Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المجتمع الحضرى لمدينة المنصورة
المؤلف
يوسف، وليد شكرى عبد الحميد على
تاريخ النشر
2005
عدد الصفحات
273 ص.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 409

from 409

المستخلص

شهدت معظم المدن المصرية نمـوًا حضريـًا متسارعـًا فى السنوات الأخيرة ، مما تسبب فى خسارة مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية الخصبة، وتواجه هذه المدن وبصفة خاصة القديمة النشأة تحديات رئيسة تتمثل في الزيادة السكانية الكبيرة والمستمرة وارتفاع معدلات النمو السكاني، والكثافات العالية سواء كانت سكانية أم بنائية، واضطرابات واختناقات فى حركة المرور، وازدحام المناطق السكنية، مما يتسبب فى تزايد الضغط على المرافق والخدمات وانخفاض مستوى أدائها، وضعف الاستثمارات المخصصة لعمليات التنمية العمرانية الشاملة للمدن، فضلاً عن ازدياد الهجرة من الريف إلى الحضر فى الوقت الذى لم يكن فيه الحضر مستعدًا لمواجهة واستيعاب هذا التدفق السكانى.
كما تعانى تلك المدن من انتشار المناطق المتدهورة التى جاءت انعكاسـًا لتراكمات تاريخية طويلة، وظهور الأحياء العشوائية التى أصبحت كيان لا يمكن إغفاله ضمن النسيج العمرانى للمدن المصرية، واختلاط فى استخدامات الأراضى الحضرية وغيرها من المشكلات المتعلقة بالتركيب الداخلى للمدن كمشكلات الخطة العمرانية وخصائص التركيب العمرانى، بالإضافة إلى المشكلات البيئية والأمنية خاصة داخل المناطق العشوائية.
وقد نتج عن تلك المشكلات حدوث فجوة بين الإمكانيات المتوافرة وما هو مطلوب لحل هذه المشكلات، فالحاجة دائما أكبر من المتاح، وحاجة السكان إلى السكن والبنية الأساسية والخدمات الحضرية دائمـًا ما تكون أكبر من قدرات الجهات الرسمية المسئولة، ولهذا كان لابد من وجود تخطيط يعمل لتوفير احتياجات السكان من الإسكان والخدمات فى ظل الإمكانات المتاحة.
- تحديد منطقة الدراسة:
تعد مدينتا المنصورة وطلخا من نماذج المدن التوأم البارزة على خريطة العمران المصرى، ويمثلان معـًا أضخم مجمع حضرى( ) بعد القاهرة الكبرى، ويأخذ المجمع الحضرى لمدينة المنصورة موقعه على جانبى فرع دمياط فالمنصورة على الجانب الأيمن وطلخا على الجانب الأيسر.
ويقع المجمع الحضرى لمدينة المنصورة عند تقاطع دائرة عرض 3َ 31ْ شمالاً مع خط طول 23َ 31ْ شرقـًا، ويحتل المجمع موقعـًا شبه وسطى تقريبـًا لمحافظة الدقهلية حيث يبعد عن مدينة جمصة فى الشمال بحوالى46 كم، فى حين يبعد عن ميت غمر فى الجنوب بنحو38.5 كم – شكل رقم (1)– وتبلغ مساحة المجمع الحضرى لمدينة المنصورة حوالى 42.98 كم2، بينما بلع عدد السكان 435719 نسمة عام 1996.
أما من حيث التقسيم الإدارى فتتكون مدينة المنصورة من قسمين هما : حى شرق، ويضم سبع شياخات هى: صيام وميت حدر والبحر الصغير والمنصورية وكفر البدماص وجديلة وقولنجيل، وحى غرب ويضم خمس شياخات هى: ميت طلخا والحوار وريحان والنجار وسندوب، أما مدينة طلخا فلم تزد عن شياخة واحدة، شكل رقم (2).
