح وصيانته بالعدل والحرية والتكافل. إن حقوق الإنسان في التصور الإسلامي هي في المقام الأول ” حقوق لله سبحانه وتعالى، فهو الذي خلق الإنسان، وخصص له مكاناً متميزاً في الكون، واتَّخذه خليفة في الأرض. فالإسلام سبَّاق إلى إلزام نفسه بهذه الحقوق، وإنه لم ينتظر بزوغ فجر القرن العشرين ليُعلن المبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحـدة، بل أعـلنها في القرآن الكريم والسنة النبوية قبل أربعة عشر قرنًا.