وعلى الرغم من تناظر مدينتا المنصورة وطلخا من حيث الموقع، إلا أنهما مختلفتان من حيث النشأة، إذ ارتبطت النشأة الأولى لمدينة المنصورة بالحروب الصليبية التى تعرضت لها مصر خلال القرنين الثانى عشر والثالث عشر، وقد أنشئت عام 616هـ - 1219م على يد الملك الكامل بن العادل أيوب- عندما استولى الصليبيون على مدينة دمياط- وأمر ببناء الدور ونصب الأسواق وإقامة الحمامات فى موضع هذه البلدة، كما أمر ببناء سور حولها، وبعد رحيل الملك الكامل تحولت المنصورة إلى حالتها الريفية السكنية، واستمرت المدينة بطابعها وعلى هيئتها فى عهد الملك الصالح أيوب دون تعديلات سوى بناء قصرًا عظيمـًا، وترميم دورها القديمة ومساكن العسكر وتقوية السور الكاملى المحيط بها ( )، وسميت هذه المحلة العمرانية المنصورة تفاؤلاً بانتصاره على الصليبين.( )
وبعد الفتح العثماني لمصر عام 923هـ - 1517م اتجهت الأنظار لمدينة المنصورة لتكون عاصمة للإقليم، فأصدر سليمان باشا الخادم والي مصر أمره (عام 933هـ – 1527م) بنقل ديوان الحكم من أشموم( ) إلى مدينة المنصورة لموقعها المتميز ولتوسطها بين بلاد الإقليم وحسن موقعها على فرع دمياط.( )
أما مدينة طلخا فهى إحدى القرى القديمة ذات المواضع النيلية، وترجع إلى العصر العربى، وهى حاضرة مركز طلخا، وقد ظهرت بعدة مسميات مختلفة مثل طرخا أو طوخا، ويضم زمام مدينة طلخا الحالى قرية شبرابيل العطش التى اندثرت فى العصر العثمانى، وكان اختيار طلخا مقـرًا لمركز بيلا التابع لمديرية الغربية فى عام 1871 بداية التشكيل الإدارى لمركزها الذى ظهر بشكل مستقل فى عام 1881( )، وفى عام 1955 صدر قرار بفصل مركز طلخا من مديرية الغربية وضمه إلى مديرية الدقهلية.
- أسباب اختيار موضوع الدراسة:
جاء اختيار الطالب لدراسة الخصائص السكانية والعمرانية داخل المجمع الحضرى لمدينة المنصورة لاعتبارات موضوعية وشخصية هى:
- تعد مدينتا المنصورة وطلخا نموذجـًا فريـدًا للمدن التوأم وتجمعـًا حضريـًا على فرع دمياط تختلفان فى الحجم السكانى والعمرانى، فإحداهما – المنصورة - تمثل عاصمة محافظة الدقهلية ومركز ثقلها السكانى، فضلاً عن دورها التى تؤديه لإقليمها على مستوى الخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية وغيرها، والأخرى حاضرة
مركز طلخا.
- ظهور كثير من المشكلات المتعلقة بالتركيب الداخلى للمدينتين، ومن هنا بدت أهمية هذه الدراسة كمحاولة لتصحيح الأخطاء التى أصابتها فى فترة النمو الحضرى غير المخطط.
- كان لتوافر تقنية نظم المعلومات الجغرافية، وإلمام الطالب ببعض جوانبها ومحاولته الاستفادة منها فى تحليل بيانات السكان وتعداداتهم، ورصد بعض المشكلات الناجمة عن النمو الحضرى غير المخطط الذى تم فى غيبة من القانون أو مراقبة من المسئولين أو تنظيم للعمران مثل: الاختلاط فى استخدامات الأراضى، والأحياء العشوائية، ونقص الإسكان، ومشكلات التركيب العمرانى.
- رغبة الطالب فى إعداد دراسة تهتم بقضايا التنمية والتخطيط ضمن إطار جغرافية العمران الحضرى، والميل لهذا النوع من الدراسة الجغرافية، وذلك لإمكان استخدام المجالات التطبيقية التى تفيد المجتمع.
- الارتباط المكانى للطالب بمنطقة الدراسة فهو من أبناء مدينة طلخا إحدى شطرى منطقة الدراسة، كما أنه استكمل دراسته الجامعية فى مدينة المنصورة، مما كان له أكبر الأثر فى إتاحة الفرصة للتعرف على طبيعة أحياء المجمع الحضرى إلى جانب القيام بالعمل الميدانى.
- أهداف الدراسة:
ترمى الدراسة إلى تحقيق الأهداف الآتية:
- التعرف على نمط توزيع السكان داخل المساحة العمرانية مع بيان طبيعة هذا التوزيع وإبراز خصائصه ليتوفر للمسئولين والمخططين البيانات اللازمة التى تعينهم فى توجيه الخدمات بما يتلاءم ومناطق تركز السكان.
- التعرف على سمات التركيب العمرى والنوعى، وإبراز التباين الجغرافى بين شياخات المجمع الحضرى
لمدينة المنصورة.
- التعرف على خصائص السكان المكتسبة (النشاط الاقتصادي، الحالة الزواجية، الحالة التعليمية) وسماتها العامة، وإبراز تباينها الجغرافى بين الشياخات.
- دراسة مورفولوجية المدينة من حيث شكل خطة المدينة، وشبكة الشوارع والطرق وحركة المرور عليها، وشبكات البنية الأساسية، والتعرف على مدى التباين فى خصائص التركيب العمرانى بين شياخات المجمع الحضرى.
- الكشف عن خصوصية توزيع استخدامات الأراضى داخل المجمع الحضرى لمدينة المنصورة من خلال التعرف على بعض فئات استخدام الأرض وتركزها الموقعى وعلاقتها بمختلف أوجه النشاط، وأوجه القصور التى تعوق الإنسان فى أن تصبح مدنه سكنـًا أفضل وبيئة سكنية صحية آمنة ومريحة تؤدى وظيفتها على الوجه الأكمل، مع توفير مساحات كافية وفى مواقع مناسبة للاستخدامات الأخرى، وشبكة من الطرق مريحة ذات كفاءة عالية، وشبكة رئيسة للمرافق تغطى جميع أجزاء المجمع.
- محاولة معرفة الأسباب الكامنة وراء الاختلاف والتباين فى الخصائص السكانية والعمرانية بين شياخات
المجمع الحضرى.
- التعرف على العلاقة والتأثير المتبادل بين جوانب التركيب العمرانى وخصائص السكان، وما ينتج عن تفاعلهما مع بعضهما البعض من إضفاء بعض الملامح والسمات المميزة للتركيب.
- إمكانية تحديد المناطق العشوائية، والتعرف على أنماطها وخصائصها التوزيعية من خلال منظور جغرافى بما يخدم متخذ القرار فى أعماله التخطيطية للحد من انتشارها والتخلص من أثارها الضارة.
- إلقاء الضوء على البناء السكانى والعمرانى والخدمات داخل أحد مواقع الامتداد العشوائى على الأراضى الزراعية.
- تساؤلات الدراسة وفرضياتها:
تحاول الدراسة الإجابة على مجموعة من التساؤلات منها:
1- ما النمط الذى يتوزع به السكان داخل المجمع الحضرى لمدينة المنصورة، وما هى خصائصه ؟
2- أين توجد المناطق التى تتميز بالكثافات السكانية المرتفعة؟
3- ما مدى التباين والاختلاف فى تركيب السكان طبقـًا لفئات السن والنوع، وبعض جوانب التركيب الاقتصادى والاجتماعى؟
4- ما مدى التباين والاختلاف فى معدلات النشاط الاقتصادى بين الشياخات؟
5- هل يعانى المجمع الحضرى لمدينة المنصورة من ارتفاع فى نسبة الإعالة، ومعدلات البطالة والتزاحم ؟
6- ما مستويات الزواج والطلاق والترمل داخل المجمع الحضرى لمدينة المنصورة ؟
7- ما مستويات التعليم داخل المجمع الحضرى لمدينة المنصورة ؟
8- ما تأثير موضع المجمع الحضرى فى تشكيل خططه العمرانية ؟
9- كيف تتوزع استعمالات الأراضى داخل المجمع الحضرى لمدينة المنصورة ؟
10- هل تعانى المناطق السكنية من قصور فى إمدادها بمرافق البنية الأساسية؟
علاوة على ما سبق تحاول الدراسة التأكد من صحة الفروض الآتية:
1- يتجه السكان إلى الانتشار على الرقعة المبنية بالاتجاه نحو الشياخات حديثة العهد بالمجمع الحضرى.
2- وجود علاقة بين نسبة المبانى قديمة النشأة ومتوسط عدد الأفراد فى الوحدة السكنية.
3- وجود علاقة بين متوسط عدد الأفراد فى الوحدة السكنية ونسبة المبانى ذات الأسقف والأعمدة المسلحة.
4- وجود علاقة بين نسبة الأمية وكثافة المبانى فى الفدان.
5- وجود علاقة بين نسبة البطالة وكثافة المبانى فى الفدان.
6- وجود علاقة بين نسبة السكان كبار السن والمبانى قديمة العمر.
7- وجود علاقة بين نسبة كبار السن والمبانى تحت الهدم.
8- وجود علاقة بين نسبة المبانى الحديثة ونسبة المتزوجين.
9- وجود علاقة بين معدل التزاحم ونصيب الفرد من المساحات الخضراء.
10- وجود علاقة بين نسبة الأمية ونسبة العمارات.
11- وجود علاقة بين نسبة الأطفال أقل من خمس سنوات إلى الإناث فى سن الإنجاب ودرجة التزاحم.
12- وجود علاقة بين نسبة الحاصلين على مؤهلات جامعية ونسبة المبانى ذات الهياكل الخرسانية.
- الدراسات السابقة:
حظيت مدينتا المنصورة وطلخا بالعديد من الدراسات الجغرافية، وإن كانت الدراسات التى تناولت المدينتين معـًا تكاد تكون قليلة، ويمكن الإشارة إلى الدراسات السابقة من جانبين:
1- من حيث الموضوع (الخصائص السكانية والعمرانية): فتكاد تكون قليلة، إذ لا توجد دراسات تناولت هذا الموضوع سوى دراسة عبد الفتاح حزين(1996)( )عن دراسة بعض جوانب التركيب العمرانى والاقتصادى والاجتماعى بقسمى بولاق والزمالك، ودراسة أحمد حسن إبراهيم (1985)( ) عن الخصائص العمرانية لمدينة الأحمدى، وقد تناولت تلك الدراسة خصائص البيئة الطبيعية، وخصائص التطور العمرانى، والخصائص الديموغرافية، وخصائص التركيب الوظيفى.
كما تمت دراسة هذا الموضوع كأجزاء – فصول- فى دراسات عدة فى جغرافية العمران الحضرى، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: دراسة أحمد على إسماعيل عن مدينة أسيوط عام 1968( )، ودراسة محمد الغلبان لمدينتى زفتى وميت غمر عام 1977( )، ودراسة عبد الفتاح حزين لمدينة الفيوم عام 1982( )، ودراسة عبد المنعم سالم لمدينة الزقازيق عام1985( )، وكذلك دراسته لحواضر محافظة الشرقية عام 1988 ( )، ودراسة سلوى محمد جاب الله عن مدينة بنها عام 1990( )، ودراسة أشرف عبده عن ضاحية المعادى عام 1994( ).
2- من حيث منطقة الدراسة (مدينتا المنصورة وطلخا): جاءت دراسة جغرافية واحدة تناولت المدينتين معـًا هى دراسة أحمد حسن نافع عن النمو العمرانى لمدينتى المنصورة وطلخا كنموذج للمدن التوأمية فى مصر عام 1998( )، هذا إلى جانب إلى دراسات الهيئة العامة للتخطيط العمرانى لنماذج من المدن ضمن دراساتها عن التخطيط الهيكلى والمستقبلى لبعض المدن( ).
ومن ناحية أخرى جاءت مدينة المنصورة فى دراسات مستقلة دون الأخرى نذكر منها:
- الدراسة التى قام بها وسيم عبد الحميد عام1971( ) وكانت دراسة فى جغرافية المدن، وقد تناولت تلك الدراسة نشأة مدينة المنصورة وتطورها، ثم دراسة سكانها(النمو- التوزيع– التركيب) حتى تعداد 1966، ثم مورفولوجية المدينة من حيث استخدام الأرض والتركيب الوظيفى والتخطيط، ثم تحديد إقليم المدينة ووظائفها الإقليمية.
- الدراسة التى قام بها شوهدى عبد الحميد عام 1999( ) عن النقل الداخلى فى مدينة المنصورة ومشكلاته، والتى تطرق فيها إلى دراسة العوامل الطبيعية والبشرية المؤثرة فى النقل، ثم دراسة شبكة الشوارع وخصائصها وحركة المرور عليها، كما تناول دراسة مداخل المدينة وحركة النقل عليها، ثم مشكلات النقل ووسائل علاجها.
- الدراسة التى قدمتها هويدا إبراهيم رمضان عام 2000( ) عن العمران العشوائى، وقد تناولت فيها دراسة حالة لثلاث مناطق للزحف العمرانى العشوائى على الأراضى الزراعية.
- الدراسة التى قامت بها هدى محمد حسانين عام 2002 ( ) عن السكان والعمران فى مدينة المنصورة، وتناولت فيها بإيجاز دراسة البعد السكانى (النمو- التوزيع - الكثافة- الهجرة الداخلية) وعلاقته بالإسكان فى المدينة.
- الدراسة التى قدمتها مها حسنين عن التخطيط الحضرى لمدينة المنصورة عام 2003، وتطرقت فيها إلى دراسة المدينة من حيث نشأتها وتطورها العمرانى والعوامل المؤثرة فيه، ثم دراسة السكان من حيث النمو والتوزيع والتركيب، ثم دراسة بعض جوانب التركيب العمرانى والتخطيط المستقبلى للمدينة.( )
كما جاءت مدينة المنصورة ضمن دراسة مختار الشهاوى عن جغرافية العمران فى مركز المنصورة عام 1976( )، ودراسة وائل عبد الله عن سكان مركز المنصورة عام 1999( )، وجاءت مدينة طلخا ضمن دراسة محمد مرعى عن مركز طلخا عام 1988.( )
بالإضافة إلى الدراسات السابقة التى تناولت مدينتى المنصورة وطلخا أو إحداهما، هناك دراسات خارج التخصص الجغرافى تناولت مدينة المنصورة منها:
- الدراسة التى قدمتها نعيمة منصور عام 1987( )عن الخصائص الديموغرافية والاجتماعية المصاحبة للنمو السكانى واتخاذها مدينة المنصورة كنموذج تطبيقى خلال الفترة (1947-1976).
- الدراسة التى قدمتها فتحية الحوتى عن الأحياء العشوائية فى حضر مصر بالتطبيق على مدينة المنصورة عام 1998.( )
- مناهج الدراسة وأساليبها:
من أجل تحقيق أهداف الدراسة سالفة الذكر، فقد تم إتباع بعض المناهج والأساليب لعل من أهمها:
المنهج المقارن الذى استخدم عند المقارنة بين الخصائص والجوانب المختلفة التى شملتها الدراسة، وذلك على مستوى حضر المحافظة وجملتها والمجمع الحضرى، ثم على مستوى الشياخات داخل المجمع الحضرى، كذلك اعتمد الطالب على منهج التحليل المكانى والمنهج الوصفى فى دراسة شكل الخطة العمرانية وتصنيف شبكة الشوارع وحركة المرور عليها، ودراسة جوانب التركيب العمرانى واستخدام الأرض، كذلك فى التعرف على العلاقات الارتباطية بين متغيرات الدراسة، كما استندت الدراسة إلى المنهج التطبيقى النفعى عند دراسة أنماط السكن العشوائي، ووضع الحلول المقترحة لحل المشكلات التى يعانى منها المجمع الحضرى، وبذلك تخرج الجغرافيا من إطارها النظرى إلى مجال التطبيق شأنها فى ذلك شأن العلوم التطبيقية الأخرى، كما تم إتباع منهج الرفاه الاجتماعى فى معرفة أوجه القصور والمشكلات داخل الهيكل العمرانى وكيفية معالجتها عن طريق الوصف والتفسير والتقييم والعلاج(التقويم) والتنفيذ.(3)
كما استندت الدراسة إلى الأساليب الآتية:
1- الأسلوب الإحصائى وتطبيق بعض طرق القياس الكمى:
استندت الدراسة إلى مجموعة من الأساليب والقوانين الإحصائية لمعالجة البيانات المستخدمة فى الدراسة، ولعل من أهمها: مؤشر التركز السكانى، منحنى لورنز، وقرينة لورنز، مركز الثقل السكانى، والكثافة العامة والصافية، ودليل الفروق النسبية للتركيب العمرى، ونسبة النوع، والعمر الوسيط، والجار الأقرب، ومعامل الارتباط، والمعادلة الأسية لاستخراج معدل النمو السكانى، ومعدل النشاط المنقح.
كما استعان الطالب ببعض البرامج الإحصائية فى تحليل البيانات وتمثيلها بيانيـًا مثل برنامجExcel ، وبرنامج الحزمة (أو الرزمة) الإحصائية للعلوم الاجتماعية SPSS/PC لتفريغ ومعالجة استمارات الاستبانة، واستمارات الحصر الميدانى لجوانب التركيب العمرانى واستخدام الأرض، كما تم الاستعانة بهذا البرنامج فى إجراء بعض الأساليب الإحصائية المتقدمة مثل أسلوب التحليل العاملى Factor analysisوذلك لتحديد مقدار ونوعية الارتباط بين المتغيرات المختلفة، وتحديد القيم المعيارية لارتباط الشياخات بالعوامل المشتقة، وأسلوب التحليل العنقودى(الشجرى) analysis Cluster لإظهار التباين بين الشياخات بناء علي قيمة يتم استخراجها لكل شياخة توضح مدي اقترابها أو تباعدها عن بقية الشياخات.
2- الأسلوب الكارتوجرافى:
اعتمدت الدراسة على الأسلوب الكارتوجرافى لتمثيل البيانات الإحصائية، وقد تم الاستعانة ببرامج MapInfo ver.7.5 Arc view ver.3.2, Arc Gis ver.9.0, Excel, Harvard Graphics فى رسم الخرائط والرسوم البيانية، وقد اعتمدت معظم الخرائط على قاعدة البيانات التى تم إنشائها سواء للمبانى أو لشياخات المجمع الحضرى.
3- أسلوب نظم المعلومات الجغرافية، وإنشاء قاعدة البيانات الرقمية:
تعد تقنية نظم المعلومات الجغرافية أحدث الأساليب لتنظيم ونشر المعرفة المكانية من خلال ربطها بمواقعها الجغرافية، وقد أفادت هذه التقنية فى التغلب على تعدد مقاييس الخرائط المستخدمة فى الدراسة، وقد مر إنتاج الخرائط بعدة مراحل بداية من إدخال الخرائط الورقية بالماسح الضوئى Scanner، ثم ترقيمها باستخدام برنامج Auto cad map2000i، ثم بناء العلاقات المكانيةBuilding Topology مستعينـًا ببرنامج Arc info، ثم تلا ذلك معالجة أخطاء الترقيم بالطريقة الآلية Clean، ثم معالجة أخطاء الترقيم المتبقية بالطريقة اليدوية بواسطة المستخدمEditing ، ثم أعادة بناء العلاقات المكانية Rebuilding Topology مرة أخرى، ثم تلا ذلك عمل تحويل Transformation للخرائط وبناء جداول قاعدة البيانات، ثم عمل الإسقاط للخرائط Projection، ثم الاستفادة النهائية من خلال ربط قاعدة البيانات بالخرائط والحصول على المخرجات (خرائط، أشكال بيانية، جداول) وذلك مستعينـًا ببرامجMapInfo, Arc view, Arc Gis .
وقد تم الاعتماد على تقنية نظم المعلومات الجغرافية فى تحديد مركز الثقل السكانى باستخدام برنامج
Arc view ver.3.2 والامتداد K-12 School Tool، وتحديد نفوذ الخدمات التعليمية، والتعرف على الخصائص التوزيعية للمناطق العشوائية باستخدام طريقة النطاقات Buffer، كما تم استخدامها فى إعادة تصنيف البيانات الوصفية وذلك بإزالة الحدود بين الشياخات المتشابهة فى التوزيع، وفصل المناطق العشوائية من الطبقة Layer باستخدام طريقة الاقتطاع Clip، كما تم الاستفادة منها فى معرفة أطوال شبكة الشوارع، ومعرفة أوجه القصور التى يعانى منها المركب العمرانى، وذلك بطريقة وضع الطبقات فوق بعضها البعض Overlay لإيجاد العلاقة بين المتغيرات المختلفة لجوانب التركيب العمرانى، كما أمكن للطالب التعامل معها وإدارتها والاستفادة منها فى تحليل البيانات استخلاص النتائج من قاعدة البيانات الوصفية التى تم إعدادها وذلك باستخدام أسلوبquery .
- مصادر الدراسة:
تعددت وتنوعت مصادر المعلومات التى اعتمدت عليها الدراسة تبعـًا لمقتضيات البحث والتى يمكن حصرها فيما يلى:
1- المراجع العلمية :
تطلب الإعداد لهذه الدراسة الإطلاع على أدبيات جغرافية السكان والعمران أو المدن العربية والأجنبية، والتى أفادت الطالب فى بعض الجوانب المتعلقة بالخصائص السكانية والعمرانية، فضلاً على كتب علم الاجتماع الحضرى وكتب الهندسة المعمارية وكتب التخطيط العمرانى، كما تطلب الإعداد لهذه الدراسة الرجوع إلى العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، فضـلاً عن الدوريات العربية والأجنبية فى جغرافية العمران الحضرى والسكان أو التى تناولت بعض جوانب التركيب الداخلى للمدينة والتى سترد فى قائمة المصادر والمراجع بنهاية البحث.
2- المصادر الإحصائية :
تتمثل فى التعدادات الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن خصائص السكان والإسكان والمنشآت، والظروف السكنية، كذلك الإحصاءات الحيوية.
وإلي جانب الإحصاءات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تتوفر بيانات إحصائية تصدر عن الجهات والهيئات المعنية، كمديرية الطرق والكبارى بالدقهلية، ومديرية الزراعة، ومديرية التربية والتعليم، مديرية التموين والتجارة، مديرية الشئون الصحة، الهيئة العامة للتأمين الصحى بالمنصورة، الإدارة العامة لمركز المعلومات والتوثيق ودعم اتخاذ القرار التابع لجامعة المنصورة، والهيئة العامة للتنشيط السياحى بالدقهلية، شركة الدلتا للأسمدة والصناعات الكيماوية(مصنع سماد طلخا)، الشركة القابضة لكهرباء مصر(محطة كهرباء طلخا)، الوحدة المحلية لحى شرق المنصورة وغرب ومدينة طلخا، والإيرادات، وتفتيش رى غرب طنطا، وكذلك عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بالمحافظة، وتتنوع هذه الإحصاءات بين قليل منشور وكثير غير منشور.
3- الدراسة الميدانية :
تعد الدراسة الميدانية المصدر الأساسى الذى اعتمدت عليه هذه الدراسة، وقد تمت الدراسة الميدانية على مراحل ثلاث:
أ- المرحلة الأولى: كانت زيارة استطلاعية للتعرف على جميع أجزاء المجمع الحضرى ورفع حدود الشياخات على الخرائط الورقية الحديثة مستعينـًا باستمارة حدود الشياخات التى أُجرِى على أساسها تعداد 1996، ومساعدة مدير الإدارة المركزية لإجراء التعداد بفرع المنصورة، كما تم تحديد الأحواض الزراعية التابعة للشياخات التى لها زمام زراعى مستعينـًا بخريطة الأحواض الزراعية لمدينتى المنصورة وطلخا مقياس 1: 5000، وحصر الدورة الزراعية، ومساعدة المهندسين الزراعيين بإدارة المنصورة الزراعية.
ب- المرحلة الثانية: استغرقت 165يومـًا فيما بين شهرى مارس وديسمبر عام 2003، وتم خلالها تقسيم شياخات المجمع إلى 78 منطقة، وإجراء حصر ميدانى شامل لحالات المبانى وارتفاعاتها وأعمارها وأنماطها ومادة البناء، كما شمل العمل الميدانى رفع استخدامات الأراضى والمنشآت المختلفة، وأسعار الأراضى، والمناطق المخدومة بالمرافق والمحرومة منها، بالإضافة إلى التعرف على الخطط العمرانية السائدة، ورفع المستجدات العمرانية على الخرائط الورقية للاستدلال بها عند توقيعها من صورة المرئية الفضائية التى توفرت للطالب عام 2003.
ج- المرحلة الثالثة واستمرت نحو 42 يومـًا خلال شهور يناير وفبراير ويوليو وأغسطس وسبتمبر وأكتوبر ونوفمبر عام 2004، وتم خلالها رفع المناطق العشوائية، وحصر مبانيها، كما تم دراسة حركة المرور على شبكة الشوارع بالمجمع، بالإضافة إلى إجراء قياس لعرض الكبارى وبعض الشوارع المهمة، كما شمل العمل الميدانى أيضا رفع استخدامات الأراضى وجوانب التركيب العمرانى داخل عزبة الصفيح والهويس كنموذج لمناطق الزحف العشوائى على الأراضى الزراعية بالمجمع الحضرى لمدينة المنصورة، كما استهدف المسح الميدانى لعزبة الصفيح والهويس توزيع استمارة الاستبيان على أرباب الأسرة القاطنين بالعزبة لاستكمال البيانات خاصة فيما يتعلق بالخصائص السكانية والخدمات والمرافق والخصائص الاجتماعية والاقتصادية، والتعرف على المشكلات التى تعانى منها العزبة.
4- الخرائط و الصور :
تعد الخرائط على اختلاف مقاييسها وأنواعها من المصادر المهمة فى دراسات جغرافية العمران، وقد تطلب الإعداد لهذه الدراسة الرجوع إلى مجموعة من الخرائط التفصيلية للمنطقة على فترات زمنية مختلفة، منها خرائط مقياس 1: 1000 عام 1903، وخرائط مقياس 1: 2500 عام 1917، وخريطة مدينتي المنصورة وطلخا مقياس 1 :5000 عام 1950، وسلسلة خرائط المدن لوحات المنصورة وطلخا مقياس 1: 500 عام 1951، وخرائط الهيئة العامة للتخطيط العمرانى مقياس 1/20000 عام 1975، كما تمكن الطالب من الحصول على خرائط حديثة تغطى مدينتى المنصورة وطلخا وعددها 10 خرائط مقياس 1: 5000 صادرة عن مركز نظم المعلومات الجغرافية التابع للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء( )، كما استعان الطالب بصورة لمرئية فضائية فى ديسمبر عام2003 لإضافة المستجدات العمرانية.
الصعوبات التى واجهت الدراسة:
اكتنفت الدراسة كثير من الصعوبات منها:
- عدم توافر خريطة إدارية تتماشى مع الحدود التى يتم على أساسها إجراء التعداد، وقد أخذ الطالب على عاتقه إعداد خريطة إدارية للشياخات من أجل إجراء الدراسة على مستوى الوحدات الإدارية الصغرى – الشياخات– لإبراز التباينات المكانية فيما بينها.
- عدم توافر البيانات على مستوى الشياخات حيث إن أغلب البيانات كانت على مستوى الأقسام أو جملة المدينة.
- عدم التعاون المثمر من بعض موظفي كافة مراكز المعلومات التابعة للمديريات والهيئات المعنية، في حين أسهم الموظفون المختصون بتلك الجهات بجُهد مخلص في دعم البحث بالتقارير والإحصاءات.
- لازال يعترض البحث العلمى الذى يعتمد على جمع المادة العلمية من الميدان كثير من الصعوبات، إذ ينظر إليه بكثير من الشكوك على أساس أنه عمل غير شرعى ويتعارض مع الأمن العام، مما تسبب فى منع الطالب من إجراء الدراسة الميدانية عدة مرات.
- إن الطالب ليستحى ذكر قلة الدعم المادى لوسائل البحث، حيث تحمل الطالب نفقات شراء معظم تلك الوسائل، وكذلك تحمل نفقات الدراسة الميدانية وطباعة الرسالة.
- محتويات الدراسة:
مرت الدراسة بالعديد من المراحل بدءًا من مرحلة جمع البيانات والمادة العلمية، ومرحلة الدراسة الميدانية، ومرحلة إنشاء قاعدة البيانات الرقمية، ومرحلة التحليل الكمى والتمثيل الكارتوجرافى وصولاً إلى كتابة المتن.
وتأتى الرسالة فى جزأين، الأول يضم ستة فصول مسبوقة بمقدمة ويتبعها خاتمة، والجزء الثانى يتمثل فى الأطلس ويضم 140 شكلاً، 75 صورة.
تناولت المقدمة عرضـًا لأسباب اختيار الموضوع، والهدف من الدراسة، وتساؤلات الدراسة وفرضياتها، والدراسات السابقة، ومناهج الدراسة وأساليبها، مصادر المادة العلمية، الصعوبات التى واجهت الدراسة.
ويهتم الفصل الأول بدراسة خصائص السكان من خلال عدة موضوعات أولها دراسة توزيع السكان وكثافتهم خلال الفترة (1976-1996)، والتقييم الجغرافى لصورة توزيع السكان بالمجمع، ثم تطرق إلى دراسة التركيب العمرى والنوعى، ثم تناول بالدراسة والتحليل تركيب السكان طبقـًا للنشاط الاقتصادى، والحالة الزواجية، والحالة التعليمية، وإبراز مدى اختلافها وتباينها الجغرافى بين الشياخات، ومحاولة معرفة الأسباب الكامنة وراء هذا التباين.
وتناول الفصل الثانى الخطة العمرانية وشبكات البنية الأساسية من حيث التعرف على أثر خصائص الموضع فى تشكيل خطة المدينة، والخطط العمرانية للمجمع الحضرى، وشبكة الشوارع والطرق الرئيسة، والميادين والتقاطعات والكبارى والمنافذ والمزلقانات والمواقف، ثم دراسة شبكات البنية الأساسية من مياه الشرب ومرفق الكهرباء والصرف الصحى والغاز الطبيعى، واختتم الفصل بدراسة شبكة الاتصالات التليفونية.
وخصص الفصل الثالث لدراسة التركيب العمرانى فى المجمع الحضرى لمدينة المنصورة من حيث حالات المبانى وأعمارها وارتفاعاتها وثم دراسة كثافة المبانى والوحدات السكنية ومادة البناء، ثم اختتم الفصل بدراسة أنماط المبانى.
ويدرس الفصل الرابع استخدامات الأراضى فى المجمع الحضرى لمدينة المنصورة من حيث تصنيف مساحة المجمع إلى أراضى فضاء وأراضى مستخدمة، ثم تقسيم المساحة المستخدمة إلى استخدامات عدة مثل الاستخدام السكنى والاستخدام الصناعى والاستخدام التجارى والاستخدام التعليمى والاستخدام الصحى والاستخدام الإدارى والاستخدام الدينى وغيرها من الاستخدامات الأخرى، ثم دراسة التركز الموقعى لبعض الاستخدامات فى الشياخات، ثم اختتم الفصل بدراسة العلاقة بين أسعار الأراضى بالمجمع والاستخدامات المختلفة.
وجاء الفصل الخامس ليدرس المناطق العشوائية بالمجمع الحضرى لمدينة المنصورة، وذلك بالتعرف على مفهوم العشوائيات وأسباب ظهورها وتنميطها، ثم رصد الصورة التوزيعية للعشوائيات داخل المجمع الحضرى لمدينة المنصورة والتعرف على بعض ملامح التركيب العمرانى، ثم تناول الفصل دراسة عزبة الصفيح والهويس كنموذج تطبيقى للزحف العشوائى على الأراضى الزراعية، حيث تم إلقاء الضوء على الخصائص العمرانية من حيث التركيب العمرانى واستخدام الأرض وخصائص المسكن والبنية الأساسية والخدمات، كما تم تناول الخصائص السكانية من حيث الموطن الأصلى لأرباب الأسر والتركيب العمرى النوعى، والتركيب الاقتصادي والتركيب الأسرى، والحالة التعليمية والحالة الزواجية، والتعرف على الدخل الشهرى ومدة الإقامة، وخلصت الدراسة إلى تحديد بعض المشكلات التى تعانى منها عزبة الصفيح والهويس حسب آراء أرباب الأسر بداخلها.
ويهتم الفصل السادس بدراسة العلاقة بين الخصائص السكانية والعمرانية، من خلال التعرف على العلاقة الارتباطية بين الخصائص السكانية والعمرانية وعلاقة بعضهما ببعض، وذلك باستخدام بعض الأساليب الإحصائية المتقدمة مثل أسلوب التحليل العاملى وأسلوب التحليل العنقودى.
وتأتى الخاتمة موضحة لأهم النتائج والتوصيات التى تـم استخلاصها من دراسة الخصائص السكانية والعمرانية بالمجمع الحضرى لمدينة المنصورة.